الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا تنتظرون من الجماعات المتأسلمة ؟

بن جبار محمد

2013 / 4 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ماذا تنتظرون من الجماعات المتأسلمة ؟
يكفي أن النقاشات العقيمة التي تثيرها الجماعات االمتأسلمة و رؤيتها المستقبلية المبنيـة على الوعود الربانية لتجعــل الفكــر الخلاق يتراجع عدة قــرون إلى الوراء,لأن نظرتهم للإنسان و للطبيعة و الأخلاق و العلاقات التي بينهم هي نفسها التي يؤمن بها الســلف المتشدد في بداية تفكيرهم البدئي بينما مرت قرون عديدة دون أن يستقيم لهم رأيا و لا فكــرا و دون التأقلم مع مستجدات الحضـارة التي دافع عنها الرواد المتنورين الأوائل .تلك المساعي العظيمة في مختلف المجالات و خاصة في الفلسفة قابلتها ردود فعل متشددة تأبى أي تحول أو محاولة للخروج من الإطار الفكر التقليدي التي رسم بدقة متناهية للحفاظ على قدسية الإتباع لتأمين الصورة التي يريد الفقهاء تصديرها و كان أن تهمشت الفلسفة و نعتت بأبشع الأوصاف فطمر المنطق و غاب الإختلاف وأندثرت العقلانية إلى غير رجعــة بإستثناء بعض النجوم التي برزت هنا وهناك أضاءت السماء العربية لتأفل من جديد ..في كل مرة تنتصر القوى الظلامية و التشدد لتخلف من وراء ممارساتها أنهار من الدماء والمآسي الإنسانية مدعمة بأسانيد من القرآن و السنــة . الجماعات المتشددة لم تتطور بالمعنى الصحيح لأن فكرها الإعتقادي يحمل نفس الأفكار الخطيرة و البسيطة و البدائية في علاقاتهم مع الآخــر ونفس الأفكار في تعاملهم مع المرأة و نفس الأفكار في تعاملهم مع المدنية بل تبني أفكار بالية في مجال مفهوم الدولة و رفض التام للديموقراطية و حقوق الإنسان و الدولة الحديثة و مؤسساتها و الفصل بين السلطات .الجماعات الإسلامية لم تجدد خطابها المبني على العنف لأنسنته بإعادة تركيبه إيديولوجيا و إنما تمادت في وضع كل قطيعة مع ما يعارض أفكارها بأساليب التكفير و العنف و لا تخلو أفكارها في مجالات السياسة و الإقتصاد بالوعود الربانية وهو أن تنصروا الله ينصركم .. تعطش الجماعة للقتل و البطش و التنكيل و التدمير للآخر و العنف جعلها فريسة سهــلة في أيادي مخابرات الدول العظمى لتحرك خيوطها كما شاءت و لعبة دولية في صراعها لكسب المزيد من النفوذ و المصالح و سيف مسلط على رقاب الدول الضعيفة أو النامية كما هو الحال في الوقت الراهن. الخطاب الإسلاموي لايزال سجين إرث بدراوي – نسبة إلى بدر – يتحرك في حركة مكوكية بين دار الكفر و دار الإيمان , بين العنصرية و الشعبيوية , بين الحق المطلق و الباطل الفاجر . الخطاب الإسلاموي الذي يقدمونه لا يرقى أبدا إلى مبادئ الفكر الحر الذي يؤمن بالإختلاف ومحدوديته ونسبيته . خاتمة القول أن الفكر الإسلاموي و خطــابه المتشدد كفيضان جارف يهلك النسل و الزرع و الحرث و كل ما يصادفه في طريقه...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج


.. 101-Al-Baqarah




.. 93- Al-Baqarah


.. 94- Al-Baqarah




.. 95-Al-Baqarah