الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أشياء أخرى لشيءٍِِ آخر

حمزة مفيد عرار

2013 / 3 / 23
التربية والتعليم والبحث العلمي


لا بد لأي إمرىء أن يقف على شُرفة تُطل بأفقها على التاريخ ، تَتامل ، تستغرب ،تستهجن ، تستعظم ، تتحسر،....الخ ، سَََََوف تُطل نحو ماضيك وماضي الاخرين ، سوف تُقيّم ما جنيت وما الاخرين جنو، من هان ومن إستكان ، ومن جد ومن وجد ، على ماذا ولدوا وعلى ماذا عاشوا والأهم على ماذا ماتوا ، وكذلك حالك على ماذا وُلدت وعلى ماذا تَعيش وعلى ماذا سَتموت .

إن الله قد خلق الأنسان وجعل فيه مكونات تجعله ينجح ومكونات أُخرى تجعله يفشل ، - سبحانه الكمال وحده له - وما بين النقيضين فالجدير بأن يكون ناجح ، هو من يستطيع أن يوازن بينهما ، ولكن هناك ايضا مكونات تكون مكونات نجاح وتارة اخرى مكونات فشل ، والخط الفاصل بينهما كيفية التعاطي المتوازن مع هذه المكونات وأبرز ذلك هو مكوّن العاطفة .

الأنسان مخلوق ضعيف ويظهر ضعفه جليا في أنه لا يضمن دقيقة اتية ، ولا حتى ثانية أو جزء منها ، تراه يتخبط هائما قلقا على عمره القادم ، ولكن سيرسم مساراًََ ، وكل فرد له مسار ، ولكن هناك من ينحرفون بمسارهم عن الأخرين وليس كل انحراف مذموم ، فالأنحراف عن المذموم نحو المحمود محمود ، وأيضا ليس كل تقدم نجاح و العكس كذلك ولكن ليس بالمطلق ، فإذا أردنا أن نعرّف النجاح سنختلف في تعاريفنا ، فالبعض سينجح في تعريفه والاخر سيفشل ، ولكن بالعموم كل التعاريف تصب ببحر واحد ولكن طرق التعاطي معه سبل متفرقة ، ولنضع خط القياس ومنه نقيس بتعرفي الخاص " النجاح هو ما حققناه بعد أن أردناه" ولهذا قلت أنه ليس كل تقدم نجاحاًََ أو العكس ، فترى شخصاً يقرر أن يبني عشرة منازل ولكنه يبني خمس منازل ويقف بعدها، وبالمقابل الأخر ، شخص أراد أن يبني غرفة لا غير ويبنى تلك الغرفة ، من هو الناجح في ذلك ؟!! ولكن من هو المتقدم ؟؟؟!!!. ولهذا لا يمكن أن نقول لشّخص الذي نعتقد بانه فاشل فاشل لأنه ربما أراد أن يكون فاشل ونجح بأن يكون فاشل إذا هو ناجح وناجح جدا .!!!!.من وجهة نظر اخرى.

إنما العلوم فتنه ، وإنما الثقافة تجارةُ يستطيع الكل أن يتاجر فيها ، ولكن من المتميز الذي يفرض ومن الذي يُفرض عليه ، من الذي ينسج وبالتالي يُلبس الاخرين بهواه ومن الذي لا حول له ، يَلبس بما نسج النساجون ، قلت يتميز ولم اقل الأنجح فهناك بالعالم الالاف يحملون شهادات عليا وعليا جدا ولكن لم نسمع بهم ، أي أنهم لم يضيفوا للعلوم أي شي يذكر أو يستحق الوقوف عليه ، ولكن هناك من لا يحمل أيُ شهادات ولا تفتىءُ كتبنا أو عقولنا تنساهم أو أن لا تقف عندهم إجلالا ، مع أنهم أبدعوا بنفس العلوم التي قرأها الأخرون وحصلوا على شهاداتهم العليا فيها ، البارودي ليس متعلما ولا حتى العقاد ، ولكن هناك من يدخل العلوم ليبدع ، فأطروحته إضافة للعلوم ولا بد أن نذكر ماري كوري (1867-1934) التي اكتشفت عنصر الراديوم والبولونيوم في أبحاث اطروحة الدكتوراه ، سبحان الله من ابداعاها، أطروحتها جعلت اخرين أن يقدموا اطروحات دكتوراه عن اطروحتها اذا؟!!، فكرتي وصلت.

هناك يا قومي أشخاص يدعون ويعتقدون ويروجون أنهم الأكثر قدرة وجدارة على وضع أهداف بعيدة المدى أي أنهم يفكرون بأبعد مما يفكر الاخرون ، ولكن كم سنة قادمة هي سقفٌ لتفكيرهم وطموحاتهم ، عشرة ، عشرون ، ثلاثون ، ولكن بالطرف الاخر فلاحٌ مسكين يسعى لقوت يومه ، أمله أن يرضى الله عنه وأن يُدخله جنته بعد موته !! إذاً من الذي يفكر بأبعد بكثير ، من الذي تجاوز تفكيره كل الدنيا ليخترق بأهدافه عالم الخلود ، من الذي يفكر بالأنعم التي لا تعد ولا تحصى ولا تسلب أهم ما فيها ، مقارنة باهداف دنيوية ربما عارضٌ صحيٌ يسلب متعة التمتع فيها إذا ؟!!! فكرتي وصلت.

إنه يا قومي بكل ما سبق ، يتضح لنا أننا في وحل مشكلة كبيرة جدا وتفاقمها هو أساس تخلفنا ورجعيتنا ، إنها أزمة المصطلح والمعنى المختلف ، فهمنا يعكس طريقة تعاطينا مع المعنى و الفكرة و حتى النص الديني...الخ ، إن طريقة تعاطينا مع أي فكرة، تعاطياً ليس مبنياً على أساس قويم ، فنريد أن نعلم أبنائنا الشجاعة نكتشف أننا علمناهم التهور ، نأتي لُنعلمهم الحذر نكتشف بأننا علمناهم الجبن ، لنعلمهم الجرأة فإذ بهم وقحين ، لنعلمهم الثقة فأذا بهم متكبرون متعجرفون ، فأي أزمة نحن الآن فيها إذا؟!! فكرتي وصلت .

إن كل الأزمات التي تعصف بعقولنا تجلعنا نكثر من الأحكام على الآخرين ، اأ أن مصائبنا جعلتنا نتلهى ببعضنا ، نراقبهم ، ننعتهم بالفاشلون أو أي شيء تعافه النفس الأبية أو القويمة ، فإليك يا من تحكم على الآخرين بالفشل لن أقول لك أين أنت من النجاح ولكن لماذا الأستعجال دع الجيل المقبل يحكم عليهم"ناجحون أم فاشلون" ، فلربما تكتشف الأجيال اللاحقة بأنهم من كانوا أصح تفكير وأقومهم بصيرة ، والتاريخ غني بتلك القصص ، فلا تحكموا بهذا الوقت ولا بما نراه فقد ، فهناك وقت تحتاجه الفكرة لتبدوا فكرة فعالة وناجعة ، وهناك اشياء لا نراها ، إن علمتها وكنت عاقلا تغير نظرتك ، وأنا لا أطلب منك أنتظار الوقت ولا أن تبحث عن تلك الاشياء ، ولكن حذاري ، اذا اطلقت العنان للسانك وهواجسك، فانت مجبور وقتها أنت تنتظر الوقت وتبحث عن تلك الاشياء ، او كما يقول الفيلسوف "مصطفى محمود" لو دخل كل منا قلب الآخر لاشفق عليه " فلا شيء بلا ضريبة اذا؟!!

فكرتي وصلت بأننا بحاجة ماسة أن نعيد تعريف المصطلح لنتعاطى مع المعنى الصحيح .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قطر تلوح بإغلاق مكاتب حماس في الدوحة.. وتراجع دورها في وساطة


.. الاحتجاجات في الجامعات الأميركية على حرب غزة.. التظاهرات تنت




.. مسيرة في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو وعقد صفقة تبادل


.. السيناتور ساندرز: حان الوقت لإعادة التفكير في قرار دعم أمريك




.. النزوح السوري في لبنان.. تشكيك بهدف المساعدات الأوروبية| #ال