الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لكل حلمة عاصية فتوة

جوري الخيام

2013 / 3 / 24
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


عرت "أمينة تيلر" ,أول ناشطة من " فِمِين تونس", نصف جسدها الأعلى وكتبت عليه معلومة من المفروض أن لا تزعج أحدا " جسدي ملكي وليس ملك أحد " لكن أحد أهل الدين حماة حقوق الله في فرج المرأة عادل العلمي مؤسس "الجمعية الوسطية للتوعية والإصلاح" أحس بغضب المنتقم وهدر دم الفتاة وكأنها ارتكبت جرائم حرب ضد أطفال شعب أعزل ,قررأن حقها في الحياة لاغٍ كما طموحاتها وأحلامها لاغية ...قررأنها يجب أن تكون عبرة لكل ألأخريات لكي لا تتكرر القصة! المشكلة أننا لم نعد نتعظ ولن يزيدنا قمع أمثال المدعو العلمي إلا تشبتا بحقنا في الحرية ...لم أرى شيئا مستفزا في الصورة بل ما يزعجني هو مدى تعلق رجال الدين بجسد المرأة وحاجتهم للتحكم في كل نهد حُكم عليه بالإسلام المؤبد ليمتلكوه حتى يوم الدين اللعين ....

نطق جسد أمينة صدقا فاستفز حماة الإله وأثار حفيظتهم فأخرجوا شريعتهم وخلعوا قناعها وكشفوا أبشع وجوهها, ذاك الوجه العنيف الديكتاتوري المكبوت الأمار بأذى الأبرياء ,وجه ميت الضمير يمضغ الثدي ويبصق حليبه فوق الرصيف, وجه مثقب يتغذى على جروح فروجنا ودمع حلماتنا ,يتكلم بلا صوت يطالب بحق الخالق في ثمرصدورنا و حريتنا... وجه يستحل دماء كل من سولت لها نفسها أن تستحلي الحياة و تمارسها كما تشتهي ....

بيني وبينكم في عصر فيليكس وعصر العلم الدقيق هذا أحس أن رب المسلمين مختنق, غاضب جدا ومستاء من خروج نهدي أمينة من مخبئهما بقرار منها إلى النور بهدف نقل رسالة لا لإرضاء بعلها أو إرضاع صغيرها على عكس ما أُمرت به المرأة الصالحة... وقد فهم عباده في تونس ذلك ولتجنب سخطه فهم مسؤولون عن إرضائه بأنسب الطرق. لذلك فقد خرجوا إلينا بتغيير في الفتوى فبدل الجلد 80 إلى 100 جلدة قرروا أن الرجم حتى الموت أنسب لكبر الجريمة التي ارتكبها أمينة على فايبسوك وفظاعتها....

ليست غريبة علينا رغبتكم في قتلنا إذا خرجنا عن طوعكم فقد بنيتم المجتمع على "حاضر" و" نعم" وتعودتم أن تحللوا وتحرموا وتعودنا نحن أن نخشى كلام الناس وعقاب الآخرة وحدودكم فليس إذا شيئا غريبا على الشريعة الإسلامية أن تظهر إنحرافها وتفتخر بتطرفها وتحُث عليه... ليس من الغريب عليكم أن تفترسوا المرأة بحكم الدين لأن محمدا هيأ للرجل كل الظروف وسلحه بأقاويل تمنحه الحصانة والوصاية وتضعه في مكانة أعلى من المرأة مما يسمح له بالإفتاء وتقرير مصير المرأة منذ ولادتها حتى مماتها ...ليس من الغريب علينا اتهامكم لنا بالنقص فأنتم تؤمنون برجل يُشَبِه الكلب الأسود بالشيطان ويساوي المرأة به وبالدابة ويتهمها بإبطال صلاة الرجل إذا مرت أمامه و الحديث رواه مسلم في صحيحه : "يقطع صلاة المرء المسلم إذا لم يكن بين يديه مثل مؤخرة الرجل :المرأة الحمار والكلب الأسود, قيل يا رسول الله: ما بال الأسود من الأصفر والأحمر ؟ قال :الكلب الأسود شيطان" ,و ما الشيطان سوى من ألف هذا الكلام ,يا ترى هل هناك حديث ما يقارن فيه الرجل بمنزلة البغل مثلا والغراب الأسود؟

ليس من الغريب علينا أن تأتي فتوى هدر دم إحدانا إذا تمادت في التحرر واختفت عن رادار الطاعة فأنتم أناس غمستم الشريعة في فروجنا بأمر ربكم ولعقتم بنهم أصابعهم وكتبتم شهادة وفاة كل أنثى تخرج عن صراط الجنة المرسوم... و إذا كان المثل يقول " إذا خرج العيب من أهل العيب فهو ليس عيبا" فأنا أقول إذا خرج ألتطرف من أهل التطرف فهو ليس تطرفا... بل إنه مرض عضال مستعسر يفتك مجتمعاتنا العربية بلا رحمة منذ قرون....يسقط الرجال و النساء على حد السواء ندفع ثمنه تخلفا وأمية وفقرا وذلا! مرض لم يظهر له علاج حتى الآن و آمالنا ضئيلة في إيجاده في المستقبل القريب.....

لازالت أمينة مختفية لا أحد يعرف مكانها ويوم بعد يوم تكبر المخاوف على حياتها...لكني أطمئن نفسي وأقول أن اختفائها في حد ذاته شئ جيد لأن حماة الدين إذا فعلوا شيئا فإنهم لن يخفوا جريمتهم بل سيفتخرون برد الاعتبار لله ورسوله ...

(WHERE IS AMINA? …….NO NEWS IS GOOD NEWS ?I WILL KEEP MY FINGERS CROSSED FOR HER )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الكاتبة المحترمة
عتريس المدح ( 2013 / 3 / 24 - 13:05 )
رغم اقراري لكل نضالات المرأة بنيل حقوقها الكاملة غير المنقوصة على أساس انسان له كامل الحقوق مثلما عليه كامل الواجبات مساوية في ذلك الرجل ، إلا أنني لا أقر هذا النوع من المعارك والذي قد يأتي بنتائج عكسيه في زمن تسود فيه الثقافة البائسة الرجعية، حيث غالبية المجتمعات العربية والاسلامية لم تخرج بعد ولم تتحرر بعد من تلك الثقافة الخربة، المعركة الان هي معركة شاملة يجب أن يخوضها كل المتنورين رجالا ونساءا للتحرر من هذه الثقافة البائسة وتحرير المجتمع منها، و أطرح هذا من منطلق عدم استفزاز كثير من الناس البسطاء لاستقطابهم في معركتنا ضد خفافيش السلفية والرجعية، حيث أن أفعالا فردية كهذه لن تحدث الا مزيدا النكوص لدى هؤلاء البسطاء، هذا ما حصل حين عرت نفسها علياء المهدي عشية الانتخابات الرئاسية في مصر حيث أحدث فعلها ردة ونكوصا إلى الخلف
أرى بأن أعداء التنوير قد يشجعون شيئا من مثل هذه الافعال ليستخدموها ذريعة ضد ثورة التقدم على السلفية والرجعية الدينية
فالحذار من أفعال فردية قد تؤدي إلى عكس ما نريد من نتائج


2 - أمينة لا تستحق أي نوع من العقاب
جوري الخيام ( 2013 / 3 / 24 - 13:42 )
أمينة تصرفت في جسدها وذاك حقها أو أليس من حق كل واحدة أن تختار كيفية الدفاع عن قضيتها ؟


3 - التحليل الملموس للواقع الملموس
إدريس الإدريسي ( 2013 / 3 / 25 - 07:08 )
مع تحيات الحارة للكل النساء في معركتهن التي تظهر و كأنها لهن فقط و لكن وهذا قدرهن معاركهن دائما من أجل الكل.
أين نناضل؟ الفعل مربوط بالزمن و المكان؛ لأن النظرية التي تخطط للفعل النضالي يجب بالضرورة أن تتقيد بشروط النسبية و التحليل العلمي
ننضال في تونس أو في ما يسمى العالم العربي؛ خصائصه معروفة وو يمكن الإتفاق عليها؛ جهل و أمية و تخلف و سيطرة للفكر الرجعي و الديني الإسلامي أساسا؛ حرية المرأة أظهرها السلفيون كمطلب للأنتى المتهمة في كل الديانات بالدونيوية و الخطيئة الكبرى ؛ المخيل الشعبي ؛ في المرحلة الحالية ؛ التي تميزت في الرغبة و الإصرار على التغيير و بدأت حركة الشعوب تعرف حماسا و إتحادا و توحدا في سقف المطالب ؛ يجب علينا نضاليا و مرحليا ؛ أعتقد؛ التركيز على الأولويات في الصراع بين النظرتين ؛ الفكر الديني و الفكر الحداثي مع المحافظة على الجماهير في صف الحداثيين العلمانيين؛ لأن المعارك التي لا تشارك فيها كل الجماهير؛و لو كانت في صالحها ؛ تكون بالنيابة ويسهل سرقتها و حركة تحرير تونس من الإستعمار و كل بلدان شمال إفريقيا خير دليل؛ أين شعارات ذلك الوقت؟ و لا تنسى أن الله قصرا في جانبهم ل

اخر الافلام

.. لوحة كوزيت


.. شاعرة كردية الحرية تولد الإبداع




.. اطفال غزة يحلمون بالعودة إلى ديارهم


.. ردينة مكارم المرشحة لعضوية بلدية حمانا




.. المهندسة سهى منيمنة