الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شخصيه البطل بين القيم البدويه وعقيده الاسلام الدينيه ضيعت على الانسان العربي فرصه الالتحاق بالحضاره الانسانيه

سعد كريم مهدي

2013 / 4 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني





ان شخصيه البطل او الانسان القدوه او العاقل وما الى ذلك من تسميات تطلق على الانسان الذي يعتبره المجتمع النموذج الذي يمثله واهم صفه لهذه الشخصيه هي انه يجاري القيم والاعراف التي اعتاد عليها المجتمج الذي يعيش فيه وهذه الشخصيه مهمه لكل المجتمعات الانسانيه لانها تشكل الاتجاه الفكري الذي تصنع من خلاله نخب المجتمع لتكون البوصله التي تحدد الاتجاه العام لهذا للمجتمع ولكون الانسان العربي جزء من المجتمع الانساني الكبير فهو لايختلف عن اي انسان في العالم من حيث امتلاكه القدرات العلميه والمعرفيه والثقافيه لكن مشكلته هي ان البيئه التي يستقي منها قيمه وثقافته هي بيئه بدائيه ورثها من اسلافه جيلا بعد جيل وان هذه القيم البدائيه او البدويه هي القيم والاعراف التي اكتسبها الانسان بالفطره عند التشكيل الاول للمجتمعات الانسانيه بعد ان خرجت من مرحله الصيد والالتقاط , وكل المجتمعات الانسانيه عند تشكيلها مرت بمرحله البداوه هذه ومن ثم انتقلت الى مرحله الزراعه ومن ثم الى الصناعه وتطورت حتى وصلت الى اعلى مستوى لها في زمننا الحاضر ولكل مرحله من هذه المراحل لها قيمها وتقاليدها ومن خلال تدافع وتنازع القيم المعرفيه التي يكتسبها الانسان في تلك المراحل التاريخيه المختلفه تولد دائما قيم واعراف جديده تناسب المرحله الحضاريه التي وصل اليها الانسان كي يستخدمها الانسان لادامه حضارته وتطويرها وقد تطورت المجتمعات الانسانيه بهذه الطريقه حتى وصلت القيم الحضاريه لبعض المجتمعات في زمننا الحاضر ان تخلق قوانين وضعيه تحمي من خلالها حق الحيوان في الحياه في حين مجتمعاتنا العربيه لازالت تصادر حق الانسان في الحريه والحياه من خلال قيودها الاجتماعيه المشتقه من قيما واعرافها القبليه والبدويه ذات النزعه الدينيه , وهنا يبرز السوأل التالي ( لماذا بقى المجتمع العربي راكدا عند هذه القيم والاعراف البدويه ولم تتطور قيمه واعرافه اسوتا بباقي المجتمعات الانسانيه المتطوره؟) لاشك ان عقيده الدين الاسلامي التي نشات في البيئه البدويه للجزيره العربيه قبل اكثر من الف واربعمائه الف عام هي التي حجبت كل القيم والاعراف التي تصاحب تطور المجتمعات باتجاه بناء الحضارات وابقت المجتمع العربي راكدا في بركه القيم والاعراف البدويه لانها استخدمت طريقه ( الحرام الالهي والحلال الالهي ) كي تحمي النظام الحياتي التي جائت به والتي اقتبسته من النظام البدوي لجنوب الجزيره العربيه لتلك الفتره عند اقامه النبي محمد صاحب هذه العقيده في يثرب

شخصيه البطل في القيم البدويه وعقيده الدين الاسلامي

ان افضل من وصف القيم البدويه هو ابن خلدون في مقدمته حين وصفه الانسان البدوي (بانه يحترم القوه بكل مضاهرها خصوصا القوه التي تودي الى التوحش ومن العار على البدوي ان يكسب رزقه بكد يديه وعرق جبينه لانه صاحب سيف يغزو به ويدافع به من يغزوه وهم لايعرفون من دنياهم غير الفروسيه والفخار بالغلبه والتنافس على الرئاسه لذلك فانهم يقيسون الرجوله بالغلبه والاستحواذ لذلك , وهم ابعد الناس عن الصنائع ويستنكفون عن طلب العلم وانتحاله ) لذلك فان الانسان النموذجي الذي يشكل منه البطل في ضل هذه القيم الاجتماعيه لابد ان يكون انسان امي جاهل باي معرفه علميه او فكريه ولايمتلك حرفه او صناعه لكنه في نفس الوقت يمتلك القوه التي يستخدمها في سلب ونهب اموال الاخرين هذا من جانب ومن جانب اخر كانت للمجتمع البدوي عقيده كبيره في خرافات الجن والسحر والدجل وكان في الجزيره العربيه وادي يسمى وادي عبقر وكان سكان الجزيره العربيه يعتتقدون ان الجن يسكن في هذا الوادي وكانوا يزعمون سبب اصابه الشخص بالجنون هو ركوب الجن لهذا الشخص من هذا الوادي والعبث بعقله اما الشخص الذي يمتلك صفات ابداعيه اكثر من صفات الانسان الطبيعي فيعزون ذلك الى ان هذا الشخص يستلهم ابداعه من الجن القاطن في هذا الوادي لذلك جائت تسميه العبقري كصفه للشخص الذي يمتلك صفات ابداعيه خارقه تميزه عن صفات الشخص الطبيعي من تسميه هذا الوادي ومن المعروف سكان الجزيره العربيه كانو يعبدون رب النبي ابراهيم ويتوسطون في عبادته الروح التي تسكن الاصنام والتي وضعوها في مكه , وفي هذه البيئه الاجتماعيه التي تحمل تلك القيم والاعراف البدويه جاء النبي محمد بدعوته الدينيه وهذه الدعوى التي جاء بها لم تغير من الصفات البدويه بشطريها في شي سواء كان الشطر المتعلق بالغزوات والسلب والنهب لاموال الاخرين كما وجدناه مع اصحابه في غزواتهم ونهبهم لاموال الاخرين عند اقامتهم في يثرب اوالشطرالمتعلق بعقئدهم الخاصه بخرافات الجن والدجل وما الى ذلك من خرافات اما في خصوص وساطتهم للروح التي تسكن الاصنام في عباده رب ابراهيم فان النبي محمد قد انتزع هذه الخاصيه من الاصنام والصقها بنفسه واصبح هو الوسيط بين الناس ورب ابراهيم لذلك كان نزاعه مع قريش هو نزاع على انتزاع النفوذ والسلطه منهم لصالحه وهو بذلك لم يضيف اي قيمه فكريه تساهم في خلق قيم واعراف جديده تخرج مجتمع الجزيره العربيه من مستنقع البداوه وتنقله نقله حضاريه بل بالعكس وجدناه في يثرب يعتمد لسكان مدينيه يثرب النظام الحياتي لجنوب الجزيره العربيه والذي كان اكثر الانظمه البدويه تخلفا في الجزيره العربيه وما زاد الطين بله انه اعطى لهذا النظام القدسيه بعد ادعائه انه نظام الآهي لذلك فان الشخصيه النموذجيه اوشخصيه البطل في الاسلام لاتختلف في محتواها عن الشخصيه البدويه وهذه الشخصيه هي التي وصلت الى مجتمعنا الحالي عن طريق عقيده الدين الاسلامي واصبحت هي القدوه للانسان البسيط الذي لايمتلك معرفه فكريه او ثقافيه سواء كان امي او من يمتلك اميه فكريه من بين المتعلمين

التمجيد والقديس لشخصيه البطل في المجتمع الاسلامي

ان شخصيه الانسان العربي في زمننا الحاضر هي صنيعه للقيم البدويه التي تعتمد على منطق القوه في الاستحواذ على مايملكه الاخرين من جانب ومن جانب اخر نجدها غارقه في خرافات الامورالغيبيه سواء التي جائت بها عقيده الاسلام الدينيه او التي نقلتها من القيم والاعراف البدويه وهذا بدوره جعل شخصيه الانسان العربي المعاصر تبتعد مسافات كبيره عن الشخصيه الحضاريه للانسان المعاصر واهم الاسباب في خلق هذه الشخصيه هو الضغط المستمر عليها من قبل رجال الدين في ترويج فكرهم الديني الذي يحمل في محتواه القيم البدويه وخرافات الامورالغيبيه التي تحدثنا عنها وتهديدهم بالعقوبات الابديه بعد موتهم اذا لم يطيعوا اوامرهم وقد استخدموا كل وسائل الاعلام الممكنه في نشر فكرهم هذا ولم يكتفوا بذلك بل شكلو الميلشات الدينيه لتصفيه من يعارض افكارهم هذا من جانب ومن جانب اخر كان كتاب التاريخ عبر المراحل الزمنيه المختلفه غير امينين في نقل حقيقه الواقع الاجتماعي والثقافي للمجتمعات التي عاصروها لذلك وجدنا التاريخ الذي وصلنا هو تاريخ الملوك والقاده ورجال الدين الذي استخدموا ابشع جرائم القتل والسلب والنهب في غزواتهم وحروبهم في سبيل بسط نفوذهم داخليا او خارجيا فقد وجدنا هولاء الكتاب يمجدون هذه الجرائم ويطرحوها على انها بطولات خارقه لهولاء الملوك والقاده ورجال الدين وعذرهم في ذلك ان هولاء الملوك والقاده ينشرون عقيده الدين الاسلامي وكان عذرا اقبح من ذنب لانهم لم يكتفوا بتمجيد هذه الجرائم بل اعطوها صفه القدسيه ايظا وعطوا القدسيه لمن قام بها لذلك وجدنا الشخصيه الحقيقيه للانسان العربي قد ضاعت في دهاليز النفاق الاجتماعي الذي خلقه التمجيد والتقديس لهذه الرموز التاريخيه والدينيه لذلك كان الملوك والقاد ورجال الدين هم الذين اكتسبوا الصفه النموذجيه لشخصيه البطل في نظر الشعوب العربيه اما العلماء والمفكرين العرب الذين جائوا في المراحل التاريخيه المختلفه واغنوا الانسانيه بفكرهم وعلومهم فلم نجد لهم اي تمثيل في الشخصيه النموذجيه لشخصيه البطل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 155-Al-Baqarah


.. 156-Al-Baqarah




.. 157-Al-Baqarah


.. 158-Al-Baqarah




.. 159-Al-Baqarah