الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وما لزماننا عيب سوى .....

هناء رياض

2013 / 4 / 7
المجتمع المدني


نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا .. بيتٌ من الشعر ردنناه كثيراً وسمعناه مراراً وتكراراً فحين نُقدم على مقارناتنا المعهودة التي لاتسمن ولاتغني من جوع بيننا وبين الدول المتقدمة وبين ماوصلوا اليه وما حلّ بنا بعد عهود كنا فيها قادة العالم وسادتهم , نختم تلك المقارنات بهذا البيت من الشعر فما العيب في تغير الازمنة والامكنة بل العيب فينا نحن ... نعم مقولة اتفق معها ولكن, كيف؟ .. ما هو ذلك العيب بالتحديد الذي جعل سادة القوم رعاعهم , الذي جعل ( خيّر امةٍ أُخرجت للناس ) (امةٌ ضحكت من جهلها اممُ ).. , ما ذلك العيب الذي نخرّ النفس البشرية لتطحن قرينتها بأسم الدين والطائفة , كيف اصبح قوينا يأكل منا الفقير وفقيرنا لكسب رزقه هان عليه الحرام والامر الحقير , كيف لنا ان نسمي من يقتلون ويسفكون الدماء ويشردون الناس قادة ؟. وكيف يمكن ان يكون مجاهداً من يغتصب الحرمات ويسرق ما الحياة ؟ ما تلك العقدة التي حالت دون تقدمنا بل حالت دون تواضعنا لنرتقي ونتقدم ... نعم حالت دون تواضعنا , فالعيب فينا هو غرورنا المزيف وكبريائنا الكسير تحت ابار النفط العميقة التي ما ان عُقمت حتى نموت جوعاً وهواناً .... ذلك الغرور الذي ولد يوم اعتمدنا تلك الاية الكريمة ( كنتم خير امة اخرجت للناس ) فكانت زادنا وزوادنا في كل غزواتنا وحروبنا لاغتصاب الاراضي و الزواج بالسبايا تحت حد السيف فأسميناها حروب التحرير لنشر راية الاسلام .. ذلك الغرور الذي اعمى بصائرنا يوم كتبنا تأريخنا فلم يزرع فينا الا روح التفاخر , فنحن اول الحضارات ونحن من علّم الناس الكتابة ونحن من ابتكر اول عجلة وانشأنا اول مكتبة وعلى ارضنا نزل المرسلون ونحن من أنشأنا اول امبراطوية في التاريخ ونحن من بنى الاهرامات ومن شيدنا برج بابل ونحن اول من اقرّ قانون وتحت ارضنا يقبع محرك الحياة من ذهب ابيض واصفر واسود .... الخ . فكان تأريخنا نقمة علينا حين اعتبرناه وعاء متى مانفذت الهمة وشح العطاء اغترفنا منه غرفة لنسكت فينا شبح الكبرياء . ذلك الغرور الذي توارثناه اباً عن جد فكان شاعرنا الاعظم (الذي نظر الاعمى الى ادبه واسمعت كلماته من به صمم ) , وكان خليفتنا الاشهر من خاطب السحاب ( امطري حيث شئت فسيأتيني خراجك ). وفارسنا الاغر الذي قال وفي الحرب العوان ولدت طفلا**و من لبن المعامع قـدسقيت فما للرمح في جسمي نصيب**ولا للسيف في أعضاي قــو ت ولكم ان تبحثوا في كل اشكالية عربية, صغيرة كانت ام كبيرة, سياسية اقتصادية اجتماعية اخلاقية, فستجد ان مردها الغرور والتعالي والاحساس بالافضلية عن الاخرين وتلك الاشكالية هي أُس بلاءنا وتخلفنا ورجعيتنا... وما لنا عيب سوى غرورنا ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. محاكمة غيابية في فرنسا لـ 3 مسؤولين سوريين بتهمة ارتكاب جرائ


.. الحكم بإعدام مدرس الفيزياء قاتل طالب الثانوية العامة بالمنصو




.. بايدن يهاجم طلب الجنائية الدولية اعتقال نتنياهو وغالانت.. -أ


.. المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة: نزح 40% من سكان غزة




.. رئيس مجلس النواب الأميركي: الكونغرس يدرس معاقبة -الجنائية ال