الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعدد الزوجات وتعدد الأزواج

الناصر لعماري

2013 / 3 / 29
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


(إنما فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها)
بهذه الكلمات رفض محمد أن يسمح بالزواج على ابنته فاطمة ، فلديه ما يكفي من انعدام الحياء لدرجة الاعتراف بأن الزواج على ابنته يؤذيها بينما لا يأبه لكل النساء المسلمات أن يؤذين عند تعدد الزوجات عليهن ما عدا ابنته دون نساء العالمين ممن يدعي أنه أرسل رحمة للعالمين.
المرويات الإسلامية تُعرِّف نوعاً من الزواج كانت تمارسه العرب يسمى بنكاح الرهط: (وهو مجموعة رجال دون العشرة ، وفي هذا النكاح تتزوج المرأة عدّة رجال فيضاجعها كل منهم، وإن حملت ووضعت مولوداً، ترسل في طلبهم جميعاً، وتسمّي مولودها باسم من ترغب منهم ، ولا يمكن لأيّ رجل الاعتراض على ذلك )
وهو زواج لا شك يثير الاشمئزاز ، كون المرأة فيه مشاعة بين عدة رجال ، ولكنه من جهة أخرى يعكس مفهوماً مغايراً للزواج عما هو سائد في الوسط الاجتماعي اليوم ، حيث للمرأة فيه الحق أن تتزوج بأكثر من رجل دون تثريب عليها ، هذا الزواج وما يتسم به من حيوانية وافتقاد للوفاء النفسي والجسدي يصلح تماماً لإظهار مدى بشاعة الوضع أمام عيني المسلم الذي لا يرى بأساً من الزواج بأكثر من واحدة رغم انعكاس ذلك على شعور المرأة ومكانتها الإنسانية طالما أن إلهه الذكر قد أحل له الأمر ، فليتأمل إذاً زواج الرهط حتى يدرك جيداً معنى تعدد الزوجات في عيني المرأة.

عندما ادعى محمد أن الله يخاطبه بوحي افتراه على الناس ووجد من يصدقه أخذ يصيغ الأعراف الاجتماعية وفق ما يحلو له ، فحرّم زواج الرهط على المرأة ولكنه أباح للرجل أن يكون زوجاً لأكثر من امرأة مما جعل تحريمه لزواج الرهط فاقداً لغايته كونه لم يتبع ذات المعيار بشأن الرجل ، وفضح النظرة الدينية الحقيقية للزواج ، والتي يمكن أن نقف عليها بوضوح من خلال معرفة علة تحريم الزنى بصفته عكس الزواج حسب الرؤية الإسلامية المتخلفة ، وعلة التحريم هي حفظ النسب.

الواقع أن نسب محمد يعاني من غموض كبير حسب المتاح من مصادر السيرة المحمدية ، والتي تمتلأ بالزيف والحشو والأكاذيب والخرافات ولكن عند التسليم بخطها الرئيسي جدلاً نجد أن محمد لا يمكن أن يكون ابناً لعبدالله المزعوم طالما أن حمل آمنة بنت وهب لا يمكن أن يستمر لثلاث سنوات رغماً عن أنف الطب ، مما سبب لمحمد حساسية خاصة بشأن هذه المسألة ، سيما وأن العرب كانت تعول كثيراً على النسب من الصلب كانعكاس للمجتمع الذكوري القبلي العشائري الذي نشأ فيه محمد وأقره حتى ادعى في قرآنه أن الله خلق الناس شعوباً وقبائل من أجل أن يتعارفوا ، جرياً على عادة العرب عند التعارف بأن يطلبوا نسب الشخص!
عقدة غموض النسب هذه دفعت محمد إلى تحريم الزنا كعادة الأديان السابقة وبشكل أكثر تشدداً ، ولكن حبه لممارسة الجنس المنوع جعله يلتف على هذا الحكم بشأن الرجل فأباح له الزواج بأكثر من امرأة واتخاذ مالا حد له من الجواري والسبايا دون غضاضة ، فضلاً عن اباحته لنفسه الزواج بأكثر من حد الأربعة إمعاناً في الشهوانية ، بينما عامل المرأة في هذا الصدد كمجرد أداة للتفريغ الجنسي و اعتبارها حاضنة لنسل الرجل وانتساب بنيه إليه دون سواه من الرجال ، فقصرها على رجل واحد كيلا يحدث أي خلط بشأن نسب الابن ، حتى أن الله تنازل من علياءه وشؤون تسيير الكون وأخذ يحصي للمطلقة عدتها باحتساب عدد حيضاتها ووضع حملها ضماناً لعدم اختلاط هذا النسب عند زواجها من آخر!

هذا يبين لنا الرؤية الدينية البدائية إلى الزواج ، و التي تعتبر الزواج مجرد وسيلة لممارسة الجنس في إطار متعارف عليه من أجل حفظ النسب وحسب ، يتبدى ذلك من خلال تعبيرات إسلامية تظهر عند الحديث عن احكام الزواج في الإسلام كقولهم أن المهر مقابل استباحة الفرج .. وأن مؤخر الصداق مقابل المتعة ...إلى آخر هذه اللغة المتردية التي تحول الزواج من بناء للأسرة إلى حجرة نوم ملأى بالتأوهات.
الحقيقة التي لا أحد يجهلها أن الجنس يمكن ممارسته دون الحاجة إلى زواج ، فلا يشترط لهذه الممارسة حتى تتم على أكمل وجه إلا المحبة والرغبة والتراضي تحت المتطلبات الوقائية ، ولا حاجة إلى مندوب عن الله حتى يخلع على هذه الممارسة صفة الإباحة والديمومة معاكساً الطبيعة البشرية التي تسعى إلى التغيير والاستكشاف والتواصل الطويل ولا تقرر الاستقرار إلا عند الوثوق من إمكانية العِشرة الحسنة المستمرة ، لكن الأديان كأنظمة اجتماعية متخلفة لا تنظر إلى الزواج إلا بمنظور ذكوري يشتهي الجنس في ذاته ويرتب على ذلك امتلاك الرجل للمرأة والأولاد معاً ، فلا يحتمل النظرة إلى نساءه خشية سقوط الهدف الذي من أجله ترك الزنى وهو ثبوت النسب إليه حتى يُكاثر غيره ببنيه وتتحدد مكانته وفقاً لما يملك منهم منتسبين إليه دون سواه.
إن الزواج في رأيي _والكلام من هنا رؤية شخصية محضة لا ألزم بها سواي حتى من الملحدين_ هو مؤسسة اجتماعية مبنية على عهد وفاء بين فردين من الجنسين قررا التعايش معاً ومشاركة الحياة من أجل بناء أسرة ، ومثل هذه المؤسسة يصعب أن تنجح في ظل الظروف المدنية المعاصرة إن لم تسبقها فترة تعارف طويلة بين الفردين بعيداً عن التحريم والتهويل بحيث يمكن بناءً عليها اتخاذ القرار بأن مثل هذا التعايش ممكن ومثمر ، أما اعتبار الزواج كأداة لممارسة الجنس بموافقة المجتمع فقط لحفظ الأنساب فإن هذا يؤدي إلى ما نراه من سيطرة ذكورية واضحة على الموضوع برمته ، ويستحيل معها اعطاء هذا الزواج أي مفهوم سامي ما دام أنه لا يساوي بين طرفيه في هذه العلاقة ، ويبيح للرجل أن يؤذي زوجته بأخرى وأخرى وأخريات ، وأن يضاجع الجواري وملكات اليمين ثم يدعي أن ألله سنّ الزواج من أجل المودة والرحمة والسكينة كما يروج فقهاء الدجل.

الزواج في الحقيقة يخالف الطبيعة البشرية التي تأبى التقيد بشخص واحد إلى الأبد بقرار يُتخذ في يوم قد يكون صائباً أو خاطئاً ولكنه في جميع الأحوال يرتب آثاراً تدوم العمر كله ، وهو في هذا يعد طريقة قاصرة للربط بين الجنسين ، ولكنه أفضل ما توصلت إليه البشرية في هذا الصدد كطريقة تحترم من خلالها إنسانيتها وتبني مجتمعاتها ، وبالتالي فإن الجنس ليس غاية الزواج وإلا لما تحقق بدونه ، ولكن هذا المفهوم الذي رسخته الأديان جعل حتى غير المتدينين يرون أن الرجل الذي يمارس الجنس غير المقيد من أجل الاستمتاع وبناء خبرات لاختيار شريكته المناسبة مجرد دونجوان أو طائش أما المرأة التي تفعل ذات الشيء فهي فوراً لعوب أو عاهرة ، غافلين أن المرأة بشر مثل الرجل ، ومن حقها أن تخوض تجاربها المختلفة من صداقة ثم إعجاب ثم حب ثم جنس حتى تعرف مبتغاها وتستكين إليه ، فيحصل حينها الوفاء الثنائي الجدير باسم زواج كمعنى إنساني سامي.
لقد كشف محمد حقيقة الأمر عندما اعترف أن الزواج على ابنته يؤذيها ، وإذا كان التعدد قد أبيح لأن هناك رجال يشتهون التنوع ولا يمكنهم التعايش الأبدي مع امرأة واحدة فإن ذات الشيء لدى النساء وبنفس القدر حتى وإن لم يعترفن بذلك نتيجة الترسبات الدينية ، والنظرة القاصرة للزواج على أنه إباحة لممارسة الرجل للجنس فقط وفقاً لميوله ورغباته وإغفال ذات الحق للمرأة سواء داخل الإطار الديني أو خارجه دليل كاف بالنسبة لي على أن ال زواج بمفهومه الجنسي الديني لا يمكن أن يكون إلهياً ، هذا إذا افترضنا أن هناك حقاً إله يهتم لكيفية تعايش البشر وتناسلهم ، فيبيح تعدد الزوجات ويحرم تعدد الأزواج.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كلام في الصميم
احمد داؤود ( 2013 / 3 / 30 - 11:27 )
حقا ما قلت استاذ لعماري ..اما ان يمنعوا تعدد الزوجات او ان يسمحوا للمراة ان تتزوج باكثر من رجل . باعتبار انه لا فرق بينهما .نفس القلب والاحساس والمشاعر . لاشي سوي البنية الجسدية

اخر الافلام

.. حتة من الجنة شلالات ونوافير وورد اجمل كادرات تصوير في معرض


.. 180-Al-Baqarah




.. 183-Al-Baqarah


.. 184-Al-Baqarah




.. 186-Al-Baqarah