الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حسن الكتاني، سلفيو ألمانيا والمغرب: أية علاقة؟

فكري الأزراق

2013 / 3 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لقد كان مثيرا حقا أن يسبب شيخ سلفي وهو "حسن الكتاني" ضجة إعلامية أصلها مكالمة هاتفية مجهولة المصدر (إذا صدقنا فعلا أقوال الكتاني)، ومضمونها "التهديد بالذبح من الوريد إلى الوريد" حسب تصريح الكتاني الذي أتقن جيدا لعب دور الضحية، والذي لم يتوقف عند التصريح بالتهديد فقط، بل سارع إلى اتهام نشطاء الحركة الأمازيغية دون توفره على أية أدلة، مما يؤكد بأن التصريح بالتهديد والتسرع في اتهام الحركة الأمازيغية المؤمنة بالتعدد والاختلاف واحترام الآخر كما هو، كان مخطط له بإحكام. فالشيخ الكتاني، كشف عن إحدى اللعبة من حيث لا يدري حين كشف عن مصدر المكالمة عند وضعه رقم هاتف ألماني، والجميع يعلم من هي التيارات التي تنشط كثيرا في ألمانيا والممولة من طرف دول الخليج.
في هذا السياق، لا يجب أن ننسى أن التصاعد الخطير للأصولية بألمانيا أصبح يثير الكثير من المخاوف في الأوساط السياسية والإعلامية الألمانية، خاصة وأن النشطاء الأصوليين هناك تربطهم شبكة من العلاقات المعقدة بين أكثر من طرف في شمال أفريقيا والشرق الأوسط. ونشير إلى أن الصحيفة الألمانية "بيلد" كانت قد كشفت عن بعض تلك الخيوط المعقدة في تحقيق صحفي، زارت على إثره بيت أحد قياديي الحركة السلفية لتنقل للرأي العام الألماني نزر يسير من الإجابات عن الأسئلة الأكثر مقلقة، وفي هذا السياق تقول "بيلد" : "هو فلسطيني دخل إلى الأراضي الألمانية بطريقة غير شرعية، وبما انه فلسطيني، فقد حصل على اللجوء السياسي، تزوج ورزق بثلاثة أبناء...بين عشية وضحاها أصبح رجل أعمال معروف ومليونير يملك من الثروة ما يخول له بان يترجم مليون نسخة من القرآن. لكن ورغم توفره على أموال طائلة لا يزال يستفيد من مساعدات الضمان الاجتماعي، إضافة إلى منح الأبناء". وتضيف نفس الصحيفة : " رغم انه قضى سنوات طويلة في ألمانيا إلا انه لم يسبق له أن اشتغل".
هل كانت المكالمة الهاتفية التي تلقاها الشيخ حسن الكتاني، والتي كانت سببا في كل هذه الضجة الإعلامية مجرد صدفة؟ هل إثارة القضية في هذه الظرفية التي تزامنت مع هجوم الريسوني من إحدى دول الخليج على الحركة الأمازيغية مجرد صدفة؟ وإلى أي حد يمكن الحديث عن التنسيق المحكم بين نشطاء التيار السلفي بأوربا والخليج وشمال أفريقيا، خاصة وأن الهجومات الصادرة من نفس التيار تستهدف القضية الأمازيغية التي استطاعت بفعل خطابها وتماسك أطروحاتها من الناحية النظرية دحض الكثير من الأساطير المؤسسة للتيار السلفي؟.
إن جميع المؤشرات المتوفرة لحد الآن حول نشاط التيار السلفي بأوروبا والخليج وشمال أفريقيا، خاصة بالمغرب، تؤكد أن الزوبعة التي أثارها الشيخ حسن الكتاني، ومعه جوقة الإسلامويين المتطرفين المعروفين بمناهضتهم لكل ما هو ديمقراطي، أمازيغي، حداثي... أمثال رشيد الحدوشي وفؤاد بوعلي ... وغيرهم من الذين اختاروا منذ زمن بعيد التحالف مع القوى الماضوية للاستقواء السياسي، ليست سوى غيض من فيض المؤامرات الدنيئة التي تحاك ضد الأمازيغية والديمقراطية والحداثة في شمال أفريقيا، فمتى سبق للحركة الأمازيغية، أو لأحد المحسوبين عنها، أن آمن بالعنف كآلية من آليات إدارة الصراع حتى يتهمهم الشيخ الكتاني سامحه الله بتلك الاتهامات الغير بريئة طبعا؟
والمثير أكثر في هذه الزوبعة التي أثارها الكتاني، هو كيفية التعامل معها من طرف المحسوبين على التيار السلفي بالمغرب، والإسلامويين الذين لا يتركون فرصة تمر دون بذلهم للكثير من الجهد لأجل استغلال الشعور الجمعي الذي يخلقه الدين لدى المغاربة لتوجيه ضربات تحت الحزام للقضية الأمازيغية. فعوض النقاش الجاد حول مصادر العنف بشقيه المادي والرمزي، سارع أصحاب النوايا الخبيثة (مقال من يريد رأس الكتاني لفؤاد بوعلي منشور بموقع هسبريس) إلى اتهام الأمازيغين بتسببهم في الصراع والانشقاق الهوياتي وضرب العروبة والإسلام... وغيرها من الأفكار التي أكل عليها الدهر وشرب، والتي يستعملها هؤلاء، أمثال بوعلي وغيره، ناسيا أو متناسيا أن بقايا الحركات الإسلامية بالمغرب هي التي أدخلت العنف إلى الجامعة المغربية وحولت الساحة الجامعية إلى ساحة للاقتتال بين الطلبة. وناسيا أن بقايا الحركات الإسلامية هي التي أغرقت البلاد في أحداث دموية في أكثر من مناسبة، وأن بقايا الحركات الإسلاموية هي التي تزرع الفتنة والتفرقة بين أفراد المجتمع الواحد، وأحيانا بين أفراد عائلة واحدة، بسبب التكفير والتكفير المضاد الذي هو السلاح الوحيد الذي تتوفر عليه هذه الحركات المتطرفة التي لم تؤمن بعد بإنسانية الإنسان.
لا يجب أن ننسى أيضا أن بقايا الحركات الإسلاموية بالمغرب، كانت وما تزال حليفة الفساد السياسي وديكتاتورية الحكم، ولم تؤمن بعد بالديمقراطية وحقوق الإنسان (هجومهم على مكتسبات المرأة والحركة الأمازيغية خير دليل). حيث كانت ورقة في يد النظام السياسي لمواجهة اليسار السبعيني، ولعبت دورا قذرا في مواجهة الانفتاح النسبي الذي عرفته قضية المرأة المغربية، وواجهت باستعمال ورقة الدين والشريعة الإسلامية التيارات الحقوقية، والآن تواجه وتهاجم الحركة الأمازيغية لدوافع سياسية معروفة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله


.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط




.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah