الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الحقيقة والمعنى من منظور مختلف
اسامة غالي
2013 / 4 / 4الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
تشكل موضوعة الحقيقة بمفهومها الشامل وبنسقها الابستمولوجي أس السجال والحجاج الفكري وجوهرهما بين المدارس المعرفية، ولا ابالغ ان قلت انها التي حدت بالفلسفة - الكلاسيكية والمعاصرة - الى تيارات ومذاهب مختلفة اسهمت في توليد قضايا فلسفية ذات تماس مباشر بمجالات فلسفة اللغة وعلم الأديان والمعارف الاخرى، لذا كان لزاما على من يؤصّل لقضية ما او رؤية محدثة ان يبدأ من الحقيقة، اذ إن عملية التأصيل بدورها تكشف عن الملابسات او الإشكاليات المستجدة والطارئة وتميزها عن اشكاليات التراث نفسه ،كيما يعاد النظر فيها وقراءتها معرفيا بآليات تتناسب وحجم تلك الاشكاليات ومردودها على الواقع الفكري والثقافي، وهذا المنهج (منهج التأصيل) يبدو شاملا - حسب معطيات الفكر المعاصر - لماهيات العلوم والمعارف ولم يقصر النظر على مسائلها وقضاياها الجزئية باحث عن فضاء ميتافيزيقي تتوحد عنده جميع هذه القضايا باحكامها وتفرعاتها وتلتقي تحت نسق منظوماتي واحد، يتم عبر هذا النسق تفحص ما يكّون معرفيا او ثقافيا ،حتى يميز بعد ذلك النفع للنتاجات المعرفية والثقافية عن الترف العلمي والطوباوية الفكرية ،وبازاء هذا المنهج وغيره من المناهج يتم الركون الى أهمية الحقيقة بوصفها مقولة لها تمظهراتها الخاصة في كل حقل معرفي سواء أكان الحقل يتبناها مشروعا او يتمثلها مادة للنقد في تضاعيف بحثه، فعلى الامرين كليهما تسهم في انتاج الطرح الابداعي المتجدد منذ ان كشف اللثام عن آليات القراءة وأدوات التفكير من قبل اليونانين، وبدء جدلية الميثوس،واللغوس ،حتى عصر الحداثة وما بعدها ،حيث رافقت ذلك تداعيات معرفية عدة حدت بالمؤسسة الاكاديمية الى التنقيب في آلياتها من جديد وتأصيل معاييرها النقدية المتوارثة توارث المسلمات من خلال اعادة قراءة الموروث نفسه،فكان لفلاسفة الشرق والغرب اليد الطولى في عملية تبئير معظم القضايا الفلسفية حتى يُتوصل الى المعنى المكرس الذي اخفته النزعات الشكلية ذات الطابع الدوغمائي مما استلزم جدلا فكريا ديناميكيا كان له اثر في انزياح مرتكزات التفكير التقليدي عن الساحة العلمية،و إضفاء تصورات جادة حول فلسفة الادراك بوصفها المعقد الرئيس والمهم في تأسيس و تطوير مناهج قراءة النص وعملية التلقي والاستقبال وغير ذلك مما له مساس بالحقل الهرمنيوطيقي / المعرفي والادبي/ الذي يسهم في قراءة المعنى واعادة انتاجه ،وهم يؤطرون جهودهم برؤى معرفية كالرؤية النفسية و الواقعية و الظاهراتية / الفينومينولوجيا/،مما جعلهم يشرعون بمقاربات تصورية تقع بين ما افاده فلاسفة التراث وما افادته الحداثة ،الا إن المابعدحداثين تجاوزوا المنحى العقلاني النقدي الحداثي بما ينطوي عليه من رؤى الى منحى اخر تشكله العقلانية النقدية المابعدحداثية على اساس من تفتيت النسق ونسف الحقيقة واستبدال فضاءها البنيوي بفضاء تفكيكي عبر احلال التفكيك محل المعرفة الموضوعية،وابدال الثابت المطلق بالمتغير النسبي،مؤرخة لهذه المرحلة التحولية مقولة نيتشه الشهيرة:(ليست هناك حقائق،هناك فقط تأويلات) متخذة الوجهة المابعدحداثية من هذه المقولة منهجا جينيالوجيا يعيد قراءة اللامعنى في ظل تراجيديا التراث حتى يُشكل المعنى من جديد هكذا كان لسيجموند فرويد في التحليل النفسي منهجا نيتشوياً ولاخرين غيره مناهج اخرى كميشيل فوكو وسارتر وجاك دريدا.
ما يسطره المقال ليس مراس انزياحي عن رؤية ما او ركون الى اخرى بقدر ما هو رصد لظاهرة مؤداها الخروج عن امبريالية الخطاب التقليدي الاقناعي وتحرير الفكر من الاستلاب الجدلي الذي اسدل ستاره على الحقيقة والمعنى لفترات طولية .تمثلتها هذه الرؤى حينما اعادت قراءة التراث باليات حداثوية وبانساق مغايرة قبل ذلك كله انصتت بهدوء لخطاب الذات بما ينطوي عليه من توحدات ومقاربات يكونها البعد السيكلوجي المتوحد في الجميع،وان كان لها بعد ذلك تحيز على مستوى التنظير والاجراء، مما جعل بعضها يقترب من الحقيقة ، بتقويمها ،او تقويضها ،وبعضها الاخر يقترب من المعنى ،بتاولاته ،او تفكيكه و اعادة انتاجه ..
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. ماذا وراء استئناف الخطوط الجوية الجزائرية رحلاتها الجوية من
.. مجلس الامن يدعو في قرار جديد إلى فرض عقوبات ضد من يهدّدون ال
.. إيران تضع الخطط.. هذا موعد الضربة على إسرائيل | #رادار
.. مراسل الجزيرة: 4 شهداء بينهم طفل في قصف إسرائيلي استهدف منزل
.. محمود يزبك: نتنياهو يريد القضاء على حماس وتفريغ شمال قطاع غز