الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عقوق الوطن وحقوق المواطن

سامي الحجاج

2013 / 4 / 2
المجتمع المدني


كان ارسطو يقول:- أن الغرض من التربية ينبغي أن يتجه إلى إعداد المواطن الصالح ، و المواطن الصالح هو ذلك الشخص الذي اتزنت قدراته ، و ألم بفضائل الأخلاق و أصبح معتدلا و شجاعا و عادلا.
جلست ذات يوم اتناول فنجان قهوة في المقهى القريب لمشفى المدينة (تامبرى) التي اعيش فيها منذ اكثر من عقد من الزمن وهي احدى المدن الكبيرة في جنوب فنلندا...وشاءت الصدفة المحضة في ذلك اليوم ان التقي بمواطن فنلندي ودوود , يحمل في اعماقه روحاً طيبة نقية تتحدث وتتصرف بطريقة توضح مدى سمو اخلاقه وسلوكه النبيل وتفكيره الإيجابي، ويستطيع امتلاك القلوب بحسن تعامله وتعلقه بالآخرين والتحدث معهم ويتمنى الخير للغير.. وتجاذبنا اطراف الحديث حول الحياة ومجريات الاحداث الساخنة في الوطن والغربة وكان الحديث ممتع وذو شجون لكن الذي استوقفني كثيرا في حديث الرجل امر عظيم جدير بالتأمل حيث اخبرني بأنه كثير التردد على المشفى منذ اكثر من سنة لآنه تعرض لمشكلة في القلب واوصى له الطبيب بحقنة (أبرة ) اسبوعية قيمة الواحدة منها 7000 يورو ما يعادل 28000 يورو شهريا!
سألته باستغراب ماذا تعمل؟ وكيف يمكن لك تأمين هذا العلاج الباهظ الثمن ؟اجابني بأنه عاطل عن العمل بسبب المشكلة نفسها!والدولة هي التي تدفع مصاريف العلاج !فقلت له هنيئاً لك بدولة تستحق بامتياز التقدير والآعتزاز والافتخار فالكل سواسية أمام القانون والكل ينعم بالدفء في حضن الوطن الحنون وفي التعامل و الرعاية الانسانية لا فرق بين مواطن بسيط ورئيس الدولة... ومن الجدير بالذكر ان ارض فنلندا ليس بها بترول والزراعة محدودة جدا فيها بسبب طول فصل الشتاء والثلوج تغطي اراضيها على مدى تسعة اشهر في السنة لكن فيها صناعة متطورة وعالية الجودة وتعكس بشكل واضح اخلاص الفنلنديين في العمل...وميزانية الدولة تعتمد بشكل رئيسي على جباية الضرائب التي تقدر ب 80 مليار يورو وهي تؤخذ من المواطن وتصرف لخدماته وفق القانون الذي يتمتع بسيادة مطلقة ولا يعلو عليه احد مهما بلغ شأنه أو علا منصبه أو ذاع صيته ، فلا أحد فوق العدالة ، أو هكذا ينبغي أن يكون ، فالبلد الذي ليس به قانون يتحول إلى غابة موحشة يأكل فيها القوي الضعيف... ولعل هذا هو سر التقدم في هذا البلد المتطور... اعود الى حديث الرجل الذي صعقني وكسّر العبرات في صدري وذكّرني بقوة بذلك الوحش الكاسر والمجرم السفاح المتعطش للدماء الطاغية صدام وعصابته الذين أتوا بغفلة من الزمن وارتدوا ثياب الوطنية وأذلوا العباد ودمروا البلاد وقلبوا المقاييس واحدثوا خلل في الموازين والحقوق والواجبات بين المواطن والوطن,فلم يعد المواطن يميز بين ما له وما عليه.. كان يسوق العباد لجبهات القتال في حروبه الظالمة وهم لا يملكون ابسط حقوق المواطنة ألا افراد عصابته. ومن يعترض على حكمه يعدمه ويتهمه بالهروب من خدمة العلم التي كانت في واقعها وحقيقتها خدمة الصنم وليس العلم...اما ابنه الآكبر عدي فقد عينه الحارس الآمين! للجبهة الداخلية فكان يخرج وحمايته بسيارته الرولز رويس الوردية لاختطاف النساء العراقيات في شوارع بغداد واغتصابهن,وفي احد المرات تبين بأن احدى النساء كان زوجها قائد في الجيش العراقي وقد قتلها بعد اغتصابها واستدعى زوجها وحكمه بالسجن المؤبد بتهمة الخيانة العظمى ضد صدام!....
لعل التعريف الامثل للمواطنة من وجهة نظر الدكتور فتحى هلال واخرين هي : ( الشعور بالأنتماء والولاء للوطن وللقيادة السياسية التي هي مصدر الإشباع للحاجات الأساسية وحماية الذات من الأخطار المصيرية ) وهذا المفهوم اسقطه الهراطقة البعثيين المجرمين ولا يزال صريعاً في ارض الوطن يمد يديه للغيارى المخلصين النبلاء من ابناء الوطن وهم كثر ان شاء الله وعلى سبيل المثال لا الحصر الاستاذ الفاضل علي دواي...الرجل النظيف في زمن القذارة...
ومن الحقائق المسلم بها انه لا يمكن بناء وطن متحضر إلاّ على يد المخلصين من ابناءه الذين يؤمنون بضرورة تقديم كلّ ما بوسعهم بصدق ووفاء وامانة واخلاص، وباقصى جهدهم، وباعظم طاقتهم، كلّ حسب اختصاصه، وكلّ من موقعه، باذلين جهودهم البناءة لتحقيق العدل والمساواة وتوفير كافة الخدمات للمواطن واسعاده ولآجل بناء وطن حر كريم معافى....لكم حبي وتحيتي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Is The Death Penalty on the Rise?


.. هل تدرج الأمم المتحدة إسرائيل في -قائمة العار-؟




.. مراسل العربية: الدبابات الإسرائيلية تطلق قذائفها تجاه النازح


.. أخبار الصباح | إسرائيل قد تصبح على القائمة السوداء للأمم الم




.. كيربي: لا نؤيد فرض عقوبات على محكمة الجنايات الدولية في حال