الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في آخر المطاف الثورات لا تسير إلى الوراء…

فريد رحالي

2013 / 4 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في آخر المطاف الثورات لا تسير إلى الوراء…
أستنتج الجنرال بونابرت ان تاريخ الشعوب يكتبه المنتصرون لكنه اغفل في الوقت ذاته أنه عصي على العقائد المتكلسة بحركته الخالدة . ينقلب المنتصر فيه إلى مهزوم والمغلوب على أمره إلى معتد بالتفوق خارج الارادة الخالصة للبشري الفاني .بل في أحشاء ذات الواقع في رحى الصراع الممتد إلى ما لا نهاية آخذا بمنتهى الثراء اشكالا ودرجات متفاوتة تلد المتناقضات فيه جديدا على مسافة مهما ذهبت قوى الجذب إلى الخلف إلى كبح جماح الناشئ الوليد. ينهار البائد فاسحا المجال إلى الزهرات التي تتفتح هنا وهناك عازفة على ترابها الخاص "زوربتها "المحلية فوق هوى الشيوخ وفتاوى الجماعة.دوننا أن نستشف أن المتائكل المتداعي يرمي المنديل حقنا للدماء وحفظا للإعراض والأرزاق بل يسير في نزال الناشئ في اتجاه استيفاء أوزاره إلى حدود تجريم النشيد والرقص و الاغتيال... ووضع الموت فوق الأعلام و الأصنام باسم التاريخ والتراث. باسم الصواب والأخطاء باسم المطلق الواحد القهار أقبل اصوليو العالم "يبشرون بثقافة جديدة "كما ذهب إلى ذلك زعيم حزب حركة حزب إسلامي في دفاعه عن مرتزقة الدين والرياء.هكذا "تجارة مزدهرة في عصور التخلف والانحطاط “ .ثقافة لم نرى على ملامحها منذ الثورة سوى الموت و الغيظ سوى التمائم الحرفية الملتحية بالنص.الله أعلم بالنوايا...أنها أفكار القصاص والبرقع باطلة البنيان والأساس عمود الثورة المضادة وأساسها الايديولوجي التي تتوهم أنه من الممكن أن تدبر القافلة إلى حدود اكتمال الفكر في أذهان أصحابنا البليدة.أن العالم يدور فينا و "تحت أقدامنا. ما كل ما يشتهى ممكن فركام من الطغاة والجبابرة يشهد أنه كل ما نزعت شعوب إلى الحرية والانعتاق إلا وأذعن الاستبداد بعد جولات من الصراع المر.
بالأمس رقص تلامذة بعمر الزهور وقبلها معارك في الحظائر والضيعات و شهيد يشيع بالملايين،ثقافة الموت التي تريد أن تستنجد بالدموي والتآمري من أرشيف حضارتنا لتتسربل فيه وترفع الكتب فوق أسنة الرماح تتصارع موضوعيا في رحم المسار الثوري مع ضدها، مع العقل والنور مع الأمل والعمل .أن الردة التي تشهدها ثوراتنا مصرية كانت ، ليبية أو تونسية الجنسية ليست بمحض الصدفة انما هي الشعوب تدير ظهرها إلى ما تصنع عندما تصرف افعالها في الماضي والماضي السحيق ,عندما لا تجد من يشد على أياديها تشرئب أعناق الجموع إلى السقيفة و إلى الدولة العصرانية المغشوشة كرمز"للتفتح والذكاء".بين هذا الماضي وذاك لم تدرك العامة أنها ولادتهم البكر من نوعها في التاريخ المعاصر،عهد الاحتكار والرجعية في أعلى دراجاتها واتعس تجلياتها القروسطية،عهد الابادات الجماعية والاستكبار على "الشعوب"والفقراء و تصدير الخرافة والشعوذة والخوف جنوبا بينما تحتاج وهي في عنفوان حركتها التاريخية إلى مرجعيات وعناوين وقواميس حديثة تنأى صفحاتها عن الاستدلال الهجري -ذاك زمان وهذا زمان-وتعيد إلى الكنفاني القه و إلى الطاهر الهمامي نخله و إلى بالعيد روحه وإلى الدكتور فودة مكتبتة وأوراقه وتستيقظ مسام دلال حبلى بعالم مقاوم يعيد ترتيب بيت المقاومة الفلسطينية بعد أن دبت الرجعية في الجسم الفلسطيني.
قدر الشعوب أن تثور من مشرقها إلى مغربها و قدر الثوار و عماد وجودهم حماية المولود الجديد وتنشئته وتقويمه فعلا سياسيا و نقابيا وثقافيا واجتماعيا و كتابة وأفقا وأسلوبا بعد أن بات التيار المحافظ يهدد الكيان الانساني بالفوضى و والعدم .
أن مشاركة الطليعة التقدمية أيا كان مجال تدخلها وتحمل مسؤوليتها في تثقيف العامة التي انطلت أكذوبة الجولة الاولى من تجربتها الخاصة(انتخابات ما بعد الثورات) هو مفتاح إعادة ترميم المسار و تشكيل عناصره المكونة الثورية لتستأنف الجماهير تدفقها بأكثر جذرية وحسم بأكثر فهم للقديم الديني الذي يريد استنساخ نفسه خدمة لمصالح المستكرشين والمضاربين. في السيناريو العكسي حيث تعجز النخب المستنيرة عن التماس سبيلها إلى احتواء الملايين سيكون "خرابا سيكون خرابا " كما ذهب لذلك مظفر النواب في وترياته.




















التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تأييد حكم حبس راشد الغنوشي زعيم الإخوان في تونس 3 سنوات


.. محل نقاش | محطات مهمة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية.. تعرف ع




.. مقتل مسؤول الجماعية الإسلامية شرحبيل السيد في غارة إسرائيلية


.. دار الإفتاء الليبية يصدر فتوى -للجهاد ضد فاغنر- في ليبيا




.. 161-Al-Baqarah