الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فلسفة الأديان

الناصر لعماري

2013 / 4 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من أهم العوامل التي أستطاعت كشف زيف الأديان هي فلسفة الأديان ودراسة طرق تمخضها وتبلورها بالشكل الحالي، يعد تاريخ دراسة الأديان من أسهل وأقصر الطرق لكشف حقيقة زيف الأديان.
في هذا المقال سأوضح كيف نشأة الأديان السماوية الثلاث التي كلها تشترك في أسطورة واحده، أسطورة شهيره جداً هي أسطورة الخلق البابلية، ولنفهم كيف نشأة القصص الميتفازيقية والميثلوجيات يجب أن نعود للتاريخ الذي تمكن فيه الإنسان من التفكير لاول مره وبدأ في التساؤل من نحن؟ ومن أين جأنا؟، وإلى أين نذهب؟ .. فكان الحل الوحيد لدى هذا الإنسان البدائي القديم هو اللجوء للفرضيات، فرضيات ميتفازيقية وغيبيه، فبدأ الإنسان القديم بصنع الفرضيات التي تطفي لهيب التساؤل، من أين جاء هذا الكون؟ .. ويشاهد مايحدث في الكون من ظواهر طبيعية مثل تعاقب الليل والنهار والرعد والبرق والمطر وتغير المناخ، فراح لتفسير هذه الظواهر بأن هنالك كائنات خارقه تقوم بهذه الأفعال وهي تفعل ذلك الأنها خلقت الكون وخلقت الإنسان ليخدمها، وأن الكوارث الطبيعية هي غضب الآلهة على تقصير الإنسان فراح الإنسان القديم يقدم القرابين والأضحيات الآلهته الميتفازيقية كي لاتسبب له الكثير من الأذى، وراح يتسائل لماذا نموت؟ .. ولم يستطع الأجابه عن هذا السؤال، لكنه يرى الموتى بجسمهم الكامل لكنهم لايتحركون ولا يتكلمون، وأعتقد بأن داخل هذا الجسم شبح أو قوه ما تحركه فهذه الأعتقادات تندرج في ثقافة كل الأديان. لكن هذه الأعتقادات بدأت في تاريخ واحد وبمكان واحد وحضارة واحدة هي حضارة سومر.التشابه في نصوص الأديان السماوية ناتج عن تداخل أسطورة الخلق البابلية في ثقافة الشعوب الأخرى، فأسطورة آدم وحواء هي أسطورة من ضمن حضارة بابل، (القصة الاولى التي تعود في اصلها الى اساطير البابليين والسومريين تشير بوضوح الى ان الآلهة كانوا راضيين تماما عن هذا العري، ولم يضعوا له اية قواعد. الاسطورة الاولى تقدم لنا آدم عاري في رفقة الحيوانات الى ان ظهرت حواء العارية لتصبح الرفيق عوضا عن الحيوانات. آدم العاري مع حيواناته كان انعكاس لصورة اينكيدو حسب صورته في ملحمة جلجامش، في حين ان حواء على صورة شامات Shamhat وهي كاهنة من اوروك في معابد آنانا. الاسطورة السومرية تقول ان الآلهة صنعت " الرجل" من طين وتركته بشكله الاول عاريا يتجول برفقة الحيوانات في الجنة التي كانت، وحسب الاساطير السومرية تقع في منطقة حوض الرافدين، والاكتشافات الاخيرة تشير الى انها تقع في منطقة دول الخليج الحالية. في اسطورة اخرى تقدم لنا القصة بطريقة مخالفة، حيث تقوم الالهة بصنع الانسان بالذات من اجل ان يخدمها في حدائقها المحيطة بمدن الالهة. هنا يذكرون ان الالهة تعلم الانسان انه من الخطأ ان يكون المرء عاريا وتدعوه لتغطية عورته. بعض الاساطير السومرية القديمة اشارت الى ان الانسان المخلوق من صلصال كان يتجول وحيدا مع الحيوانات في حديقة عدن عندما انتزعته الالهة من حديقته الى حديقتها ليقوم بخدمة الحديقة الالهية والاشراف على المحاصيل وتقديمها في معابد الالهة. ومن حيث ان الالهة كانت ترتدي الملابس، ومن حيث ان اسكنوا الانسان بجانبهم، تعلم الانسان انه من الخطأ ان يكون عاريا وان عليه ان يلبس الملابس حتى لايجرح مشاعر الآلهة ويغضبها. هذا الامر يظهر وكأنه السيناريو الاول الذي نشأ عنه سيناريو ادم الديني لاحقا، حيث كان عاريا في عدن ليكتشف عريه بعد خروجه من الجنة ويعلمه الله ان يغطي عورته، وان الشيطان ينظر الى هذه العورة، على الرغم من اننا نعلم ان الانسان القديم بقي لفترة طويلة لايغطي عورته، بل ولاتزال هناك شعوب لاتغطي عورتها حتى اليوم ولاتشعر بضرورة ذلك. كلمة آدم على الاغلب انحدرت من العبرية ha-adam وتعني " الرجل").

ولكن ماعلاقة هذه الأساطير بالعبرية؟ .. في القرن السابع قبل الميلاد غزا نابوخا بنصفر فلسطين وإقتاد أهل مملكة يهوذا (اليهود) سبايا إلى بابل فتداخلت ثقافة بلاد الرافدين مع ثقافة سبايا مملكة يهوذا، فكتب السبايا الأساطير الجديدة في كتاب جديد مع اساطيرهم القديمة وأسموه العهد القديم، وهكذا دخلت الثقافة البابلية إلى سبايا مملكة يهوذا وبدأت تتشكل ملامح الديانة اليهودية، ونقلت اليهودية الكثير من ثقافة بابل إلى ثقافتهم.
وبالقرب من حضارة سومركان هنالك حضارة عريقة وهي حضارة مصر القديمة والمتمثله في عبادة آلهة الشمس حورس، فالعب التوزيع الجغرافي دوراً مهماً في إنتقال وتداخل وإمتزاج ثقافات بلاد مابين النهرين بثقافة اليهود الممتزجه بأسطورة بابل .. فولدت الديانة المسيحية في بيت لحم والتي تعد اليوم مدينة فلسطينية، ولأن التوزيع الجغرافي يسمع بتداخل الثقافتين ثقافة اليهود التي امتزجت بأساطير بابل، ثم إمتزاجها بثقافة مصر القديمة المتشكلة في عبادة حورس، ومن هنا جاءت قصة ولادت المسيح من العذراء .. حيث أن حورس في الثقافة القديمة كذلك ولد من عذراء، فحافظت المسيحية على موقعها وتوزيعها الجغرافي ولاتزال هذه المنطقة حتى اليوم تمثل الديانة المسيحية.حتى القرن السابع الميلادي أصبح اليهود يقنطون شبة الجزيرة العربية والتي حالياً هي السعودية، فمن هنا سمحت لولادة الديانة الإسلامية محتضنة ثقافة اليهود إضافة لطقوس وشعائر وأحكام عرب الجاهلية، ونشأ الإسلام في شبة الجزيرة العربية أي السعودية، وكلما ذهبنا للتدقيق في أسطورة الخلق البابلية والنصوص الموجودة في الديانات الثلاث سنجدها تتطابق في كثير من التفاصيل، فمثلاً خلق السماوات والأرض حسب ما جاء في الألواح الأحفورية وهي (الأنوما أليش) نجد أن الخالق قام بخلق السماوات والأرض في ستت أيام وأستراح في اليوم السابع كما هو موجود في الديانات السماوية الثلاث، ولأن تصور الإنسان القديم عن الكون كان محدوداً فأنتقلت ثقافة السبع سماوات أو الطبقات للديانات الثلاث، وأن الأرض ليست سوى أرض منبسطه والسماء في شكل قبة تغلفها، وأن الشمس والنجوم والقمر ماهي ألا إنارات للأرض، وليست الشمس عبارة عن نجم والقمر عبارة عن جرم سماوي، وظلت هذه الأعتقادات سائده حتى تمخضت في شكل أديان، وجاء العلم اليوم لتفنيد كل هذه الأعتقادات القديمة والتي كان بها الأعتقاد سائد.
وسيذهب البعض للقول بأن، ربما أسطورة الخلق البابلية هي ديانة سماوية أو لأن البشر ولدوا موحدين ولهذا تناقلوها عن جدهم آدم وحواء، وهو إستنتاج يبدوا معقول لحد الآن، لكن هذا الإستنتاج خاطئ، وعلى الرغم من أن حضارة سومر هي أول حضارة بالتاريخ والتي تمثل اليوم في موقعها الجغرافي العراق، الا أن هذه الأسطورة لم تدخل في ثقافة حضارة اليونان أو الأغريق قديماً .. على الرغم بأن حضارة سومر سبقت حضارة اليونان .. وديانة حضارة اليونان مختلفة جداً وبعيدة عن أسطورة الخلق البابلية، وكذلك لم تنتقل أسطورة الخلق البابلية إلى بلاد الشمس والتي تمثل اليوم الصين والمتمثله في عبادة بوذا، فكيف تفسرون هذا؟

الجواب بسيط، وهو التوزيع الجغرافي. فحضارة اليونان والتي هي اليوم إيطاليا تقع على شمال غرب من الجزيرة العربية ويفصل بينها البحر وهذا التوزيع الجغرافي بعيد كل البعد على أن تتداخل ثقافتان مع بعضهم، وبلاد الشمس أي الصين التي تقع في أقصى شرق الكرة الأرضية .. ولهذا سمية بلاد الشمس فأول بلد تشرق به الشمس هو اليابان أو الصين، وكذلك لم يسمح التوزيع الجغرافي بتداخل هاتين الثقافتين وأمتزاجهم.
حتى أن قصة سفينة نوح ماهي ألا ميثلوجيات متطورة من حادثة طبيعية، فأكثر الوثائق والمكتشفات تثبت بأن هنالك طوفان كبير أغرق بلاد الرافدين وقتل الكثير من البشر، ولكن الناجون ظلت هذه الحادثه خالده في ذاكرتهم، وروها للأجيال في شكل حكمة، كما جاء في ملحمة جلجامش، فراح بعض الحكماء يقصونها على تلامذتهم بشكل مختلف وأن هذا عقاب ألهي، وراح البعض لمحاولات تفسير هذه الظاهرة معتقداً أن الطوفان كان كلياً وغطى الأرض، وتسائل كيف نجى البشر والحيوانات من هذا الطوفان، فجاءت فرضية قصة نوح وسفينته.
فكيف يمكن أن يكون من المنطقي أن يحشر الآلهة الإبراهيمي 3 ديانات في منطقة جغرافية صغيرة ولم يقوم بتوزيعها بالتساوي على بقية الشعوب؟ .. فهل هذه الأديان التي يتشدق بها المؤمنون بأنها صحيحة؟

وهل لو إستطاع الإنسان تفسير الظواهر الطبيعية بشكل علمي سيلجأ لصنع الفرضيات ومنطق الغيبيات؟ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - خلق الانسان من طين
بلبل عبد النهد ( 2013 / 4 / 19 - 13:43 )
وقالت الأساطير القديمة إن :الإله- انكي - والإلهة - نمو - خلقا الإنسان من طين عند السومريين الإله - مردوخ - خلق الإنسان من طين عند البابليين الإله - خنوم - خلق الإنسان من طين عند المصريين الاله - بروميثيوس - خلق الإنسان من طين عند الإغريق الإله - يهوه - أو - الوهيم - خلق الإنسان من طين عند اليهود والمسيحيين الإله - الله - خلق الإنسان من طين عند المسلمين ان السومريين من اول الشعوب القديمة التى قالت ان الانسان خلق من طين يقول فراس السواح : والاسطورة السومرية المتعلقة بخلق الانسان , هى اول اسطورة خطتها يد الانسان عن هذا الموضوع . وعلى منوالها جرت اساطير المنطقة , والمناطق المجاورة , التى استمدت منها عناصرها الاساسية , وخصوصا فكرة تكوين الانسان من طين , وفكرة تصوير الانسان على صورة الالهة (مغامرة العقل الاولى , فراس السواح , طبعة 9


2 - تعليق
عبد الله خلف ( 2013 / 4 / 19 - 17:41 )
المشكله أنك لا تكتب لأجل الحقائق , و لكن لأجل هوى النفس! .
مالذي يثبت أن الحضاره البابليّه كانت حضاره وثنيّه في أساسها , فلماذا لا تكون حضاره توحيديّه , ثم أصبحت وثنيّه مع تطاول الزمن؟؟... ثم أصبح ظهور النقش و الكتابه في زمن الوثنيّه .
مقالتك تؤكد أن قواعد الديانات الوثنيّه , هي قواعد توحيديّه , ثم أنحرفت .

أما لماذا ظهرت الأديان؟... فيرد على هذا السؤال ؛ سؤال : لماذا خُلِقنا؟... ماذا يراد منّا؟ .


3 - هل هكذا يكتبون في فلسفة الأديان يا لعماري؟
سيلوس العراقي ( 2013 / 4 / 20 - 13:58 )
ان مقالك لا صلة له بفلسفة الاديان يا سيد
ثانيا هل تعرف بأن بداية التاريخ اليهودي الدينية والفلسفية لم تبدأ مع قصة الخلق كما تتفضل جنابك البعيد عن فلسفة الاديان؟
وسوف لن أخبرك عن نقطة بدايتها، عليك أن تبحث في كتب علمية موثوقة في فلسفة الاديان
ثانيا ـ ان قصة الخلق فيها أوجه لبعض التشابه مع قصص بابل وسومر لكن لو كنت تعرف قليلا من فلسفة الاديان لعرفت أين تفترق القصة العبرية عن البابلية والفرق مهول جداً، وايضا سوف لن أخبرك وعليك بالدرس جيدا قبل الكتابة في موضوع شاق بعيدة منه امكانياتك الحالية
ثالثا :ان الفلسفة الدينية المسيحية ـ كما اليهودية ـ حيث انها امتداد لها بشكل كبير، لا تستند بأول درجة لها على قصة الخلق،
تحتاج الى أن تكون بشكل كامل علميا قبل أن تبدأ بالكتابة في مجال فلسفة الدين اليهودي والمسيحي
يمكنك من دون الاعتماد على المنهج العلمي في دراسة الفلسفة الاسلامية لانها لا تعتمد على منهج علمي ونقدي، لكن المجالين الآخرين صعبي المنال (اليهودية المسيحية)لمن هذا مقاله في فلسفة الاديان، مع اعتذاري إن كان في نقدي قساوة اراها ضرورية لمن يريد اقتحام هكذا حقل شائك من دون عدة فكرية متكاملة، تحية


4 - اليس هذا تخبيصا ؟
سيلوس العراقي ( 2013 / 4 / 20 - 14:03 )
ياسيد لعماري
ايمكنك تفسير الجملة التالية التي ترد في مقالك

فحضارة اليونان والتي هي اليوم إيطاليا

هل تريد القول بأن اليونان القديمة هي ايطاليا اليوم ؟ أين قرأت مثل هذا القول غير الدقيق؟


5 - آخر المقال
محمد البدري ( 2014 / 12 / 2 - 09:25 )
وهل لو إستطاع الإنسان تفسير الظواهر الطبيعية بشكل علمي سيلجأ لصنع الفرضيات ومنطق الغيبيات ؟
هذا هو السؤال الجوهري الذي يدحض فكرة الاديان برمتها. عالجت الفلسفة مشكلة المعرفة وهل هي عقلية أم تجريبة وانتهي بها المطاف الي ان العقل لا يدرك كنه الاشياء الا بالتجربة فيغادر فكرة الاساطير ووضع التصورات الخاطئة عن الوجود. تفسير الظواهر الطبيعية مشروط بالتجريب والرصد والتصنيف والخروج بنتيجة يجري عليها التدقيق ومنهج التكذيب لضمان صدقيتها. الم تكن فرضية الاديان هي تصورات اكثر الناس أمية وجهلا في الازمان القديمة. نحية واحترام وتقدير

اخر الافلام

.. حتة من الجنة شلالات ونوافير وورد اجمل كادرات تصوير في معرض


.. 180-Al-Baqarah




.. 183-Al-Baqarah


.. 184-Al-Baqarah




.. 186-Al-Baqarah