الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدولة وتأمين السعادة للمتقاعد

دلشاد عبدالله حسين

2013 / 4 / 12
المجتمع المدني


شاهدت قبل مدة في احدى القنوات العالمية تقريرا عن المتقاعدين في احدى الدول الاوروبية ،حيث اشار التقرير الى ان الموظف في البلدان المتقدمة عندما يحول على التقاعد يشعر بالسرور لان الدولة وفرت له حياة مليئة بالسعادة بحيث لا يشعر بالملل بعد التقاعد عن العمل ،فالمتقاعد يبدأ حياة جديدة في تلك البلدان و يقوم بعد الوظيفة بممارسة هواياته المفضلة .
هذا واقع المتقاعد في الدول المتقدمة فلنتحدث عن حياة المتقاعد في العراق ،فبعد ان يعاني الموظف طيلة حياته العملية من جراء النظام الوظيفي القديم في البلد و بعد ان يصبح هرما بالكامل وهو شاب بسبب مصاعب الحياة والروتين الممل و صعوبة العيش وقلة الخدمات وغلاء السوق وعدم وجود ترفيه يأتي وقت التقاعد وهو لم يرى يوما سعيدا في حياته ،لكن المأسات الحقيقية تبدأ من هنا فيمضي هذا الانسان المسكين المخلص للبلد وقته في اتمام معاملاته التقاعدية بين دائرة واخرى ومن طابور لاخر وقد اتعبت المعيشة كاهله طوال سنين عمره،وفي النهاية يتسلم راتبا شهريا قليلا ليست في مستوى الخدمات التي قدمها لبلده بل حتى لا تؤمن له المعيشة ويشعره المجتمع بانه اصبح عبأ ولا يمكن الاستفادة منه ومن خبراته التي هي نتاج سنين عديدة من العمل ،هذا ان لم يصب بمرض يرقده الفراش ،فالدولة ولحد الان لم تعن بالمتقاعدين العناية الجيدة والمرموقة التي تستحقها هذه الشريحة من ابناء شعب يعيشون في بلد على بحر من النفط الذي بات نقمة للعراقي لا نعمة ،هنا يتداول في ذهني سؤال ولعل كل من فكر في هذا الموضوع بضمير تكون عنده السؤال ذاته وهو اذا اصيب المتقاعد بمرض عضال كالسرطان فمن اين ياتي بالمال للصرف على العلاج والادوية التي اصبحت غالية وكيف يعيل نفسه وعائلته ،يجب على الحكومة ان تقوم بالاهتمام الكامل بالمتقاعد وتوفير عيش رغيد له ولعائلته وذلك عن طريق تامين راتب شهري يناسب ماقدمه من خدمات لوطنه وان تقوم الدولة بتحمل نفقات علاج المتقاعد على عاتقها وان تقوم بارسال الذين يتطلب حالتهم العلاج خارج العراق الى الخارج لتلقي العلاج اللازم .وافتتاح مراكز ثقافية ترفيهية يمكن للمتقاعد خلالها قضاء اوقات الفراغ وممارسة هواياته المفضلة وفي المقابل يمكن من خلال هذه المراكز الاستفادة من خبرات واراء المتقاعدين وذلك لبناء دولة حديثة فهؤلاء اغنياء من ناحية التجارب وخاصة الادارية منها،فهذه مسؤولية من مسؤوليات الدولة يجب عليه تنفيذها كواجب من واجباتها امام مواطني هذا البلد الذي عانى الويلات في الحقبات الماضية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بريطانيا.. اشتباكات واعتقالات خلال احتجاج لمنع توقيف مهاجرين


.. برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والإسكوا: ارتفاع معدل الفقر في




.. لأول مرة منذ بدء الحرب.. الأونروا توزع الدقيق على سكان شمال


.. شهادة محرر بعد تعرضه للتعذيب خلال 60 يوم في سجون الاحتلال




.. تنامي الغضب من وجود اللاجئين السوريين في لبنان | الأخبار