الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحركة العمالية مشلولة ومعاقة من دون مشاركة المرأة

منى حسين

2013 / 3 / 18
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


في تظاهرات متواصلة وامام مقر شركة نفط الجنوب وتحديدا في باب الزبير ثارت ثائرة عمال نفط الجنوب معلنين مطالبهم، والتي كان اهمها تخصيص دور سكنية للعمال وتوزيع الارباح والحوافز هذا ملخص بسيط لحركة عمال نفط الجنوب في البصرة. وفي وسط زحام سياسي واقتصادي خنق حقول التنفس العمالي وازهق صبرهم جاء انتفاضهم معلن التحدي والاصرار لنيل حقوقهم، وانتزاعها من كفة الاستغلال لترصيد طاقاتهم في العمل والانتاج بكل وحشية واستهتار بالطبقة العاملة التي هي عنوان ارباح راس المال، هذا من الناحية الشاملة للموضوع لكن لي كلمة اخرى اريد التطرق لها. فحسب المعلومات ان هناك في القطاع النفطي في البصرة ما يقارب الستة الاف عاملة يقع عليهن الحيف والظلم اضعاف مضاعفة، وما لا يختلف عليه اثنان ان الوعي الطبقي للعمال هو الذي اطلق الشرارة التي فقئت عيون القائمين على استغلال وأستعباد العمال في خزائنهم ومفاتيحها.
هذا الصراع الذي تجذر واولد الطبقية وتربت له اذرع تلتف حول الطبقة العاملة وتستهدف بالدرجة الاولى النساء، والاسباب واضحة لان النظرية الصحيحة هي ليس بامكان الطبقة العاملة ان تبني كيانها وتحقق مضامينها واهدافها الحقيقية بمعزل عن مشاركة المراة. فالحركة العمالية تعتبر مشلولة ومعاقة دون ولوج المراة العاملة فيها، والسؤال الان هل تعتبر هذه التظاهرات حققت مكاسبها والمراة العاملة غائبة صوتا ومشاركة، ماذا عن مطاليب المراة العاملة هل استطاعت عاملات نفط الجنوب ايصال اصواتهن وفرض مطالبهن، كانشاء شعبة تختص بمشاكل المراة العاملة، او حول التحرش، او حول توفير حضانة تليق بأطفالهن، او حول فرض تعليمات الزي المحتشم وغيرها من المشاكل الكثيرة التي تتعرض لها المراة العاملة عموما
المراة العاملة هذا الركن الاحتجاجي الذي هو بمثابة سهم الانطلاق في جسد البرجوازية المتعفن، ان مشاركة المراة في تظاهرات نفط الجنوب هو رمح الفناء بروح الراسمالية التي تمثلها رموز الاستغلال، التي استولت على ساحات العمل وتركت النساء العاملات تئن وتتالم في كل الاتجاهات. ومن قراءة في مطاليب العمال عنوان التظاهرات والتي تضمنت اربع وعشرين مطلبا، نرى أنها لاتحتوي على أي مطلب يخص النساء العاملات. كما وأن الأجتماع الذي تم بحضور وزير النفط ومحافظ البصرة وأعضاء مجلس محافظة البصرة لم تحضره اي أمرأة عاملة. لذلك هل بامكاننا القول الان ان تظاهرات عمال نفط الجنوب تمثل احتجاجات الطبقة العاملة والمراة العاملة لا تمثل بها ولو سطر. ان القائمين على التنظيمات السياسية استهدفوا بالدرجة الاولى المراة وبالذات المراة العاملة، لانهم يعلمون تمام العلم لن يكسرهم ويتصدى لهم الا احتجاج وثورة المراة العاملة... لايمكن فصل الطبقة العاملة ونضالها عن نضال المرأة نحو تحررها ومساوتها. ما بقارب الستة آلاف عاملة في شركات النفط في البصرة وتمثيلهن في التظاهرات والمطالب والأجتماعات صفر، أن هذا الأمر يستدعي منا وقفة حقيقية وتأمل لواقع ملموس ولنسأل لماذا لم تشارك المرأة في تلك الأحتجاجات يا عمال نفط الجنوب. أن تحرير الطبقة العاملة لايمكن أن يتم دون تحرير المرأة. ولذلك فان تعرضت المرأة العاملة الى حيف فمسؤولية الطبقة العاملة التصدي لازالة هذا الحيف، وعليه يجب طرح مطالب المرأة العاملة على الرغم ان المطالب الاخرى هي ايضا من صالح المرأة..
***********************
الأمضاء
قلم التحرر والمساواة
لكل نساء العالم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نساء فلسطين عندما تصبح الأرض هي القضية


.. مشاهد تدمير منطقة الزيتون وحي الصبرة بعد انسحاب القوات الإسر




.. رائدة في علم المحيطات حققت نقلة نوعية في علوم الأرض


.. موريتانيا.. دعوة لإقرار قوانين تحمي المرأة من العنف




.. القومى للمرأة يطالب شركات خدمات النقل بالتطبيقات بوضع معايير