الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العروج وتخاريف الوضاعين في التفاسير والتراث-المقال الخامس في سلسلة القرآن في مواجهة التراث

نبيل هلال هلال

2013 / 4 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تدل مفردات الحديث في سورة النجم على أنها نزلت في بداية الدعوة حيث كان الكلام عن الوحي واتهام المشركين للنبي بالضلال والغواية وأنه ينطق عن الهوى , وفيها أيضا كلام الله عن أن الأمر على خلاف ما يظنون , فهو الوحي بجبريل شديد القوى الذي ظهر للنبي في أفق السماء بصورته الملائكية , ثم اقترب منه في صورة بشرية , وأخبر النبي من أمر الرسالة والتكليف بالدعوة , ثم السؤال الاستنكاري الذي يوجهه الله إلى المشركين عن شكهم فيما رآه النبي بأم عينيه ( أفتمارونه على ما يرى) , وكلمة (يرى) تؤكد أن المقصود بالرؤية هو جبريل وليس الله تعالى كما في بعض التفسير , فالله لا يراه أحد , هكذا قال عن نفسه . ثم يراه مرة أخرى عند سدرة المنتهى , وهي شجرة نبق مزروعة بالقرب من جنة(بستان) المأوى قريبا من مكة , وليست شجرة مزروعة في السماء السادسة وفروعها تمتد إلى السماء السابعة ويرويها نهرا دجلة والفرات كما جاء في تراثنا الأصفر.
العروج بحسب تخاريف الوضاعين: وإذا سلمنا جدلا بما اصطنعه الوضاعون من أن الإشارات الواردة في سورة النجم تخص حادثة العروج , فعليهم إيراد سبب واحد معقول-كما أسلفنا- يبرر عدم ذكر حوادث العروج والإسراء في سورة واحدة - على افتراض حدوثهما معا - وأن يبرروا سبب انتظار الوحى مرور نحو ست سنوات حتى يفعل ذلك. والمعضلة الثانية التي تعترض هؤلاء الوضاعين هي أنهم اضطروا لتحميل سورة النجم معان أخرى غير التي أرادها النص , فهي تتحدث - كما أسلفنا عن رؤية النبي لجبريل في مكة في أوائل البعثة النبوية . أما من حيث المعاني التي لفقها الملفقون فهي شديدة التهافت وتنافي العقل. والتخبط الشديد في تفاصيل العروج لَيدل على عدم صحة روايتها , فلو صح أن النبي طار إلى السماوات العلى لكان حدثا مرويا عن النبي بدقة برواية واحدة ثابتة يسجلها عنه معاصروه من الصحابة ممن شهدوا روايتها من النبي نفسه لأنها - على فرض حدوثها - تكون حدثا جللا وسابقة كونية فريدة يذكرها الناس جيلا بعد جيل , ولَمَا اختلف أحد في تفاصيلها على النحو الوارد في تراثنا الأصفر . وما أجلَّه من حدث يستحق إيراده في سورة بالتفصيل الذي لا يقبل ريبة أو تأويل .
واسمع معي من سورة النجم : "والنَّجْمِ إِذَا هَوَى{1} مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى{2} وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى{3} إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى{4} عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى{5} ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى{6} وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى{7} ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى{8} فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى{9} فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى{10} مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى{11} أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى{12} وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى{13} عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى{14} عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى{15} إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى{16} مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى{17} لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى{18}النجم 1-18. وبتأمل الآيات نرى أن المقصود هو جبريل , وهو المقصود بالدنو والتدلي (ثم دنا وتدلى ) , (ولقد رآه نزلة أخرى ) المقصود والمعقول منطقا أن يكون المراد هو جبريل الذي نزل أول مرة ( وظهر بالأفق الأعلى ) ثم نزل مرة أخرى . ذلك كله تفسير معقول ويؤكد بعضه بعضا , فالمقصود هو جبريل. ولا يصح بأي حال القول بأن المرئي عند سدرة المنتهى هو الله تعالى ,إذ ينفي إمكان أن يراه أحد من البشر , وأخبر اللهُ موسى باستحالة ذلك لما طلب أن يراه , ودُك الجبل لما تجلى الله عليه . والله يقول عن نفسه :"لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ" الأنعام 103 , هكذا في وضوح لا يحتمل تنطع المتنطعين , كما يقول سبحانه :"وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلا وَحْياً أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ" الشورى 51 . هكذا في وضوح وقطع نافيين للريبة . ذلك ما يخبر الله به عن نفسه , لكن المفسرين يقولون خلاف ذلك , والمسلمون يصدقونهم ويكذبون الله , والله لا يحده أحجام أو أبعاد أو أشكال , ولما يقول الله عن نفسه (ليس كمثله شيء) ينبغي علينا ألا نمثله بشيء فنقول إنه دنا وتدلى- تعالى الله علوا كبيرا عما يصفون ,(ولقد رأى من آيات ربه الكبرى) , تلك هي رؤية جبريل وهو من الخلق النوراني, لذا كانت تلك (آية كبرى) , وصحيح أن نبي الله إبراهيم رأى الملكين اللذين جاءا إليه قبيل تدمير قرية نبي الله لوط لكنهما كانا في صورة بشرية. ويصف اللهُ جبريلَ بأنه(ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى ) , أي ذو قوة هائلة ,لكن محمد يراه وهو بشر غير مهئ لرؤية مخلوق غيبي نوراني , فكان لابد من استواء جبريل على نحو ما كي يتمكن محمد من رؤيته , (ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى ) أي تحول بقدرة الله إلى صورة مرئية لمحمد البشري . وكلمة(استوى)في تفسير الطبري مثلا معناها (ارتفع واعتدل) , ولا معنى لارتفاع جبريل في هذا المقام لأنه مرتفع بالفعل و(هابط) من السماء إلى أفق الأرض فهو مرتفع بالفعل , مما يرجح معنى الاستواء كما نراه . "وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى{13} عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى{14}:والزاعم أن النبي قد رأى جبريل مرة أخرى عند سدرة المنتهى أي في العالم السماوي فإن النص القرآني يكذبه , فالله يقول :"ولقد رآه نزلة أخرى" , أي عند نزول جبريل مرة أخرى من السماء إلى الأرض مثلما نزل أول مرة وظهر له بالأفق الأعلى ثم اقترب حتى صار قاب قوسين أو أدنى , أي أن المرة الثانية التي رأى النبيُ فيها جبريل كانت في "النزول" مرة أخرى وليس في السماوات وإلا لم يكن ثمة معنى للقول (نزلة) أخرى . ويلوي المفسرون الحقائق لَيَّا كي تنطق بمرادهم الذي يخالف العقل والمنطق . وسنرى معا كيف يتخبط المفسرون عندما يعرضون لتفسير سورة النجم ,وهذا ما سنتناوله في المقال القادم . انتهى المقال الخامس ويليه بإذن الله المقال السادس -بتصرف من كتابنا ...بين القرآن والتراث -نبيل هلال هلال








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مات ورقة واختفى الوحي
مروان سعيد ( 2013 / 4 / 19 - 22:08 )
تحيتي للجميع
كان وحي محمد هو ورقة ابن نوفل وبعد موته لم يتبقى وحي لمحمد فيئس وصعد قمم الجبال يريد الانتحار فظهر عليه الشيطان بصورة جبريل وقال له لاتلقي بنفسك فانا ساكون معك الى المنتهى وبداء يلقنه بايات القتل والزنا المحلل ويزور له قصص الانبياء وحتى سورة الجن اي الشيطان دليل بانهم كانوا معجبين بهذا القران
والاستنتاج الاخير بان الايات الاولى من تاليف ورقة ابن نوفل والايات الاخرى من تاليف الجن هذه هي الحقيقة الدامغة
ولاتستمعوا لسامي الذيب بانه تاليف حاخام يهودي مسطول بل انه قمة بالبلاغة والاتقان لاانه سحب خلفه ملايين من الاتباع وحتى به اعجاز علمي لاان الشيطان قادر على جمع المعلومات من التنصت على العلماء والفلاسفة بهاك العصر
وللجميع المودة


2 - كلام إله ... أم كلام جان ؟
س . السندي ( 2013 / 4 / 26 - 17:08 )
بداية تحياتي لك ياعزيزي نبيل وتعليقي ؟

1: كيف لإله يرسل جبريله لنبيه ليقول له إقرأ ، وهو لايدري ولا جبريله أن نبيهم هذا أمي لايقرأ ، والسؤال من المغفل هنا هل هو ألله أم جبريله أم من يصدقون مثل هذا الكلام عن عمى ؟

2: مالذي كان بيد جبريله ليقرأه محمد ، أم أن إقرأ في اللغة العربية تعني شيئا أخر ؟

3: أخطر ما في إله محمد أنه يغير كلامه في ليلة وضحاها ، والملوك لاتفعلها ولو كان في ألأمر فناها ؟

4: وأخيرا من يغير كلامه ويتلون في أياته كالحرباء يستحيل أن يكون إله ، بل هو جان أو شيطان ، والذي قيل عنه منذ البدء أنه قتال للناس وأبو الكذابيين ؟

اخر الافلام

.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على


.. 174-Al-Baqarah




.. 176--Al-Baqarah


.. 177-Al-Baqarah




.. 178--Al-Baqarah