الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


احاديث الشفوية : الدغمائية والقبول بالآخر

ليث العربي

2013 / 3 / 28
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


احاديث شفوية : الدغمائية والقبول بالآخر
ليث العربي
هل يمكن لك ان تتكهن , ماذا سيكون حالك , وانت تعيش بين مجموعة من الناس ذووا ثقافة ذات لون واحد ! وبتدرجاته المختلفة .
فمن سيضمن لك فرصة سانحة للتعبير عن ارائك المستوردة التي تنفث سمومها بالمجتمع الساكن والذي يعاني من مرض الجمود , حتى ان ذلك ليس بالامر الصعب جداً بل يمكننا على اقل تقدير تصور حقيقة مفترضة لذلك الواقع.
لكن الذي لم تفكر به انت اصلاً , ماذا لو كنت انت وحيداً في ذلك المجتمع ورغم ذلك تحاول ان تثبت ان رأيك هو الصواب ! , ليس هناك مشكلة بالمحاولة حتماً , لكن المشكلة حينما تتعصب لهذه الفكرة على حساب انسانيتك المزعومة.
في صباح احد الايام انطلقنا صباحاً متجهين صوب العشار في البصرة واذا بالسائق قام بتشغيل بعض الاغاني الدينية او ما تسمى محلياً بالصدريات دون اذن من الراكبين في تلك السيارة وفجأة ما تحصل بعض المشكلات في الاسطوانة التي قام بتشغيلها.
فانبرى له احد الموجودين في السيارة:
- ماذا عندك غير هذا ؟
- لدي اسطوانة اغاني الفنان كاظم الساهر
- طيب , قم بتشغيلها !!
- يجب ان تأخذ رأي الحاضرين , هل يسمعون الغناء ؟!.

انهم يتصورون ان بضاعتهم هي المثالية والتي لا بأس بالتبضع منها وغيرها لاشك انها فاسدة.
انه يتصور ان بسماعنا لتلك الصدريات سوف نكسب اجراً فلا ضير من سماعها , انهم لا يدركون ربما سر هذا التكيف من النظم المفروضة من المجتمع.
قد يبدوا لنا ان ما عندنا هو الحق , وهذا لا ضير به , لكن البلية هو تعميم الفكرة واخراجها من ذاتيتها الخاصة بالشخص ومحاولة تعميمها وجعلها عامة او محاكمة الاخرين وفقها !!
حتى اننا نسينا ان نفكر سوية , ماذا لو كان السائق والمجتمع غير ذلك؟ , ماذا لو كان السائق يسارياً فهل نسمع الاناشيد الثورية , ام الترانيم المسيحية او قراءات لاسفار الفيدا مثلاً!!.
ان هذا العالم المختلف عنا هو ليس الا منحىً اخر من عالمنا لكن بتغيير الدمى والالقاب والولاءات او الهويات الهجينة الاخرى .
اننا مجبولون على صنع حقائقنا والتصديق بها لنشق طريقنا نحو القناعات المختلفة بايحاءات من العائلة والمجتمع.
ذات يوم التقيت بأنثى تدعي التحرر وتحاول نقد الواقع , وتدعو الى القبول بالآخر .
تتسائل بقربي دائماً , لماذا يفرضون علينا ما عندهم من خرافة ؟! , انها مجبولة على التصديق بما عندها واعتبار كل رأي مخالف هو (خرافة) , وجدير بالذكر انها تقول ما لا تفعله فبين دعوات عدم فرض الرأي والقبول بالآخر , كانت تحاول جاهداً فرض فكرة عدم وجود أله وأن فكرة الأله خرافية مصطنعة .
بدأت افكر حينها , ماذا لو كان مؤمناً يعيش في مجتمع يسوده الالحاد؟! (لن تختلف القضية ايضاً اذا كانت الذهنية قائمة على الطريق الواحد للحق).
تلك الدغمائية التي قتلت شعوبنا , هم يدعون انهم متسامحون ولكنهم لا يشعرون ان السماحة المقصودة هي تلك المغلفة بما عندهم.
انهم يدعون القبول بالآخر ولكنهم لا يشعرون ان القبول المقصود هو تلك الاراء التي تروق لفكرهم.

ما الحل اذاً. وسط تلك الدعاوى المتضاربة ؟ , الحل في رأيي ليس الا الشروع في العمل على تفتيت الدغمائيات المتحجرة واشاعة التقبل بالاخر قولا وسلوكاً , والا فأن القول ان لم يجسد على ارض الواقع فماذا اسميه انا ؟! غير (الثرثرة).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تطبيق يتيح خدمة -أبناء بديلون- لكبار السن الوحيدين ! | كليك


.. تزايد الحديث عن النووي الإيراني بعد التصعيد الإسرائيلي-الإير




.. منظمة -فاو-: الحرب تهدد الموسم الزراعي في السودان و توسع رقع


.. أ ف ب: حماس ستسلم الإثنين في القاهرة ردها على مقترح الهدنة ا




.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يلاحقون ضيوف حفل عشاء مراسلي البيت ا