الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عنصرية الإسلام

الناصر لعماري

2013 / 3 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الأديان عنصرية بطبيعتها ، فاليهودية تعتبر أن الإله حكراً على اليهود فقط والباقي من طبقة أقل أو مجرد خدم وأدوات للشعب المختار ، والمسيحية تعتبر أن من لم يؤمن بفداء المسيح ويحبه لا يعد من البشر الناجين ومصيره جهنم الأبدية ، والإسلام بصفته الأخير اشتط حتى اعتبر أن من لم يؤمن بإله الإسلام عدو تجب مقاتلته أو في أحسن الظروف إرغامه على دفع الجزية وهو صاغر!

ولكن التمدن البشري استطاع أن يتغلب على المفاهيم اليهودية والمسيحية عن طريق تهميشها وإحلال العلمانية مكانها ، فأصبح الجميع _نظرياً على الأقل_سواسية أمام القانون وانتقلت العقيدة تماماً إلى مقابرها في الكنائس والمعابد كشأن شخصي محض لا أثر له في صياغة الشؤون العامة ، ومع أن اليمين في الغرب وإيمانه بما يسمى بالكتاب المقدس الشامل للعهدين القديم والجديد لازال يطل برأسه في صناعة القرار من خلال بعض المتطرفين ، إلا أن ما تم ترسيخه من دساتير ومواثيق تضمن الحريات الفردية جعلت هذا التأثير محدود ويمكن بدرجات متفاوتة مجابهته وتحجيمه.
على عكس الحال في الإسلام ، الذي يتمسك بأنه دين ودنيا معاً ، وأنه منهج وشريعة دنيوية وليس خرافات مقتصرة على عوالم خفية لاحقة لما بعد الموت وحسب.
مثل هذا الدين يجب عدم إغفال خطورته ، فهو لا يكتفي بالبقاء في مقابره المسماة مساجد ، ولكنه يمتد إلى حياة معتنقيه بتجنيدهم في معسكرات تحريضية يُشرف عليها الله نفسه وبمرتبات تُدفع بعد الموت ، وبالتالي يمتد إلى حياة الآخرين ممن لا يؤمنون بصحته سواء كانوا مؤمنين أو ملحدين ،فهو يُساوي بين الآخرين بالمطلق على اعتبار أنهم كفار جميعاً.

الإسلام يحرم على المسلمات الزواج من الآخر تحريماً تاماً ، فيجب أن تكون مسلماً حتى تحظى بمسلمة ، وإلا فإن عقدك معها يعد في أحكام هذا الدين العنصري سفاح ، أما الرجل المسلم فلا بأس أن يتزوج من الكتابيات أو أن يتخذ منهن ملكات يمين كيفما يشتهي ، طبقاً لسلوك النبي وصحابته الأتقياء الذين كانوا يغزون الجوار ويستبيحون نساء من يغزونهم فيضاجعوهن براحة ضمير ، سواء بزواج وهذا نادر .. أو كسبايا يُتخذن كجواري للإستمتاع بملك اليمين وهو الغالب ، وفي جميع الأحوال جبراً عن المرأة ودون أي اهتمام برأيها في الموضوع.
وعندما نسأل فقهاء الدجل عن الحكمة وراء هذه العنصرية ضد الآخر حتى أنهم لا يسمحون لبناتهم المغلوبات على أمرهن أن يتزوجن بغير المسلم يجيبون بكل وقاحة أن القوامة للرجل وعندما يكون مسلماً فإن أبناءه يكونوا مسلمين وقد تُسلم زوجته أيضاً ، وكأن المسألة مجرد زيادة عددية وتوريث بالتوجيه والتقييد دون أي اعتبار للعقل والاختيار ، فإما أن تعقل الإسلام وتختاره وإلا فأنت عدو لله شخصياً.

حسب المرويات في الكتب القديمة التي تحكم المسلمين إلى اليوم محمد يقول :
(لا تبدأوا اليهود والنصارى بالسلام واضطروهم إلى أضيق الطريق )
وهذا يعني أن المسلم الذي تزوج من كتابية ثم التقى ابنه بجده لوالدته أو أحد أخواله الكفار صدفة في الطريق فعليه أن يلكزه بكوعه حتى يضطره إلى أضيق الطريق!
إن عنصرية الإسلام تتبدى صريحة من خلال القرآن مثل الآية :
( قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده)
دين يقر بضرورة العداء والبغضاء للآخر ما دام غير مسلم كإسوة حسنة واجبة الاقتداء..كيف يمكن التعايش معه؟!

وإذا علمنا من هم الأعداء الذين ينبغي معاداتهم وبغضهم حسب الإسلام نجد أن الواجب في التعامل معهم إسلامياً هو إرهابهم:
( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون)
والقوة هي الرمي حسب تعريف محمد والخيل مع الرمي أدوات قتل بامتياز وفقاً لمفاهيم ذلك العصر ضد كل أعداء الله من غير المسلمين.

ويأتي محمد ليؤكد هذا المعنى قائلاً : ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دمائهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله تعالى ) فهو مأمور بقتال الناس الكفار حتى يؤمنوا ،ولا تحرم دماء ولا أموال غير المسلمين عند محمد إلا بالإسلام ، والكفر ملة واحدة ، والكافر يحل ماله ودمه عند القدرة عليه وإلا وجب الإعداد بما يستطاع من قوة ومن رباط الخيل حتى يتسنى تصفيته جسدياً عند أول فرصة لحساب الله!

الغريب أنه عندما يقوم الشعب السويسري المسالم بالتصويت ضد تغيير طراز مدنه المعماري من خلال منع مزيد من بناء المآذن إذا بالمسلمين يهددون باللجوء إلى حكومة سويسرا نفسها وحقوق الإنسان التي سنها الغرب ، أي يهددون بالتظلم من آراء كفار لدى قوانين كفار ، مع أن كلا الجانبين في لغة الإسلام هم أعداء لله!

لا شك أن ثمة قوى يمينية كان لها يد في حملة مآذن سويسرا وقد أججت التصويت متأثرة بخرافات الدين وإفرازاته العنصرية هي الأخرى بدورها ، لكن هذا لا ينفي أنها وما يقع في سياقها من تحركات مضادة تعتبر بوادر يقظة متأخرة لدى الآخر الكافر لمخاطر الإسلام واستحالة التعايش معه والسماح بتطبيقه في نفس الوقت ، وأن مجابهته لا يمكن أن تنجح إلا بلغة الإقصاء الوحيدة التي يفهمها وبإجراءات رسمية تضمن عدم ممارسة شرور الإسلام على الأراضي العلمانية الحرة لا الإكتفاء بتصويت شعبي أسيءاستغلاله إعلامياً مما قد يؤدي إلى أثر عكسي ، ففي رأيي إن الدول العلمانية قد تسرعت منذ البدء عندما سنت دساتير وقوانين تجبرها على احترام حرية الإعتقاد وممارسة الشعائر الدينية على أراضيها لجميع الأديان دون استثناء ، رغم أن الإسلام في حد ذاته استثناء لما يحمله من أفكار تحتقر الآخر بشكل صريح ومقدس وتخاطبه بلغة العداء والبغضاء وتعتبره في جوهرها كافر حلال المال والدم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي