الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن المصريين ولاد اللذينه, الملحدين..

أمير على

2013 / 4 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لا ينكر أحد ظاهرة إرتفاع حدّة الإلحَـاد وتعالى صوته فى الآونة الأخيرة حتى أصبح الحديث عنه بشكل علنى وإستعراضى أمراً عادياً وليس رِجساً أو نجاسة كما كان يُنظـر إليه من قبل ويُوصَم به من يحاول حتى التفكير فى الحديث عنه.. وإقترن هذا الأمر بصدمات الإستيقاظ ممّا كان يُسمى بـ(الربيع العربى) الذى إنتهى إلى صحارى الإسلاميين واستولوا عليه فى مطاف الأمر لكن مع ذلك بقى هناك " (فى كل شارع فى بلادى هناك "ملحد وأفتخر")، يجاهر بأفكاره التشككية عن الدين ورموزه بكل بجرأة ويسخر منه ومن شيوخه النصّـابين علانية !
ولست فى سبيل الكتابة عن أسباب ذلك فهى معروفة سواء كانت بفعل الدين نفسه وغباء المتحدثين به وحشره فى السياسة حتى أصبح أمام العامة قذراً مثلها, أو بفعل روح الملل والرغبة فى التغيير والإنحراف!.. لكن على الرغم من هذا الخبر المبشّر يبقى أن أهميته وأثره غير واضحة المعالم حتى الآن ولا نملك منها المعطيات الكافية التى يمكن أن تنبئنا بمسقبلها، قرغم إرتفاع أصوات الملحدين والمتشككين، يظل عددهم صغيراً ومحدوداً جداً مقارنة بالكل.

لكن إن حاولنا التفكير فى هذه الظاهرة, هل يمكن أن نتفائل بها ونعتبر هذه الموجة الإلحادية أشبه بما حدث خلال المرحلة الأخيرة فى عصور التخلف الأوروبية، عندما أصاب الناس السخط والإشمئزاز من الدين ورجاله وكنائسه, وإرتفعت بعدها أصوات التمرّد والثورة حتى وصلت بأصحابها أخيراً إلى عصور التنوير والتفكير التجريبى, وما تلاه من ترقّى وتقدم؟!..

أم أن الأمر لا يَحتمل تفاؤلاً، وهذه الموجة الإلحادية ليس لها أى أهمية أو يُرجى منها أى أمل, مثلها مثل أى موضة ثقافية تنتشر لبعض الوقت ثم تختفى بإشهار موجة/موضة جديدة.. لا يُستبعد بعد عشرن عاماً مثلاً, أن تختفى موجة الإلحاد لتبدأ موجة جديدة بجيل جديد؟!
خاصة أن الشعب المصرى شعبُّ متدين بالفطرة وبجد, بل هو أكثر الشعوب تديناً على الإطلاق.. حتى آثارهم كلها منذ القدم. كلها آثار دينية ومعابد أديان كانت مصر من محاور بنيتها، ولا ننسى أن قوانين التاريخ والعالم لا تصلح أو تنطبق على مصر فلها قانونها دون البشر وإن.. حدث, وإنقلب الأمر يوماً وسادت فكرة إنكار الدين فى عقولهم فلن يستغرق الوقت طويلاً حتى يطردوا هذا الفكرة من عقولهم, ويعود المصرى لدينه كما يعود الطفل الغاضب الهارب لمنزله بكل أدب وطيبة.. هو شعب لا يتغير منذ الأزل وهو فى محله وإن دار وتغيّر فما هى سوى دورة إصبع صغير حول نفسه..
وما يؤكد ذلك أن معظم متبعى هذه الفكرة هم من جيل الشباب والمراهقين حتى، ومعظمهم لم يبنى إلحاده على بحث وفكر وإقتناع قوى بل هو فى حقيقته موجة تمرد وخلاص أو ربما هزل ضمن الهزل الذى يصف مصر، فلا ثورة جادة أو معارضة جادة أو حتى ديكتاتورية جادة، كل فى هزل يمرحون.. منهم من يقتبس من "فاينمان" أو "دوكينز" وهم لم يقرأوا له كتاباً كاملاً وإن أسلم دوكينز غداً, فبعد غد سيصبح معظمهم سلفيين جهاديين!.. بل حتى أن معظم هذا المعظم لا يزال يحمل ترسبّـات دينية فى خلفية تفكيره وحُكمه على الأمور، يتضح مثلاً فى أرائهم حول حقوق المرأة أو حتى نظرتهم للمرأة أو المثليين، ولا تزال عقولهم أسرى لأفكار مثل العصبية والوطنية والقومية!
مثلها أيضاً مثل ظاهرة شرب البانجو والحشيش والحديث بإفتخار عنه بشكل علنى وهى ظاهرة منتشرة أيضاً (ومبشرة, لإرتباطها بالتفكير والتحرر العقلى!) لكن ليس لها أى أهمية.

أم قد تطرأ طفرة تاريخية على مصر فتغيّر من قوانين التاريخ فيها، ويجعلها خاضعة لنفس المقاييس والقوانين التى تسرى فى العالم كله، ويكون هذا الجيل بهزله هو حامل نواة التنوير والتفكير النقدى الحر لجيل قادم أكثر قوة ومنطقية فى تكوينه العقلى وطريقة تفكيره..
ربما!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحمد للعقل
بلبل عبد النهد ( 2013 / 4 / 14 - 09:17 )
عدد الملحدين في تزايد الحمد للعقل والملحد ليس بالانسان العادي فهو يفكر بعقله ويحلل الامور تحليلا علميا الملحد تزيده تخاريف الدين بعدا عنه فكيف يعقل ان يؤمن بوجود ياجوج وماجوج وبان الشمس تغرب في عين حمئه وان محمد صعد الى السماء على دابة وبدون اكسجين


2 - الالحاد
بلبل عبد النهد ( 2013 / 4 / 14 - 09:21 )

الإلحاد مبدأ وحداني، والأديان تعددية، إن لم نقل وثنية. الإلحاد واحد: لا وجود للإله، لأي نوع من الآلهة. والإنسان جاء إلى الكون عبر عملية بيولوجية طويلة معقدة، لا أميل إلى وصفها بالارتقاء. الأديان تعددية. كلّ دين يزعم أن لديه تصوراً لإله يخصّه. وكل دين يزعم أيضاً أن تصوره للإله هو الأصح، والأكثر تلبية لمقولات - العقل -! لا يختلف الملحدون فيما بينهم حول لا شكل الإله، لأنه ببساطة غير موجود؛ بالمقابل، لا تختلف الأديان فيما بينها حول إذا ما كان الإله واحداً أم أكثر فحسب، بل تختلف حتى الأديان التي تعتبر أن لا وجود إلا لإله أوحد فيما بينها حول شكل هذا الإله ونمط عيشه. لا يتقاتل الملحدون فيما بينهم حول أحقيّة هذا التصوّر للإله أو ذاك؛ في حين يقتل المتدينون أحدهم الآخر لأنه خالفه في تصوّره لإله يعرف القاصي والداني أن الأدلّة عليه ظنيّة.


3 - الملحد
بلبل عبد النهد ( 2013 / 4 / 14 - 09:32 )
لا يوجد ملحد يفكر في قتل من يخالفه الراي


4 - اللادينية و الإلحاد
Amir Baky ( 2013 / 4 / 14 - 17:02 )
أعتقد أن العقلية المصرية تميل لفكرة اللادينى عن الإلحاد الكامل. فالإيمان بالله لا يشترط الإيمان بتخاريف الكتب التى تسمى مقدسة. فالقرآن و الأحاديث يجب أن تحاكم لأنها تعاليمها ضد الضمير الفطرى للإنسان و من يريد الإيمان بها فليفهم أحداثها على إنها سرد تاريخى ولا يحاول أن يطبق ذلك فى عالمنا المعاصر.

اخر الافلام

.. حاخامات يهود يمزقون علم إسرائيل خلال مظاهرة في نيويورك


.. بايدن يؤكد خلال مراسم ذكرى المحرقة الالتزام بسلامة الشعب الي




.. نور الشريف أبويا الروحي.. حسن الرداد: من البداية كنت مقرر إن


.. عمليات نوعية لـ #المقاومة_الإسلامية في لبنان ضد تجمعات الاحت




.. 34 حارساً سويسرياً يؤدون قسم حماية بابا الفاتيكان