الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بعد عشرة أعوام:هل سقط ساقط أم سقطت الديكتاتورية في العراق؟

واصف شنون

2013 / 4 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



هناك تسجيل فيديو طريف مقتطف من البرنامج الحي الذي يقدمه الكوميدي الأميركي الشهير جون ستيوارت حيث يتم فيه عرض مشاهد لشيعة عراقيين يشجون الرؤوس ويلطمون تأدية لشعائر حسينية وينادون بهتافات ضد الأميركان المحتلين، فيظهر ستيوارت الشقيّ ليقول لملايين المشاهدين في اميركا والعالم قاطبة : تسقط تسقط أميركا ، أليس نحن من حرركم من الدكتاتور القاسي العنيف غير الرحيم ؟؟، ثم يعرض صورة للديكتاتور العراقي صدام حسين ويتبعها بتعليق :هل كان قاسياً بالفعل ؟؟ وهو يقصد الجماهير العراقية التي تسير حزينة لابسة اكفاناً ملطخة َ بالدماء احياءً لذكرى دينية كان الديكتاتور يمنع ممارستها بشكل واسع في عهده، بحيث تم تصوير التحرر من أقفاص الديكتاتورية الصدامية البعثية هو ممارسة طقوس دينية غير حضارية ، طقوس يتخللها العويل والسواد ولون الدماء مخيفة للآخرين ، وهذا ما جرى بالضبط في العراق بعد عام 2003 ،فسقوط ديكتاتورية صدام قابلها انتعاشا ً خرافياً لطقوس وشعائر دينية تتعطل من أجلها الدولة برمتها وتتوزع على مدار التقويم الهجري والميلادي ، ومع تغلغل الإرهاب وضرباته الموجعة للعراقيين ،فأن الدولة العراقية مدتْ لسانها وهي حية لكن فاقدة الوعي مثل بقرة حلوب .
التاسع من نيسان 2003 ، اختلف العراقيون عليه والعرب والغربيون ومدبجو القرارات الأممية في هيئة الأمم المتحدة ، لكن الإحتدام هو عراقيٌ – أميركي – إيراني وما يزال ولو أن العرب دخلوا بشكل دموي في وقت لاحق لكي يفتكوا بكل شيء ، وحين نقول العرب بمعنى حركات الجهاد السلفية المدعومة علناً من شيوخ وأمراء السعودية والخليج والحركات الأصولية في شمال أفريقيا ومصر ، وبدلا ً من وهمنا نحن العراقيون بوطن ودولة جديدة تليق بالعراق التاريخي قبل الجغرافي ، لانجد ما يسرنا بعد عشرة أعوام عجاف حقاً من التحرير أو الإحتلال أو الغزو أو الدخول الأميركي لبلاد القهر والسواد أو السقوط أو سقوط الصنم أو سقوط الديكتاتورية أو بغداد عاصمة العباسيين التاريخية وصدام التكريتية !!، وبين أكداس الآراءوالتعليقات وفي خضم التفكير والبحث عن ما هو مختلف قرأت للشاعر العراقي عبد الزهرة زكي رأيا هادئا مثل الموجات المتلاطمة التي تنتهي عند قدمي شاعر منذهل من بلاده وحكاياتها يكتب زكي " في التاسع من نيسان
كان يمكن للحال أن يكون أفضل من هذا الحال.

كان يمكن أن نكون أكثر حريةً، وكان يمكن أن نكون أكثر تقدماً.. وكان يمكن أن نكون أكثر أمناً وسلاماً.
لكنا كنّا نحتاج إلى مساحات من المحبة أكثر مما نتجناه من تكاره وتباغض، وكنا نحتاج إلى تطلّع إلى المستقبل أكثر مما انشغلنا به من التفات نحو الماضي، وكنا نحتاج إلى ارادة الثقة أكثر مما انفقناه من شكوك وخوف.
كان يمكن أن نكون أكثر ثراءً، وكان يمكن أن نبني بلداً، وكان يمكن أن نساعد جيراننا في تقديم المنوذج الذي انتظره كثيرون منا.
لكن كنا نحتاج إلى التطهر من وسخ الافتتان بالسلطة، وكنا نحتاج إلى التبرؤ من رغبة الثأر من جوع وعوز، وكنا في حاجة كبيرة إلى أن نحب العراق أكثر مما وفرناه من حب لذواتنا وأحزابنا وعشائرنا وطوائفنا وقومياتنا، كما كنا بحاجة إلى معرفة هل نحن نريد فعلا دولة ديمقراطية وتجربة ناجحة يحتذى بها"، بينما كاتب آخر هو صالح الحمداني يكتب بشكل مختلف " يوم ٩/ ٤
هو يوم هروب صدام حسين، والليثين عدي وقصي، وياول عبد حمود(حماية صدام الشرس)، وعلي حسن المجيد،والقيادة القطرية، والقيادة القومية، وأمانة سر القطر، والانضباطية، وجماعة الامن، ورفيق ابو عروبه، ورفيقه أم فاتن، وغيرهم وغيرهم ..
بعيدا عن كل ما حدث بعده، فقد كان يوما مفرحا لي، ولا زلت اشعر بالفرح كلما مرت الذكرى ..
قد يشبه هذا اليوم ليلة العرس التي يكتشف بعدها العريس ان الزواج مو لعبه، وتكوين عائله شي صعب ..".
هل سقطت الديكتاتورية وانتهى عصرها ؟نعم سقطت في العراق شكلياً ،ليس عملياً هي مثل حليب رضاعة للعراقيين وغيرهم من الجيران ،الدكتاتور هو الأب والأخ الكبير وزوجة الأب والمسؤﻭﻝ الحزبي السابق أبوالزيتوني أو المعمم الحالي أو صاحب اللحية والمسبحة، الدكتاتور هو مدير المدرسة الصارم الجاف التقليدي ومعلم الصف القاسي الذي يوقع حياته البائسة على حياة وعقول تلاميذ غض مثل أعواد شجرة الليمون ،الدكتاتور هو الموظف الفاسد وضابط الشرطة والجيش وشيخ العشيرة ....الخ ومن أجل اسقاط الديكتاتورية في العراق فعلا ً ، فذلك يحتاج الى انظمة تعليم حديثة وجدية وليست حوزات وتكيات دينية وجامعات ألية متخلفة تمنح شهادات علمية مزورة ،نحتاج الى مناهج ﺗﻌﻠﻴﻢ حديثة وليست بائدة ُتمجد الأشخاص والدين والتاريخ وتهمل العلوم والواقع ،سقوط الديكتاتورية يعني إرساء مبدأ تكافؤ الفرص وقوانين صارمة تسري على الغفير والوزير ،سقوط الديكتاتورية لايعني تفريخ أحزاب غير وطنية غرضها السرقة وإمتصاص الريع النفطي وتقليد البعثيين في حركات وقرارات تعيين ضباط الجيش والشرطة المعروفة بالدمج من حزب الدعوة والفضيلة والمجلس الأعلى وتيار الصدر ومنح الحقوق الشرعية للمواطنين العراقيين وضحايا الديكتاتورية حسب المزاج السياسي الطائفي بشكل عاطفي أو تسهيلات انتخابية ،والقضاء على الديكتاتورية الاجتماعية هو التحدي الحقيقي للعراقيين المخلصين المصرين على عدم وفاة العراق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الآ يعقلون
د.قاسم الجلبي ( 2013 / 4 / 10 - 09:43 )
رغم كل هذه المأسي والوقائع المريره بظهور الديكتاتوريات وبكل اشكالها الاجتماعيه والثقافيه والتعليميه لازالت بعض العقول المرتده وعاظ السلاطين تجافي الحقبقه عمى طرش لا يفقهون محابيه دوله القنون والتي هي بعيده كل البعد عن دوله القانون يتسترون عن المفسدين ومزوري الشهادات ومكممي الافواه, هؤلاء المرتدون فقدوا حياديتهم واصطفوا الى جانب الانحياز الطائفي المقيت ولهذا نراهم قد فقدوا الكثير من قرائهم والمؤيدن لهم , , متى يعقلون ؟ شكرا لك سيدي الكاتب

اخر الافلام

.. شاهد: المسيحيون الأرثوذوكس يحتفلون بـ-سبت النور- في روسيا


.. احتفال الكاتدرائية المرقسية بعيد القيامة المجيد | السبت 4




.. قداس عيد القيامة المجيد بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية برئا


.. نبض أوروبا: تساؤلات في ألمانيا بعد مظاهرة للمطالبة بالشريعة




.. البابا تواضروس الثاني : المسيح طلب المغفرة لمن آذوه