الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الردة العظمي والانهيار الاعظم

احمد داؤود

2013 / 3 / 31
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


"الردة العظمي " مصطلح ابتكره الدكتور سامي الذيب .ويشير فيه الي احتمالية خروج جماعات كبيرة من الاسلام .ويتفق الكثير من المراقبين مع مايذهب اليه الذيب .
في المقابل يذهب المسلمين للقول الي ان المستقبل للاسلام وبالتالي لايوجد ما يسمي بالردة العظمي .ويقولون في ذات الوقت بان الدين الذي ظل قابعا داخل قلوب اتباعه لا يمكن ان يخرج منها بهذه السهولة .ولكن الادلة التي بحوزتنا تؤكد خلاف ذلك .وتتمثل ابرزها في :

*عدم نجاح الاسلام في اشباع حاجات اتباعه :

المؤسسات الاسلامية تؤكد باستمرار بان الاسلام "لكل زمان ومكان " كما انه يحتوي علي معالجات لكافة القضايا الانسانية . النصوص القرانية من جانبها تؤيد صحة ما تذهب اليه تلك المؤسسات .لذلك تجدها تستنكر كل فكرة تسعي الي الاعتماد علي الاجتهادات البشرية اوالابحاث العلمية الحديثة .

لكن واقعيا اثبتت كافة التجارب عدم صحة تلك المزاعم .فالاسلام عجز حتي الان في اشباع حاجات اتباعه للحد الذي جعل الكثير منهم يطالب بتجاوز الكثير من النصوص القرانية التي يقولون بانها خاصة بفترة زمنية معينة .
وجل ما يتمناه الانسان المتدين ان ينجح دينه في اشباع حاجاته الروحية والنفسية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية .ولكن طالما ان الاسلام لم ينجح في فعل ذلك .فاحتمالية ان يرتد عنه الكثير ستكون في حكم الممكن.

*ضرره اكثر من نفعه :

الضرر الذي اعنيه هو قيام الاسلام بتازيم العلاقة بين المسلمين والاخرين .فالقران يضج بالعديد من النصوص التي تحرض للعنف والاكراه .وتحث تلك النصوص المسلمين للاعتداء علي كل من يختلف معهم في الاعتقاد او التفكير او التوجه السياسي .بل وتلزمهم بفرض ما يؤمنون به عليهم .كما تحرمهم من مؤلاتهم ومناصرتهم حتي لو كانو من اقرب الاقربين اليهم .وتحت ذات النصوص اتباعها الي مصادرة حق كل من لا يعتنق ديانتهم او يشاطرهم التفكير.

وتبيح للمسلمين ان يتزوجوا من نسائهم بينما تحرمهم من الزواج من نساء المسلمين .وتصفهم بابشع الصفات .وتقول بانهم قدرة وخنايز ومغضوب عليهم وضالين .

ولكن الاسلام لم يكتفي بذلك "اي تازيم العلاقة بين المسلم والاخرالمختلف " بل انه تسبب في تازيم العلاقة حتي بين اتباعه وخاصة النساء منهم والذكور .حيث يمنح الاول الحق في ان يفرض رغباته علي الاولي .بل ويحرمها من كثير من حقوقها التي اقرتها الطبيعة بحجة انها عورة وناقصة عقل ودين . كما انه ازم العلاقة ايضا بين اتباعه وخاصة اؤلئك الذين ينتمون لمذاهب مختلفة .حيث يمنح البعض المشروعية التي تخولهم لان يتحكموا في تقرير مصير الاخرين .

اذا اعتبرنا ان الهدف من الدين هو تهذيب الانسان وترقيته ومساعدته في الاعتراف بالاخرين والتعايش معهم بسلام فان الاسلام لا يفعل ذلك .وهذا بدوره سيجعل كثير من المسلمين يفكرون في التخلي عنه ... عن دين لا يفعل شي سوي تسببه بتازيم العلاقة بينهم وبين اخوتهم الذين يختلفون معهم في الاعتقاد والتفكير .

*التعارض مع الابحاث العلمية الحديثة :

تتعارض الكثير من النصوص القرانية مع ما اثبتته الابحاث العلمية الحديثة .ففيما يزعم الدين شي فان ذات الابحاث تاتي وتنقضه بل وتثبت عدم صحته .والاسلام يمنح اتباعه تفسيرا خاطئا للكثير من القضايا والظواهر الكونية .فيخبرهم بان الارض مسطحة وممدة كما ان هنالك سبع منها .ويقول لهم ايضا بان النمل يتكلم .وان هنالك شخص مكث سنين داخل بطن الحوت دون ان يمتلك ابسط مقومات الحياة .كما يوضح لهم بان بول الابل علاجا نافعا لبعض الامراض الفتاكة.

المنطق يقول بان كلما هو الهي فهو صائب . الا ان ما ورد في القران خاطي .وهذا سيضع المسلم اما السؤال :كيف يكون القران الهي ويحتوي في ذات الوقت علي الكثير من الافكار الخاطئة . العلم يقنعك بالادلة والبراهين .اما الاسلام فهو يزعم بان ما ورد فيه صحيحا دون ان يمنح اتباعه ادلة عقلية .ومع التطورات التي يشهدها العالم سيضطر المسلم للايمان بما اثبت العقل صحته .وهذا سيودي بمرور الوقت الي تجاهل الكثير من الافكار القرانية .وهو ما يكون المدخل لحدوث الردة عظمي .

*التطور الهائل في وسائل الاتصال والاعلام :

لاكثر من اربعة عشر قرن من الزمان نجحت الموسسات الاسلامية في اخفاء الجانب المظلم من ديانتهم .الا ان تطور وسائل الاتصال والاعلام كفيل باظهار هذا الجانب. وما ان يدخل الانسان الي عالم الانترنت حتي يجد المئات من المقالات والكتب والمواقع الالكترونية التي تخصصت في انتقاد الاسلام .بل وكشفت الوجه الحقيقي له .ورغم المجهودات التي يبزلها رجال الدين الاسلامي لتهكير او حجب تلك المواقع الان كافة محاولاتهم باءت بالفشل .

وعندما يطلع الشباب المسلم علي تلك المواقع او يقرا المقالات التي تنتقد الاسلام فهو بالضرورة سيدرك الكثير مما خفي عنه .وادراكه لحقيقة ديانته سيكون كفيلا بارتداده عنها .


*انتشار ثقافة حقوق الانسان :

حتي لوقت قريب كانت المؤسسات الاسلامية تمنع اي انسان من الادلاء برايه في القضايا الدينية .كما انها كانت تحرمه من حقه في الاعتقاد او التعبير والتفكير . وتعلن بان من بدل دينه فاقتلوه .وهذا دعا الكثير من الناس لأن يرفضون فكرة انتقاد الدين او محاكمته عقليا او المجاهرة بالحادهم .

ولكن مع التطور الهائل في مجال حقوق الانسان بامكان اي انسان ان ينتقد الدين بل ويجاهر بكفره والحاده دون ان يواجه بحد الردة او ان يتم قتله . وهذا سيمنح المسلمين الفرصة لان يحاكموا ديانتهم عقليا ويتوصلوا لعدم صحتها بل ويجاهرون بالحادهم .

*الشخصية الكارزمية لبعض الكتاب :

احد اصدقائي الذين يعتنقون الاسلام شاهد حلقة من برامج صراع الحضارات التي بثته قناة الجزيرة .وكان من ضمن المتحدثين الدكتورة وفاء سلطان التي كشفت جوانب مخفية من الاسلام . وبسبب اعتمادها علي العقل والمنطق والبراهين امن صديقي بما ذهبت اليه الدكتورة . وبعد يومين سالني عنها فما كان مني الا ان دليته علي موقعها وطلبت منه قراءة جميع مقالاتها وكتبها .

وعندما قرأ كل مقالاتها اعلن صديقي خروجه النهائي عن الاسلام .بل واكد بانه دين من صنع البشر وليس من صنع الاله .

والمتامل للعالم الاسلامي يري بروز الكثير من شاكلة الدكتورة وفاء " سامي الذيب ..كامل النجار ..وديع طعمة ..جهاد علاونة ..الناصر لعماري..".وهؤلاء وبما لهم من وعي ورؤية ثاقبة وعقل مفكر وناقد قادرين علي تحرير الكثير من المسلمين من عقدة الدين الاسلامي .

اذاً كل الادلة تشير الي احتمالية حدوث ما اسماه الدكتور سامي الذيب بالردة العظمي .ولكن يبرز السؤال :متي يكون ذلك ؟

نحن لا نستطيع ان نحدد فترة زمنية بعينها .ولكن نفترض بان ذلك قد يحدث بعد اكثر من عقد من الزمان .لماذا :لان الجيل الحالي قد لايمتلك من الاليات ما يساعده علي تنزيل افكاره وتصوراته واشواقه ورغباته علي ارض الواقع .ولكن الاجيال القادمة قد تملك تلك الاليات وهو ما يساعدها في النهوض بالعقل واحداث عملية الردة العظمي .

كما ان جلوس الانظمة الاسلامية علي سدة الحكم هو ايضا قد يعجل بحدوث تلك العملية .لماذا: لان الاسلام الحقيقي ظل مخفيا عن المسلمين لفترات طويلة.ولكن الاسلامين بالضرورة سيمنحونا الاسلام الحقيقي الذي يامر بقتل الاخر المختلف او ذاك الذي بدل دينه . وعندما يدرك المسلمين الصورة الحقيقة لديانتهم فانهم بالتاكيد سيعملون علي مناهضته واستئصاله من حياتهم .وهو يما يعجل بحدوث الردة العظمي .

ولكن يبرز سؤال اخر :هل الردة العظمي ستكون مدخلا للانهيار الاعظم ؟

حتي لا ادخل القاري في فخ التأويل ساتكفل بتفسير ما اعنيه بتلك الجملة .الردة العظمي حسب ما اشرت سابقا تعني الخروج الجماعي عن الاسلام .اما الانهيار الاعظم فهو يعني اندثار او انتهاء ذاك الدين .وبمعني اخر هل سيتسبب خروج جماعات كبيرة من المسلمين عن الاسلام في انهيار او اندثار هذا الاخير.

هذا ممكن ؛كيف:خروج المسلمين عن الاسلام سيكون لعدة اعتبارات حسب ما قلنا في وقت سابق .اهمها انه من صنع البشر .وهذا يعني بان المسلمين كانوا يؤمنو به لانهم يعتقدون بانه منزل من اله الكون .ولكن طالما انهم اكتشفوا بشريته فلا يعقل ان يؤمنوا به . وعدم الايمان به يعني اندثاره بالتاكيد باعتبار انهم سيتخلون عن التحدث به او ممارسة شعائره او طقوسه او اخذ ما يقوله علي محمل الجد .

الاديان القديمة مثل المصرية القديمة او اليونانية ظلت مسيطرة لعدة قرون .ولكن ما ان تخلي عنها اتباعها حتي بدات بالاندثار .وهذا بالضبط ما سيحدث للاسلام .

عندما يعتنق الانسان دين ما فهو بالضرورة يكون الحامي والمدافع بل والمتحدث عنه .والبارز لتعاليمه وافكاره . ولكن حينما يخرج عنه سيتخلي بالتاكيد عن كل ذلك .اي بمعني اخر لايدافع عنه او يحدث باسمه او يبرز تعاليمه وافكاره .

والدين اي دين لايتحدث عن او بذاته وانما بتحدث به اتباعه .ولكن ما ان يتوقف اتباعه عن ذلك حتي يبداء ذاك الدين بالاندثار والانهيار.

وتخلي المسلمين عن الاسلام سيتسبب بالضرورة في اندثاره .وهذا مرتبط بخروج جميع المسلمين عنه .ولكن عندما يخرج البعض عنه بينما يظل الاخرين مؤمنين به فانه قد لا ينهار او يندثر .

وهو ما حدث للدين المسيحي .ارتد البعض عنه الاانه لم ينهار .وانما ظل مهيمنا ولكن داخل حدود معبده .حيث ابتعد عن الكثير من الجوانب الاخري التي ظل يحشر نفسه فيها .ولكن متي يحدث ذلك :

ـ فقط عندما يتسمك بعض الناس بالايمان به .

ـ اوعندما يحاكم عقليا ويتم تجاوز الكثير من افكاره وتعاليمه السالبة . وحسب ما اشرت في اوقات سابقة فان القران يضج بالكثير من الافكار والتعاليم السالبة .منها علي سبيل المثال النصوص التي تحرض للعنف والاكراه او تلك التي تحط من كرامة المراة وتقلل من شانها .او تلك التي تمنح المسلمين تفسيرا خاطئا للكثير من القضايا والظواهر الكونية .

وعملية المحاكمة ستدفع المسلمين لتجاوز تلك الافكار والتعاليم السالبة والذي سيساعد هو الاخر في بقاء الاسلام .

اما ترك الاسلام بصورته الحالية دون ان يتم محاكمته عقليا فقد يؤدي الي انهياره واندثاره . ولكن رغم عملية المحاكمة الا ان احتمال الا ينهار او يندثر الاسلام قد يظل ضعيفا .لماذا : لانه مرتبط بحزف الكثير من نصوصه وتجاوز بعض تعاليمه وافكاره . وهذا باضرورة سيتبب في كشف بشريته باعتبار ان ما هو الهي لا يمكن ان يحزف او يتم تجاوزه .

وعندما يدرك المسلمين بان القران بشري فهم بالتاكيد سيعملون علي مناهضته واستئصاله .وهذا بدوره سيودي الي انهياره واندثاره .

اذا هنالك ردة عظمي .كما انها ستكون مدخلا لانهيار الاسلام .وسيتم ذلك الانهيار سواء ان حاكمنا القران عقليا ام لم نحاكمه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما سبب الاختلاف بين الطوائف المسيحية في الاحتفال بعيد الفصح؟


.. نشطاء يهود يهتفون ضد إسرائيل خلال مظاهرة بنيويورك في أمريكا




.. قبل الاحتفال بعيد القيامة المجيد.. تعرف على تاريخ الطائفة ال


.. رئيس الطائفة الإنجيلية يوضح إيجابيات قانون بناء الكنائس في ن




.. مراسلة الجزيرة ترصد توافد الفلسطينيين المسيحيين إلى كنيسة ال