الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من قلة الخيل شدوا على الچلاب سروج

خليل البدوي

2013 / 4 / 15
المجتمع المدني




قال لي أحد المواطنين: والله اقطع إصبعي ولا انتخب أحداً.
قلت له: لماذا؟
قال: لا يلدغ المرء من جحر مرتين.
قلت: تقصد لا يوضع الإصبع في نفس الحبر البنفسجي مرتين.
قال: نعم..نعم.. فما أكثر اللغو والسفسطة والتراهات والإعادة والتكرار لمصطلحات وعبارات الوطنية.
قلت: ولكن الكيانات السياسية الآن جاءت من أجل العراق وخدمة شعبه وتعويضه.
قال: أنت تضحك على نفسك، أم تضحك علي؟
قلت: لماذا؟
قال: هل سيحققون الأمن والأمان؟
قلت: هكذا يقولون.
قال: ليجعلوا الأمن والأمان يحفظ كياناتهم من التصفية الجسدية التي تطالعنا بها الأخبار العاجلة من على شاشات التلفاز ما بين وقت وآخر.
قلت: والله حقك
قاطعني المواطن: ولا يستثنى سياسي من محفوظته هذه التي حفظوها عن ظهر قلب لأنه لا بديل لها... جئنا من اجلكم، لخدمتكم، سنوفر الماء والكهرباء والخدمات، سوف لن تكون هناك بطالة، وسيكون المواطنين سواسية كأسنان المشط.
قلت: وهل هناك أفضل من هذا؟
قال: انه حبر على ورق لأن كل ما يذكرونه ليس بيدهم إنما بيد الدولة التي بيدها كل شيء وأي شيء.
قلت: ولكنـ....ها..
فقاطعني: عندما تكون المفاهيم الوطنية واصطلاحاتها وعباراتها ظاهرية سطحية تستخدم للاستهلاك الإعلامي وغاية للوصول للجاه والمنصب ومزيد من التربع والسلب والنهب.. فأنها تكون لغو ولهو وكذب ونفاق أوجع رؤوسنا.
قلت: يعني أنكم ترون أولئك الذين تقدموا للترشيح لمجالس محافظات العراق.. يتمسكون كذباً وخداعاً بمفاهيم سطحية اعتبارية لا صدق وجدية فيها أبداً.
قال: عليك نور...والأكثر ألماً والأشد قسوة...أن هذه المفاهيم والادعاءات الكاذبة...من يطبقها ومن يجسدها ومن يحققها في الخارج .. هم أنفسهم الساسة والكذابين والمفسدين....
قلت متسائلاً بتعجب: مفاهيم كاذبة ومخادعة؟
قال: نعم والمطبيقن لها اكذب وافسد وأقبح؟
قلت: ولكن ليس لنا إلا نفس الكيانات ونفس الوجوه فمن أين نأتي بغيرهم؟!
قال: هذا إقرار مبطن أو ضمني بأنهم فاشلين فاسدين؟ وهذه مردودة لان العراق فيه من الرجال الرجال الصادقين في الأقوال والأفعال وان الله لم يخلق فقط مثل هؤلاء..!
قلت: الشعب العراقي ...أمام أفواه صادقة ربما؟
قال: أفواه دربت على الغدر والنهش والعض..كيانات جاءت من أجل مصالحها فقط.
قلت: لنجعلهم على المحك ونرى.
قال: هل دولة عراق العرب والحضارة والتاريخ .. حقل للتجارب؟ أنت (تحچي بشام وآني أحچي بحلب)!!
اليوم يا سيدي يا كرام افتقد للرجال والمناضلين الشرفاء وعاشقي تراب الوطن والعلم والهوية .. وأصبح الجميع يبحثون عن الكلاب ليشدوا عليها السروج من اجل مصالحهم ويقلبون شراع سفنهم حسب قوة رياحهم .
قلت له: أنك متشاءم كثيراً!! أنا لا أجد مبرراً مقنعاً لهجمتك الشرسة على الانتخابات والمنتخبين الذين سينتخبون انتخاباً شرعياً؟
قال: (ليش أنت مو من هذا البلد) الحمد لله هذا حالنا لا يخفى على أحد .. اللهم لا حسد.
هل ترى الهيجان الذي يخفي الكم الهائل المفعم بالغرائز المقهورة إلى درجة الهذيان، ألم ترى المناخ العام والأرضية الممهدة للفوضى، في تلك التظاهرات الباحثة عن حقوقها؟ هل ستحقق مجالس الانتخابات المزورة (سلفاً)، مطالب المتظاهرين أو المقهورين على أمرهم.
واستمرقائلاً وهو يجر حسرة: وأسوأ ما في الأزمة هو عدم وجود تجانس ولا تناغم ولا توافق بين كل مجلس النواب والحكومة، قد يحتمل المواطن العراقي البسيط كل ما في الأزمة الاقتصادية والسياسية وتداعياتها من خطوب والصبر عليها إلا حرب الإلغاء والتخوين فتلك النائبة الكبرى التي لا تطاق.
قلت: ارجع وأقول: لماذا هذا ولماذا ذاك .. يعني لماذا نفس الوجوه ونفس الكيانات؟
قال: يتبين أنك لم تتابع الأخبار..فالكيانات زادت وظهرت أسماء لم تبرز للساحة سابقاً..ولكن إدارتها من قريب أو بعيد.
وبينما نحن نتكلم توقفت عندنا سيارة حكومية(رباعية الدفع) وسألنا الضابط: ها شباب (شنو تحجون)؟
قلت له: عن الانتخابات.
قال صائحاً: وما بها الانتخابات؟(وفتح باب سيارته، وبلمح البصر تجمع حوله ثلة من جنوده).
قلت: إنها شفافة.
لكن المواطن الذي كنت أتحدث معه أبعدني ووقف أمام الضابط وقال بتهكم : انتخابات .. أي انتخابات؟ هي نفس الوجوه القبيحة ونفس الكذابين ونفس العملاء..إن لم يكونوا عملاء لأمريكا ..فهم عملاء لإيران... وهكذا...الأقبح والأسوأ والأشر والأكذب. والأرعن...والأجرم .
هنا أيقظتني زوجتي وهي تقول: مابك؟ أنت تهذي!!
قلت لها: لماذا؟
قالت: انك تقول وأنت نائم (خطية هذا المواطن راح 4 إرهاب)!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صور أقمار صناعية تُظهر إخلاء خيام النازحين من المنطقة الإنسا


.. جوع وعطش وتكدس نفايات.. الوضع الإنساني يزداد مأساوية في جبال




.. السفيرة مشيرة خطاب رئيسة المجلس القومي لحقوق الإنسان في حوار


.. رئيسة المجلس القومي لحقوق الإنسان: القطاع الخاص مطمئن أن حقو




.. أردوغان يدين موجة العنف ضد اللاجئين السوريين ويلقي باللائمة