الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العظمة الوبائية والحمى الولائية

عباس ساجت الغزي

2013 / 3 / 17
المجتمع المدني


العظمة الوبائية والحمى الولائية
حينما نتحدث عن العلاقات البشرية وروابط نشأتها تستوقفنا الكثير من المواقف والتجارب التي ساعدت في تكوين تلك العلاقات وكانت عنوان لنقطة الالتقاء بين الطرفين المتواصلين في الزمان والمكان المناسبين ، وفي العادة يسمى ذلك بالانجذاب نتيجة قوة التأثير في الأخر .
كثيرة هي المصالح المتبادلة بين بني البشر وان افتقدت فان التعارف يكون سيد تلك العلاقة حتى تجد قوة التأثير نافذتها لتمرير الأفكار والأفعال والسيطرة والتحكم بردود الأفعال لدى المقابل ، وتكون قوة التواصل متناسبة طردياً مع المصالح المشتركة وقد تصل في اغلب الأحيان إلى التوأمة مع الأخر .
وذاك التواصل والانجذاب والتأثير والتوأمة يكون ايجابياً أذا ما تحقق بين شخصين صحيحين وسليمين بل يكون عنوان البناء والتأسيس لقيام مجتمع فاعل ومؤثر في أبنائه انطلاقاً من مبدأ أن أكرمكم عند الله اتقاكم ، أما أذا كان العكس فان ذلك يعني الخراب ونزول البلاء في ذلك المجتمع ومن سنًّ سنًّة سيئة عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة .
والعظمة هي واحدة من الصفات السيئة وهو داء وبلاء يصيب المهووسون بحب النفس وحب إذلال الآخرين ولا يصل إلى قوته ألا بوجود حواضن له تساهم في خلق الأجواء المناسبة لتسيده وفرض سيطرته وتأثيره ، والطامة الكبرى أن كان المصاب بداء العظمة صاحب مكر وحيلة وشخصية مؤثرة تساعده في نقل العدوى وصنع مملكته الخاصة التي تنشر الفوضى في المجتمع .
وداء العظمة تتولد في الأشخاص نتيجة عقدة النقص في شخصيتهم فتراهم يحاولون التعويض عن ذلك بصنع مملكة خاصة بهم حتى لو كانت في مخيلتهم ويعتمدون بذلك على المصابين الآخرين في مجتمعهم ممن لا يجيدون التعويض أو البحث عن الحلول لعقدهم فيحاولون مساعدتهم وإيهامهم بقوتهم من اجل كسب ولائهم وتمرير مخططاتهم .
في مجتمعنا اليوم نرى الكثير من هؤلاء المصابين وهم يتلاعبون بمشاعر الآخرين ويخدعونهم لغرض النصب والاحتيال والمآرب الأخرى ، ونشخصهم بسهولة من كلماتهم فاللسان ترجمان العقول ومن أفعالهم التي يمكرون بها والله خير الماكرين ، لكننا لا نقوم بدورنا الإصلاحي بكشف ألاعيبهم للبسطاء من عامة الناس أو المغفلين والمغرر بهم ونكتفي بان نقي أنفسنا وأهلينا من شرورهم .
الحمى الولائية لدى البعض هي من تهب الحياة لداء العظمة وتساهم في انتشار هذا الوباء في النفوس المريضة لأصحاب العقد فتعوضهم عن انتكاساتهم برؤية المجتمع يعاني من نفس عقدهم وهذا هو الخطر الكبير الذي نخشاه من هؤلاء المرضى .
وارى من واجب الجميع اليوم كبح جماح المصابين بداء العظمة والحمى الولائية وفضحهم على رؤوس الأشهاد لنساهم في بناء المجتمع الخالي من العقد والقادر على كتابة التاريخ المشرق لمسيرته وصناعة الحضارة لتكون شاهدة لتطورنا وحاضرة مستقبل الأجيال .
عباس ساجت ألغزي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حقن بمواد غريبة سببت تشوهات على أجسادهم.. شهادات من معتقلين


.. الأمم المتحدة: 120 مليون لاجئ ونازح قسراً حول العالم بسبب ال




.. المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين: سوريا ما زالت


.. People in Argentina are protesting President Milei’s economi




.. Stonewall Pioneer Talks to LGBTI Activists About Pride