الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعارض ارادة الله مع ارادة الانسان وابتكار فكرة الشيطان

احمد داؤود

2013 / 4 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ما ان اذكر اسم "الله " حتي يتبادر الي اذهان الكثير باني اعني به خالق هذا الكون .ولكن هذا الاعتقاد خاطي ؛لماذا: لان "الله " الذي اعنيه هنا هو ذاك الخاص بالاسلام .ولقد بينت في بعض المقالات بان خالق هذا الكون لا يمكن ان يكون باي شكل من الاشكال مؤسس او منزل الاسلام .بل واعلنت بانه اذا كان الاول حسب ما يصوره القران ساكون اول المؤمنين بالشيطان رغم اني ارفض فكره وجوده .

وما دفعني الي تبني ذاك الراي هو ان هنالك بون شاسع بين اله الكون من جانب واله الاسلام من جانب اخر .فاذا كان الاول يدرك كل صغيرة وكبيرة عن الكون الذي خلقه فان الثاني يجهل الكثير عنه .بل وينحو الي اعطائنا تفسيرا خاطئا للكثير من الظواهر الكونية .

ورغم ان هنالك بون شاسع بينهما الا اني ارغب في التطرق الي تلك النقطة .وانما انا بصدد الحديث عن تعارض ارادة الانسان مع ارادة الاله الخاص بالاسلام .

*مالذي يريده اله الاسلام من البشر:

يتجسد كل ذلك في الحديث الذي يقول بان "الاسلام بني علي خمس ،شهادة ان لا اله الا الله ،وان محمد رسول الله واقام الصلاة وايتاء الذكاة وحج البيت لمن استطاع اليه سبيلا " وهذا يعني بصورة اخري :

ـ الايمان به : اي انه يرغب من كل انسان ان يؤمن به .ولكن ما هو شكل هذا الايمان ؛انه ايمان قائم علي الفطرة وليس علي التساؤل والتفكير .فالمؤمن ملزم بالله حتي وان لم يستطيع اثبات وجوده .ومن يفعل خلاف ذلك فهو يصنف في خانة الملحدين والكفار واعداء الشيطان .

ـالايمان بكتبه ورسله :بعد الايمان به يطلب ذات الاله من كل البشر الايمان بكل من ارسلهم .ولكن الازمة الكبري انه يقول بان كثير من الكتب السماوية الاخري قد تم تحريفها وبالتالي فان الدين عنده الاسلام .ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلم يقبل منه .اي بمعني اخر يجب علي اصحاب المعتقدات والاديان الاخري التخلي عما يخصهم واعتناق ذاك الذي جاء به محمد .وهذا يتعارض كثيرا مع ارادتهم .والاسواء ان ذاك الاله يحرض اتباعه اما لاسلمتهم او اقسارهم لدفع الجزية اذا ما ارادوا ان يمارسوا شعائرهم وطقوسهم الدينية .

ـ الايمان بالقضاء والقدر :اي انه يطلب من البشر الا يناهضوا كلما ما يواجههم من ازمات وتحديات حتي لو كانت سالبة باعتبار انه من تسبب بحدوثها .

ـ الالتزام بفعل كل ما يامرنا به :

ولكن يبرز السؤال :مالذي يامرنا به ذاك الاله : هنالك بعض النصوص مثلا تلزم المؤمنين باداء الشعائر والطقوس الدينية .وتدعوهم للتاخي والتكاتف ولكنها قليلة مقارنة بالاخري التي تخالفها وهذا يعني بانه يامر بالاتي :

اولا :قتال كل من لايؤمن به : يضج القران بالكثير من الاوامر الالهية التي تدعو المسلمين لقتال كل من لا يؤمن به او الذين يعتنقون اديان ومعتقدات اخري يقول هو انزلها . حيث يعلن ذاك الاله " قاتلوا ...حتي يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون " " قاتلوا ائمة الكفر انهم لا ايمان لهم " "قاتلوهم لا تكون فتنة " "قاتلوا المشركين كافة كما يقتالونكم كافة " كما ان محمد المتحدث باسمه يعلن بانه " امرت ان اقاتل الناس حتي يشهدوا ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الذكاة فان فعلوا ذلك عصموا مني دمائهم واموالهم ".

ثانيا :انتهاك كرامة المراة : لم يكتف اله الاسلام بذلك فقط .بل انه يامر البشر بانتهك كرامة المراة والحط من شانها .ويقول ان "الرجال قوامون علي النساء " ويعتبرها مجرد وعاء للجنس ويؤكد بانه " نساؤكم حرث لكم فاتوا حرثكم اني ما شئتم " . كما انه يعتبر بان شهادتها نصف شهادة الرجل كما ان حصتها في الميراث تعادل نصف حصة الرجل . بينما يعلن محمد بانه "لا يفلح قوم ولوا امرهم امراة " بل ويشير بانها كالحمار تقطع الصلاة .

ـ ثالثا :الايمان بافكاره وتعاليمه التي تتعارض مع العلم :

كثيرا من الابحاث العلمية الحديثة اثبتت مثلا بان ماجاء به الاسلام خاطي .ولكن الذي انزله يطلب من البشر الايمان بما هو خاطي . والاسوأ انه يعتبر كل من يفعل خلاف ذلك خارجا عليه وبالتالي يجب قتاله واسئصال روحه.

*مالذي يريده الانسان :

اي انسان غض النظر عن عرقه او ثقافته او معتقده او جنسه او مستوي تفكيره وتعليمه قد يفضل فكرة الايمان بوجود اله .ولكنه بالضرورة قد يرفض فكرة الايمان الاعمي القائم علي الفطرة .ولكنه قد يفضل الايمان القائم علي التساؤل والتفكير .كما انه قد يحبذ فكرة التعايش مع الاخرين بدلا من الاعتداء عليهم او استئصال ارواحههم . علاوة علي ذلك فهو قد لا يعتبر ان الرجل افضل من المراة بل وقد يضحي بذاته من اجل القضاء علي مثل تلك الافكار .

اذا تاملنا مايريده الله وما يريد البشر نجد بان هنالك تعارض بينهما .اي بمعني اخر فان ارادة الله الخاص بالاسلام تتعارض كثيرا مع ارادة البشر .فان كان الاول يرغب من كل انسان ان يؤمن به دون تساؤل وتفكير بل ويطلب منه الاعتداء علي الاخرين واقسارهم لفعل ما يكون ضد اردتهم .ويدعوه في ذات الوقت لانتهاك كرامة المراة والتقليل من شانها فان الثاني قد يرفض مثل هذا السلوك بل وقد يناهضه . والرفض غالبا ما يكون بسبب ان تلك الافكار قد لا تتماشي او تتفق مع رغباته وتوجهاته .وهذا بالضرورة يؤكد فكرة تعارض الارداة الالهية مع الارادة البشرية .

*ابتكار فكرة الشيطان :

اذاً حسب ما اشرت سابقا فان ارادة البشر تتعارض مع ارادة الله .وهذا يعني بان هذا الاخير يسعي الي كبت او قمع ارادة الاول .ولكن ماذا فعل من اجل اتمام تلك المهمة النبيلة ؛قام بابتكار فكرة الشيطان . والشيطان حسب القران يجسد الشر .ولكن ماهو هذا الشر :الشر حسب القران هو ما يتعارض مع ارادة الله الذي يجسد الخير .فالشر هو ان تلتزم بفعل ما يكون ضد مايدعوك اليه اله الاسلام حتي لو كان فعلا اخلاقيا وانسانيا .

والله حسب ما قلنا لا يريد من البشر ان يفعلوا اي شي طالما انه يتعارض مع ما يدعو اليه ،اي بمعني اخر يريدهم ان يعاملوا المراة بصورة سالبة ويعتدوا علي الاخرين . وهذا يعني انه عندما يفعل البشر خلاف ذلك فانهم اشرارا .وينفذون اجندة الشيطان .وبالتالي يجب ايقافهم واستئصال ارواحههم بحجة ردع الشيطان واتباعه من تضليل اتباع الله .

الشيطان في العرف الحديث وحسب ما اشار احد المفكرين " علي ما اعتقد فراس السواح " فهو مصطح يعني به الحرية او الارادة الانسانية .وهذا يعني بان الذي يفترض ان يكون الله ابتكر فكرة الشيطان لا لسبب سوي قمع حرية وارادة الانسان التي يدرك مسبقا بانها تتعارض مع حريته وارادته .

لننظر للامر بصورة اخري :

من الذي يطلق عليه صفة الشيطان او اتباعه : غالبا ما يطلقونها علي الذين يرفضون التسليم بفكرة ان الاسلام دين الهي " اي الملحدين واللادينين ...." وهذا يؤكد بانهم يرفضون الاخذ بكل ما رود فيه .بل انهم يستلهمون كل قيمهم ومنظوماتهم الفكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية من الخبرات المتراكمة والتراث البشري .وهذا التراث والخبرة البشرية تتعارض بالتاكيد مع الارادة الالهية .لماذا : لانها مستمدة او قل نتاج ما اراده البشر وما يريدونه في المستقبل .

ولأن ارادته تتعارض مع ارادة هؤلاء ابتكر ذاك الاله فكرة الشيطان حتي يستاصل ارادتهم ويفرض ارادته عليهم .ولا زال المسلمين حتي الان ينتهجون مسلكه .فاصبحوا ينادون بقتال كل من لايؤمن بالاسلام او يرفض الاخذ بتعاليمه وافكاره بحجة انه ملحد وكافر وشيطان .والهدف من ذلك حسب ما اشرت هو استئصال ارادة او حرية الانسان وفرض ارادة اله الاسلام عليه .

ولكن يبرز السؤال مرة اخري مالذي اعنيه بالارادة الالهية :

انها رغبات واشواق وامال قادة ومؤسسي الاسلام وهم ينتمون للحقل العربي .لقد قلت في مقال سابق بان الاسلام لم يبتكر الا ليعاد به انتاج الاخرين بجانب السيطرة او التحكم في تقرير مصير العامة من العرب .وهذا يعني بان بان طموحاتهم وامالهم "اي قادة ومؤسسي الاسلام ." او الله بتعبير اخر تتمثل في تعريب كافة المكونات والشعوب الاخري والسيطرة علي جماهير الشعب العربي . اذاً هذه هي الارادة الالهية وهي بالضرورة تتعارض مع ارادة البشر .لماذا :لانها ليست سوي حصيلة رغبات وامال واشواق الاقلية الحاكمة او المسيطرة .

وحتي يتمكن ذاك الله او الاقلية الحاكمة بتعبير اخر او مؤسسي الاسلام من استئصال ارادة البشر التي قد تتعارض مع اشواقهم واحلامهم عملوا علي ابتكار فكرة الشيطان والتي تعني ارادة الفئة الثانية "اي البشر " حتي يبرروا او يمنحوا ذاتهم الشرعية التي تخولهم لأن يقوموا باستئصالها.

قد يقول قائل : بان فكرة الشيطان موجودة حتي قبل ظهور الاسلام بمئات السنين . هذا صحيح ولكن هذا لا ينفي صحة وجهة نظري .لماذا لان الاسباب التي دعت الي ابتكار الذي يفترض ان يكون الشيطان في الحضارات القديمة هي ذات الاسباب التي دعت لابتكاره في الاسلام .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الشيطان..نصف الاله
صلاح الساير ( 2013 / 4 / 6 - 10:37 )
الاستاذ احمد المحترم
لا تستقيم الفكرة الا بوجود ثنائية الموضوع اى نقضين لغرض ان تصل الفكرة الى الملتقى مثل الجنة والنارالشر والخير النور والظلام الاول والثانى الايسر والايمن فى هذه الحالة تصل للهدف المنشود وذلك لا يمكن ان ييحرك باحادية او طرف واحد الواحد لا يتحرك ابدا الا بواسطة رجلين تتقدم احدى وتتاخر الاخرى وهكذا وصولا للهدف ..الاسلام لا يبنى الابوجود قوتين هما الله والشيطان اى عمل الخير وعمل الشر وهكذا ..شكرا على هذا المقال الحساس والراقى مع التقدير ..


2 - الأله المزيف
شاكر شكور ( 2013 / 4 / 6 - 17:56 )
تحياتي للأخ أحمد كاتب المقال ، قطعا الأله الذي يقتنع ويقبل الجزية بدلا القبول بدينه هو اله مزّيف لأنه يثمن الأيمان بالمال ، محمد اوضح في سورة المائدة - الآية 68 بأن له رب منفصل عن رب بقية الأديان حيث تقول الآية المذكورة {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُم عَلَىٰ شَيْءٍ حَتَّىٰ تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ (رَبِّكُمْ) وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ (رَبِّكَ) طُغْيَانًا وَكُفْرًا ۖ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}، يقول الأله الحقيقي في القيامة لا يزوجون ولا يتزوجون بل يكونون كملائكة الله في السماء اما الأله المزيف يقول هناك نكاح جسدي مع حوريات الجنة ، الأله الحقيقي يأمر بزوجة واحدة اما الأله المزيف فيأمر بأربعة مضافا اليها عدد غير محدود من ملكات اليمين ، إله القرآن خصص سورة من تأليف الجن وينقل كلامهم بقوله قالت الجن ، الأله الحقيقي نبذ الشياطين من حضرته ، نستنتج بأن الأله المزيف هو الشيطان نفسه