الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطبقة الوسطى... العميل السري لأنظمة القمع العربية!

حسين محمود التلاوي
(Hussein Mahmoud Talawy)

2013 / 3 / 16
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


يشير تاريخ نشأة الطبقة الوسطى إلى أنها جاءت لكي تحافظ على المكاسب التي تحققت في المجتمعات والتي تمثلت في تنظيم وسائل الإنتاج؛ حيث كان الدور الرئيسي للطبقة الوسطى — والذي نبع منه اسمها — أن تقف وسيطًا بين طبقة ملاك وسائل الإنتاج وبين طبقة المنتجين؛ وذلك بأن تقوم بتخزين السلع وفائض الإنتاج. وكان أهل هذه الطبقة يقومون بوظيفة التخزين هذه في مخازن كبيرة كانت تعرف باسم البرج Bourg، وهو الأصل الذي جاء منه مسمى البرجوازية Bourgeoisie الذي أطلق على الشريحة الميسورة من الطبقة الوسطى، ثم بعد ذلك وفي القرن الـ18، بات يطلق في العالم الغربي على الطبقة التي صارت تملك وسائل الإنتاج من غير الإقطاعيين لأن علماء الاجتماع بعد الثورة الفرنسية 1789 رأوا أن هذه الطبقة ليست من طبقة النبلاء وكذلك ليست من طبقة العوام، فوضعوا لها مسمى الطبقة الوسطى باعتبارها وسطى بين طبقتي النبلاء والعوام.
ولكن هذه الطبقة انطلقت من مجرد الحفاظ على المكاسب التي تحققت في المجتمعات إلى تطويرها وتعظيمها؛ بحيث يزيد أفرادها من المكاسب التي تحققها طبقتهم. فكلما تحسنت وسائل الإنتاج، زاد الإنتاج، وبالتالي تحسنت المكاسب التي تحققها هذه الطبقة التي تقف في الوسط بين الجانبين. إذن، الطبقة الوسطى باتت تهدف إلى تحسين أحوال المجتمع وصارت هي "رمانة الميزان" في المجتمع؛ أي المتحكمة في إيقاعه. فما واقع هذه الطبقة في العالم العربي؟!

الطبقة الوسطى عربيًّا... أسئلة المصير!
تشير المصادر التاريخية إلى أن نشأة لطبقة الوسطى عربيًّا جاءت في مصر، وذلك عندما قام محمد علي بتحديث المجتمع المصري من خلال تحسين وسائل الإنتاج وتطوير القطاع الزراعي، إلى جانب إنشاء كلية الألسن والمؤسسات التعليمية العسكرية مما أحدث حراكًا في المجتمع المصري، وبدأت بعض الفئات الدنيا في الصعود جراء التعلم، والارتباط بالطبقات العليا وبالحكومة. وبالتالي، يرى البعض أن مفهوم الطبقة الوسطى في العالم العربي مغاير إلى حد كبير لمفهوم الطبقة الوسطى في المجتمع الغربي. كيف؟!
أصحاب هذا الرأي يرون أن مصطلح الطبقة الوسطى في العالم الغربي يطلق — كما قلنا سابقًا — على الطبقة الوسيطة بين طبقتي النبلاء والعوام، وهي الطبقة التي اضطلعت بدور تخزين السلع وفائض الإنتاج، وتملكت في مرحلة لاحقة بعضا من وسائل الإنتاج. ولكن الوضع مختلف في العالم العربي، لأن الطبقة الوسطى تعني تلك الطبقة التي تكونت من الفئات الاجتماعية التي ترقت عن أوضاع الطبقات الدنيا ولكنها لم تصل إلى العليا، فنالت مثلا التعليم مثل الطبقات العليا، ولكنها لم تصل إلى مستوى ثراء الأغنياء، أو كانت على قدر كبير من الثراء، ولكنها لا تزال لا تعيش في المراكز الحضرية.
وإذا استمررنا مع مصر، يمكن القول إن ثورة 1952 مثلت الانطلاقة الحقيقية للطبقة الوسطى في مصر، بالنظر إلى الاتساع الذي شهدته الروافد المختلفة التي تغذي الطبقة الوسطى من موظفي الحكومة إلى العسكريين، إلى جانب مجانية التعليم الجامعي، وكذلك التوسع في إنشاء المصانع، وتحديد الملكيات الزراعية وتقسيم الفائض على صغار الفلاحين، مما رفع الكثيرين إلى مصاف أصحاب الأملاك بعد أن كانوا من الفلاحين الأجراء، وانتقلوا إلى العيش في المراكز الحضرية. ومما لا شك فيه أن كون الشريحة التي فجرت الثورة هي شريحة العسكريين، فهذا يعني أن ثورة 1952 هي ثورة من منجزات الطبقة الوسطى بامتياز، لكون شريحة العسكريين من مكونات الطبقة الوسطى، الأمر الذي جعل الغالبية العظمى من قرارات الثورة تصب في مصلحة الطبقة الوسطى، وفي اتجاه تحسين أحوال الطبقات الدنيا بما يرفع أفرادها إلى مستوى الطبقة الوسطى ولو حتى للشرائح الدنيا من هذه الطبقة.

الانهيار....!
ربما تبدو كلمة "الانهيار" ثقيلة بعض الشيء، إلا أنها تعبر بالفعل عن الواقع الذي وصلت إليه الطبقة الوسطى في ظل الضربات الحادة التي تلقاها الجسم المصري، ومن بينها نكسة 1967 وانهيار الحلم القومي، حتى جاءت الذورة بسياسة الانفتاح التي تبناها الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات في انقضاض كامل على ميراث العدالة الاجتماعية الذي كرسه الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر، والذي تمثل فترة حكمه فترة صعود ثورة يوليو 1952، ثم كان المسمار الأخير في نعش هذه الطبقة بسياسات ما يسمى "الإصلاح الاقتصادي" والتي تبناها الرئيس المصري المخلوع محمد حسني مبارك منذ أواسط التسعينات. فماذا حدث؟!
جاءت هزيمة 1967 لتوضح أن خللا ما أصاب المجتمع المصري، وهو أن الطبقة الوسطى تخلت عن دورها في تطوير المجتمع لمصلحة النخبة السياسية الحاكمة التي كانت بالفعل من الطبقة الوسطى، إلا أنها عملت على تسكين المجتمع، وإبعاده عن الممارسة السياسية، رغم أن هذه الممارسة هي الأداة الأساسية لأية محاولات إصلاحية أو حتى لأية إجراءات تحافظ على المكاسب القائمة. أدى هذا الإبعاد إلى تكاسل الطبقة الوسطى عن لعب الدور الإصلاحي موكلة الأمر — أو مجبرة على إيكاله — إلى الطبقة السياسية الحاكمة التي بدأت تتبلور حولها بعض الجراثيم الاجتماعية من المنتفعين وغير ذلك. وجاء هذا التصرف من الطبقة الوسطى لأنها وجدت أن النخبة السياسية تقوم لها بكل ما يجب فعله من إصلاح اجتماعي، وتنمية اقتصادية صناعية وزراعية، وأداء سياسي.
استمرت الطبقة الوسطى في إيكال دور الممارسة السياسية إلى النخبة الحاكمة، ولكن هذه النخبة تغيرت بمجيء السادات الذي صار في عكس الاتجاه الناصري، وبدأ سياسة الانفتاح السياسي على الغرب، والاقتصادي بتحويل مصر إلى اقتصاد السوق، وهو الأمر الذي جاء مفاجئا في ظل مجتمع أنهكته الحرب إلى جانب عدم وجود خلفية مسبقة له عن الاقتصاد الحر، الأمر الذي أفقد الطبقة الوسطى توازنها لمصلحة طبقات المنتفعين من صغار التجار الذين تحولوا بين عشية وضحاها إلى "رجال أعمال" بفضل استيراد السلع الاستهلاكية الصالح منها والفاسد.
إذن، بدأ الترهل يصيب الطبقة الوسطى لعجزها عن التكيف مع الواقع السياسي والاقتصادي الجديد، فجاء ارتفاع أسعار السلع والخدمات نظير ثبات الرواتب ليهوي بالكثير من شرائح الطبقة الوسطى إلى الطبقات الدنيا، بالإضافة إلى التراجع النوعي في الخدمات التعليمية المقدمة، مما جعل الخريج لا يواكب احتياجات سوق العمل الأمر الذي أفرز البطالة التي ساهمت في تسارع المنحنى الهابط للطبقة الوسطى.
تكونت طبقة رجال الأعمال التي ربطت نفسها بسرعة بالطبقة السياسية الحاكمة عن طريق المصاهرة وقنوات الفساد المالي والسياسي، الأمر الذي ساهم في جعلها من الطبقات العليا، فسارعت الشرائح العليا من الطبقة الوسطى إلى محاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه، وراحت هي الأخرى تربط نفسها بطبقة "الأثرياء الجدد"، فارتقت إلى مصاف الطبقة العليا بشكل كبير، أو على الأقل بدأت تنفض يدها من كونها طبقة وسطى، نظرًا لـ"لعوار الاجتماعي" — إن جاز التعبير — الذي بدأ يتضح في مفهوم الطبقة الوسطى.

النتيجة؟!
أدى نشأت عليه الطبقة الوسطى من كسل سياسي في فترة الستينات إلى أن تفشل في محاولة البحث عن حلول، وزاد الأمر سوءًا أنها انشغلت بمحاولة النجاة من الانهيار، وبالتالي بدأت تحاول الحفاظ على المكتسبات التي كانت لديها، وبالتالي عادت للصورة الأولية لوظيفتها وهي الحفاظ على المكتسبات، ولكن بالمعنى السلبي. كيف؟!
في البداية، كانت الطبقة الوسطى تحاول الحفاظ على المكاسب "التي تحققت" من أجل تعظيمها فيما بعد. أما في العالم العربي، وفي مصر كنموذج، راحت تحافظ على المكاسب "التي تبقت" منعا لخسارتها، فتكرست هنا ما أسميه "ثقافة الثبات"، والتقوقع على الذات، خاصة لدى الشرائح المتعلمة من أبناء الطبقة الوسطى، والتي لم تنهر بعد للطبقات الدنيا، ولكنها في الوقت نفسه لا تملك ما يكفي من أدوات للصعود إلى الطبقة العليا.
ثقافة الثبات هذه أدت إلى ألا تسعى الطبقة الوسطى لأي إصلاح في المجتمع؛ لأن الإصلاح أدى إلى ترديها أكثر فأكثر. وبدلا من أن تحاول تطوير أدواتها لإنقاذ نفسها، راحت تحافظ على ما تبقى من أوضاع. ويمكن تشبيه الوضع بشخص يغرق، ثم وجد لوحا خشبيا فجلس فوقه وسط الأمواج؛ دون أن يبحر باللوح باتجاه أي من السفن أو الشواطئ المحيطة به خشية أن يغرق في البحر، فلا الطبقات الوسطى غرقت إلى الطبقات الدنيا، ولا هي وصلت إلى السفن أو شواطئ الأمان.

العميل السري
استغلت النظم القمعية هذه الثقافة للتصدي لأية محاولات تغيير في المجتمع، وراحت تغرق الطبقة الوسطى في الهموم والمشكلات لكي يصبح الشغل الشاغل لأفرادها هو النجاة بأنفسهم من المآزق الاجتماعية والمعيشية والتصدي لكل ما يؤدي إلى خلخلة في الوضع القائم؛ فباتت الطبقة الوسطى "العميل السري" للنظم القمعية في محاولات هذه انلظم مكافحة التغيير في المجتمع!
لكن الأوضاع تدهورت في مصر إلى درجة غير مسبوقة، الأمر الذي فجر ثورة 25 يناير على يد بعض — وليس كل — شرائح الطبقة الوسطى؛ فكان الشباب المتعلم وكذلك المثقفون هم من فجر الثورة، إلى جانب منسوبي الشرائح الدنيا الذين اندفعوا وراء الشباب والمثقفين، فكانوا وقود الثورة. بيد أن شريحة موظفي الحكومة وصغار التجار لم تتحمس للثورة في البداية، وظلت تتشكك فيها، إلى أن أيدتها في مرحلة من المراحل. لكن الحال اختلف الآن. كيف؟!
لم يتحقق من أهداف الثورة الكثير وهو ما تتحمل مسئوليته القوى الثورية بالدرجة الأولى، ولكن لهذا حديث آخر. بالتالي، عادت الشرائح الوسطى في الطبقة الوسطى إلى التمترس وحماية المكتسبات، وهو ما عنى الانقلاب على الثورة والذي تمثل في حصول مرشح النظام السابق في الانتخابات الرئاسية التي جرت العام الماضي على 12 مليون صوتا انتخابيا، أي نصف الكتلة التصويتية تقريبا. وكان موظفو الحكومة ورجال الأعمال وصغار التجار من الروافد الأساسية التي غذت هذا الرقم.

خطر الانقراض!
هل تتراجع الطبقة الوسطى من جديد، وتكتفي بما تحقق؟! تقول المؤشرات إن الكتلة الرئيسية من هذه الطبقة بدأت بالفعل التراجع، بعدما رأت أن الثورة لم تحقق لها ما تريد، وبالتالي بات لسان حالها "يسقط التغيير". إلا أن الشباب، وهم أيضًا من الطبقة الوسطى، لا يزالون في الشوارع يسعون إلى التغيير. فهل يتحقق؟! في تقديري الشخصي أنه لن يتحقق إلا إذا استفاقت الطبقة الوسطى وأدركت أن العدالة الاجتماعية، التي كانت السبب الرئيسي في نشأتها في مصر الحديثة، بدأت تغيب من جديد منذرة بانهيارات جديدة في الطبقة الوسطى ربما تفوق ما عانته منذ بدء سياسات الانفتاح.
لماذا هذا التوقع القاتم؟ لأن ظروف الانفتاح الاقتصادي حاليًا أصبحت أكثر قسوة، نظرًا لأن رؤوس الأموال صارت في غالبيتها غير مصرية، ولها اشتراطات قد لا تستطيع الفئات المتعلمة في الطبقة الوسطى أن تلبيها لعدم كفاءة النظام التعليمي ولعدم توافر رؤوس الأموال التي يمكن أن تلعب بها الشرائح العليا في الطبقة الوسطى دور الشريك مع الاستثمار الأجنبي.
إذن، الطبقة الوسطى برفضها المشاركة في السعي إلى التغيير تخاطر بفقدان موقعها في الخريطة الاجتماعية بل كذلك تضع نفسها في خطر الفناء كليًا، مما سيحدث فراغًا هائلًا في المجتمع ربما تملؤه بعض الفئات غير المؤهلة للعب دور الطبقة الوسطى، مما قد يؤدي إلى اضمحلال هذا الدور نهائيًّا من المجتمع المصري، ويعود المصريون — والعرب ككل نظرًا لاتخاذ المصريين عينةً تمثيليةً للعرب — إلى مراحل ما قبل التاريخ في التطور الاجتماعي!!

مصادر تمت الاستعانة بها في هذا المقال:
http://www.elalami.net/index.php?option=com_content&view=article&id=65&Itemid=68&showall=1

http://www.masress.com/alkahera/2089

http://en.wikipedia.org/wiki/Bourgeoisie

http://digital.ahram.org.eg/articles.aspx?Serial=400121&eid=444








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أخي حسين محمود التلاوي
فؤاد النمري ( 2013 / 3 / 17 - 04:50 )
قرأت مقالك يا أخي حسين لأنه يعالج أخطر موضوع يحكم صناعة التاريخ المعاصر دون أن يلتفت إليه الإقتصاديون أو السياسيون أو غيرهم
اعتمدت معالجتك لمثل هذا الموضوع الخطير على ملاحظات خارجية لا شأن لها بعلاقات الإنتاج أي بدور هذه الطبقة في العملية الإنتاجية
الطبقة الوسطى هي الطبقة التي تقوم بخدمة دورة الإنتاج الرأسمالي العمالي، تنتج الخدمة ولا تنتج الثروة. دور هذه الطبقة في تشكيل النظام العالمي القائم اليوم أو الأحرى اللانظام
موضوع الطبقة الوسطى في غاية التعقيد حتى يقصر فيه عتات الاقتصاديين
لعلك تقارب الوضوع بصورة أفضل بعد قراءة كتابي المنشور على النت بعنوان (جديد الاقتصاد السياسي)
مع خالص تحياتي


2 - شكرا لكم على التعليق
حسين محمود التلاوي ( 2013 / 3 / 18 - 11:41 )
شاكر لك تعليقك أخ فؤاد النمري، ولكن لي تعقيب من نقطتين. الأولى هي أن القارئ الإلكتروني يمل بسرعة بشديدة من الموضوعات الطويلة، وبالتالي يتعين الإشارة فقط إلى المبادئ والأساسيات، ومن يريد الاستزادة فعليه التوجه إلى الكتب المتخصصة. أنا هنا فقط أثير الوعي بالقضية وأقدم بعض المبادئ الأساسية عليها ومن أراد الاستزادة في النقاش فليرسل تعليقا كما تفضلت بأن فعلت.
النقطة الثانية هي أنني اعد مجموعة كاملة من الموضوعات عن هذه الطبقة سيتم فيها التركيز على مفاهيم ونقاط بعينها بشكل أكثر عمقا وبما لا يثير ملل القارئ الإلكتروني أيضا وهذا هو المبدأ الأساسي الذي أتبعه. ما أفقد الشباب العربي طريقه نحو الثقافة هو المقاربات شديدة العمق التي جعلته يلجأ إلى الأمور السطحية لا حتى المقاربات السطحية للأمور العميقة. وبالتالي، يتعين اللجوء للتبسيط لا التسطيح وكتابة المعلومات المغلوطة من أجل إيصال الفكرة الأساسية. وأعتقد أن الموضوع بالألى لم يتضمن معلومات مغلوطة وحتى جزئية امتلاك بعضا من وسائل الإنتاج مذكورة في عدد من المراجع وبالإمكان البحث عبر الإنترنت على مصادر موثوقة ومن بينها مواقع باللغة الإنجليزية.

اخر الافلام

.. بشكل فوري.. الجيش الإسرائيلي يأمر بإخلاء أحياء بخان يونس ورف


.. الفلسطينية التي اعتدى عليها كلب الاحتلال تروي تفاصيل الجريمة




.. أخبار الصباح | بايدن ينتقد المحكمة العليا.. وأول تعليق من إي


.. -تايمز أوف إسرائيل- تستبعد إرسال الجيش الإسرائيلي للآلاف من




.. علاقة السمنة بانقطاع التنفس أثناء النوم