الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإمارات في مواجهة العبث

أمنية طلعت

2013 / 4 / 10
المجتمع المدني


ربما بعد هذا المقال يتم ترويج أنني ممولة من قبل الإمارات ولكني مع ذلك لن يهمني أن أشهد شهادة حق في دولة تميزت في عصرنا الأرعن هذا بالعقل والتطور المستنير والذي لا يأتي على حساب أو مصلحة دول أخرى، بالعكس كانت داعم دائم للدول المجاورة أياً كان انتمائها الديني والسياسي دون مصالح خاصة تجنيها، عدا السمعة الطيبة والحكمة بعيدة النظر، وربما كان السبب في ذلك أن مؤسس هذه الدولة هو المغفور له سمو الشيخ زايد الذي استحق عن جدارة لقب حكيم العرب.
لقد جاء منح جائزة الشيخ زايد الثقافية لشخصية العام الثقافية لشيخ الأزهر، تأكيداً على منهج الإمارات الدائب على السمو على المواقف الصغيرة والتدخلات في شئونها الداخلية والخاصة بالتنظيم السري الذي تم كشفه مؤخراً لقلب نظام الحكم بها، فرغم ذلك لم تأبه لفساد السياسة وعلت بالثقافة والعلم والوسطية على كل الضغائن، كما أن منح دكتور أحمد الطيب الجائزة، حمل في طياته رسالة موجهة إلينا وإلى كل المنطقة، بأن وسطية الدين واستنارته هو الحل لكل أزماتنا الفكرية الحالية. وربما لو نوينا أن نتعلم من الإمارات شيئاً فلن يكون سوى منهجها الحداثي المستنير والذي يتتبع لغة العصر من علم وتكنولوجيا، إضافة إلى التأسيس لأجيال متطورة تواكب لغة العالم الحديث، وربما يعود هذا المنهج إلى مؤسس الإمارات الشيخ زايد، والذي عمد منذ تمكنه من توحيد الإمارات السبع إلى إرسال أبناء بلده إلى كافة بلاد العالم لينهلوا من علمها ويعودوا إلى بلادهم لتطويرها، ومازال هذا المنهج مستمراً حتى الآن، رغم أن الجيل الحديث لم يعد بحاجة إلى السفر حيث كل سبل التعليم والتدريب المتطورة تتوفر في بلاده، إلا أن فكرة التطوير الدائم وعدم ترك وسيلة معاصرة دون الاطلاع عليها وتبنيها ما زالت قائمة في أذهان حكام الإمارات السبع وتحديداً أبو ظبي ودبي.
لم تركن الإمارات إلى فكرة التلاعب بالأحداث التي تشهدها دول الثورات العربية للخروج بمصلحة سياسية أو مادية مثل دول أخرى لا داعي لذكر اسمها، واستمرت في منهجها الهادف إلى حماية أرضها ومكتسباتها التي حصلت عليها بمجهودها طوال أربعين عاماً منذ التأسيس، وفي نفس الوقت لم يكن العداء منهجها تجاه أي دولة أخرى تحاول الإفساد على أرضها بل ردت على خسة السياسة بسمو الثقافة والمعرفة.
هذه هي الإمارات التي أعرفها والتي احتضنتني أكثر من عشرة أعوام، تعلمت فيها التفكير والتعبير بحرية دون جرح الآخرين، وتعلمت فيها الكثير من الأدوات المعرفية والتكنولوجية الحديثة، ووجدت وقتاً للإبداع فكتبت على أرضها كتابين إضافة إلى كتابين آخرين أنجزت نصفهما تقريباً هناك.
لا أنكر أن قيام الثورة المصرية وتر الأجواء بالنسبة للمصريين في الإمارات قليلاً، لكن هذه الدولة الوسطية تداركت أمرها سريعاً ووضعت حداً لهذا التوتر لتعود الحياة طبيعية بالنسبة لأي مصري معتدل يعيش على أرضها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا لوم عليك ايتها الاخت!
فهد لعنزي ـ السعودية ( 2013 / 4 / 11 - 12:11 )
اعتقد تعرفين السياسة وتقلباتها كما تعرفين ان الامارات جزء لا يجزء من محيطها العربي وبالاخص الخليجي ولا تختلف عنهم في شيء فكلها امارات قبلبية وديكتاتورية وان كان مستوى الديكتاتورية يختلف من قطر الى اخر. لا يخفاك علما ايتها الاخت ان الامارات ارسلت قوات لوئد انتفاضة البحرين ولا زالت قواتها موحودة هناك فعن اي عبث تتكلمين؟؟. اختي الكريمة عندما مثل عربي يقول : احتك مثلك.
عبيد للاجانب هم ولكن *** على ابناء جلتهم اسود

مع خالص الود.

اخر الافلام

.. إسرائيل وافقت على قبول 33 محتجزا حيا أو ميتا في المرحلة الأو


.. مظاهرات لعدة أيام ضد المهاجرين الجزائريين في جزر مايوركا الإ




.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يتظاهرون في باريس بفرنسا


.. فوضى عارمة في شوارع تل أبيب بسبب احتجاجات أهالي الأسرى




.. الأمم المتحدة: البشرية في سباق مع الزمن لتعلّم كيفية استخدام