الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رحلة الى عالم مختلف

ليث العربي

2013 / 3 / 23
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


حينما وصلنا الى مدينة المهيجران في ابي الخصيب الواقعة تقريباً غربي البصرة , حتى اذا ما نزلنا من السيارة بغية انطلاقنا في اعداد تقرير صحفي , بدا لنا ان هناك واقعاً من اللانظام يخيم على المنطقة , وهنا السؤال بدأ يراودني (كيف يمكن للأهالي ان يعيشوا في هكذا منطقة؟).
ان الانسان في طبيعته مجبول على التكيف مع النظم المفروضة او السائدة عليه من الواقع المحيط به دون ان يعلم , حتى اذا ما تغير او اختلف واقعه , بدأ يعيش او يحسس في فوضى لفترة معينة حتى يتكيف مع النظم الجديدة.
هنا عدت لتفسير , لماذا المجتمع يرفض التغيير ؟ , ان التجمع الافتراضي للناس او مايسمى بالمجتمع ; بالتأكيد الآن يبدو جلياً لي انه يعيش انسجاماً دون ان يعلم افراده بذلك , ان بزوغ فكرة جديدة في المجتمع تؤدي الى بعثرته وتشتيت هذا الانسجام ليس إلا.
انني اتذكر ايامي الاولى التي كنت اعيشها في فوضوية وعبثية تامة بلا معنى , دائماً ما كنت اسأل نفسي الى اين اريد ان اصل ؟!
هل لمرحلة اصل فيها لتغيير جلدي مثلاً , او اهتك مقدساً , او لكي ....!
وهل يمكن لي ان اعط مثالاً بغية تمثيل ماحصل ! , ربما امكن لي اليوم ان امثل ان الواقع الاولي او الحياة الاولية (1) ذات لون اصفر , وان الحياة مع الفكر اللاحق (2) ذات لون احمر.
ان سقوط قطرات صغيرة من الاحمر الى الاصفر , لا تجعل من اللون الجديد ظاهراً , وحالما زيادة تلك القطرات , نرى ظهور اللون البرتقالي (3).

ان فترة ماقبل ظهور اللون البرتقالي(3) هي بمثابة الحيرة والشك , والنزاع بين (1) و (2) حتى الوصول الى حالة استقرار مطلوبة.
جدير بالذكر لا يمكن ان يتحول الانسان بين ليلة وضحاها الى الحالة (2) او اللون الاحمر , بل سوف يمر اولاً بمرحلة التكيف مع الواقع البرتقالي (3), وعند زيادة اللون الاحمر الى درجه يجعله طاغياً , لدرجة يصل فيها الاصفر كالقطيرات الاولية العديمة التاثير التي مر ذكرها , حينها يمكننا القول بالتحول الى الواقع الجديد.
ومن منا لا يعيش في تدرجات البرتقالي ؟ , من الافكار الهجينة ؟!! , ومن هم اولئك اصحاب الافكار الصفراء , الذي شوبتهم القطيرات المحمرة ؟!

ذلك الانسان البسيط في طبعه الانتقائي لا يمكن ان يتخلص من المقدس , وغيرها من تماثيل الذاكرة , ان وعيه مجبول على التكيف مع البضاعة التي تروق له.
انه يهتك مقدساته بمقدسات اخرى , ولا زلت لا تستحي انك تعيش حراً .
متى تعيش حراً اذاً !!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القناة 12 الإسرائيلية: المؤسسة الأمنية تدفع باتجاه الموافقة


.. وزير خارجية فرنسا يسعى لمنع التصعيد بين إسرائيل وحزب الله في




.. بارزاني يبحث في بغداد تأجيل الانتخابات في إقليم كردستان العر


.. سكاي نيوز ترصد آراء عدد من نازحي رفح حول تطلعاتهم للتهدئة




.. اتساع رقعة التظاهرات الطلابية في الولايات المتحدة للمطالبة ب