الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إسلام مختلف فى تونس؟

نوال السعداوي
(Nawal El Saadawi)

2013 / 3 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أقبلت نحوى وعانقتنى بحرارة، قبل مغادرتها قاعة المؤتمر، وقالت: نورت تونس يا دكتورة نوال.

قالوا (بعد خروجها) إنها السيدة «محرزية العبيدى» النائب الأول لرئيس المجلس الوطنى التأسيسى فى تونس، تنم ملامحها عن الطيبة والحزم معا، وجهها مستدير أبيض مبتسم يحوطه حجاب يخفى شعرها.

بعض التونسيات المنتميات إلى التيار الإسلامى السياسى يرتدين الحجاب وبعضهن سافرات، لأن ارتداء الحجاب ليس إجباريا فى حزب النهضة، كما قالت لى كوثر حمدى، التى حصلت على الجائزة، فى عيد المرأة يوم ٨ مارس، بصفتها رائدة اقتحمت مجالا كان حكرا للرجال، هى فتاة نحيفة الوجه والجسم، لكن فى عينيها ويديها صلابة امرأة تسوق قطار المترو دون أن يطرف لها رمش.

تشجعت من بعدها الفتيات، وأصبح فى تونس اليوم عشر نساء يعملن سائقات لقطارات المترو.

نجحت المرأة التونسية على مدى السنين فى اكتساب حقوق لم تنلها النساء فى أى بلد عربى، ونالت المرأة فى الدستور التونسى المساواة الكاملة بالرجال فى جميع الحقوق والواجبات العامة والخاصة.

كانت بعض النساء، منهن السيدة محرزية العبيدى، يطالبن بالتكامل فقط وليس المساواة الكاملة بين النساء والرجال، فخرجت المظاهرات النسائية إلى الشوارع تهتف: «محرزية لا تمثل المرأة التونسية»، ودار الصراع حتى انتصرت النساء، وتم النص فى الدستور على المساواة الكاملة بين النساء والرجال.

انتصرت النساء أيضا فى إخراج الشريعة الإسلامية من الدستور، كما أصبح فى المجلس التأسيسى «أو البرلمان» ٦٠ امرأة من ٢١٧ عضوا يشاركن الآن فى وضع دستور تونس الجديد.

كيف نقارن بين وضع المرأة فى مصر ووضعها فى تونس؟ يتغير الدين مع تغير نظام الحكم، هذه حقيقة تاريخية لا يمكن إنكارها.

يختلف الإسلام فى تونس عنه فى مصر أو السودان أو السعودية أو أفغانستان أو إندونيسيا أو غيرها من البلاد كما تختلف المسيحية، وأى دين آخر، من بلد إلى بلد.

فى الحكومة الجديدة التونسية امرأة واحدة وزيرة، هى د. سهام بادى، وزيرة المرأة والأسرة، شابة ذات حيوية لا ترتدى حجابا، تنتمى لحزب المؤتمر المدنى العلمانى، الذى ينتمى إليه رئيس الدولة د. منصف المرزوقى، الذى رحب بى فى حفل تكريم المرأة ٨ مارس ٢٠١٣، وقدم لى الجائزة، وقال للحاضرين: عرفت د. نوال منذ ثلاثين عاما فى باريس، أما د. سهام بادى فقد قالت إنها قرأت كتبى وهى طفلة بالمدرسة، كذلك د. مهدى مبروك وزير الثقافة الذى قرأ كتبى منذ ربع قرن فى المدرسة أيضا.

أذكر أننى دعيت لإلقاء محاضرة فى تونس خلال الثمانينيات من القرن الماضى، وامتلأت قاعة الطاهر حداد بالجماهير وسدت الطرق المؤدية إلى المبنى، ولم أستطع إلقاء المحاضرة بسبب الزحام، وتم تأجيلها لتعقد فى القيروان، فانطلقت الجماهير، نساء وشبابا ورجالا، بالقطارات إلى القيروان.

بالصدفة كان ياسر عرفات فى تونس، ومعه محمد فائق وزير الإعلام السابق فى عصر عبدالناصر، قال لى ضاحكا: يقولون إن أم كلثوم حين تزور تونس لا تسد الجماهير الشوارع كما حدث معك؟

عندى ذكريات حميمة مع تونس، أشعر فيها أننى وسط عائلتى وأهلى، بلاد الخضرة ونضارة العقل وحرارة القلب. دولة تونس قررت تدريس كتبى ضمن المناهج فى المدارس والمعاهد، وقرأها الشعب التونسى جيلا بعد جيل، كانت كتبى حينئذ تصادر فى مصر، ويطاردنى بوليس السادات ومبارك، ويوضع اسمى على قوائم الموت.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لاكرامة لنبي بين قومه
مروان سعيد ( 2013 / 3 / 17 - 08:48 )
تحية كبيرة لكي سيدتي وتحيتي للجميع
الذي حصل معك حصل لكثيرين قبلك وهناك مثال الشاعر الكبير نزار قباني لقد نفي واضطهد في سوريا وكان من اكبر الشعراء
اما اشد ما ادهشني بموضوعك بان الاسلام بتونس مختلف عن غيره وهذا صحيح مئة بالمئة وقد كان حديثنا البارحة بهذا الموضوع
لقد كنا بجلسة عائلية نرى التلفاز وكان برنامج السوبر ستار الالماني وكانت فتاة في ريعان الشباب وصوتها رائع وكان لباسها مثل باقي المشتركات الا ان زوجتي المتابعة لهكذا برامج قالت لي ساصوت لهذه الفتاة لاانها تونسية وراينا ابويها يشجعوها وكم كانت فرحتنا كبيرة بهذه الفتاة وباهلها حتى اللجنة كانت فخورة بها وباهلها ولكن الذي شد انتباهي بان الام كانت تغطي راسها بحجاب وان والدها له ذقن وذبيبة
ولقد قلت لعائلتي ابشروا لاان التحرر والتغيير اتي لامجال لاان الاجيال لن تقبل العيش بجلباب الاباء
وللجميع مودتي


2 - كل شعب وله الله خاص به
فؤاده العراقيه ( 2013 / 3 / 17 - 09:54 )


نحن شعوب خدعت نفسها بنفسها من خلال تمسكها واقتناعها بالخرافات فخسرت بهذا حياتها عندما توقفت عن التفكير ومنه الأبداع
توصلت شعوبنا الى تحريم كل ما يمت للحياة بصلة , فالشك والتفكير والأختلاط بين الجنسين لديها من المحرمات الى ان وصل الحال الى تحريم الفرح
فعندما يصل الأنسان الى القناعة التامة بفكره سيتوقف عن الحياة بل يتراجع عنها كما تراجعنا نحن لأن الحياة تسير ونحن ساكنون لما قبل قرون , فلم يسألوا انفسهم برغم كل ما آلت اليه امورهم من سوء عن السبب في اختلاف الأسلام من بلد الى آخر بل وحتى الله يختلف لديهم ولا يسألون كيف يتغير الدين من حكم لآخر
ختاما اقول لكِ بأن اغلب الذين يرغبون بالفكر قد قرأوا كتبكِ منذ صغرهم حيث لغتكِ البسيطة والعميقة بنفس الوقت والأسلوب المليء بالحس والغني بالتجارب الواقعية التي تدخل العقول دون استأذان وشتان بينكِ وبين ام كلثوم والمقارنة هنا تعسفية برأئي حيث ام كلثوم تخدر العقول وانتِ تشحنيها بالفكر والأبداع
فهنيئاً لمصر ولتونس بكِ ايتها الغالية


3 - مقدمة الوعي والتحرر
عدلي جندي ( 2013 / 3 / 17 - 13:12 )
مقدمة تاريخ وعي عقل المرأة العربية الحديث هو مواقف وأفكار و كتابات د .نوال السعداوي وعلي الأجيال القادمة أن تتمم ما شُرح في المقدمة
تحية للإنسانة والمربية والفيلسوفة


4 - الاسلام المعضله
على سالم ( 2013 / 3 / 17 - 14:59 )
فى تقديرى انه عندما يختفى الاسلام نهائيا فى مصر سيكون هذا هو بدايه الحداثه والانفتاح والتقدم والحضاره الانسانيه العادله واعاده بناء الانسان المصرى من كائن مهمش ذليل الى انسان حر يملك كرامته وحقوقه الانسانيه العالميه,الاسلام هو سبب بلاء مصر وكل الدول الاسلاميه المبتليه بداء الاسلام


5 - سيدتي المحترمة جدا الدكتورة نوال السعداوي
Jugurtha bedjaoui ( 2013 / 3 / 17 - 22:11 )
سيدتي المحترمة جدا الدكتورة نوال السعداوي اريد ان اقول لك لمادا وجدتتي هاد الإختلاف عند النساء التونسيات بكل بساطة إنهن سليلات كاهنة وعليسة تونس بلاد الامازيغ الاحرار مثلها مثل كل بلاد شمال إفريقيا

اخر الافلام

.. التركمان والمسيحيون يقررون خوض الانتخابات المرتقبة في إقليم


.. د. حامد عبد الصمد: الإلحاد جزء من منظومة التنوير والشكّ محرك




.. المجتمع اليهودي.. سلاح بيد -سوناك- لدعمه بالانتخابات البريطا


.. رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك يزور كنيسا يهوديا في لندن




.. -الجنة المفقودة-.. مصري يستكشف دولة ربما تسمع عنها أول مرة