الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جهاد النكاح..ما الغريب

جمال الهنداوي

2013 / 4 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لا جدوى من وراء الجدل حول عائدية الفتوى, ولا نفع في السخرية من رفضها الخجول من قبل السيد نور الدين الخادمي وزير الشؤون الدينية في تونس, فالعبرة –الاكثر ايلاما-هي في ان حتى تلك الاقترافات التي على شاكلة "جهاد النكاح" قد اصبحت تجد من يصغي لها ويقطع الفيافي والقفار لاتيانها في ظل كل ذلك التفلت القيمي والاخلاقي الذي يسود الكثير من فتاوى تسليك الجهد السياسي والامني لاحزاب الربيع السلفي.
فقد يكون اسقط في يد السادة الدعاة, ولم يعد في امكانهم تفنيد الانباء التي تتحدث عن فتاوى "جهاد النكاح " ولا عزوها-كعادتهم- الى مثيري الفتن ومناهضي الحق الآلهي لقوى الاسلام السياسي في حكم دنيا وآخرة الشعوب.. ولكن صمت السادة العلماء الاجلاء وتخارسهم المريب عن تلك الفتاوى لا يصلح للتغطية على الجهد المؤسسي المنظم الذي يسهل مثل هذه الجرائم ويوفر لها الامكانات اللوجستية الملائمة والتي لا يكون للفقيه فيها الا دور الشرعنة الزائفة لما تقرره الدوائر السياسية المنظمة لهذا الجهد.
فليس المهم ما الذي دفع اولئك الفتيات الى ذلك البغاء المشرعن بالكتب العتيقة, ولكن السؤال يجب ان يكون عمن رتب وجهز ومول نقلهن على جناح الطير لإمتاع المقاتلين في ارض الجهاد والرباط, وعن المنقبات اللواتي يتنتقلن بين البيوت حاملات غوايتهن راضيات مرضيات في البلاد المحروسة بعين الله والاخوان..
فلا جدوى من وراء الخلاف عن مقترف تلك الفتوى ان كان هذا او ذاك, فهي لا تختلف عن الكثير مما تساقط علينا في سنوات الخلط المزمن للديني الزائف والمشروع السياسي الملتبس..فمن يفتي برضاع الكبير لن يعجزه الاتيان ب"جهاد النكاح"..ولكن السؤال الان يجب ان يكون عن التنامي المطرد لشبكات التجييش الفكري والعقائدي التي تستهدف ضبط مسارب الفقه الديني تجاه شرعنة الاسلام السياسي وتزويده بخطوط متوالية من المتاريس النصية الماضوية , من خلال تفسير –او ولوغ -تاريخي واجتماعي مغلق للنص المقدس يضمن تكفير وزندقة المعارضة السياسية المتوقعة لمشاريع اسلمة مستقبل شعوب المنطقة.
ان مثل هذه الفتاوى لا يمكن ان نعدها هفوة او سقطة او انحراف في مسيرة فقه الاسلام السياسي, ولا قيمة لمن اراد ان يبرر هذه الفتوى بانها تختص بالفتيات السوريات المقيمات في سوريا اللواتي يستطعن «مؤازرة المجاهدين عبر الزواج بهم لساعات".وليس مما ينزه هذا الفكر الممارسة المستدامة للتبرؤ من التصريحات والفتاوى التي تصفع المواطن المسلم روتينيا من قبل اساطين الكهنوت السلفي والرموز التي يعتمد عليها هذا الفكر, فالسؤال-والادانة- يجب ان يكون عن مسؤولية ذلك السكوت الطويل عن فتاوى السبي وملك اليمين التي تزدحم بها منابر الاسلام السياسي عن هذه الجرائم, ومدى مسؤولية ذلك التبسط الكبير في استهداف الآخر الذي لا يتموضع ضمن ايديولوجيتهم الا ضمن مواطنة ناقصة يجب ان تعاقب باستمرار على مرجعياتها الفلسفية, بل وحتى وجودها على قيد الحياة ,والذي هو اما كافر او جاحد او منحرف اوضال عند الفكر السلفي الساكن المطمئن لاجوبته الاحادية الكلية للكون والحياة والتي يعد مجرد التساؤل عنها او محاولة تقديم أي بدائل للفهم تعديا على الدين ومحاربة له..
ان ما يجب ان نعيه هو ان مشكلة قوى الاسلام السياسي-ومأساتها- تكمن في عجزها البنيوي عن تقديم اي صيغة مستنيرة للاسلام, لأن ثوابتها الشرعية مستندة الى اسوار عالية من النصوص الملتبسة ما بين التاريخي والمقدس والمراد منها الوصول الى سدة الحكم دون النظر الى التفاصيل الاخرى..لذا فان اي محاولة لمواءمة هذا الفكر مع مبادئ حقوق الانسان والمواطنة وحرية المرأة والاعتقاد يتناقض مع المنظومة الفكرية التي يستند عليها ..واي محاولة للتخفيف من غلواء التشدد السلفي والحديث عن معاصرة ما قد تكون له لن تعد الا نوعا من المناجاة الاحادية غير المنتجة اوعلى الاقل ضحكا-وان كان سمجا-على الذقون.ولكنه الضحك الابهظ كلفة والاشد وطأة والاكثر انتزاعا لطمأنينة الحياة من النفوس.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - دى مصيبة سوده ياجدعان !
هانى شاكر ( 2013 / 4 / 2 - 02:16 )

يخرب بيت كده

ألكلام ده جد ولا هزار ؟ ألتونسيات ؟

ألشيخ ده وفتاويه طلعوا آخر مسخرة ! دى مصيبة سوده ياجدعان !

...


2 - الفكر السلفى
Amir_Baky ( 2013 / 4 / 2 - 07:34 )
رجل جاهل يطيل لحيتة يقرأ كذا كتاب من كتب التراث. يقدم للتابعين كذا قصة غريبة. يصبح له مريدين من الجهلة. يقدمون لنا أمور لا تمت للمنطق بصلة. والعجيب يوقره الشعب لمجرد انه ملتحى. هذه النوعية من البشر تحلل جميع المعاصى لتنفيذ مخطط سياسي و الحجج التى يمررونها نصرة الدين - إعلاء شرع الله. فالدين مهزوم و يحتاج لنصرة المسلمين له. الله لا يملك الكون و عاجز عن تطبيق شرعه فيلجأ للبشر للقيام بهذا الدور. هذا هو منطق المغيبيين اللذين يستخدمونهم كوقود للعمليات الإنتحارية ويوعدونهم بحور العين فى الجنة الإسلامية. إنها مهزلة بكل المقاييس نسمع عن اباحة اللواط لتوسيع الدبر ليلاك به المتفجرات و يعتبرون ذلك جهاد لتنفيذ عملية إستشهادية. نسمع عن جهاد النكاح فهل يوجد مسلم عاقل يتقبل هذا الكلام؟؟ ناهيك عن اباحة زواج القاصرات وهتك براءة الطفولة و زواج المسيار و الفريند و رضاع الكبير و نكاح الوداع للزوجة المتوفاة حديثا


3 - لماذا
جمال محمد ( 2013 / 4 / 2 - 07:49 )
لماذا تجعل من نفسك سخرية ولا تجهد نفسك لتعرف انها فتوى كاذبة لتشويه الثورة السورية بعد ان حققت نجاحات كبيرة وافلس اعدائها....هل تريد ان تصبح محل سخرية واستهزاء مثل غسان بن جدو وقناته الميادين بعد ان فضح كذبه؟


4 - جواب على لماذا لماذا؟؟
فهد لعنزي ـ السعودية ( 2013 / 4 / 2 - 10:29 )
الاخ جمال محمد لماذا الاستغراب؟؟. الجهاد انواع والجهاد بالجنس هو ارقى الجهاد؟؟. لماذا يقاتل الارهابيون من جبهة النصرة وجند الشام وانصار الضحابة ؟؟.هل لاعلاء كلمة الله بالمجان ام للحور العين الذي تنتظرهم والتي لا توجد الا عقل القرضاوي والعرعور فقهاء البيت الابيض؟؟.
حماك الله ياسوريا من ارهاب المدجنة عقولهم تيوس البيت الابيض.
انبيك ان امة امة تباع وتشترى ** وفحولها خصيان.
هل سمعتم ان فقيها فجر نفسه؟؟. هل سمعتم وزيرا فجر نفسه؟؟. لماذا؟؟
لانهم يعرفون فنون اللعب.
هل حقا ان المسلمبن خير امة اخرجت للناس ومن هم المسلمون ؟؟؟.
الخزي والعار للارهابيين الملعوب على عقولهم؟؟؟.
سلام على العقلاء فقط.


5 - فهد لعنزي
جمال محمد ( 2013 / 4 / 2 - 11:49 )


نتكلم عن مجاهدات يعرضن انفسهن وليس حور عين...ذلك موضوع اخر..اذا اردت لنناقش زواج المتعة فهو نقاش اجدى واقرب لجهاد النكاح المخترع...والذي ارتد على من اخترعه بعد وقوع غسان بن جدو في الفخ الذي نصبه هو والايرانيين....على كل حال الشعب السوري يعرف من هو الارهابي من غيره ولا يهمه تصنيفاته وسوريا التي في بالك ذهبت ولن تعود


6 - شكر
جمال الهنداوي ( 2013 / 4 / 2 - 15:31 )
سلدتي الافاضل..ممتن لتواصلكم الكريم..متفق معكم غب ان هذه الممارسات صور او انعكاسات لحالة اكبر واشمل واخطر وهي توظيف الديني في خدمة المخططات السياسية,,الاستاذ جمال..اشكر مرورك ولا ارى الامر يقتصر على سوريا بقدر كونه جزء من منظومة تستهدف شكل الدولة المدنية في المنطقة خدمة لتوجهات سلطوية اقرب الى نموذج الحكم العائلي المغلق ..وبالنسبة لمن هو في وضع السخرية..فاعتقد انها مسالة تحتمل النظر..مع التقدير


7 - ما الغريب
مريم رمضان ( 2013 / 4 / 2 - 19:39 )
نعم ليس غريب، بما أن الإسلام بُنيَ على النكاح كذلك الدوله الإسلاميه تبنى على النكاح.


8 - سيد جمال الهنداوي
جمال محمد ( 2013 / 4 / 2 - 21:28 )
الان يوجد فتوى على النت عن نكاح المقاومة والممانعة هل ستكلف نفسك البحث عن صحتها ام ستكتب مقالة عنها فورا؟

اخر الافلام

.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الأقباط فرحتهم بعيد القيامة في الغربي


.. التحالف الوطني يشارك الأقباط احتفالاتهم بعيد القيامة في كنائ




.. المسيحيون الأرثوذوكس يحيون عيد الفصح وسط احتفالات طغت عليها


.. فتوى تثير الجدل حول استخدام بصمة المتوفى لفتح هاتفه النقال




.. المسيحيون الأرثوذكس يحتفلون بعيد الفصح في غزة