الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قطري حبيبي

جمال الهنداوي

2013 / 4 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ما عرفت الدنيا شعبا محبا للنكتة كالشعب المصري, ولم تستوطن السخرية مكانا مثل مصر, ولم يترك المصريين أحدا –او شيئا -إلا والهبوا ظهره بسياط البسمات التي تتساقط من افواههم بسلاسة ويسر وصفاء..لا يفرقون بين صغير وكبير ولا حاكم او وزير اوشيخ او "غفير"..ولكن يبدو ان الجرح هذه المرة كان اشد مضاضة واكثر تغورا في ضمير المصريين وحسن ظنهم بالايام,مما دفعهم للاستعانة بذاكرتهم الثقافية الخالدة ,ليكوروها سخرية ورفضا ويقذفونها في وجه الواقع المجحف الذي يستل من مصر روحها وكرامتها..
ملايين الدولارات وشبكة متطاولة من الدروب والدهاليز والعتمة وآلاف الساعات من البرامج الحوارية والتذاكي الاعلامي واحتكار الرأي والرأي الآخر لم تصمد امام العبقرية المصرية الساخرة اكثر من دقائق معدودة هي المدة التي استغرقها اوبريت "قطري حبيبي"في اختصار الالم المصري النبيل والرفض الحانق لسياسة الالحاق والتبعية التي تنتهجها جماعة الاخوان المسلمين تجاه الشقيقة قطر "الصغرى", ولم نسمع في تاريخ شعوب المنطقة سخرية أشد ألما وأعمق مرارة، واكثر صدقا وتأثيرا من تلك الفقرة التي وضعت الشرنقة التي تنسجها قطر حول حرية وكرامة المصريين تحت شمس الحقيقة الساطعة, وايقظتها من احلامها في ان تجد نفسها وللمرة الاولى في موقع الدولة المؤثرة والفاعلة, واعادتها الى الافق المسدود الذي تمثله لها عقدة الصغار القدرية..
فالامارة الصغيرة الضائعة بين امواج الخليج يبدو انها قد تمادت كثيرا في محاولتها تسويق نموذج الاسلام الاخواني المعدل اعلاميا من خلال بعض المرسلات الفضائية والقليل من مشايخ الازهر السابقين, واسرفت في الاعتماد على النجاحات التي احرزتها هذه السياسة في العديد من المواقع وخصوصا على الساحة المصرية مما قد يكون له الاثر البالغ في تشجيع الامارة المأزومة بضيق المساحة على المضي قدما في مشروعها التورمي حتى لو ادى ذلك الى ابتلاع او حرق المراحل بين الحين والآخر..وهنا وان كنا نفهم تشبث الامارة -المرهقة بالاحساس الذي يولده الشعور بالضآلة-.باحلام التمدد الى الحجم الذي يوازي امنياتها من خلال الجسد الاخواني المنتشر على مساحة واسعة من المشهد السياسي العربي..ولكن السؤال هو عن ذلك الاستلحاق الطوعي لجماعة الاخوان تحت جناح الحكم القطري"غصبا عن عين الليبراليين", في غفلة -اقرب الى التآمر-عن الطاقات الكامنة في ضمير ووجدان الشباب المصري البطل الذي استطاع بوعيه وايمانه تحقيق انتصار الثورة على النظام في الوقت الذي كان فيه اتباع الرايات "الخضر"يتداولون احاديث الفتنة وتحريم الخروج على السلطان الجائر..
ان القوى السياسية المصرية المعلية من قيم التداولية والمشاركة وحقوق الانسان مطالبة بالوعي التام بحجمها الحقيقي وقدرتها على ادارة الاحداث..وان الكلمة العليا ما زالت لقوى الشعب الثائر ..وما زال الخير معقودا في نواصي الوعي الشعبي بحتمية الانتصار في معركة الحفاظ على نقاء الثورة ووجهها الناصع واولية اهدافها بالحكم المستند على مبادئ الحرية والمساواة والكرامة والعدالة وحقوق الانسان..وكل الامل في شباب مصر العظيم في استعادة زمام المبادرة وافشال المخططات التي تستهدف حرية الشعب ومنجزه الثوري العظيم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الخائن هو الذى يبيع البلد
Amir Baky ( 2013 / 4 / 8 - 08:27 )
الشعب المصرى بطبعة محب لكل الشعوب العربية و لا يحمل ضغينة لأحد ولكن ليس مطلوب من مصر أن تبيع أرضها و مشاريعها لأجل عقلية إستعمارية حتى لو أستخدمت الدين. هناك الآف الحلول التى يرفضها الإخوان و كأن هناك صفقة لابد من تمريرها مع قطر. لم نسمع قطرى قال طز فى قطر. لم نسمع أن قطر فتحت حدودها و الغت التأشيرات حبا فى المشروع الإسلامى و عودة الخلافة. نجد أن مصر فقط مطالب منها فتح حدودها و تهريب سلعها الإستيراتيجية المدعمة من ضرائب المصريين للغير. مصر قبل الغزو الثقافى القادم من الشرق الخليجى كانت بلد محترمة و المصرى كان محترم ولكن ثقافة قشور الدين حولت شخصية المصرى من الجدية للفهلوة. إنعدام الإهتمام بأصل الموضوع و المهم مظهرة الخارجى المغشوش. أصبح قطعة القماش أهم من الأخلاق بالنسبة للمرأة. أصبح ممارسة طقوس العبادة أهم من تاثيرها الروحى على أخلاق الفرد. ماذا فعلت مصر لتتعرض لهذه الهجمة الشرسة؟ قبل الغزو الثقافى عليها لم نسمع عن التحرش لم نسمع على البلطجة التى يعانى منها من شربوا من هذه الثقافة الوافدة. وأخيرا الغلط ليس على قطر بل على الإخوان


2 - باسم يوسف واوبريت - وطني القطري
سامر السامري ( 2013 / 4 / 8 - 11:30 )
باسم يوسف واوبريت - وطني القطري
http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=EI-hllOOpFM

اخر الافلام

.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا


.. مسيحيو مصر يحتفلون بعيد القيامة في أجواء عائلية ودينية




.. نبض فرنسا: مسلمون يغادرون البلاد، ظاهرة عابرة أو واقع جديد؟


.. محاضر في الشؤؤون المسيحية: لا أحد يملك حصرية الفكرة




.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الأقباط فرحتهم بعيد القيامة في الغربي