الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تهافت الفلاسفة الجدد

اسامة غالي

2013 / 4 / 18
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


ان مشروع نقد الحقيقة يحمل بين طياته لغة تجاوز الأيديولوجيات التي تعمل على تحرير الخطاب المعاصر من الاستلاب الاقناعي الموروث الذي اسدل ستاره على الفكر لفترات طويلة،كما وانه يشخص المنطلقات الفكرية المتوحدة في الخطاب اللاهوتي كي يعيد النظر في الأدوات والآليات ، نظراً الى ان هذا الخطاب يوحد عبر آلياته بين الفكر والدين ويلغي المسافة بين الذات والموضوع، كيما يبتعد عن تفسير الظواهر الاجتماعية او الطبيعية بارجاعها جميعا الى مبدأ واحد او علة اولى، وكذلك يعتمد في طرحه للمفاهيم على سلطة التراث واليقين الذهني القطعي ورفض اي خلاف فكري في الاسس والاصول وان كان يتعاطى مع الخلاف في الفروع والتفاصيل ]ينظر: نقد الخطاب الديني،نصر حامد،المركز الثقافي العربي،الدار البيضاء ،المغرب،ط3 ،2007م،ص14[،فمن هنا عمل مشروع النقد على ادلجة الحقيقة بوصفها خطاب يقصي الطرف الآخر ويحتبسه بين ثنائياته المتضادة او المتناقضة،مكّون المعنى وفق مقولات (المطلق والمقدس والثابت والكامل والنهائي) ]تواطؤ الاضداد،الآلهة الجدد وخراب العالم، علي حرب،الدار العربية للعلوم ناشرون،بيروت،ط2، 2010م،ص118[وغيرها مما ينتجه العقل احادي التفكير،لكن سرعان ما وقع نقاد الحقيقة في التهافت ،وهم يمارسون في نصوصهم النقدية (العنف المتبادل الذي يجاوز رغبة الإقصاء الى الاستئصال،وهو عنف لا يتباعد عن مفارقة التناقض الدال بين الشعارات المرفوعة والوقائع الفعلية للممارسة التي تبين عن ميول عدوانية متأصلة) ]نقد ثقافة التخلف، جابر عصفور،دار الشروق،مصر،طبعة خاصة بمكتبة الاسرة،2009م/2010م ،ص274[،فالنص النقدي المقترح يمثل نتاج الكاتب وترجمة لافاقه الفكرية،و لو احتوى على مفارقات او تنازلات عن بعض المبادئ التي قيضت في بادئ الامر، هذا يعني ان التفكير عاد مزدوجاً، وثمة تهافت فكري قبل ان يكون نصيا،الامر الذي حدا ببعضهم ـ تبريرا لتهافته ـ ان ينطوي تحت المنهج التفكيكي الناقد للغة الاصطفاء والذي يتيح للآخرين إن يشاركوا في صنع (الحضارة القائمة،من المعارف والعلوم او القيم والمفاهيم او الوسائل والادوات) ]تواطؤ الأضداد،علي حرب، ص183[،ويقاربوا بعضهم الاخر عملية التفلسف باعتبارها منزع عقلي فطري مكنون في عمق كل إنسان ]ينظر:المصالح والمصائر،صناعة حياة مشتركة، علي حرب، الدار العربية للعلوم ناشرون،بيروت،ط2، 2010م،ص116[،ما ممكن اختزاله بمجموعة معينة، الا ان أولئك المتفلسفون الجدد قد شكلوا مأزقا اخر/ المأزق التراجعي / تباعد فيه المراس عن التفكير والاجراء عن التنظير،فهم في مرتبة أللاوعي يسارعون الى تسفيه الرأي المغاير،والتشكيك في كل اجتهاد او تجريب مخالف]نقد ثقافة التخلف، جابر عصفور ،ص275[،ولم يعالجوا الأزمة المعرفية نقدياً بقدر ما افضىوا عليها طابع التهميش والإقصاء لفاعلية الاخر و نتاجه،هذا ما دلت عليه سيميائياً عتبات النصوص النقدية والتي تمثلتها بعض مؤلفات علي حرب ،وهو يتحدث عن الدين تحت ثيمة (عودة مرعبة) او يتحدث عن الحرية والديمقراطية تحت ثيمة (كوارث التقديس) او يتحدث عن من يرفض الحداثة تحت ثيمة (لا عودة عن الحداثة) ،فكل هذه العتبات تعد مؤشرا لعملية استئصال فكري متبادل يتحول فيه المرسل الى مستقبل والمستقبل إلى مرسل..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رغدة تقلد المشاهير ?? وتكشف عن أجمل صفة بالشب الأردني ????


.. نجمات هوليوود يتألقن في كان • فرانس 24 / FRANCE 24




.. القوات الروسية تسيطر على بلدات في خاركيف وزابوريجيا وتصد هجو


.. صدمة في الجزائر.. العثور على شخص اختفى قبل 30 عاما | #منصات




.. على مدار 78 عاما.. تواريخ القمم العربية وأبرز القرارت الناتج