الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نعم الإسلام م يحض على القتال , لكن قتال من؟

نبيل هلال هلال

2013 / 4 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


آيات الحرب الواردة في سور القرآن الكريم لها ظروف تاريخية خاصة لا يجوز معها تعميمها في ظروف أخرى. فتفسير النص خارج سياقه يؤدي إلى صرف مراده إلى ما يخالف مراد الله, واستخدامه استخداما انتقائيا باقتطاعه من ظرفه وعزله عن مناسبته يحُول دون فهم واستنتاج المعاني المقصودة , ويؤدي إلى تلفيق معان جديدة تبعد بالآيات عن مقاصدها الشرعية . انظر الآيات: " وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ فَإِنِ انتَهَوْاْ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ " البقرة 190 – 194 وتلك آيات استثنائية نزلت في ظرف خاص وموجهة إلى النبي والمسلمين الأوائل خاصة دون غيرهم , إذ تُخاطب المهاجرين الأوائل الذين أُخرجوا من مكة , ووقع عليهم العدوان من المشركين وتعرضوا للفتنة , فقد نزلت سنة 7هجرية في عُمرة القضاء التي نصت عليها معاهدة صلح الحديبية , وفيها اتفق المسلمون ومشركو مكة على أن يرجع المسلمون- وكانوا قد أرادوا العمرة - ولا يدخلوا مكة في عامهم هذا - 6هجرية - نظير السماح لهم بذلك في العام المقبل . ولما حان موعدها ساورت المسلمين المخاوف والحرج من غدر قريش إذ كان عليهم ترك أسلحتهم غير سلاح المسافر , وخاصة أنهم في شهر حرام وبلد حرام لا يجوز فيهما قتال , فأنزل الله الآية لترفع الحرج عن المسلمين وتأذن لهم في قتال المشركين حتى لو كان في البلد الحرام والشهر الحرام , ومع ذلك تقرر الكف عن القتال بمجرد تحقيق هدف رد العدوان . كان ذلك في ظرف خاص ولا يجوز تفعيل النص بشكل مطلق في غير مناسبته.
والأمر بالقتال هنا- الآية 191- في سبيل الله , أي سبيل الحق والخير والعدل ورد عدوان المعتدي , مع النهي عن الاعتداء , أي هو نهي عن القتال لغير سبيل الله أو لغير رد العدوان.
" واقتلوهم حيث ثقفتموهم " ( الآية 191) والأمر هنا كما أسلفنا - بقتال مشركي قريش الذين أخرجوا المسلمين من مكة , وليس كل مشركي الأرض كما يزعم الفقيه السلطاني . والآية التالية مباشرة ( 192 ) تأمر المسلمين بالكف عن قتال هؤلاء المشركين إن انتهوا عن القتال . ولو كان الأمر بقتال الكفار عاما لكل زمان ومكان , لَما أمر الله بوقف القتال (إن انتهى المشركون) . وفي الآية 193 يكرر الله الأمر بوقف قتال المشركين إن انتهوا وأمسكوا عن القتال , . وفي الآية 194 يؤكد الله الأمر برد عدوان المعتدي حتى لو كان في الأشهر الحرم , ومن الطبيعي من حيث سياق الآيات أن يتحدث الله بعد ذلك في الآية 196عن إتمام العمرة التي حال مشركو قريش دون أداء المسلمين لها في سنة 6هجرية وتمكنوا من أدائها في العام التالي سنة 7هجرية . تلك آيات تنطق كل حروفها بالمناسبة الخاصة والاستثناء المطلق لموضوع القتال فيها . وتُعاود الآية 217 من نفس السورة - البقرة- تأكيد أن القتال في الأشهر الحرام أهون من الصد عن سبيل الله والطرد من المسجد الحرام وإخراج أهله منه. ونَشْرُ كلمة الله يكون بالحسنى , لا بالقهر والقتال , فالقتال شرعه الله للدفاع عن الحق والحقوق _أمر به اليهود والنصارى أ يضا- , تلك سبيل الله , واسمع إلي الآية 111 من سورة التوبة:" إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ" التوبة 111.
والمراد "بسبيل الله" في الآية هو سبيل الحق والعدالة ونفي الظلم لا القتال لقهر الناس على عقيدة ما , بل قتال الدفاع في كل الأديان عن الحقوق : الأرض والعرض والمال والنفس , ولو كان بمعنى قتال العدوان والتوسع الاستعماري بزعم نشر الإسلام إلى باقي الناس , لَما ذكرت الآية غير المسلمين من يهود ونصارى , إذ ذكر وعد الله في التوراة والإنجيل والقرآن .- واسمع الله يقول لنبيه : {وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً } المزمل 10 . وحتى مع اليهود ناقضي العهود , يقول الله لنبيه : {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } المائدة 13,
وهذه السورة - المائدة - من أواخر ما نزل من القرآن الكريم , فترتيب نزولها هو112 , ولم ينزل بعدها غير سورتين فقط . ونزلت- على الأرجح - قرب نهاية السنة الحادية والعشرين من بداية البعثة النبوية , أي قبل وفاة النبي بسنتين تقريبا , أي في وقت استكمال الشكل النهائي لمبادئ الإسلام ., كلمة أخيرة :لا ينبغى لمنصف أن ينسى أن أكثر الحروب دموية هي تلك اتي شنها غير المسلمين ,فمن قتل أكثر من 50 مليونا في الحرب العالمية الثانية وكذلك الحرب العالمية الأولى , ومن أباد سكان قارات بكاملها مثل أستراليا ومن أباد الهنود الحمر ,ومن خطف واسترق أكثر من 20 مليون أفريقيا ,ومن أشعل الحروب الصليبية لمدة قرنين وغير ذلك كثير .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - السلام عليكم. .
عمر ( 2013 / 4 / 3 - 20:04 )
جزيت الجنة أستاذنا نبيل هلال. .
لقد كتبت فأوضحت. .


2 - الزمكان
حمورابي سعيد ( 2013 / 4 / 3 - 20:43 )
اي انه غير صالح لكل زمان ومكان .


3 - هل هذا تجميل يا نبيل
وليد حنا بيداويد ( 2013 / 4 / 3 - 21:04 )
ما هذا؟ القران نفسه لم يبرر ذلك فرحت مبررا ذلك بدلا عنه؟ القران لم يوضح ذلك ولكن هنا سؤال يتبادر لماذا للمسلمين وانت منهم مشاكل مع كل البشرية؟ مالذى يدفعكم وانتم ضعفاء الاعتداء على الاخرين؟
كيف تبرر هذا يا نبييل
بالمناسبة ادخلت اسمك واسم غيرك لدى دائرة الثقافة الدنماركية وطبعت جميع مقالاتك يوم امس اراها مفيدة لهم


4 - نصف الحقيقة
خسرو ( 2013 / 4 / 3 - 21:49 )
تحية لك ولکل زوار الحوار
في السطر الاول من مقالتکم تقولون ،ایات الحرب الواردة في سور القران الکریم لها ظروف تأریخیة خاصة لایجوز معها تعمیمها في ظروف أخرى.. وهذا دحض بأن القران معجزة خالدة صالحة لکل زمان ومکان وهنا اتعجب یا استاذ نبیل لماذا اخترت تلك الایة في سورة البقرة ولم تختار هذه‌ الایة
فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ
ولماذا لم تختار هذه‌ الایة
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ
استاذ نبیل هل الله‌ یقصد مشرکین ذالك الزمان ام کل الازمنة
ولماذا لم تختار هذه‌ الایة اوجب فیها قتال اهل الکتاب او دفع الجزیة عن ید وهم صاغرون
قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ
شکرآ


5 - غير المسلمين كفاربنظرك..دليل على كذبك
سلام صادق ( 2013 / 4 / 3 - 22:22 )
انت قلت..(واقتلوهم حيث ثقفتموهم - ( الآية 191) والأمر هنا كما أسلفنا - بقتال مشركي قريش الذين أخرجوا المسلمين من مكة , وليس كل مشركي الأرض كما يزعم الفقيه السلطاني . والآية التالية مباشرة ( 192 ) تأمر المسلمين بالكف عن قتال هؤلاء المشركين إن انتهوا عن القتال . ولو كان الأمر بقتال الكفار عاما لكل زمان ومكان , لَما أمر الله بوقف القتال (إن انتهى المشركون) ..فيا سيادة فقيه زمانه اذا كان ما نوهت عنه في مقالتك يخص مشركي قريش فقط لانهم سلبوا ديار الحفاة الذين تبعوا صلعم(ولا ادري ما الذي كان يملكه الصعاليك وبعض العبيدالحفاة وسلبته منهم قريش)..فما حاجتنا الى هذه الايات وغيرها التي تخص مشركي قريش..لماذا لا ترفع من القران اذا كان العمل بها قد استنفذ بعد اسلام مشركي قريش.لماذا اذن تصدعون رؤوسنا ليل نهار الغرب الكافروحاربوا دولة الكفر امريكا...فاين تبجحكم بان القران صالح لكن زمان ومكان... ودعك من هذه البروبوغنده(الشماعه)من الذي قتل اكثر..فلو امتلك المسلمون عشر ما يمتلكه هؤلاء الكفار لافنوا البشريه..اي ان تخلف المسلمين سيد الموقف..تحياتي


6 - عمر
وليد حنا بيداويد ( 2013 / 4 / 3 - 23:12 )
من كان بيته من زجاج لا يرمى بيوت الاخرين بحجر،، لا اريدك هنا بان تكون شاهد زور وشاهد ما شفش حاجة،، عليك ان تفكر بعقلك وليس بقلبلك.. الا تستحق الايات هذه ان تنتقد من الانسانية؟
لطفا كن عادلا ولو مرة فانك لا تفيد للحوار الايجابى انك تشهد بالله الغير عادل


7 - معذور يانبيل ... الجوع كافر
حكيم العارف ( 2013 / 4 / 4 - 02:25 )
العدوى انتشرت يارجاله ...

يظهر ان فلوسهم كتير دلوقت وبيشتروا بيها اللى فاكرينه احسن من طلعت خيرى ...


8 - رسول الرحمة والمحبة والسلام
نور ساطع ( 2013 / 4 / 4 - 02:51 )

اغزوا تغنموا
فأحرقوهما بالنار
الجنة تحت ظلال السيوف
جعل رزقي تحت ظل رمحي
فأمر بقبور المشركين فنبشت
بُعثت بالسيف حتى يُعبد الله وحده
يبيعهم ويشتري بهم سلاحا وخيلا
نصرت بالرعب وأحلت‏ ‏لي الغنائم
رسول الإسلام يقسم إنه ما جاء إلا بالذبح
أبو أيوب يحرس الرسول ليلة بنائه بصفية
من مات ولم يغز, مات علي شعبة من النفاق
شق أم قرفة - عيون الأثر في المغازي والسير
وقسم نساءهم وأولادهم وأموالهم
اغزوا تبوك تغنموا بنات الأصفر ونساء الروم
لا تفادوهم حتى تثخنوا فيهم القتل
حرق النبي ‏نخل ‏بني النضير ‏- صحيح البخاري
فضرب اعناقهم في الخنادق وكانوا 700 رجل
قطع أشجار الكفار وتحريقها - صحيح مسلم
آيه السيف (التوبة 5) نسخت كلَّ آية في القرآن فيها ذكر الإعراض والصبر على أذى الأعداء - تفسير القرطبي


9 - اتفاق المسلمين
فهد لعنزي ـ السعودية ( 2013 / 4 / 4 - 04:49 )
اتفق المسلمون على ان القرآن صالح لكل زمان ومكان ولا حجة لاسباب النزول والعبرة بعموم اللفط فقط. فاذا قال القرآن اقتلوا فهي تعني اقتلوا ما لم تكن منسوخة وكما تعلم ايها الاخ ان آيات القتال هي آيات محكمة.هناك آيات تخص الله ورسوله فقط ولكن بما ان العبرة بعموم اللفظ فقد طبقت ولا زالت تطبق على المحتجين على الملوك الظلمة باعتباهم الممثلين الشرعيين لله ورسوله كـ آية الحرابة التي يطبقها آل سعود على المعارضين السيايسيين وربما سيطبقها الرئيس مرسي قريبا. اخي الكريم الراي الشخصي لا يعتد به ولو كان ذالك لكان رايك وراي اخويك الكريمين شاهر الشرقاوي وعبد الحكيم عثمان مشعل هداية للمسلمين ولا سيما الانتحاريين المجاهدين في سبيل الامريكان .


10 - دين القتل
بلبل عبد النهد ( 2013 / 4 / 4 - 09:50 )
الاسلام دين القتل بلا منازع وكل من يدافع عنه فهو محب للقتل


11 - قتل
بلبل عبد النهد ( 2013 / 4 / 4 - 09:53 )
الدليل القاطع على ان الاسلام دين القتل هو ان اي كاتب يدافع عن الاسلام يفتخر بوضع صورته الحقيقية لكن من ينتقد الاسلام لا يمكنه فعل ذلك لانهم يقتلونه

اخر الافلام

.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على


.. 174-Al-Baqarah




.. 176--Al-Baqarah


.. 177-Al-Baqarah




.. 178--Al-Baqarah