الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تطوير التعليم حلم و لا علم

هالة طلعت

2013 / 4 / 4
التربية والتعليم والبحث العلمي


تقف حائرا امام كم التصريحات التي يطلقها المسئولون عن التعليم في مصر على مدار السنين الماضية و الحالية بخصوص تطوير العملية التعليمية و تطوير الكتاب المدرسي ليصبح جاذب للمتعلمين الذين يبحثون عن الكتاب الخارجي بلهفة و شغف و كأن به سر الخلطة التي تمهد لهم الطريق للتفوق في درستهم .
و في كل مرة تبدأ عملية تحديث المناهج التعليمية و تطويرها , يتجدد لدينا الامل في ان يكن لدينا منهج و كتاب مطور يحمل بين طياته محتوى تعليمي متسلسل يجذب المتعلمين لمتابعة المناهج الدراسية بأهتمام و يربطهم بالبيئة المحيطة بهم , لمساعدتهم على تنمية المهارات التي تعدهم للعمل و خدمة مجتمعهم على ان يكون الكتاب المدرسي مرجعهم الاساسي الذي يقدوهم الى الطريقه المثلى للتعلم و البحث المستمر عن كل ما هو جديد في عالم يسير فيه التطور العلمي بسرعة الصاروخ و ربما أسرع من ذلك .
ولكن يفاجؤنا واضعي المناهح و مؤلفي الكتب المدرسية دائما بهذا المولود المشوه الذي بمجرد وصوله الى ايدينا تصيبنا خيبة أمل مختلطة بضعف الحيلة و عدم القدرة على التصرف و خاصة أن كل المسئولين عن متابعة سير العملية التعليمية يلزمك بما في الكتاب المدرسي من معلومات حيث يتم التعامل معه على انه يمتلك الحقيقة المطلقة التي لا تقبل الجدال .
و من أعجب الحوارات التي دارت أمامي بين الموجه العام لمادة العلوم و احد المعلمين المشرفين بإحدى المدارس عندما بدأ الموجه حديثه بالتهكم على المعلمين الذين يلجأون الى الكتاب الخارجي بالرغم من أن فيه الكثير من الأخطاء العلمية ؟
فأجابه المعلم بأن الكتاب المدرسي يحمل الكثير من الاخطاء العلمية أيضا ناهيك عن اخطاء الطباعة .
فما كان من الموجه الا الالقاء ب‘جابته في لحظتها و دون أدنى تردد : لكن نحن ملتزمين بالكتاب المدرسي بما فيه من أخطاء و كأن الخطأ الحكومي في المادة العلمية مقبول لكن الخطأ الخاص غير مقبول !
أما بالنسبة لتطوير المحتوى التعليمي بالمناهج الدراسية فمازال يقف عند طريقة الاحلال و الابدال رافضا اتباع اي وسيلة جديدة من وسائل تطوير التعليم و مناهجه الدراسية , حيث ان كل ما يحدث عندما تبدأ الاله الاعلامية بالطنطنه بتلك العبارة المهترأه من كثرة الاستخدام (تطوير العملية التعليمية) حتى تبدأ سبوبة طباعة الكتاب المدرسي في العمل حيث تلغى الكتب التي تحمل المنهج القديم و تطبع كتب جديدة تحمل المنهج الجديد الذي لا يتغير فيه أكثر من أضافة اجزاء من صف دراسي و نقل اجزاء اخرى الى صف دراسي آخر مع تغير غلاف الكتاب و اضاف بعض الصور الملونة بينما يبقى المنهج أو المحتوى التعليمي كما هو دون ان يحدث به أي نوع من انواع التطور .
ما النتيجة التي نعيشها الان ؟ كتاب مدرسي يعاني من افتقاره لتسلسل المعلومه و تصاعدها مما يصيب المتعلم بالعجز و عدم القدرة على الفهم و المتابعة هذا بالاضافة الى تكدس غير عادي للمعلومات الغير مترابطة , توقع المعلم بين شقي رحى , هما محاولة ترتيب المعلومات حتى يتمكن من توصيل المعلومة للطالب قدر الامكان و في نفس الوقت الاسراع في شرح الدروس حتى يتمكن من انهاء المنهج الدراسي قبل نهاية الترم و بداية الامتحانات !
المحصلة في النهاية ان الجميع يحافظ على الشكل الخارجي بعيدا عن المضمون , المعلم ينهي شرح المنهج و كأنه لم يقل شئ و المتعلم يحفظ المنهج ليلقي به في ورقة الامتحان الذي يخرج منه بعد ذلك يا مولاي كما خلقتني بينما تبقى العملية المسماه بالعملية التعليمية مجرد مسرحية هزلية يدعي كل طرف فيها القيام بالمهمه المطلوبة منه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبح -الحي الميت- السنوار يخيم على قراءة الإعلام الإسرائيلي ل


.. الحركة الطلابية في الجامعات : هل توجد أطراف توظف الاحتجاجات




.. جنود ماكرون أو طائرات ال F16 .. من يصل أولاً إلى أوكرانيا؟؟


.. القناة 12الإسرائيلية: إسرائيل استخدمت قطر لتعمّق الانقسام ال




.. التنين الصيني يفرد جناحيه بوجه أميركا.. وأوروبا تائهة! | #ال