الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الله وإشكالية إثباته

ايفان الدراجي

2013 / 4 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


فلسفيا: تم دحض فكرة وجودة من قبل الكثير من الفلاسفة لانه وببساطة انك تذهب للمنزل لان المنزل لا يستطيع القدوم اليك بينما الله لا يأتي ولا يذهب وهنا ننتقل للمحور الثاني.
علميا: الكون مادة وكل ما هو ملموس او محسوس مادة تشغل حيز من الفراغ..يقول المؤمنون بان ماهيّة الله تعدو قوانين المادة فتتجاوزها..اذن كيف للـلامادة ان تخلق مواد تنطبق عليها القوانين الفيزيائية؟
حتى الخيال والافكار مواد يمكن ترجمتها بانها اشارات مكبوته التفاعل الكيميائي داخل الجهاز العصبي أي العقل الباطن. كما وان الافكار والخيال تتحول من حالة السكون الى الحالة الحركية حين يتم تنفيذها أي تنتج طاقة فيما بعد.
علميا ايضا وفيما يخص المحور الرئيسي الذي يتخذه المؤمنون لاثبات وجود الله وهو موازاته لوجود الكون ، حيث ان علماء الدين، يستعملون مبدا المسبب الكافي؛ اي ان وجود الله كاف لتسبيب وجود الكون. الا ان قاعدة المسبب الكافي تدل على ان وجود الكون لا يدل على وجود الله و قد يكون المسبب شيئا اخر، كتعاون مجموعة من الكائنات على خلق الكون (كما تصرح بعض الديانات) او تفاعل فيزيائي عظيم (كما يصرح بعض العلماء). وقد تناولت بمقال سابق النظريات وكيفيه كونها تحتمل مبدأ الصواب او الخطأ وبانها ما زالت طور الدراسة والاثبات والنقض. أي انها غير ثابتة دامغة بل تتطور حسب المعطيات حولها.
منطقيا: يقول السيد علي رغيد "ان وجود الله لا يخضع لشيئ و انما هو وجود يخضع الاشياء لارادته." وبهذه الجملة هدم السيد علي رغيد كل مقاله الذي حاول فيه إثبات وجود الخالق بالمنطق فقط. فإذا كان وجود الله لا يخضع لشيء فهو بالتالي لا يخضع للمنطق، ويصبح من العبث محاولة إثباته. وقد سبقنا مفكرون كثيرون، منهم المسلم ومنهم الغربي المسيحي واللا ديني الذين اتفقوا أن وجود الخالق لا يمكن إثباته بالمنطق، كما لا يمكن إثبات عدم وجوده. فنجد أن ابن سينا والفارابي وابن رشد قد قالوا باستحالة الإثبات، وقال بذلك عدد كبير من فلاسفة التنوير الأوربيون.
تاريخيا او دينيا: لقد اثبت بان الديانات وجدة منذ بداية وعي الانسان على تساؤلاته بخصوص ما حوله، ولان مستواه الفكري والعلمي آنذاك لم يكن واعيا متطورا فقد عزا كل الظواهر المحاطة به والمستقبل والمجهول مما يخيفه الى قوة عليا تتحكم بها ومسؤوله عنها وقد اختار لها السماء تاره مكانا لها وتارة البحر او النار او الشمس وغيرها كما تسرد لنا المثيولوجيا طويلا وعريضا وبشكل مفصل رحلة الانسان مع اربابه حتى يومنا هذا.. وقد تأكد ان الاديان ليست الا ساتنساخ من بعضها البعض مع التعديلات القابلة والممكنه من جيل لآخر ومن قوم لآخرين حسب احتياجاتهم. فالاديان التي تدعى سماوية نجد لها انعاكاسات مشابه بدرجة مقاربة جدا عند الاديان القديمة جدا التي ظهرت ببداية البشرية أي قبل عمر آدم وحواء الذي اثبتته الاديان السماوية على انه تاريخ ظهور البشرية وهذا ينقلنا لمحور آخر.
على سبيل المثال؛ يذكر القرآن ان عمر الانسان وبدياة نشوء البشرية والكون هي عند خلق الله لآدم وحواء أي قبل 400 الف سنة بينما اثبت العلم بادلة ملموسة حقيقية ما زالت تجري بشأنها العديد من الدراسات ان اصل الانسان منذ بداية تطوره من اصله كانت قبل ذلك التاريخ بكثير ، حيث اكتشف واثبت مؤخرا بأن الإنسان لم يتطور من كائن يشبه القرد الشمبانزي حسب نظرية داروين، بل ان الإكتشاف الجديد يدل على أن قرود الشمبانزي والإنسان قد تطورت منذ زمن بعيد جدا من نفس الأصل. لكن كلا من الإنسان والشمبانزي، قد تطور بمفرده بعد ذلك. العظام المتحجرة المكتشفة منذ عام 1994م للمخلوقة الأنثى التي تسمى "آردي"، تبين أنها ليست جدتنا. لكنها أقرب شئ لجدتنا أمكننا الوصول إليه حتى الآن. فروع شجرة التطور التي تؤدي إلى الإنسان الحديث والقرود، تقود إلى أصل واحد كان يعيش منذ 6 أو 7 مليون سنة.
تساؤل هنا فرض نفسه: كيف يمكنك الاستمرار بتصديق فكرة وجود خالق والتصديق بالانبياء واديانهم رغم كل الاثباتات حولك التي اثبتت تناقضهم بالواقع الآني وما وصلنا اليه ومنها –على سبيل المثال- كروية الارض لا سطحيتها كما ذكرت المسيحية؟

هوامش: لا يمكن إثبات وجود الخالق بالمنطق- د. كامل النجار








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الثبوت والحركه
صلاح الساير ( 2013 / 4 / 13 - 09:02 )
الاستاده روان المحترمه
لو وجد المؤمنون نقطة ثابتة في الكون لقاسوا عليها وجود الله بما ان كل شئ في حركة اي مادي محض لذا غابت عنهم ادراك لوجوده هل هو مادي ام وعي ام رقم ام افتراض ...مادام الكل في حركة لا جود ثابت في الكون ..اى لا وجود لعرش محمولا في السماء ..مع التقدير


2 - تناقض
بلبل عبد النهد ( 2013 / 4 / 13 - 14:42 )
ان امره اذا اراد شيئا يقول له كن فيكون ومع ذلك كان مضطرا الى ارسال ملائكته ليجاهدوا جنبا الى جنب مع مقاتلو محمد وكان مضطرا الى ارسال جبريل لياتيه بالتراب من الارض ليصنع به ادم فما هذا التناقض ايها الاه


3 - الله مختل عقليا
عباس علي ( 2013 / 4 / 13 - 16:26 )
الله يقول كن : فيكون
هل الله يخاطب الطين ويقول له كن؟
كن فعل أمر فماذا يفهم الطين ... ليتحول الطين الى أدم مثلا !!
ثم من كان يخاطب الله ب: كن هذه
الا تجدون أن الله هذا معتوه ويحدّث نفسه فقط. أن كان هنالك وجود لمثل هكذا الله.
أم هي مجرد صفات أسقطها الذين خلقوا فكرة الله على هكذا ألله.
أتمنى الشفاء من شقاء المؤمنين بفكرة الله التي يرفضها العقل

مع التقدير

اخر الافلام

.. عادات وشعوب | مجرية في عقدها التاسع تحفاظ على تقليد قرع أجرا


.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس




.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الكنائس القبطية بمحافظة الغربية الاحت




.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا