الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في طريقها الى الطلاق

عبله عبدالرحمن
كاتبة

(Abla Abed Alrahman)

2013 / 4 / 7
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات



كان سلامي عابرا وفاترا ومن غير التفاتة، مجرد تحية خالية من أي مشاعر تشبه التحية التي نلقيها على المكان حين يكون خاليا من الناس، بادرتني هي بابتسامة سريعه، استرجعت فيها صورتها وقد كانت ابتسامتها اكثر ما كان يميزها حين عرفتها منذ شهور قليلة. كيف تغيرت ولماذا؟ حتى تكون بكل هذه الكآبة المرسومة على محياها، اين ابتسامتها الشقية التي تتلون روحا جديدة مع كل نغمة وصوت يصدر عنها، لماذا اصبحت ابتسامتها منقوصة من الحرارة والشقاوة، كيف تخلت عنها واصبح لها ابتسامة المغلوبة على امرها، مجرد اسنان توحي بالمرح، فصرخت باسمها مترددة لانني استغربت صورتها بالملابس الجديدة كما انني لم اكن اتوقع منها كل هذا التغيير وخلال هذه المدة القياسية.

بادرتها بالسؤال عن حالها وقد فرحت منها حين عرفت انها ستتمم اجراءات خطوبتها في نهاية الاسبوع. انك لست بسعيدة! هكذا عبرت لها عن دهشتي، فقالت لي بما لا يشبه عمرها ولكنه يشبه الحزن الذي يسكنها: في الحياة اشياء كثيرة تمنعننا من الفرح!، فقلت لها هل انت مجبرة على هذه الخطوبة! قالت لي: على العكس تماما هو اختياري، اذن لماذا كل هذا البؤس وانت انسانة مرحة وما زال مبكرا عليك الحزن، سألتني ان كنت قد عرفتها حين رأيتها بثوبها الطويل واشارت بيدها وهي تمسكه بكل يأس وكأنها تخلعه عنها، اخبرتها بكل الصراحة انني لم اعرفها، فهي متغيرة جدا. لكن هذا التغيير لم يطأ ثوبها الملتزم بل التهم شخصيتها وروحها واقبالها على الحياة وطريقة تفكيرها، اتمت كلامها وقالت لي ان هذا الثوب احد شروطه لاتمام الخطوبة.

بقيت صامتة وانا اغادرها ولكنها ابدا لم تغادرني، وكم شعرت بالحزن من اجلها، اذ انها تعاشر الهم وهي في ذروة فرحها، وبدلا من ان تلاحق ضحكاتها اصبحت تلاحق صورتها التي لم تعد ترضى عنها، نسيت انه قرارها بالنهاية سواء أكان بأختيارها الزي الملتزم او باختيارها شريك حياتها.
لا ادري ان كان ذلك الزوج المنتظر هو السبب الحقيقي وراء ازمة الثقة التي اصبحت تعاني منها صديقتي حتى تغار من صديقاتها ويفيض منها الشك في كل سلوك يصدر عنه، فتبقى الباكية الشاكية التي تطالبه بأن يدفع لها ثمن تضحيتها بعالمها المنفتح ودخولها الى عالمه المنغلق الذي حرمها حتى من الاستمتاع برؤية نفسها بالمرآة.

لم استطيع كتم النصيحة عن صديقتي فأخبرتها قراري من غير لباقة حين عرفت منها شرط عريسها لإتمام مراسم الزفاف بأن تغطي وجهها، حتى لا يبقى منها الا الاسمال الثقيلة ومزاجها الذي يحدث اخبارا بالكآبة. لانني رأيت فيها مشروع مطلقة ان لم ترفض هذا الزواج الذي يأتي باسم الحب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الأستاذة عبلة عبد الرحمن المحترمة
ليندا كبرييل ( 2013 / 4 / 8 - 16:26 )
إن كانت صديقتك قد اختارت زيها الجديد بإرادتها فهي منافقة كاذبة وتسعى إلى قيدها بنفسها، لأنها سعت إليه متأخرة لا عن قناعة وإنما عن تقليد للزميلات ونزولاً عند عادات المجتمع
وإن سعت إلى هذا الزي الملتزم بناء عى رغبة شريكها فهي تسعى إلى حتفها
ولا خير يرجى من هذه الشخصيات الهزيلة نفسياً بكل الأحوال
أحترم صداقتك لها لكني لا أشفق على من تسعى لحتفها كرمال جازة ستضرها أكثر بكثير مما ستنفعها ، ستخلق منها ومن الأجيال القادمة نماذج مشوهة فكرياً
مع التحية والاحترام


2 - الاستاذة ليندا كبرييل المحترمة
عبله عبد الرحمن ( 2013 / 4 / 9 - 07:17 )
تحياتي صديقتي العزيزة ليندا ما قلتيه يحمل الحقيقة انها مهزوزة بشكل لم يعد مقبولا على كل من حولها لانها ما عادت تنتظر الا الثمن، وهذا حتفها فعلا
انها لا تستحق الشفقة فعلا لانها اصبحت تقرر حياتها من زاوية ضيقة جدا حتى لم تعد ترى نفسها كما انها لم تعد ترى غيرها
كل التحية والاحترام صديقتي العزيزة ليندا


3 - أو ربما سيكون مشروع قتل
فؤاده العراقيه ( 2013 / 4 / 9 - 12:48 )
تحية لقلمكِ الرائع عزيزتي عبلة
أن سعت الى هذا الزي لأجل زوجها فهي منافقة ايضا حيث نافقت نفسها قبل اي شخص

في مثل حالتها يكون الزواج شر لابد منه , فتضحي المرأة حينها بثمن اغلى بكثير من ما ستأخذه , حيث ستضحي بكرامتها وفكرها وارادتها أمام زواج تكون فيه امام الناس الغير طبيعيين طبيعية بنظرهم حيث الطبيعي لديهم الزواج والولادات فقط , وبعكسه سيذوق من لم ينظم لقطيعهم الويل والعتب واللوم والسؤال الذي لن ينتهي , لما لم تتزوجي؟؟؟
هذه الصديقة لو كان لديها مبدأ ولو تعلمت كيف تصون كرامتها لما ارتضت بأحسن الرجال لو فرض عليها مقابل الزواج ان تحجب عن العالم , فهي ذليلة النفس اصلا
هذه هي مجتمعاتنا تبحث عن تقليدها بين النفايات ولا تبحث عن عقولها
مع التقدير وكل الحب


4 - تحية استاذة فؤادة العراقية
عبله عبد الرحمن ( 2013 / 4 / 9 - 20:03 )
اشكرك جدا على تحيتك الكريمة
مشاكلنا في كم التناقضات التي تسكننا حتى يكون السلوك الذي نقوم به عن غير قناعة منا ويأتي اللوم على غيرنا
حقا ان زواجها سيكون شر لا بد منه من اجل ان تكون متزوجة بعيون جيرانها وصديقاتها
محبتي وتقديري استاذة فؤادة

اخر الافلام

.. المحامية بركة بودربالة


.. عضو البرلمان السابقة وأمينة المكتب السياسي لتيار الحكمة الوط




.. الناشطنة هند الصوفي المشاركة في ورشة العمل الاقليمي


.. بالرغم من مردوده المادي الضئيل... نساء تعتمدن على إعداد الخب




.. وادي الضباب في تعز الهدوء والجمال الطبيعي في زمن الحصار