الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الي ماذا يشير عجز الاله ؟

احمد داؤود

2013 / 3 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


"الله علي كل شي قدير" جملة كثيرا مايرددها المؤمنون بفكرة وجود اله .ولكن عندما تطلب منهم اثبات صحة مايذهبون اليه .فانهم يستدلون ببعض القصص والاحداث التي وردت في كتبهم المقدسة والتي تتحدث عن قيام الذي يفترض ان يكون الها بانزال غضبه علي مناهضيه .

تاريخيا ..تشير كثير من الوثائق الي عدم صحة تلك الاحداث .اي بمعني اخر لايوجد ما يثبت بان تلك الاحداث قد حصلت بالفعل .وانما هي مجرد قصص اسطورية مستمدة من اساطير الامم السابقة .بل وتهدف الي تاكيد فكرة ان اله تلك الاديان قادر علي فعل اي شي علي من لا يؤمنون به .وغالبا ما يستخدم مؤسسي تلك الاديان مثل تلك الفكرة لمنع اي صوت متشكك من معرفة صحة ما يزعمون .

اذا سلمنا جدليا بان الله موجودا فاننا لا نستطيع ان ندحض فكرة انه عاجز .وكل الادلة التي بحوزتنا تشير الي انه "ليس قديرا علي كل شي " حسب ما يذهب اتباعه .كما انه لايتحكم في الكثير من الظواهر الكونية او تقرير مصير البشرية .

في بعض البلدان الاسوية تحدث الكوارث الطبيعية من حين لاخر .وغالبا ما تحصد المزيد من الابرياء .وفي بعض اجزاء العالم تحصد الامراض مئات الاطفال من وقت لاخر .في افريقيا والدول العربية يقوم الحكام الباطشين بقتل الاف الابرياء ..

وكل ذلك يحدث امام الله اذا ما اعتبرنا انه "سميعا بصيرا " .واذا ما افتضرنا انه قادرا علي كل شي لما سمح بحدوث ذلك .فالله عادل حسب ما تزعم الكتب السماوية .وهذا العدل يمنعه من قبول فكرة ان يقوم انسان ما بقتل الاخر دون ان يتكفل بحمياته .

فان كان الانسان البسيط يرفض فكرة ان يُقتل انسان امامه .فما بالك بالاله الذي يقولون لنا بانه عادل .فالعدل يلزمه بان يتدخل ليوقف القاتل عند حده ويحمي الضحية من القتل .

قد يقول قائل :ان الله قد يجازي القاتل في العالم الاخر .ولكن ما الذي تجنيه الضحية من ذلك .فانا علي سبيل المثال احب الحياة .ولا اؤمن بالجنة .وبما ان الله عادل فانه يجب عليه ان يحترم ارادتي ولا يسمح لاحد ان ينتزع مني حياتي .واذا افتضرنا انه سيعاقب قاتلي فماالذي استفيده انا من ذلك ..هل ستعيد تلك العقوبة حياتي .مثل هذا الامر اشبه بالانتقام .بل ويجعل من الاله ظالما .

لا نستطيع ان نقول للاله ان كان موجودا لا نستطيع ان نقول له غير عادل او عاجز.فالاله يجسد الكمال في كل شي .وطالما انه كامل في اي شي فلا يمكن ان يكون غير عادل وعاجز في ذات الوقت .انما هو قادر وعادل .

وعجز الاله او عدم قدرته ينفيان فكرة وجوده .كيف ؟: الله موجود وخالق الكون يعني بامكانه ان يسيطر علي كل شي .ويسير الكون بصورة جيدة لا تودي الي الحاق الضرر بمن فيها .

الله موجود يعني ان يُوقف القاتل عند حدوده .او يمنع حدوث كوراث طبيعية او انتشار الاوبئة والامراض.

الله موجود يعني الا يرضي الظلم لعباده .او يقبل بفكرة استعبادهم او اضطهادهم .يعني الا يسمح للضبع ان يلتحم الحمل .يعني ان يوفر غذاء اخر للضبع بدلا من ان ياكل الحمل ..ياكل شي اخر لايؤدي الي الحاق الضرر باي كائن حي .

الانسان علي سبيل المثال حينما يصنع شيئا ما فانه قد يملك القدرة علي السيطرة عليه .وبما ان الله اكبر واعظم من الانسان ،وبما انه خلق الكون فطبيعي ان يسيطر عليه او يتحكم في تقرير مصيره .

ونحن لا نستطيع ان نقول بان الله الذي خلق الكون عجز في السيطرة عليه .الانسان صنع السيارة .بل انه قادر علي التحكم بها .فهو يحدد السرعة ..ويتحكم بالمقود ويمنعها من الارتطام بالاشياء الاخري .والله كخالق للكون بامكانه ان يتحكم في اي شي فيه بما فيه المصلحة لما هو مُتحكم به .

انا لايمكن ان اقبل بفكرة ان يغض الله الطرف عن قيام علي بقتل احمد .او التحام الضبع للحمل في وقت يمتلك فيه القدرة لمنع حدوث ذلك .لكن بامكاني ان اقبل بفكرة قيام ذات الاله بحماية احمد والحمل من عليا والضبع .

الله موجود يعني ان يعمل علي نشر السلام والمحبة والخير والعدل .لا غض الطرف عن الظلم والاضطهاد والقهر والحروب والفقر والكوراث الطبيعية.

قد يقول قائل :ان الله يهدف من وراء ذلك الي اختبار مدي ايمان المؤمنين به .ولكن طالما انه "يدرك كل صغيرة وكبيرة "كما انه "يدرك ما في القلوب التي في الصدور "فما الداعي لاختبار الانسان .الاختبار غالبا ما يكون بهدف معرفة ما بداخل المُختبر "بضم الميم " ولكن الله يدرك ما بداخل اتباعه مسبقا .

مثلا الله يبتليني بشي ما .بيد انه يدرك في ذات الوقت ردة فعلي قبل ان يقوم بعملية الاختبار .وطالما انه يدرك ذلك مسبقا فلا جدوي من عملية الاختبار.

الله يبتليني بالفقر .وهو يدرك مسبقا باني اكره هذا الفقر .ويدرك احتمالية ان اقوم بالسرقة او قتل الاخرين من اجل التخلص من تلك الحالة .فلماذا يختبرني . من يختبر الناس لا يعلم عنهم شيئا . ولكن الله يعلم عنا كل شي بالتالي لا يمكن ان يختبرنا .

هذا للشخص الراشد الذي بامكانه ان يعلم بان الله يختبره .وبالتالي يستطيع ان يفعل ما يرضي الله . ولكن الطفل ذو الست سنوات قد لايدرك ذلك .وبالتالي فقد يفعل ماهو سالب لذاته والاخرين . "أ " مثلا طفل يبلغ من العمر ست اعوام .توفي والديه ولم يتركا له ما يسد رمقه . كما انه لم يجد من يعتني به .اضافة الي ذلك فهو لا يستطيع العمل .مثل هذا الطفل قد يضطر ليسرق ليسد به رمقه .والسرقة هنا شي غير اخلاقي .لانها تضره وتضر الاخرين .والله موجود لا يمكن ان يسمح بحدوث ذلك .

الله موجود يعني ان يمد يد العون لنا .ويدعمنا في المواقف الحرجة ويساعدنا علي تجاوزها . الله موجود يعني ان لا يقبل بفكرة التعاسة والاحباط . فكم من محبط ويائس يدعو الذي يفترض ان يكون الها يدعوه لمساعدته وانقاذه من تلك الحالة السيئة . بيد انه لايجد ذاك الاله حتي في اهلك الاوقات .فما فائدة وجود اله خامل .

قد يقول قائل :ان لكل شي سبب .اي مالم يقم ذاك الانسان بالمبادرة فان الله لا يمكن ان يساعده .ولكن ما هو موقف طفل عاجز عن المبادرة .فهو لايستطيع ان يفعل اي شي ليساعده الله او يخرج من موقف محرج . وعدم القدرة علي المبادرة كانت بسبب الله .لانه لم يمنح الطفل الفرصة ليبلغ سن الرشد الذي يساعده للقيام بقعل المبادرة .وهنا يكون الله ظالما .لانه لم يمنحه القدرة للمبادرة او ينقذه من ذاك الموقف دون مبادرة شخصية .

اخرون قد يقولون ان الله موجود .كما انه قد تدخل بالفعل وساعد بعض الناس واخرجهم من مواقف سيئة واجهتهم . محمد صديقي ..يؤمن بوجود الله .في احدي المرات واجهته مشلكة عجز في حلها . ولانه كان يدرك بان الله سينقذه من ذاك الموقف قضي اكثر من يومين في التعبد والدعاء .وبعد اليومين نجح في تجاوز ازمته . وحينما سالته عن ذلك اعلن بان الله ساعده .

تامل جيدا عزيزي القاري حالة محمد .فهو "يدرك " مسبقا بان الله سينقذه . وهذا يعني بانه سيتجاوز مشكلته تلك سوا كان اجلا ام عاجلا . لا وعيه اخبره بانه سيتجاوز تلك المشكلة لا محالة . وبناء علي تلك القناعة عمل كلما يفترض ان يعمله لتحقيق عملية التجاوز .وفي النهاية نجح في ذلك . وهنا لا نستطيع ان نقول ان نجاحه في تجاوز ازمته ناتج بسبب الدعاء. وانما بسبب ايمانه بانه سينجح .فلو اعلن مثلا "بان الله قد لايساعده " فانه بالضرورة قد يفشل في تجاوز تلك الازمة . لانه اقنع لاوعيه بان الله غير قادر علي مساعدته .وبالتالي حتمية نجاحه .

اي انسان ـ ومهما كان شدة ايمانه ـ اذا ما نجح في تجاوز مشكلة واجهته فانه لايمكن ان ينسب ذلك الشرف لله .لانه اي "الانسان " هو من تكفل بفعل ذلك . والله لا يستطيع ان ينقذ انسان من موقف سي واجهه .وانما الانسان من يفعل ذلك .لماذا: لان الله لا يتدخل في حياتنا .كما انه لايستجيب لادعيتنا .

في تجربة اجراها بعض الخبراء لقياس مدي فعالية الدعاء توصلوا الي عدم فعاليته في تحقيق الهدف الذي اجريت التجربة من اجله .ويرجع السبب في اجراء التجربة حسب ما ورد في كتاب وهم الاله للبريطاني ريتشارد دوكنز الي زعم بعض المؤسسات الدينية بان الدعاء يساعد في شفاء المرضي. وحينما طلب من البعض الدعاء للمرضي بالشفاء فانهم رغم التوسلات التي قدموها للاله الا انها لم تنجح في شفاء المدعو لهم .

نجاح الانسان في تجاوز ما يواجهه من ازمات يعني بانه من تكفل بفعل ذلك .وعدم نجاحه ايضا يرجع له في المقام الاول .وليس ل "الله" يد في ذلك .الدعوات التي نقدمها للاله من حين لاخر لا تفعل لنا شيئا .وعدم الفعل يعني ان الله لا يستجيب .وهذا بدوره يعني انه عاجز. والعجز يدحض فكرة وجوده .

؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سبحان ربك رب العزة عما يصفون
عبد الله اغونان ( 2013 / 3 / 18 - 19:14 )
من له القدرة اذا على خلق هذا الوجود؟
اين تتجلى قدرتك؟هل كان لك القدرة على خلق نفسك؟ على مصيرك على لونك؟
على رفض موتك ؟ على تحدي عجزك؟ ومرضك ؟ ويوم موتك؟
ايها العاجز الضعيف المغرور
أفق من غفلتك وغرورك وجهلك


2 - الاهي
بلبل عبد النهد ( 2013 / 3 / 21 - 08:41 )
الاهي لا بداية ولا نهاية له ليس له رقم فلا هو واحد ولا اثنين ولا اقل من ذلك ولا اكثر ليس له رسل ولا انبياء ليس له ملائكة ولا عرش لا يشبه اي احد ولا اي احد يشبهه الاهي وديع مسالم لا يحب القتل باسمه ولا من اجله لا يفرق بين الناس ليست له جنة ولا نار ليست له اسماء فهو ليس بالماكر ولا بالمتكبر ولا بالجبار ولا بالقهار ليست له حور عين ولا متخصص في صنع الابكار

اخر الافلام

.. ما سبب الاختلاف بين الطوائف المسيحية في الاحتفال بعيد الفصح؟


.. نشطاء يهود يهتفون ضد إسرائيل خلال مظاهرة بنيويورك في أمريكا




.. قبل الاحتفال بعيد القيامة المجيد.. تعرف على تاريخ الطائفة ال


.. رئيس الطائفة الإنجيلية يوضح إيجابيات قانون بناء الكنائس في ن




.. مراسلة الجزيرة ترصد توافد الفلسطينيين المسيحيين إلى كنيسة ال