الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عائشة ج12

محمد الحداد

2013 / 3 / 29
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



تزوج محمد من زينب بنت جحش في السنة الخامسة للهجرة، وقد كانت امرأة جميلة، وكانت قبل محمد متزوجة من زيد ابن حارثة، أو زيد ابن محمد بالتبني.
قصة زيد معروفة لكل من قرأ التراثيات الاسلامية أو كتب التفسير، حيث تبدأ القصة عندما كان زيداً صغيراً، فقد سبي حينها من أهله بني كلب، فاشتراه حكيم بن حزام لعمته خديجة زوجة محمد الاولى في مكة، ووهبت خديجة زيداً لمحمد بعد زواجه منها.
وحدث أن طلبه أبوه وعمه، فخيره محمد بين البقاء معه أو الذهاب الى أهله، فاختار البقاء مع محمد، فأعتقه، وأصبح ينادى بزيد بن محمد.
خطب محمد لزيد ابنة عمته أميمة بنت عبد المطلب، وهي زينب بنت جحش، فأبت، وأبى أخوها عبد الله بن جحش تلك الخطبة، حيث قالت أنا أفضل منه حسباً، فنزلت الآية التالية: وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا، آية 36 من سورة الاحزاب، فوافقت على الزواج.
وحدث أن فقد محمد زيداً ذات يوم، فذهب لمنزله يطلبه، فقامت اليه زوجته زينب بنت جحش، وقالت: ليس هو هاهنا ! ادخل يا محمد، فأبى، وعجلت زينب أن تلبس حين علمت بمقدم محمد، فأعجبت محمد، وولى وهو يتمتم بكلمات غير مفهومة، إلا أنه أعلن سبحان الله مصرف القلوب.
وهذا دليل كبير على وقوع هوى زينب في قلب محمد برغم كونها زوجة رجل آخر، وهذا الرجل هو ابنه بالتبني !؟
وعلم زيد بوصول محمد لبيته وبكلمته تلك، فراجعه قائلا، لعل زينب أعجبتك، يريد بذلك طلاقها حتى يتزوجها محمد، فقال له محمد: أمسك عليك زوجك، ولكن زيد فارقها، قد يكون لكراهة حدثت له بعدها كما يقول الاسلاميون بتفسيرهم للواقعة، وهذا ما استبعده، وقد يكون ثورة لكرامته حيث وجد أن من رباه وتبناه في الصغر لا يخشى من البوح بهوى زوجته دون خجل أو مراء.
ثم نزل قرآن في زواج محمد من زينب: واذ تقول للذي انعم الله عليه وانعمت عليه امسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله احق ان تخشاه فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في ازواج ادعيائهم اذا قضوا منهن وطرا وكان امر الله مفعولا، آية 37 من سورة الاحزاب.
عجيب جداً أن ينزل قرآن لأكثر من مرة في شأن زينب، مرة لزواجها الأول من زيد، وثانية لزواج محمد منها، وكأن لا مشاكل أخرى وجب على محمد حلها ونزول قرآن بها سوى زواج زينب !
بعد طلاق زيد لزينب، واتمام عدتها، ونزول قرآن بزواج محمد منها، يحدث عجب جديد، حيث يطلب محمد من زيد نفسه طليق زينب أن يذهب ليخطب له زينب، حيث قال محمد لزيد: ما أجد أحداً أوثق في نفسي منك، أخطب علي زينب !
عجباً، أين باقي الأصحاب يا محمد، من أبي بكر وعمر وعثمان، وأين هو أبن عمك علي الذي يتواجد معك بكل صغيرة وكبيرة إلا هذه !
قال زيد: فانطلقت، فوجدتها تخمر عجينتها، فلما رأيتها عظمت في صدري حتى ما أستطيع أن أنظر اليها، فوليت ظهري، وقلت يا زينب ! ابشري ! أن محمد يخطبك.
أرثي جداً لحالك يا زيد، كم مسح محمد بكرامتك الأرض، بحيث جعلك تخطب له طليقتك التي ما زال يعظم في صدرك رؤيتها.
وعٌيّر محمد بزواجه من زينب، حيث قيل تزوج محمد من طليقة ابنه، فنزلت الآية: ما كان محمد ابا احد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شيء عليما، آية 40 سورة الاحزاب، والآية : ادعوهم لابائهم هو اقسط عند الله فان لم تعلموا اباءهم فاخوانكم في الدين ومواليكم وليس عليكم جناح فيما اخطاتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم وكان الله غفورا رحيما، آية 5 سورة الاحزاب.
أربع آيات لحد الآن فقط لتحل أهواء محمد بتنفيذ أوامره بزواج زينب من زيد أولاً، ومن ثم تطليقها حتى يتزوجها، وتبرير ذلك الطلاق حتى يكون شرعة ومنهاجاً، تأسس عليه تحريم التبني.
أصبحت زينب بين ليلة وضحاها زوجة لمحمد، حيث تسارع زواجها الاول وطلاقها من زيد ليتزوجها محمد، ولا أعلم كيف لم يتزوجها محمد من أول مرة قبل اجبارها على الزواج من زيد !
نعود لصراع عائشة مع زوجات محمد، وها هو الآن يتزوج طليقة ابنه بالتبني، بل وينزل قرآن بها، مما أدى لتفاخر زينب على باقي زوجاته، حيث تقول أن الله زوجني من فوق سبع سموات، فقالت عائشة جملتها المشهورة: ما أرى ربك إلا يسارع في هواك !
باتت عائشة ليلة زواج محمد من زينب فريسة الغيرة، فهي من كانت تتفاخر على باقي زوجاته بأنها الأصغر والأجمل والحميراء والبكر الوحيدة، فاذا يأتي بزواجه من واحدة ينزل بها قرآن، حيث تقول زينب لباقي نساء محمد: زوجكن أهاليكن وزوجني الله، وكذلك تقول: أنكحكن آباءكن، وأنكحني الله إياه، وتقول: أنا أكرمكن ولياً وأكرمكن سفيرا، تقصد الله الوكيل وجبريل السفير !
وكانت زينب تقول لمحمد: أني لأدل عليك بثلاث ما من نسائك تدل بهن، إن جدي وجدك واحد، وأني أنكحنيك الله من السماء، وإن السفير لجبرائيل.
أستمر التفاخر بين زينب وعائشة، حيث عرفنا بم كانت تتفاخر زينب، وكانت ترد عليها عائشة بأن براءتها نزلت من السماء في حادثة الأفك التي سنمر عليها لاحقاً، فكلتا الامرأتين استخدمتا القرآن للتفاخر على الأخرى أو على باقي نساء محمد.

محمد الحداد
29 . 03 . 2013










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إليكم مواعيد القداسات في أسبوع الآلام للمسيحيين الذين يتّبعو


.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم




.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله


.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط




.. 102-Al-Baqarah