الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مرجعية الأزهر

داود روفائيل خشبة

2013 / 4 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



تسوقنا عبثية الأوضاع الراهنة، مقترنة بضحالة الفكر عند قطاعات عريضة من شعبنا، إلى مزالق شديدة الخطر، ويزيد من شدّة هذا الخطر أن أكثر من يتصدّون للعمل العام عندنا تقف بهم قدراتهم عند حدود ملاقاة الأحداث والأزمات والكوارث بردود الأفعال العارضة التى تفتقر لعمق البصر وتفتقد الرؤية الشاملة المتكاملة.
يحدث تعارض مصالح طارئ بين جماعة الإخوان وبعض جماعات التيّار السلفى فإذا ببعض قنوات الإعلام المستقلة تتسابق لإفساح المجال لدعاة التيار السلفى للدفاع عن مواقفهم وتوجّهاتهم، بل ويتطوّع بعض قادة التيّار المدنى لدعم الجماعات السلفية فى خلافها مع الإخوان. لكن هذا مهما يكن ما ينطوى عليه من خطأ وسوء تقدير، إلا أنه لا يمكن أن يكون إلا أمرا موقوتا ولا بدّ من أن يتنبّه المنتمون للتيّار المدنى إن عاجلا أو آجلا للتعارض الأساسى بين التوجّهات السلفية وكل مبادئ المنادين بالدولة المدنية. أما الأدهى من ذلك فهو اختلاط الأمور وغيمومة الرؤية حين يتعلـّق الأمر بالانحياز إلى جانب مؤسسة الأزهر فى صدامها مع تغوّل جماعة الإخوان ومحاولاتها الغاشمة الدائبة للهيمنة على الأزهر.
بدءًا، أقول فى وضوح أنه لا يمكن لعاقل أن ينكر المكانة التاريخية للأزهر الشريف ولا أن يغفل أنه كانت للأزهر إسهامات تنويرية إيجابية قيّمة فى مراحل مختلفة من تاريخه المديد ولا أن يتجاهل أنه كان للأزهر ولا يزال له دور وطنى لا غنى عنه. لكن كل ذلك لا يمنع من أن علينا أن نحترس كل الاحتراس من أن ننساق إلى التسليم بلا تحفـّظ وبلا حدود أو قيود بمرجعية الأزهر فى كل الشؤون.
حين أعلن الأزهر اعتراضه على مشروع قانون الصكوك الإخوانى المشبوه سارعت القوى المدنية بالإشادة بموقف الأزهر الحكيم، دون أن تتحفـّظ بإعلان أنه ليس من الصواب أن يكون للأزهر، بصفته المؤسسيّة، قول فى الموضوع. بالطبع، إن من حقّ كل شيوخ الأزهر الأجلاء بوصفهم مواطنين أن يعلنوا فرادى رأيهم فى أى مشروع أو أى موقف أو أى فعل يمسّ مصلحة الوطن. هذا حق ليس لأحد أن يسلبهم إياه. أما التسليم بمرجعية مؤسسة الأزهر فى التشريع وغير التشريع من شؤون الدولة، فهذا شىء يجب أن تقف ضدّه وتناضل ضدّه كل القوى الداعية للدولة المدنية وإلا كانت تخون مبادئها وتحكم بهدم الدولة المدنية من أساسها.
ولا يتعارض هذا مع وجوب أن تقف القوى المدنية بكل حزم وصلابة ضدّ محاولات جماعة الإخوان للتسلل إلى مؤسسة الأزهر وضدّ مكائد الإخوان الخبيثة للانتقاص من مكانة الأزهر وتقليص نشاطه المشروع فى مجالات الدرس والبحث والحد من إسهاماته فى الحياة العامة. فالقوى المدنية تلزمها مبادئها بالدفاع عن حق الأزهر وحق شيوخه فى ممارسة الدرس والبحث والإسهام فى الحياة العامة دون سُلطة ودون ادّعاء مرجعيّة فوقيّة.
داود روفائيل خشبة
القاهرة، 10 أبريل 2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس #السيسي يستقبل سلطان البهرة ويشيد بدور الطائفة في ترم


.. 116-Al-Baqarah




.. 112-Al-Baqarah


.. سي إن إن تكشف عن فظائع مروعة بحق فلسطينيين في سجن إسرائيلي غ




.. نائب فرنسي: -الإخوان- قامت بتمويل الدعاية ضدنا في أفريقيا