الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الله اكبر !

عارف معروف

2013 / 3 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الله اكبر !

عارف معروف
حينما انطلقت قبل اكثر من اربعة عشر قرنا كانت فتحا مبينا اشار الى افق جديد من الوعي وفجر آخر اوسع مدى بما لاحد له . " الله اكبر "...كانت خلاصة جهد معرفي انساني طويل انبجست نتائجه الزاهرة في بشر وسط صحراء العرب. وهكذا حملتها الاكف وتلاقفتها الاكف حتى تخوم المعمورة راية وبشارة بصبح مختلف . لكنها ، مثل كل عبارة في فم البشر ، قديما وحديثا ، عبّرت عن المعنى مرة وتجاوزته الى نقيضه مرات ! فغلفت غاياتهم، على اختلافها ، صفحة تستهوي الافئدة وفتيلا يفجر الحماسة او دثارا يحجب البصيرة ويمنع الاسئلة !
وهكذا ..فاذ جعلت " الله اكبر " سنابك الخيل تطأ تخوم الصين في بواكيرها ،انطوت، كذلك ، على غايات مطلقيها الخاصة ، المضادة ،في ذات البواكير . فمن المحتمل ، بل من المؤكد ، ان الاسياف التي اعملت في جسد الحسين تمزيقا كانت تخوض بمهرجان الدم، ذاك ، تحت صرخات "الله اكبر" . ومن المحتمل ، كذلك ، بل ومن المؤكد ، ان المرهفات اللواتي قطعن سلاميات نائله واحتززن رأس عثمان ، كن يستمدن العزم والحماسة من صرخات " الله اكبر " . كذلك كان امر سيف ابن ملجم وهو يهوى على رأس علي وخنجر بن لؤلؤة وهو يغور في جانب عمر !
و على مدى التاريخ اللاحق، كانت "الله اكبر" ، منيرة مرة ومظلمة مرات ومرات ..تهدر بها الحناجر وهي ترفع الوضيع الى سدة الامر والنهي و....تهتف بها صرخات الدهماء وهي تحط السامق الشريف الى درك السحل والمثلة !... " الله اكبر " كانت نشيد انقلاب شباط 1963 الذي لعلعت به اذاعة بغداد في الوقت الذي كان العراق يغرق في الدم ، و .. " الله اكبر " كانت صرخات الموتورين وهم يقيدون عبد الكريم قاسم وصحبه الى الكراسي ليعدمونهم بالرصاص دون محاكمة ، " الله اكبر " كانت العبارة التي اضافها صدام حسين ، بمكر ، الى العلم ليمهر اسلامه الزائف ويشهد الناس على دولته العربية الاسلامية الكاذبة في مواجهة ايران الاسلامية وليعصم راية السلطة من التغيير ، مهما اختلفت الاعصر وفعل المناؤون!
يطلق تاجر الغرائز ،الاريب، اليوم ، صرخته وسط الجموع : "تكبير" ....فتستجيب لها صرخات قصيرة ، حادة ، لاتشبه الصوت البشري في شيء تصدر عن اعماق سحيقة لاصلة لها بالوف السنوات من تحضر وتفكر وتأنسن الانسان.. "الله اكبر "... " الله اكبر "، وتندفع ، اثرها ،قطعان من "البشر " وهي تطأ باظلافها وحوافرها كل جميل وحميم وعريق وبنّاء..
" تكبير "...وتشد الاكف على السكاكين والخناجر وهي تتعطش بضمأ خرافي الى الدم والظلام والغاب ... "تكبير"... وتنعدم الرؤيا ويغلف الحجر المشاعر فتدمر الاوطان وتمزق الرايات ويذبح الطفل ويغدر الصديق ويحرق الجار ....
ليست مصادفة ابدا ، ان يتم بيع وتداول عقار الهلوسة الجماعية .. " تكبير " .. حيث تفوح روائح الجاسوسية ونوازع التخريب ومرامي التقسيم واعادة التقسيم بل وبيع اوطان وشعوب كاملة بالجملة والمفرد.
قلنا اذن ، ان "الله اكبر" ، مثل كل عبارة في فم البشر ، عبّرت عن معنى حقيقي ، ناصع ، صادق ،مرّة وتجاوزته الى ان تكون غطاءا لغايات ومآرب حالكة مرات ومرات ! لكنها المرة الاولى التي يبدو وكأن طلاقا بائنا بينونة كبرى قد فسخ العلاقة بين الله وهذه الصرخة ، بين الاسلام وانسانيته وبين تجارة " التكبير "، حيث اسفر تاجر الدم والظلام ، بائع عقار الهلوسة الجماعية ، لاول مرة ، عن وجهه في عز النهار بعد عقود من تجنب الضوء والسير الحذر لصق جدران الشوارع الخلفية المعتمه ليبدو ...هازئا ، شامتا ، ومطالبا بنصيب اكبر بازاء الاسياد :ان كل اسلحتكم المتطورة الفتاكة وجيوشكم الجرارة ، ان كل ما تظهرون وتبطنون من ركام المعلوماتية والرقميات ، ان كل وكالات تجسسكم وشبكات معلوماتكم ، ان كل ما تنفقونه من مليارات ومليارات ، لايعدل ، اليوم ، بأثره ونتائجه، كلمة واحدة مما توفرت عليه عبقريتي: " تكبير " ... " الله اكبر " !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الله اكبر.. من ماذا اكبر؟
نور ساطع ( 2013 / 3 / 16 - 23:29 )



الله اكبر.. بعدها تقطع الرؤوس

الله اكبر.. بعدها تسيل الدماء

الله اكبر.. بعدها انفجار ولهيب

الله اكبر.. بعدها اشلاء مبعثرة

الله اكبر.. بعدها صراخ وعويل

الله اكبر.. بعدها خراب ودمار

الله اكبر.. بعدها تخلف وجهل

الله اكبر.. بعدها تكبير وتطبيل

الله اكبر.. من ماذا اكبر؟



2 - أصل عبارة الله أكبر-1
أحمد حسن البغدادي ( 2013 / 3 / 17 - 01:43 )
إن ّ أصل عبارة الله أكبر، هو شعيرة جاهلية من قبل ألأسلام، وأصلها هو; الللا ّت أكبر من العزة،
واللات هو إله القمر عند الجاهلية، والعزة هو إله الشمس،
ورمزه; هلال ووسطه نجمة.
وهذه آلهة كانت تعبد في الجاهلية، ومعنى الشعار هو; إن ّالشمس أكبر من القمر، حسب إعتقاد العرب في الجاهلية، لرؤيتهم المجردة لقرص القمر يبدو كأنه أكبر من الشمس، ويعتقدون إن ّ القمر أعظم من الشمس، لأن القمر قهر ظلام الليل، بينما الشمس تأتي في النهار المضئ أصلا ًبدونها، هكذا كانوا يعتقدون، لذلك أخذ العرب التوقيت القمري ومن ثم أصبح التوقيت الأسلامي الرسمي، وهو مختلف عليه بين السنة والشيعة، فمرة الشهر ٢٨ يوم، ومرة ٢٩ يوم ومرة ٣٠ يوم، بينما حضارة وادي الرافدين منذ زمن البابليين أخذت التوقيت الشمسي، والنظام الستيني المستعمل إلى اليوم في حساب الزمن وغيره، وكذلك أخذته المسيحية والصابئية واليهودية.
وكان هذا الشعار، هلال ووسطه النجمة،يأخذه العرب معهم في حروبهم، تبركا ً ورمزا ً للنصر، وفي بداية الهجوم في الحروب يهتفون; اللا ّت أكبر من العزة، أي إن ّ القمر حتما ً سينتصر على الشمس،


3 - أصل عبارة الله أكبر -2
أحمد حسن البغدادي ( 2013 / 3 / 17 - 02:06 )

فأخذ المسلمون هذه الشريعةكما هي، فهم يرددون، الله أكبر، حينما يبدأوا بالهجوم بالحرب ، بل ووضعوا نفس الرمز، هلال وسطه نجمة فوق جوامعهم، ويضعون عبارة الله أكبر مقابلها.

وهذا أكبر دليل على صحة مانقول، كلمات الشعار ورمزه هو نفسه شعار ورمز إله الجاهلية الجاهلية.

لماذا يقول المسلمون الله أكبر ثم يسكتون؟، دون ذكر المقرن به ، فليقولوا لنا الله أكبر من ماذا؟ والواجب لغة ً ذكر المقارن به، ليكتمل معنى الجملة، فعرب الجاهلية كانوا يقولوها صراحة..
الللات أكبر من العزة .

والجواب هو، أعتقد إنهم لايقولوها، لأنها لشعرة التي تقسم ظهر البعير كما يقول المثل العربي.

تحياتي...




4 - أصل عبارة الله أكبر -2
أحمد حسن البغدادي ( 2013 / 3 / 17 - 02:07 )

فأخذ المسلمون هذه الشريعةكما هي، فهم يرددون، الله أكبر، حينما يبدأوا بالهجوم بالحرب ، بل ووضعوا نفس الرمز، هلال وسطه نجمة فوق جوامعهم، ويضعون عبارة الله أكبر مقابلها.

وهذا أكبر دليل على صحة مانقول، كلمات الشعار ورمزه هو نفسه شعار ورمز إله الجاهلية الجاهلية.

لماذا يقول المسلمون الله أكبر ثم يسكتون؟، دون ذكر المقرن به ، فليقولوا لنا الله أكبر من ماذا؟ والواجب لغة ً ذكر المقارن به، ليكتمل معنى الجملة، فعرب الجاهلية كانوا يقولوها صراحة..
الللات أكبر من العزة .

والجواب هو، أعتقد إنهم لايقولوها، لأنها لشعرة التي تقسم ظهر البعير كما يقول المثل العربي.

تحياتي...





5 - العزيز احمد حسن البغدادي المحترم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2013 / 3 / 17 - 06:26 )
تحية طيبه
تقول:
إن ّ أصل عبارة الله أكبر، هو شعيرة جاهلية من قبل ألأسلام، وأصلها هو; الللا ّت أكبر من العزة،
واللات هو إله القمر عند الجاهلية، والعزة هو إله الشمس،
ثم تقول
ومعنى الشعار هو; إن ّالشمس أكبر من القمر، حسب إعتقاد العرب في الجاهلية، لرؤيتهم المجردة لقرص القمر يبدو كأنه أكبر من الشمس، ويعتقدون إن ّ القمر أعظم من الشمس
اعتقد هناك التباس
اكرر التحية:


6 - تصحيح.
أحمد حسن البغدادي ( 2013 / 3 / 17 - 07:24 )
شكرا جزيلاً للأستاذ عبد الرضا حمد جاسم على التنبيه للخطأ الوارد في السطر الرابع، الشمس أكبر من القمر.
وعذرا ً عن الخطأ،
والصحيح هو; إن القمر أكبر من الشمس، حسب إعتقاد العرب.


7 - شكرا للاضاءات
عارف معروف ( 2013 / 3 / 17 - 08:44 )
الاخوة الكرام ، نور ساطع ،احمد حسن البغدادي ، عبد الرضا حمد جاسم ...
.شكرا للااضاءات القيّمة ، مع الموّدة


8 - الله اكبر هي جملة غير مفيدة
بشارة خليل قـ ( 2013 / 3 / 17 - 09:02 )
غير مفيدة لغويا , كما اسلف الاستاذ عبد المحترم, بل وضارة فعليا فهي اصبحت وباصرار المسلمين (القسم الذي يستعملها للترويع والقسم الذي لا يعترض على ذلك) مقترنة بالارهاب والعنف والتفجير والذبح والرجم والسحل والشنق والتقطيع , فضلا عن استعمالها في مواقف متضادة : للتعبير عن الغضب وللتعبير عن الرضى وكل هذا بدون الوعي بانها جملة غير مفيدة وافاتحة للمآسي
مع تحياتي للكاتب وقرائه جميعا


9 - اكبر متكبر يتكبر كبرياء كلها اسماء اله الاشلاء
حكيم العارف ( 2013 / 3 / 18 - 05:50 )
اكبر متكبر يتكبر كبرياء كلها اسماء اله الاشلاء الموتى القتله ...

كم من ارتعب عندما سمع ان -الله اكبر- ليس خوفا من الله بل من متعطشوا الدماء الذين يصرخون ...

كم من كرهوا هذا الاله الذى يلقبونه -الرحمن- ولم يسكب الرحمه فى قلوب اتباعه بل ويحثهم على ارهاب الاخرين ..-نصرتم بالرعب- وليس بقوة الله ...