الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استعمال الدين في السياسة كارثة 1/3

حميد الهاشمي الجزولي

2005 / 4 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تمهيد : من الصعب على الناس العامة أن تستوعب الفرق الشاسع بين العلاقات اليومية الواقعية للإنسان بالكون والطبيعة والمجتمع وبين علاقاته المجردة ومنها الإيمان بالله.
فالعلاقات الواقعية تختصر المصالح المباشرة للناس في حياتهم اليومية من حيث حاجاتهم في العيش، وهي علاقات نسبية ، وتصارعية يتحكم فيها منطق التملك والبقاء.
أما العلاقات المجردة ومنها الإيمانية ، فهي مطلقة ومفتوحة على وعد بالكمال في الآخرة تجسده الجنة بكل ما وصفت به في الكتب المقدسة للأديان السماوية .
حين تتقدم الإنسانية في أي بقعة من الأرض ، من حيث القدرة على التجريد عبر التعلم أولا وإعمال الفكر ثانيا واستيعاب منجزات العلم بكل فروعه ثالثا ، يصبح الفصل بين الدنيوي والديني جزء من ثقافة المجتمع .
أما في المجتمعات التي تنخرها نسبة الأمية بأكثر من 50%، فإن مهمة النخبة تتضاعف على كل المستويات ، خاصة حين يستغل جزء من هذه النخبة نفسها هذا الوضع لمضاعفة الكارثة.

1- الدين والاستبداد : سيكون على كل المتعلمين إعادة قراءة تاريخ مجتمعاتهم ،فكل ما "تعلمناه" أو بالأحرى علمونا إياه، عن بطولات وشهامة وإيمان "أجدادنا" خاطئ ومخطئ في جزء كبير منه على الأقل .
حيث ينبغي قراءة تاريخنا بكل تجرد وضمن الأسباب والظروف التاريخية التي أنتجته. فالصراع الذي نشب بين علي بن أبي طالب (ض) من جهة وبين عمر بن الخطاب(ض) وأبو بكر الصديق(ض) من جهة أخرى هو صراع من اجل السلطة السياسية أبينا أم كرهنا (تراجع في هذا الإطار رسالة السقيفة) .
وصراع عثمان بن عفان (ض) وعلي بن أبي طالب(ض) ومن بعد معاوية بن أبي سفيان ، كل هذه صراعات سياسية تنبغي قراءتها باعتبارها كذلك.
أما التأويلات المختلفة للإسلام من طرف كل جهة فما هي إلا تأطير لاستبداد لا زلنا نعيش أوزاره ونتائجه إلى اليوم.
2- الدين والاقتصاد : في علاقة الإنسان بخالقه يتجسد الوعد بالجنة التي توفر كل ما حلم ويحلم به الإنسان ، وفي الدنيا يتصارع الإنسان مع أخيه الإنسان من اجل البقاء والعيش ، وفي كل البلدان استعمل الدين لتبرير عدم المساواة في الدنيا ، ولتبرير الفروق بين الناس في الثروة . بل إن الدين تحول إلى وسيلة لجمع الثروة واستمرارية الاستحواذ عليها من طرف "عائلات" و"جماعات" والأمثلة ليست قليلة في هذا الإطار وسأعطي ثلاث أمثلة دالة :
- كل "رجال" الدين المصريين لهم ارتباطات بالأبناك والمؤسسات المالية ولهم منها موارد وأتاوات ضمنت لهم العيش الرغيد، ولأبنائهم وبناتهم المستقبل الواعد وأغلبهم بأوروبا وأمريكا واستراليا وفتاواهم لأبناء الفقراء "الاستشهاد" ضد الكافر!!!!! ، وهنا تحضرني إحدى علاماتهم المميزة يوسف القرضاوي (للصدفة فقرضاوي من قرض وقروض وهي سلف وتسليفات) الذي يفتي فضائيا حسب الطلب والدفع وانتشار النعم.
- إخوتنا شيعة العراق يتربعون على كنوز من الذهب والفضة والأموال التي تراكمت عبر قرون من هدايا وعطايا المؤمنين الفقراء منهم والأغنياء ، ويتداولون التصرف فيها عبر حروب صغيرة وكبيرة ، وتحالفات تبتعد وتقترب من الدين والإيمان بحصول التوافقات والاتفاقات بين مجموعات الضغط والسيطرة.
- العديد من العائلات البرجوازية المغربية ، تتخذ من الدين مهنتها لضمان استمرارية سيطرتها وتطوير استثماراتها ومنها مثلا لا حصرا عائلة الكتاني التي امتدت أملاكها إلى السعودية ونحن نعلم جميعا أن الوهابية تشكل إحدى الفرق المغرقة في الرجعية من حيث تبرير الفوارق الطبقية والاستبداد السياسي بواسطة الدين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah


.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في




.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج