الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سر عجز النظام الإخوانى

نادين عبدالله

2013 / 4 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قوة أى نظام سياسى تكمن فى قدرته على دمج أكبر قدر من القوى السياسية والاجتماعية تحت مظلته فتعضده فى مواقفه. وإذا كان هذا هو المطلوب لمجابهة الصعوبات اليومية للحكم عندما تكون الأمور فى نصابها الطبيعى، فما بالك حينما تكون فى وضع انتقالى يفرض عليك الدخول فى صراعات متلاحقة؟ أن تصر على أن تكون نظاما إقصائيا فى فترة تحول سياسى ومجتمعى يعنى أنك تحكم على نفسك بالعجز والفشل. ولعل هذا هو الفرق الرئيسى ليس فقط بين إخوان مصر وتجارب النجاح بل أيضا بينهم وبين حركة النهضة الإسلامية فى تونس. صحيح أن هذه الأخيرة عليها مآخذ عدة، وسلبيات غير قليلة، غير أنها استطاعت فى نهاية المطاف تقديم بعض التنازلات للمعارضة ووافقت على تحييد الوزارات السيادية فى الحكومة الجديدة بناء على رغبتهم.

تفرض مراحل التحول الديمقراطى على السلطة الحاكمة القيام بإصلاحات سياسية ومؤسسية واقتصادية. وبما أن هذه التغييرات ستضر بمصالح الكثيرين فإنها ستدر أيضاً حروباً عدة. قطعاً الانتصار فيها يتطلب منك كنظام حاكم أن تستميل القوى السياسية المؤيدة لهذه الإصلاحات فى صفك لا أن تقصيها. للأسف، أقصيتها بالفعل وخرجت علينا بخطاب تبريرى يصورك ضحية مؤسسات «دولة عميقة» جاهزة لإخراج ثعابينها كى تلتهمك. والحقيقة هى أنك آثرت التحالف معها بشرط أن ترضخ لك، ولكنك نسيت أن هذه الدولة ليست «عميقة» بل بالأحرى «منهارة»- هى تحتاج سريعاً إلى حكم يصلحها وإلا تهاوت، وتهاوى حكمك معها. أما القادم على الصعيد الاقتصادى فهو أسوأ لك ولنا. فكيف ستقنع الشعب أن يرضخ لقرارات رفع الأسعار المرتقبة من دون أن تمتلئ الشوارع بالساخطين؟ وكيف ستقنع العمال والموظفين بتحمل أوضاع اقتصادية أصعب بكثير من الآن من دون أن تنفجر احتجاجات اجتماعية عنيفة فى وجهك؟ فالدول التى نجحت فى تعدى مراحل انتقالية مؤلمة هى فقط تلك التى أبرمت اتفاقات مرضية مع قواها المجتمعية المنظمة واتحاداتها النقابية. هذه الاتفاقيات مفادها تحمل التضحيات فى مقابل المشاركة فى صنع القرار. أما النظام الإخوانى فهو الوحيد الذى رفض صدور قانون الحريات النقابية لشرعنة التنظيمات العمالية ودمجها فى عملية التحول الاقتصادى الجارية - فعلى أى أساس ستوفر له الدعم؟

ترى الجماعة أنها التنظيم الأقوى مجتمعياً، وأن الظروف الدولية مواتية لحكمها، بالإضافة إلى حياد المؤسسة العسكرية حيالها طالما أن مصالحها الاستراتيجية والاقتصادية لا تزال مضمونة. قطعا، هذه الرؤية التى تعطيها يقينا داخلياً بأنها ستسيطر على الأمور مهما كان، تنم عن تغيب حقيقى عن الواقع. بكل بساطة تجاهل النظام الإخوانى لرغبات ومصالح القوى الأخرى، كما هو الحال الآن، حرمها من الحصول على التأييد اللازم لخطواتها. فماذا كانت النتيجة؟ باتت سلطة غير قادرة على حكم دولة فى طور الانهيار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الإخوان شياطين
Amir Baky ( 2013 / 4 / 4 - 08:55 )
الإخوان فكرهم عنصرى و إقصائى. يقولون أنهم أسياد الشعب و يعتقدون إنهم يحتكرون الحكمة و الدين و الفهم. وعندما ننظر إلى بيئتهم الاولى نجدهم مجموعة من المهمشين الفقراء الناقمين على الحياة اللذين يبيعون أى شيئ من أجل المال و السلطة. يتاجرون بالدين للضحك على السذج يضعون يدهم حتى مع إبليس من أجل مصلحتهم الشخصية. أى بلد يحكمونها يعتبرونها غنيمة حرب يريدون إستنزافها و بيعها حتى لو لزم الأمر. موضوع النهوض الإقتصادى بالشعب آخر شيئ يفكرون فية. أدبياتهم هى طز فى البلد- السماح للقاصرات بالزواج من شيوخ الخليج – لا يمانعون أن تعمل المرأة خادمة و أمور أخرى عند السيد الخليجى. يريدون بيع البلد فى شكل صكوك لمن يدفع. فلا البلد أو الشعب يعينهم فى شيئ بل يتاجرون بهما لأجل المال. يطبقون شرع شيطانى و يمررونه تحت مظلة بما لا يخالف شرع الله

اخر الافلام

.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الأقباط فرحتهم بعيد القيامة في الغربي


.. التحالف الوطني يشارك الأقباط احتفالاتهم بعيد القيامة في كنائ




.. المسيحيون الأرثوذوكس يحيون عيد الفصح وسط احتفالات طغت عليها


.. فتوى تثير الجدل حول استخدام بصمة المتوفى لفتح هاتفه النقال




.. المسيحيون الأرثوذكس يحتفلون بعيد الفصح في غزة