الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خضوع الشعوب المسلمة

طاهر مرزوق

2013 / 4 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


فى السنوات الأخيرة حدث تغيير كبير على الواقع الإجتماعى للشعوب التى تعيش فى المنطقة العربية، ومنذ قيام الثورات التى أسقطت الأنظمة الحاكمة ظهرت حقيقة الشعوب المسلمة التى ترفض الحداثة والعلم كمنظومات للتقدم والتطبيق العملى، لكنها تستهلك كل وسائل العلم والحداثة التى يقول لهم شيوخهم وفقهاءهم أنها حداثة كافرة، وفى الوقت نفسه نجد تلك الشعوب المسلمة تقدم كامل طاعتها وخنوعها وخضوعها ليس للإله الذى تعبده بل للفقهاء والشيوخ الذين يقدمون لهم الإله ووصاياه وأوامره، أى أننا أمام شعوب تعيش على مخلفات الدين الذى تجهله وتلجأ لمعرفة ما يطلبه منهم من عبادات وأفعال وحركات يومية من رجال الكهنوت الإسلامى بتسمياتهم المختلفة من شيوخ وأئمة وفقهاء ودعاة وعلماء، وهذا الكهنوت يثبت بما لا يدع مجالاً للشك أنه يستغل تلك الشعوب المسلمة المستعدة للتخلى عن عقولها وقبول كل ما يصدر عن أفواه رجال الكهنوت الإسلامى سواء كان كلاماً مشكوكاً فى منطقيته أو صلاحيته للعصر الحديث أو صلاحيته للإنسان فى وقتنا الحاضر.

عندما يخضع إنسان وينفذ أوامر آخر" رجال الكهنوت" فهذا يعنى أنهم لا يملكون ذرة من العقل والمعرفة، وأنهم يفضلون التخلف والخنوع والولاء المطلق لهذا الكهنوت الباطل الذى يبنى منظومته على كتابات تراثية لأشخاص عاشوا فى الجاهلية ولم يحصلوا على جزء من العلم الذى يسود عالمنا المعاصر، ومع ذلك يتم تقديس هؤلاء القدماء وتصديق كل كتاباتهم وتفسيراتهم المحدودة بعصرهم وبيئتهم البدائية، هؤلاء الكهنة المسلمون ورجال الدين يحفظون تراث رجال الكهنوت الأوائل بكل ما فيه من غث وسمين ويخرجونه من جعبتهم عندما يلقون خطبهم أو يستفتيهم المؤمنون بعلومهم، وهكذا تستمر دورة التخلف والهوس الكهنوتى وأشتياقهم للعيش من جديد بنفس التعاليم والأساليب والوسائل التى كان يعيش بها المؤمنين فى عصور الإسلام الأولى دون خجل من ترديد تلك الأحاديث التى تسرد خصوصية حياة رسولهم الجنسية وتفضح الأفكار البدائية التى تعبر لمن له عقل عن الهوس الجنسى فى حياة المسلمين الأوائل والذى يتصارع الإخوان المسلمين والسلفيين وبقية التيارات والجماعات الإسلامية من أجل تحقيقها وتطبيقها فى مجتمع اليوم لأنهم يعتقدون أنها ستحقق لهم المتعة والفرح والسعادة والرفاهية الجنسية.

إن الرجوع إلى فحوى كل أحاديث رجال الكهنوت الإسلامى فى أيامنا هذه سنكتشف أنها تركز على المرأة والفساد الأخلاقى الذى يغزونا به الغرب الكافر، وبذلك يحصرون إسلامهم فى الهوس الجنسى بالمرأة التى يعتبرونها مصدر كل فساد أخلاقى فى المجتمع، وهذا الموضوع هو شغلهم الشاغل الذى لا تخلو منه خطبة أو حديث، مما أنعكس ذلك على المؤمنين بهم أو التابعين لهم فى سلوكياتهم وأفكارهم وتصرفاتهم حتى أظهروا أنفسهم بمظهر العاجز عن التحكم فى سلوكياته ورغباته وأنه إذا لم تتحجب المرأة فإنه يعجز عن التحكم فى غريزته ورغباته الجنسية، مما يدفعه إلى إرتكاب التحرش أو الإغتصاب، حتى أن بعض كهنة الإسلام أصدروا فتوى بتحريم تواجد الفتاة مع أبيها بمفردهما دون وجود الأم، وأترك التعليق للقارئ وتحليل نفسية من يصدرون تلك الفتاوى ومن يستمع لها ويدافع عن هؤلاء الكهنة الباطلين.

إن الأنظمة السياسية فى منطقتنا العربية تستغل نظام الكهنوت الإسلامى الباطل الذى أبتدعته البيئة الإسلامية الأولى التى كان يسودها ظلام التخلف، حتى تخضع لها الشعوب المسلمة وتنشغل بالعواطف الدينية والفتاوى وتفعيل الكراهية الدينية والدنيوية للآخر، حتى يكون الدين سلاحاً عنصرياً متى رفعه الحاكم أو الناخبين مثل الإخوان المسلمين حتى يصل الأنحياز إلى قمته وينتخبون هؤلاء المنتمين إلى جماعات إسلامية ويرفعون الشعارات الإسلامية، والنتيجة رأيناها فى تونس ومصر وليبيا وفى أنتظار الخراب الذى يحدث فى سوريا على أيدى الإسلاميين بتوجاتهم المختلفة، هذا الأستغلال السياسى للدين أوصل رجال الكهنوت الإسلامى إلى حصولهم على سلطة تتعاظم فى تأثيرها المجتمعى، وأدى ذلك إلى تراجع المجتمعات إلى الوراء خنوعاً وخضوعاً لتأثير مشاعرهم التى أستحوذت على عقولهم المتوقفة عن العمل والتى باعوها لرجال الكهنوت المقدس.

الشعوب المسلمة فى حاجة لأن تستخدم عقولها وتفكر بثقافة زمانها، وعليها عدم الركوع أمام كهنة الإسلام الذين أفسدوا واقعهم ويريدون منهم العيش فى أزمنة الظلام الجاهلى وإقناعهم بأنها أزمنة هى الكمال بعينها ولا بد من التشبه بها، هل هناك بشر مستعيد للأستقلال بأفكارهم عن أفكار رجال الكهنوت الباطل؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الأقباط فرحتهم بعيد القيامة في الغربي


.. التحالف الوطني يشارك الأقباط احتفالاتهم بعيد القيامة في كنائ




.. المسيحيون الأرثوذوكس يحيون عيد الفصح وسط احتفالات طغت عليها


.. فتوى تثير الجدل حول استخدام بصمة المتوفى لفتح هاتفه النقال




.. المسيحيون الأرثوذكس يحتفلون بعيد الفصح في غزة