الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دولة الاهل والعشيرة

مؤمن عشم الله

2013 / 3 / 14
المجتمع المدني


بالامس كنت في مستشفي حكومي باحدي المحافظات مرافقا لقريب لي ستجري له جراحة قلب مفتوح.....وهناك رايت مصر الاخري !!!
صراع لجل توفير أكياس الدم وصراع من أجل توفير متبرعين واعين متوسلة للمارة لعل كلمات التوسل والاستجداء تجد صدي لديهم مما قد يؤدي الي التعاطف معهم وقبول المساعدة. هؤلاء من لايعرفهم القادة والساسة ...هؤلاء لا تسمعهم الحكومة الموقرة.
دخلت في السابعة صباحا وقضيت 9 ساعات اختلطت مشاعري فيها ما بين الدهشة و الحسرة والسخرية والتعاطف والنقمة بينما لم تتصارع مشاعري في تكوين راي عن حكومتنا وقيادتنا.
أختلفوا في الهوية الدينية بينما في معاناتهم ذابت الايدولوجيات. ففي المعاناة فقط تتحقق الوحدة الوطنية. فالمنتقبة والسافرة والمحجبة و من تدق صليبا ومن تردي مصحف يتدلي من سلسلة اتفقوا علي التوحد علي موقف- ربما للمرة الاولي- من الحكومة.
جاءوا من كل المحافظات مابين الدلتا والصعيد والقناة و سيناء ومطروح .....كان تحالفا رائعا . رأيت سيدة مسيحية من المنوفية تلخص معاناتها بكلمات بسيطة ومختصرة فتقول " زوجي مريض نفسي ستجري له جراحة قلب مفتوح وانا اسعي لتوفير نفقات العملية والعلاج بالاضافة لتوفير نفقات أولادة الثلاثة . تقول انها موظفة من عام 1992 تتقاضي 400 جنيه و حاصلة علي دبلوم زراعي واولادها في مراحل التعليم الثلاث.
في مكتب أدارة المستشفي خيرها الموظف مابين توفير متبرعين بأربع لترات من الدم اي عدد 8 متبرعين بمعدل نصف لتر من كل فرد. او دفع ثمن اللترات الاربع وهو مبلغ 160 جنيه سعر اللتر الواحد باجمالي 640 جنيه للكل.فماذا كان الحل؟
اللجوء للكنيسة كان هو السبيل الوحيد وسط تعنت الموظفين وتشددهم معها . ذهبت معها للكنيسة و بالفعل كانوا متعاونين جدا فتم توفير اكياس الدم بالعدد المطلوب . ووفروا غطاء لتقصير حكومتنا الرائعة ولا عزاء للمواطن.
علي الناحية الاخري ، واثناء استعدادي للأنصراف بعد خروج قريبي من غرفة الجراحة بنجاح العملية. واثناء نزولي لسلم المستشفي الذي أمتلأت حوائطه بملصقات لحملات توعية ونداءات للتبرع بالاضافة لملصقات الرئيس المدني المنتخب. أمسكت بيدي راجية متوسلة قائلة: " والنبي يا استاذ تساعدني محتاجة 8 أكياس دم " صرخت قائلا " يادي الدم !!! " مالك يا ست أحكيلي ؟!!!" . هي سيدة منتقبة يبدو من صوتها أنها في الثلاثينيات من عمرها ، امراة نحيلة وهزيلة مبحوحة الصوت . جاءني صوتها الضعيف من الفقر والارهاق كما يبدو لي .
: جوزي دايخة من الصبح علي 8 أكياس دم و صوتي راح من الصراخ والتوسل ...متعرفش حل ؟!!
صمتت برهة و تزاحمت الافكار والمشاعر في رأسي مشاعر كتلك التي ذكرتها في بداية المقال يضاف اليها شعور بالنقمة والحنق المفسر طبعا.
كانت كلماتي لها عاجزةو أعترف أنها كانت كذلك. قلت لها تعالي معايا اذهب معك الي الجمعية الشرعية التابعة للمسجد الكبير الشهير بل والاشهر ليس في المنطقة وحدها بل في مصر كلها. فجاءت كلماتها صادمة ناقمة علي المسجد والجمعية وكل العاملين فيه. قالت لي وسط ذهول كل المارين بنا: " مش انا منقبة وملتزمة اهو لكن دول ناس ميعرفوش ربنا "
لم اعرف من تقصد بكلماتها ، هل كانت تقصد الحكومة ام القائمين علي المستشفي ام القائمين علي الجمعية ...ام علي المارة الذين لم يعيرونها اهتمام ...ام علي انا شخصيا؟!!!
ختمت كلماتها وهي تربت علي كتفي بعدما رأت علمات الحسرة علي وحهي : روح يا أستاذ متشكرة . لا اعرف لماذا خطر ببالي ساعتها كلمات الاعلان الاشهر عن احدي المستشفيات : تعاطفك لوحده مش كفاية.
لكن ماذا نملك من الامر سوي التعاطف بينما اولي الامر منا .....يجلسون في قصورهم يضحكون حتي تظهر نواجزهم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة اعتقال الشرطة الأمريكية طلابا مؤيدين للفلسطينيين في جام


.. مراسل الجزيرة يرصد معاناة النازحين مع ارتفاع درجات الحرارة ف




.. اعتقال مرشحة رئاسية في أميركا لمشاركتها في تظاهرة مؤيدة لغزة


.. بالحبر الجديد | نتنياهو يخشى مذكرة اعتقال بحقه من المحكمة ال




.. فعالية للترفيه عن الأطفال النازحين في رفح