الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تونس: طبيعة الإصلاح التربوي وأجزاؤه

محمد الحمّار

2013 / 4 / 19
التربية والتعليم والبحث العلمي


من أول وهلة يبدو أنّ خيار الإصلاح التربوي هو أفضل السبل لإطلاق الإصلاح الشامل الذي من شأنه أن يستأثر بكل ملكات الفكر و يطال كل مجالات الواقع المعيش، هذا الواقع الذي عاينا بعض أوجه اضطرابه وفساده في دراسات سابقة. ذلك أنّ المدرسة، ثم الجامعة، هي البوابة الكبرى التي تفتح على صرحِ الإصلاح العام.

وفي هذا السياق نعتقد أن ليس بحوزة وزارة التربية في تونس (ولا في الوطن العربي) الموارد اللازمة للشروع في الإصلاح التربوي، الذي بات مطلبا شعبيا ملحا. لكن هذا ليس حجة لا على التريث والانتظار و لا على التسويف والتلكؤ.

إنّ تونس تزخر بالطاقات لكنها طاقات لا تعترف بها الحكومة عموما ووزارة التربية على الأخص إلا كأعوان تنفيذ لسياسات ورؤى غالبا ما تكون بالية وأكل عليها الدهر وشرب أو موجهة نحو استغلال الناشئة ومدرسيهم من أجل تحقيق أجندات نفعية كومبرادورية وإيديولوجية وتكريس التبعية لأسياد العالم في خارج البلاد.

وإذا تمت تلبية شرط تشريك تلكم الطاقات البشرية المهمشة في عملية الإصلاح سيحين وقت العناية بالجانب الأول من الإصلاح: الجانب المنهجي، حيث إنّ الإصلاح التربوي إصلاح للمجتمع بأسره. وبالتالي فإنّ توفر التصور المنهجي الذي يدمج المجتمع بأسره في مخططاته إنما هو المعول الأهم والمعطى الأخطر في سُلم أولويات الإصلاح عموما و الإصلاح التربوي على الأخص.

من جانب آخر، ودوما بخصوص الرافد المنهجي، نعتقد أن المنظومة المجتمعية العامة تستدعي إصلاحا للفكر الديني من باب أولى. وإلا فلا مناص من تكرار الأخطاء الفادحة المقترفة في الماضي، إن في السياسات التعليمية أم في السياسة العامة، ومن انتهاج السبل المكرّسة للتواكل والجمود ومنه المرسخة للتبعية والاستسلام الحضاري.

والعناية بالفكر الديني تستوجب رسم المنهاج العلمي الذي يتسق مع عقل تونسي محكوم عليه (ككل عقل عربي إسلامي) بمراعاة الجانب النقلي في تفكيره. إذن فكل تصحيح لمنهاج التدريس، سواءً تعلق الأمر بتدريس العلوم أم بتدريس الإنسانيات والاجتماعيات، مرتبط عضويا بحلحلة مشكلة العلاقة بين العقل والنقل، بناءً على أنها أم المشكلات.

أخيرا وليس آخرا يأتي دور الرافد الثاني للإصلاح، ألا وهو المعني بصياغة المضمون الذي يريد المجتمع أن يمرره إلى الناشئة عبر المناهج المدرسية، إن في مواد العلوم أم الإنسانيات والاجتماعيات. وهذا بحد ذاته عمل جبار، إلا أنه رهنٌ باستكمال الشريحة الأولى من الإصلاح والمتمثلة في الرافد المنهجي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط


.. ما رؤية الولايات المتحدة الأمريكية لوقف إطلاق النار في قطاع




.. الجيش الاسرائيلي يعلن عن مقتل ضابط برتبة رائد احتياط في غلاف