الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرحمة حلوة !!

نورالدين محمد عثمان نورالدين

2013 / 4 / 15
المجتمع المدني


جلست أتأمل ذلك الإستغلال المرئي والمسموع هناك في محطات و مواقف المواصلات ، عندما يقوم أصحاب البصات والحافلات الصغيرة بمضاعفة سعر التذكرة مستغلين وقت الذروة ، والسلطات على علم بهذا الفعل ، والمواطن المسكين الذي يضرب أخماس في أسداس ليوفق بين مرتبه أودخله و تذكرة المواصلات اليومية وباقي مصاريفه من كهرباء وعيش وخضار ومصاريف الروضة والمدرسة والصيدلية الخ يتألم ، ولا حياة لمن تنادي ..

تابعت ذلك الحوار العادي جداً جداً بين المطالبين الوزيرة إشراقة بإرتداء الحجاب وبين حزب الدقير المتمسك بثوبها ، بالله شوفو حالنا وصل وين ، كل هم الجماعة ثوب إشراقة وخصلاتها المتدلية ، وشر البلية مايضحك !!

وقرأت تلك الكتابات الصحفية التي تطالب بعودة حملات النظام العام ومطاردة الشباب وحلاقة شعورهم ومنعهم من إرتداء الملابس الشبابية والموضة الجديدة ، كما سمعت تلك المطالبات البرلمانية للسيد الرئيس بإستصدار قرار يقضي بإجبار الفتيات إرتداء الحجاب والزي الإسلامي ، لهؤلاء الكتاب وللبرلمان أقول ، التهذيب والوعي لا يأتيان عبر المطاردات وكشات العصور الوسطى وفرض الزي وإنما ياتي بإستيعاب الشباب في برامج ثقافية ورياضية وإجتماعية حقيقية ، ولكن طبعا الدولة ماعندها قروش تضيعها في شوية عيال ، فقلتو أحسن تعملو توم آند جيري ، وتضيعوا زمنا وزمنكم بين فلم ( توب إشراقة ) وإسكتش ( الزي الإسلامي ) .. حقيقة من غير عادتو قلت سعادتو ؟؟ ...

الإهتمامات العامة مجملها اليوم أصبحت منصبة في سيارة الفنانة الفلانية ، وفيلا الوزير الفلاني ، ووجاهة اللاعب العلاني ، تخيلو لو سألت أي زول من طرف ، عن المفكر الفلاني أو المؤلف العلاني حيعمل صم بكم ، يعني بالعربي الدارجي أصبحت ثقافتنا ثقافة شمار بدون مرقة ..( يعني خربانة من فوق ) !!

طفق بعض أنصاص المثقفين وبعض المتدينين في محاربة اللغة الإنجليزية ، ودائماً ما يصفونها بالغة أهل النار والكفار الخ ..ناسين عن عمد أن اللغة الإنجليزية هذه هي لغة العلم ، ولغة الآلة ، ولغة البحث ، وبفعل هؤلاء الأنصاص عُربت مناهج التعليم في الجامعات ، وتنحت اللغة الإنجليزية عن الحياه العامة ، حتى تلك الكلمات التي كان يتناولها بعض المثقفين أثناء حديثهم العام أو في الندوات و النقاشات إنتهت بفعل الهجمة عليهم ووصفهم بالمتفلسفين ، لهؤلاء الأنصاص نقول والله أنتم المفلسين ..!!

تابع الجميع ذلك الهبوط الدراماتيكي لأسعار العملات مقابل الجنيه السوداني في سويعات بعيد إبرام إتفاق عبور النفط الجنوبي ، وأصبح السماسرة والتجار يبخسون سعر العملات ، وكأن التضخم إنتهى بعصا سحرية أو الإقتصاد عوفي من مرضه في ثواني ، والمشكلة هي أن البسطاء باعوا كل مايملكون بأبخس الأثمان ، وإشترى التجار عملاتهم ، وبعد أيام بدأ السعر الحقيقي يظهر ، بعد أن ظهر الطلب الحقيقي ، وربح التجار وخسر المساكين !! أين الضمير ، يا هؤلاء .. الرحمة برضو مش حلوة ..

تابعت عن كثب تلك الحملة التصعيدية ضد إغتصاب الأطفال ، كما تابعت أيضاً الشرطة وهي تفرق الوقفة الإحتجاجية السلمية ، وحقيقة إستغربت من السلوك الرسمي الذي يحمي مغتصبي الأطفال وكأن إغتصاب الأطفال أصبح مخطط عام ، وسؤالي هنا ، لماذا تعاملت السلطات مع الحملة بهذه الطريقة ؟ ، أليس لهؤلاء المسؤولين أطفال أيضاً أم أطفالهم محصنون ضد الإغتصاب ، والمحزن أن الشرطة تنفذ وتنفذ وتنفذ وتنفذ ، وأتمنى أن أسمع في يوم أن الشرطة إعترضت ولها رأي ، فهي تعرف تماماً من هم المخربون ومن هم الحضاريون في التعامل العام ، ومظاهرات ذبح الثور تشهد ، كما تشهد إحتجاجات الأمم المتحدة في سوبا ، ولكن ذاكرتنا أصبحت خربة ، والعاقل من يميز ..!!

ولكم ودي ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما مدى خشية تل أبيب من إصدار المحكمة قرار باعتقال نتنياهو وغ


.. الجزء الثاني - أخبار الصباح | الأمم المتحدة تعلق مساعداتها إ




.. أطفال فلسطينيون يطلقون صرخات جوع في ظل اشتداد المجاعة شمال ق


.. الأمم المتحدة: نحو نصف مليون من أهالي قطاع غزة يواجهون جوعا




.. شبح المجاعة.. نصف مليون شخص يعانون الجوع الكارثي | #غرفة_الأ