الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قضية الضباط الملتحين المتأسلمين في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر

جمال الشرقاوي

2013 / 4 / 20
المجتمع المدني


أهل اللحىَ و ليسوا أهل السُـنة يزعمون أنهم يريدون تطبيق الشريعة و هم كاذبون فسوف يغرقون

العمل بمقتضىَ ( العُرف ) معترفا به قانونا و شرعا و لا يجوز تغييره إذا كان تغييره سيؤدي إلى مفسدة أكبر من تغييره مثل ( اللحية ) التي اعتبرها فصيل من ( العيال ) الجهلة في الشرطة أنها ( حرية ) لهم و حقا مكتسب و ( شرعا ) و نحن نرد عليهم أنتم ضلال لإن مسألة ( إعفاء اللحية ) التي تزعجوننا بها هو أمر للندب و ليس أمرا للوجوب فقد ورد في السـُـنة النبوية الشريفة [ حدثنا محمد بن منهال حدثنا يزيد بن زريع حدثنا عمر بن محمد بن زيد عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : خالفوا المشركين وفروا اللحىَ و أحفوا الشوارب و كان ابن عمر إذا حج أو اعتمر قبض على لحيته فما فضل أخذه ] ( حديث صحيح في صحيح البخاري ـــــ كتاب : اللباس ـــــ باب : تقليم الأظفار ) و المأخوذ من عموم النص هنا هو مخالفة المشركين فقط و ليس الأمر لإعفاء اللحية من أجل أن اللحية شيئا إسلاميا خالصا لا يدخل فيه أحدا من الناس فهى ليست أمرا جامعا مانعا بتعريف المناطقة أي حكرا على المسلمين و لكنها أمرا جامعا غير مانعا أي يشترك فيه الكثير من الناس فالكل يطلق لحيته اليهودي و النصراني و المجوسي و البوذي و الشيوعي و الكافر و المشرك و ليس أمر إعفاء اللحية خاصا بالمسلمين حتى يكون الأمر للوجوب و لو قلنا أن الأمر هنا في الحديث هو للوجوب ‘ لنا سؤالا واحدا هو ‘ فلماذا المخالفة إذن ؟! كان من الممكن أن يقول لنا الرسول صلى الله عليه و سلم ( وفروا اللحىَ ) فقط فهنا تصبح أمرا واجبا لا يمكن لمسلم بل و لا يجوز مخالفته أبدا و إلا وقع المسلم في دائرة المحظور الحرام شرعا بلا جدال ‘ و لكن الطلب من الرسول صلى الله عليه و سلم جاء مُسَبَّبَا و هو ( خالفوا المشركين ) و نلاحظ أن الحديث الشريف بدأ بهذه الجملة ( خالفوا المشركين ) أي الذين هم على غير ملة الإسلام ..... و هنا لنا سؤال ‘ هل مخالفتهم في إعفاء المسلم لحيته تدل على أن المشركين على زمن النبي محمد صلى الله عليه و سلم كانوا بدون لحية أو كانوا يحلقونها ؟! و الجواب هو ..... لا ....... لقد كان المشركين على عهد الرسول صلى الله عليه و سلم يطلقون اللحىَ و هذا مؤكدا و ثابتا بدون جدال ..... إذن ما مفهوم المخالفة هنا في الحديث الشريف ؟! و لماذا يخالف المسلمون هؤلاء المشركين فيطلقون لحاهم إذا كان المشركين أنفسهم يطلقون لحاهم ؟! و هل كان من حق ابن عمر أن يأخذ من لحيته مقدار قبضة اليد مخالفا لأمر الرسول صلى الله عليه و سلم الأمر بإعفاء اللحية ؟! و من الذي أمَرَهُ بهذا ؟! فإمّا أن ( الأمر في هذا الحديث للوجوب أم أن هذا حديثا باطلا ) !!! و الحديث ليس باطلا بل هو في أعلى درجات الصحة !!! أجيبوني يا أهل اللحىَ و ليسوا أهل السُـنة !!! و هل من حق ابن عمر رضيَ الله عنهما أن يجتهد فيخالف الأمر بإعفاء اللحية و يحلق مقدار القبضة من لحيته و لا يحق لنا الإجتهاد في هذا الأمر ؟! فالأمر هنا للندب لا للوجوب و المسلم على بيِّـنة من أمردينه فهو الذي يطبقه على قدر استطاعته الشخصية و ليس معنى تطبيق الدين هو تكسير قواعد الحياه و خرق القوانين الطبيعية للتقاليد المتعارف عليها عند الناس و تدمير العادات و الأعراف الإجتماعية التي تعارف عليها البشر في كل عصر و مصر و إلا فسدت الدنيا ‘ و لنأتي لمسألة ( العُرف ) و هو من ضمن العوامل التي يُـبنىَ عليها الحكم الشرعي و القانوني و أخذ الفتوىَ منه أي ( العُرف ) و الدليل على عدم كسر قاعدة الأعراف الإجتماعية المألوفة حتى لا تضيع المجتمعات عملا بقاعدة ( سد الذرائع مقدم على جلب المفاسد ) و هذه قاعدة شرعية أصولية يُـبنىَ عليها أحكام شرعية و قانونية و إليكم الدليل [ حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبيد الله بن موسىَ حدثنا شيبان عن أشعث بن أبي الشعثاء عن الأسود بن يزيد عن عائشة قالت سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الحجر فقال هو من البيت قلت ما منعهم أن يدخلوه فيه قال عجزت بهم النفقة قلت فما شأن بابه مرتفعا لا يُصعد إليه إلا بسلم قال ذلك فعل قومك ليدخلوه من شاءوا و يمنعوه من شاءوا و لولا أن قومك حديث عهد بكفر مخافة أن تنفر قلوبهم لنظرت هل أغيِّره فأدخل فيه ما نتقص منه و جعلت بابه الأرض ] ( حديث صحيح في سنن ابن ماجة ) ..... و قال الشيخ الألباني صحيح سند الحديث ..... مع ملاحظة [ و لولا أن قومك حديث عهد بكفر ] فيها مُراعَاة للواقع و ( العُرف ) و قد راعىَ رسول الله صلى الله عليه و سلم التقاليد الإجتماعية و الأعراف السائدة حتى لا تحدث فتنة بين المجتمع المسلم وقتها و بالفعل لم يعمل شيئا في الكعبة حتى مات صلى الله عليه و سلم فقد قدَّم الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم ( سد الذرائع ) و هىَ غلق أبواب الفتن حتىَ لا تصبح الكعبة إلعوبة في أيدي الوجهاء و الحكام و الجبابرة بعد ذلك نؤكد أنه صلى الله عليه و سلم قدَّم ذلك على ( جلب المصالح ) و هىَ إرجاع الكعبة إلى ما كانت عليه في زمن سيدنا إبراهيم الخليل صلى الله عليه و سلم ‘ و قد راعىَ الرسول الكريم مولانا و سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم ( العُرف ) بأن الكعبة حَرَمَا مقدسا متعارفا عليه في جزيرة العرب و عند اليهود و النصارى أيضا فربما ينتقدونه و يزعمون أنه يُغيِّر في الدين كيفما يشاء ‘ و ربما يزعم اليهود و النصارى أن الدين الإسلامي ما هو إلا أهواء في نفس الرسول صلى الله عليه و سلم ‘ فأخذ بالأحوط و الأسهل في ذات الوقت بعدم المساس بالكعبة الشريفة حفاظا على وحدة المسلمين و عدم تعريض الدين الإسلامي للأراء و الأهواء و القيل و القال ‘ فما قول من يتشدقون بتنفيذ ( السُـنة النبوية الشريفة ) بالبلطجة ؟! و خاصة في مسألة تافهة و هىَ ( إطلاق اللحية ) و الأمر كما علمنا ليس للوجوب بل هو للندب أي أن أمر اللحية ليس واجبا كما أنه أيضا مختلفٌ فيه ‘ فهل نشق وحدة المجتمع من أجل أمر كهذا ؟! أجيبوني أيها العقلاء !!! لو فكرتم تفكيرا شرعيا حقيقيا و نظرتم للواقع المرير لنصرناكم و آزرناكم و لكنكم مفتونين و جهلة و عملاء و مأجورين و الحقيقة أنتم سربا من البهائم يسير خلف الإخوان المجرمين و الوهابيين السلفيين المتنطعين و صبيانهم مرتزقة الفضائيات و نحن نسلم بأن الطاعة واجبة لله سبحانه و تعالى و لرسوله صلى الله عليه و سلم و لكن هناك أوامر تكون شفهية أي للإعلام مثل حديث [ وفروا اللحىَ ] و كما قلنا أن المسلم يطلق لحيته و الكافر يطلق لحيته ففيم المخالفة إذن ؟! ‘ نقول إن المخالفة هنا هيَ بتهذيب و تنظيف اللحية و لا نجعلها مشابهة للحية اليهود و النصارى أو شواربهم التي تتدلىَ على شفاههم و أفواههم و هذه هى السُـنة النبوية الصحيحة الواجبة في الحديث الشريف لِمَا في تدلي لحاهم و شواربهم على شفاههم و أفواههم من الإشئمزاز و عدم النظافة و الطهارة ‘ و الحديث منه صلى الله عليه و سلم للمسلمين في عدم مشابهتهم لليهود و النصارى في هذا الأمر هى من قبيل التمييز الجميل للمسلم عن غير المسلم يُحسب له و لا يُحسب عليه و الله تبارك و تعالى أعلى و أعلم

فمنذ أن جاء الحكم المشئوم لمصر و هو حكم الإخوان المجرمين أهل ( حزب العبودية و النذالة ) و أشقائهم الوهابيين السلفيين المتنطعين أهل ( حزب الظلام السلفي ) و الخراب قد عَمَّ في جميع أنحاء مصر لقد مارسوا سلطات إجرامية على الشعب المصري عندما أتوا بمجلس شعب و مجلس شورىَ أغلبهم من الإخوان المجرمين و الوهابيين السلفيين المتنطعين و عندما غيَّروا الوزارة ‘ وزارة الدكتور كمال الجنزوري رئيس الوزراء السابق و أتوا إلينا بوزارة إخوانية و سلفية يترأسها الإخواني الدكتور هشام قنديل و عندما أقالوا المجلس العسكري الذي كان عصب البلاد المصرية في هذه الفترة الرهيبة للإطاحة بالمشير محمد حسين طنطاوي القائد العام للقوات المسلحة المصرية و الفريق أول سامي عنان رئيس أركان القوات المسلحة المصرية و أتوا إلينا بالفريق أول ـــــ الإخواني ـــــ عبد الفتاح السيسي وزيرا للدفاع و قائدا عاما للجيش المصري و أطاحوا بوزير الداخلية اللواء أحمد جمال و أتوا إلينا بالوزير ـــــ بالإخواني ـــــ محمد ابراهيم وزيرا للداخلية ‘ كما أطاحوا بالنائب العام المستشار عبد المجيد محمود و أتوا إلينا بالنائب العام الإخواني المستشار طلعت عبد الله ليكون بمثابة ( الكبد ) من الجسد وظيفته حجز السموم التي تضر الجسد فكذلك وظيفة النائب العام الإخواني المستشار طلعت عبد الله أن يحجز القضايا المرفوعة ضد الإخوان المجرمين و يعمل على تعطيلها و التدليس على الإخوان المجرمين حتى يمارسوا إرهابهم المادي و المعنوي و غبائهم السياسي بدون حسيب و لا رقيب ‘ ثم أطاحوا بالمفتي فضيلة الشيخ الدكتور علي جمعة و أتوا إلينا بمفتي ٍ جديدٍ هو الدكتور شوقي إبراهيم عبد الكريم أستاذ و رئيس قسم الفقه بكلية الشريعة بجامعة طنطا مازلنا إلى الآن لا نعرف انتماءاته السياسية و لا ميوله الدينية رغم أنه قال عن نفسه أنه ليس عضوا في أي جماعة و ليس له أي انتماءات حزبية أو سياسية و أنا أعتقد أن هذا كلاما غير واقعيا لإن منصب ( مفتي الديار ) لأي بلد ما هو منصبا كبيرا و لابد لشاغله أن يكن له انتماءات حزبية و سياسية و ميول دينية فهذا منصبا رسميا لا ينفك عن السياسة و لو من بعيد حتى لو كان وسطيا و حتىَ لو قال عن نفسه ذلك و هذا ما سنراه كشعب مصر في الأيام القادمة هل صدق في مقولته أم كذب بأنه لا ينتمي لأي فصيل سياسي أو ديني ؟! لإن المفتي بصفة عامة هو رجل دولة و خاصة في ظل حكم مثل حكم الإخوان المجرمين و أشقائهم الوهابيين السلفيين المتنطعين الذين سيتدخلون بغبائهم الفكري و جنونهم السياسي و تعصبهم الديني في عمل المفتي ليكون منهم أو قريبا منهم أو على الأقل محاولة تدجينه ليكون رجلهم الأول في إصدار الفتاوىَ التي تتلائم و أوضاعهم في البلاد و مثل هذا الأمر أعتقد أنه سيحدث مع شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب و إلا حاولوا بشتىَ الطرق إخراجه من سلك ( مشيخة الأزهر ) بطرقهم الملتوية المعروفة و هذا سلوك لا ينبيء بخير و هو ( أخونة الدولة ) بدون عمل بل بزيادة البطالة !!! ( أخونة الدولة ) بدون مؤسسات بل بهدم المؤسسات !!! و أخيرا و ليس آخرا تأتي قضية هيَ بدعة في حد ذاتها و هيَ ( قضية الضباط الملتحين ) !!! لقد ظهروا فجأة بلحاهم الطويلة مثل ( التيوس ) و هم يتحدثون عن السُـنة النبوية الشريفة و كأنهم قبل أن يطلقوا لحاهم الطويلة مثل ( التيوس ) لم يكونوا مسلمين و لا مؤمنين و لا من أهل السُـنة !!! و نسألهم سؤالا واحدا ..... و طالما أنتم مؤمنين إلى هذا الحد فأين كنتم أيام مبارك المخلوع ؟! و لماذا لم تطالبوا بإطلاق اللحية ؟! بل أين كنتم من عام مضىَ ؟! و لماذا لم تغضبوا لوجود الفساد العظيم في وزارة الداخلية مقر أعمالكم من زمن طويل ؟! لماذا لم تغضبون حينما كان المواطن المصري يُـنتهك عرضه في المعتقلات و السجون و في أقسام الشرطة حيث كان يُـضرب على ( قفاه ) بل كان المواطن المصري من كثرة التعذيب الذي يُـمارس عليه في حفلات التعذيب أيام المخلوع مبارك يموت في داخل أقسام الشرطة ثم تــُـلقىَ جثته أمام قسم الشرطة ؟! أين كنتم و أين كان إيمانكم و إسلامكم و لحاكم الطويلة مثل ( التيوس ) يا ( تنابلة الخليفة ) ؟! أين كنتم عندما قامت الثورة و ما كان دوركم يا عرائس المولد ؟! هل جاء دوركم الآن لتثيروا البلابل و القلاقل و الفتن في البلاد المصرية بإسم ( السُـنة النبوية ) ؟؟؟!!! و الحقيقة أن مثل هؤلاء ( الدُمْي ) المتحركة بخيوط من أعلىَ هم ليسوا بشرا و لا يعرفون أي شيء عن الدين الإسلامي الذي يعذر ( المضطر ) و لا داعي للبلبلة و نشر الفتن باسم الدين الإسلامي ‘ فهل هؤلاء الخونة حينما كانوا يحلمون ذات يوم بدخول كلية الشرطة ليصبحوا ضباطا يحمون الوطن و يسهرون على أمن المواطن لم يكونوا يعرفون أنهم سيعملون بعد التخرج بقانون مدني و ليس بقانون الشريعة ؟! كانوا يعلمون ذلك جيدا ‘ ألم يكونوا يعلمون أنهم سيحلقون لحاهم الطويلة مثل ( التيوس ) يوميا ؟! كانوا يعلمون ذلك جيدا ‘ و هل هم دخلوا كلية الشرطة و درسوا القانون المدني و حلقوا لحاهم بتأثير خارجي ( غصبا عنهم ) أم دخلوا ( بمزاجهم ) طائعين مختارين ؟! و الحقيقة هم دخلوا ( بمزاجهم ) طائعين مختارين !!! ‘ إذن فلماذا العناد و محاولة تغيير مؤسسات هم دخلوها بإرادتهم و هذه المؤسسات نصت في قوانينها على حلق اللحية ‘ فلو لم تعجبهم ما كانوا دخلوا فيها منذ البداية ‘ أو لو دخلوها و اكتشفوا أنهم لا يستطيعون أن يُكملوا فيها لسن المعاش فليتقدموا للمعاش المبكر أو يتركوها نهائيا طائعين مختارين كما دخلوها طائعين مختارين ‘ فهذا التصرف الإجرامي الإرهابي منهم سيعمل على هدم باقي مؤسسات الدولة لإن كل شخص بعد ذلك سيتمرد على المؤسسة التي يعمل بها و يطالب بتغيير قوانينها حتى تلائمه !!! و هذا سيخلق نوعا من الفوضىَ الإجتماعية و المستفيد الوحيد من هذه الفوضىَ ليس المجتمع و إنما أعداء المجتمع سواء في الداخل أو الخارج ‘ و اللحية لا تأثير لها على العمل من وجهة نظر هؤلاء الإرهابيين ‘ و لكن الحقيقة المسألة أبعد من ذلك الأمر الذي لقنه لهم أمراء جماعاتهم الإرهابية ‘ فالأمر يؤدي إلى هدم الدولة و تدمير كيانها المؤسسي و إحلال بدلا منها كما يزعمون ( دولة دينية إسلامية ) !!! و هذا خطأ محضا لا خير فيه لإن الدين الإسلامي في حقيقته مدنيُّ الطباع و لكن التدين هو حالة شخصية يتمتع بها الفرد في أثناء تعامله مع الآخرين و الدليل على ذلك أن أي شخص مصري أو عربي حينما يسافر للبلاد الغربية المتحضرة يجدهم يتعاملون بإسلوب إسلامي و هم يهودا أو نصارى أي غير مسلمين فكيف يعاملهم إذن ؟! هل سيطلب منهم تغيير أنفسهم او تغيير دياناتهم أو تغيير قوانينهم حتى يعاملهم معاملة إسلامية أو يعاملونه معاملة إسلامية ؟! إن الله سبحانه و تعالى لم يقل ذلك و لم يأمر بهذا و إلا أصبح الدين فوق طاقة البشر و أصبح التدين وبالا على صاحبه و لكن المسلم الذي يدين بالديانة الإسلامية يعامل كل الملل و كل البشر بطريقة متدينة فلو كانوا غشاشين لا يغش و لو كانوا لصوص لا يسرق و إن كانوا كاذبين فليكن هو صادقا هذا هو مغزى التدين الحقيقي و إلا لطالب النصارىَ ( بتنصير الدولة ) !!! و طالب اليهود ( بتهويد الدولة ) !!! كما يطالب الإخوان المجرمين و الوهابيين السلفيين المتنطعين إمَّا ( بوهابية الدولة ) و إمَّا ( بأخونة الدولة ) و كلاهما بعيدا جدا عن الإسلام و عن التدين الصحيح ‘ لإن العمل الطيب لا يضيع ثوابه عند الله سبحانه و تعالى و من المعلوم أن من يعامل المجتمع و المخلوقات فهو يعامل الله سبحانه و تعالى أولا و نحن نحتكم في قضية هؤلاء الضباط الملتحين الإرهابيين و ليس كما يسميهم الإرهابي المتطرف أبو إسلام أحمد عبد الله صاحب قناة الأمة الفضائية ( الضباط الأحرار ) نحتكم إلى قاعدة أصولية هامة من ضمن القواعد التي يُبنىَ عليها الفتاوىَ و الأحكام و هىَ قاعدة ( المصالح المرسلة ) فهل عند هؤلاء الضباط المجرمين الإرهابيين الذين يثيرون الفتن بإسم الدين دليل من القرآن الكريم أو من السُـنة النبوية الشريفة على أن حلق اللحية بالنسبة لعمل الشرطي القائم بأمن الناس و أمانهم في العصر الحديث و المعاصر حرام أو لا يجوز ؟! و الجواب هو أنه لا يوجد دليل قطعي في هذا الشأن و لا يغتر من يسمعهم و هم يتشدقون بحديث عبد الله بن مسعود و نورده كاملا و نعلق عليه سريعا و هو كالآتي [ حدثنا محمد بن عيسى و عثمان بن أبي شيبة المعنى قالا حدثنا جرير عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال لعن الله الواشمات و المستوشمات قال محمد و الواصلات و قال عثمان و المتنمصات ثم اتفقا و المتفلجات للحسن المغيِّرات خلق الله عز و جل فبلغ ذلك امرأة من بني أسد يُقال لها أم يعقوب زاد عثمان كانت تقرأ القرآن ثم اتفقا فآتته فقالت بلغني عنك أنك لعنت الواشمات المستوشمات قال محمد و الواصلات و قال عثمان و المتنمصات ثم اتفقا و المتفلجات قال عثمان للحسن المُغيِّرات خلق الله تعالى فقال و مالي لا ألعن من لعن رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو في كتاب الله تعالى قالت لقد قرأت ما بين لوحي المصحف فما وجدته فقال و الله لئن كنتي قرأتيه لقد وجدتيه ثم قرأ { و ما آتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا } قالت إني أرى بعض هذا على امرأتك قال فادخلي فانظري فدخلت ثم خرجت فقال ما رأيتِ و قال عثمان فقالت ما رأيت فقال لو كان ذلك ما كانت معنا ] ( حديث صحيح في سنن أبي داود ) ..... و قال الشيخ الألباني صحيح سند الحديث ..... و نقول لقد استدل الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضيَ الله عنه بالآية القرآنية الكريمة { ما أفاء الله على رسوله من أهل القرىَ فلله و للرسول و لذي القربىَ و اليتامىَ و المساكين و ابن السبيل كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم و ما آتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا } [ الحشر ـــــ 7 ـــــ ] و هذه الآية القرآنية الكريمة مطلقة و لا يستطيع مسلما مهما بلغ إيمانه أن يحققها التحقيق الكامل لإن الرسول صلى الله عليه و سلم قد جاء إلينا بكل الشمائل الحسنة و كل التعاليم الإنسانية الراقية و بكل الإيمان و كل الأخلاق و كل الصفات الحميدة و في المقابل نهانا عن كل الشرور و الذنوب و المعاصي ‘ فهل يوجد في البشر من يستطيع أن يكون مؤمنا كل الإيمان و مُحسنا كل الإحسان و صادقا كل الصدق و مسلما غاية الإسلام و في المقابل هل من البشر من يستطيع أن ينتهي عن الرذائل و يأتي بجميع الفضائل ؟! و الجواب هو ‘ قطعا لا يوجد مثل ذلك الإنسان و لكن نجد كل البشر يشتملون على الخير و الشر بنسبة تتفاوت بينهم فمنهم من يغلب خيره شره و منهم من يغلب شره خيره ..... إذن فهذه آية حكمها عامَّا مطلقا في تفسيره و لو فصلناه أو خصصناه لكنا جاهلين بالقرآن الكريم و هذه آية لا يؤخذ منها حكما أو فتوىَ إلا ببيِّـنة قوية قدر ما يؤخذ منها تعليما و آدابا عامة ببـيِّـنة أقوىَ لإن الإتباع في هذه الآية القرآنية الكريمة هو الغالب على الأحكام و إلا لوقعنا في أخطاء شرعية كثيرة جدا فمن الممكن أن كل إنسان يعمل عملا و لا يعرف مدىَ شرعيته من حلاله أو حرامه و يريد أن يُـثبت صحة كلامه سيعتمد على هذه الآية القرآنية الكريمة لإن حكمها عامَّا و لذلك فمن هذا الباب وجدنا من يدخل علينا بما لا نستطيع فعله بضعفنا البشري و لا نستطيع أن نفعله لإن واقعنا المعاصر ربما لا يسمح بفعله ثم هو يتمسح بهذه الآية القرآنية الكريمة { و ما آتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا } [ الحشر ـــــ 7 ـــــ ] و إليكم الدليل [ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم ] ( حديث صحيح في إرواء الغليل ) و في رواية أخرى للحديث [ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إنما أنا بشر إذا أمرتكم بشيء من دينكم فخذوا به و إذا أمرتكم بشيء من رأي فإنما أنا بشر ] ( حديث صحيح في صحيح و ضعيف الجامع الصغير ) ..... تخريج السيوطي ( م ن ) عن رافع بن خديج ..... تحقيق الألباني صحيح في صحيح الجامع ..... فإذا نظرنا للآية القرآنية الكريمة { و ما آتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا } [ الحشر ـــــ 7 ـــــ ] نجدها عامة مطلقة ما آتانا به رسولنا صلى الله عليه و سلم فلنأخذه كله و مانهانا عنه فننتهي بقوة و هذا سيكون مصادما للفطرة البشرية لو فسرنا الآية القرآنية الكريمة بهذا الشكل و لكن الحديث الشريف يوضح لنا ذلك [ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : يا أيها الناس إنكم لن تطيقوا كل ما أمرتكم به و لكن سددوا و قاربوا و أبشروا ] ( حديث حسن في صحيح و ضعيف الجامع الصغير ) تخريج السيوطي ( حم د ) عن الحكم بن حزن ..... تحقيق الألباني حسن في صحيح الجامع ..... و الحديث له شاهد صحيح في صحيح الإمام مسلم يدل على أن الإنسان لن يستطيع أن يأخذ كل ما قاله الرسول صلى الله عليه و سلم و لا يستطيع أن ينتهي عن كل ما نهىَ عنه الرسول صلى الله عليه و سلم و أن لا أحدا يدخل الجنة بعمله و إنما برحمة الله سبحانه و تعالى و من ضمن فوائد الحديث عدم التنطع ( التشدد ) في الدين و ذم المغالاة في توافه الأمور مثل مسألة اللحية و الجلباب القصير ثم يوهمون الناس بأنها ( السُـنة ) !!! [ و حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبد العزيز بن محمد أخبرنا موسى بن عقبة حدثنا و حدثني محمد بن حاتم و اللفظ له حدثنا بهز حدثنا وهيب حدثنا موسى بن عقبة قال سمعت أبا سلمة بن عبد الرحمن بن عوف يحدث عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه و سلم أنها كانت تقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : سددوا و قاربوا و أبشروا فإنه لن يدخل الجنة أحدا عمله قالوا و لا أنت يا رسول الله قال و لا أنا إلا أن يتغمدني الله منه برحمة و اعلموا أن أحب العمل إلى الله أدومه و إن قل و حدثناه حسن الحلواني حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد حدثنا عبد العزيز بن المطلب عن موسى بن عقبة بهذا الإسناد و لم يذكر ـــــ و أبشروا ــــــ ] ( حديث صحيح في صحيح الإمام مسلم ـــــ كتاب : صفة القيامة و الجنة و النار ـــــ باب : لن يدخل أحدا الجنة بعمله بل برحمة الله تعالى ) مع ملاحظة [ أن أحب العمل إلى الله أدومه و إن قل ] تبتعد بالمسلم عن المغالاة و التطرف و الإكثار الذي يؤدي إلى فتور و ضعف الإيمان و عدم التشبث بشيء واحد من الدين ثم نقول للناس هذا هو الدين !!! مثل اللحية و الجلباب و النقاب الذين يُـقاتل عليهم الوهابيين السلفيين الأنطاع أهل اللحىَ و ليسوا أهل السُـنة !!! نقول و ( المصالح المُرسلة ) هيَ عبارة عن الإسلوب الذي يتم التعامل به مع المواقف التي لم يرد فيها نصا صريحا في الكتاب أي القرآن الكريم و السُـنة النبوية الشريفة و الغرض من المصلحة المرسلة إقامة الشرائع بما لا يتنافىَ وواقع المسلمين و تحقيق المنافع و المصالح التي يرجحها العقل و يرضاها النقل و لا تخالف مقصود الشارع الحكيم في مقاصد الشريعة و هى حفظ النفس و الدين و المال و العقل و النسل و العرض و هذه المصلحة المرسلة حجة في حد ذاتها لإنها تحقق مصالح الناس في وقائع و مواقف لم يرد فيها نصا شرعيا صريحا و من المعلوم بالعقل و المنطق أن الوقائع و المواقف أكثر من أن تحصىَ أو تعد و لابد من حكما شرعيا في كل مسألة و هناك مسائلا كثيرة مستحدثة على حياة البشر بعد مرور ألف و خمسمائة عام على مبعث الرسول صلى الله عليه و سلم و تغيَّرت الأحداث و الأماكن و المعالم و الأزمان و طبائع الناس فكان لابد من وجود إقامة أحكام الشريعة في كل عصر بما يناسبه و إلا فسدت حياة المسلمين و هناك ما لا يوجد عليه نصا شرعيا يؤخذ به في فعله أو عدم فعله مثل ( نقل و زراعة الأعضاء البشرية و التجارة فيها ) فلابد للمسلم أن يعلم ما مدىَ حُرمة هذا الأمر أو حلاله أو جوازه أو وجوبه أو كراهته و من هنا نلجأ للمصالح المرسلة و من هذه المواقف المستحدثة قضية ( اللحية ) و التمسك الزائف الكئيب بها و هى لا تدل على الإيمان أو حتى قوة الإسلام في الشخص الملتحي فربما تكون للمظهر دون الجوهر ..... فلو قسناها على قاعدة ( المصالح المرسلة ) ونبدأ بالله تبارك و تعالى فنقول ـــــ أولا ـــــ هل إطلاق اللحية للضباط الذين يطالبون بإطلاقها أثناء عملهم في الشرطة مصلحة ضرورية لابد منها أي لا ينفع عمل الشرطة إلا بإطلاق اللحية ؟! و الجواب هو أن حلقها لا يضر بعمل الشرطة و لا يضر بنقص الكفاءة العملية لضابط الشرطة بل على العكس فإطلاق اللحية مخالفا لقاعدة أصولية و هيَ قاعدة ( العُرف ) فقد تعارف الناس في المجتمعات على أن الشرطي دائما حليق اللحية و لو رأوه على غير هذه الصورة مطلقا للحيته فسينفرون منه و هذا هو ( العُرف ) و ليس صحيحا أن ما يزعمونه ( شوية العيال ) الضباط الملتحين من أن ما يفعلونه هو تنفيذا للسُـنة النبوية الشريفة لإن السُـنة النبوية الشريفة فيها التيسير على أمور الناس و ليس إعناتهم و التصعيب عليهم فأيّ الأمرين أسهل أن تطلق أيها الضابط لحيتك و تنفر المجتمع كله منك أم تحلقها و يستقيم أمر المجتمع كله أليس من مقاصد الشريعة أن الفرد يضحي بنفسه من اجل المجموع ؟! لماذا تأخذ الشرع بعين واحدة و عمياء و لا تنصاع للمجتمع الذي أنت تخدمه و تأخذ راتبك منه ؟! و اسمع لقول الله تبارك و تعالى { خذ العفو و أمر بالعرف و أعرض عن الجاهلين } [ الأعراف ـــــ 199 ـــــ ] و من العرف هنا المعروف فاعمل معروفا في مجتمعك و تغاضىَ عن ما سيفعل فيه الفتنة لإرضاء غرورك و نفسك !!! فلو كنت تريد إطلاق لحيتك فاترك عملك و اطلقها كما تشاء أو تعامل كما كان الرسول صلى الله عليه و سلم يعامل الوقائع بسلاسة من غير تعصب أو تنطع مثلكم [ حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن بن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت ما خيِّر النبي صلى الله عليه و سلم في أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثما فإن كان إثما كان أبعد الناس منه و ما انتقم رسول الله صلى الله عليه و سلم لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله تعالى فينتقم لها ] ( حديث صحيح في سنن أبي داود ) ..... و قال الشيخ الألباني صحيح سند الحديث ..... و من هنا يجوز التغاضي عن إطلاق اللحية بالنسبة لضابط الشرطة لأنها مندوبة و ليست واجبة و ـــــ ثانيا ـــــ هل إطلاق اللحية بالنسبة لضابط الشرطة هيَ مصلحة حاجية أي يحتاجها لقوام حياته مثل الطعام و الشراب و لو لم يطلقها سيشعر بأي نقص ؟! و الجواب هو أن ضابط الشرطة لو لم يطلق لحيته لن يشعر بأي نقص إطلاقا إذن ما الباعث على التمسك بشيء مندوب غير واجب مثل إطلاق اللحية و لو حلقها سيمارس حياته طبيعيا جدا ؟! ما ندري إلا أنه الجهل و انصياع القطيع وراء القطيع !!! و هذا الذي لا تحتاجون إليه و تريدون فعله عنوة ليس من الشريعة الإسلامية في شيء و إنما من نظر لمصلحته على حساب آخرين إنما هو أناني و مسرف و عليه وزر نفسه و على من أرشده لهذا الإسراف و هذه الأنانية أيضا أوزارا لا يعلمها إلا الله تبارك و تعالى { و لا تطيعوا أمر المسرفين } [ الشعراء ـــــ 151 ـــــ ] و الذين أفتوا هؤلاء ( العيال ) الذين هم الضباط الملتحين و اعتبرهم جنونا و اعتباطا ( الأحرار ) من الجماعات المتأسلمة العميلة جماعات الإسلام السياسي من الإخوان المجرمين و الوهابيين السلفيين المتنطعين هم جماعة مشتتة مثل اليهود صغيرة جدا بالنسبة لمليار و 700 مليون مسلم على مستوىَ العالم فهم قد خرجوا على جماعة المسلمين على مستوىَ العالم و انظر للحديث الشريف في أمر هؤلاء الخوارج [ حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير و أبو بكر بن عياش و مندل عن مطرف عن أبي جهم عن خالد بن وهبان عن أبي ذر قال ـــــ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من فارق الجماعة شبرا فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه ] ( حديث صحيح في سنن أبي داود ) ..... و قال الشيخ الألباني صحيح سند الحديث ..... و هؤلاء الخوارج العملاء جميعا قد فارقوا الجماعة بمروقهم من الدين و اعتبار أنفسهم هم المسلمين فقط و غيرهم كافرا أو على أقل تقدير عاصيا أو فاسقا !!! و ـــــ ثالثا ـــــ هل إطلاق اللحية بالنسبة لضابط الشرطة هيَ مصلحة تحسينية أو بمعنىَ آخر هل إطلاقها مهما له مثل مكارم الأخلاق و الطهارة و ستر العورة و الأخذ بالزينة و التقرب إلى الله سبحانه و تعالى بنوافل العبادات ؟! و الجواب هو ليس إطلاق اللحية مصلحة تحسينية و إنما هم يريدون إطلاقها مظهرا فقط و ليس تحقيقا لجوهر الإسلام و هذا يذكرني بسيدنا عمر بن الخطاب حينما رأىَ راهب نصراني قد نحل جسده و ضمر من كثرة العبادة فبكىَ و قرأ قول الحق سبحانه و تعالى { وجوه يومئذ خاشعة ـــــ عاملة ناصبة } [ الغاشية ـــــ 2 ـــــ 3 ـــــ ] أي خاشع و متعب و مرهق من العبادة و لكن للأسف على ضلالة !!! فهذا هو حال من يطالبون بتنفيذ الشريعة الإسلامية بصفة عامة في زمن ضيق المعيشة و فقر الناس و ضياع الإيمان !!! و هذا أيضا هو حال من يطالبون بتنفيذ الشريعة من الضباط الملتحين في إطلاق اللحية فقط و لم يطالبوا بالعدل في المجتمع و حق المجتمع في حياة حرة كريمة !!! فهم آثمون و مبتدعون و على ضلالة و ليسوا على حق و هم بهذا يقولون برأيهم و يتزيدون في الدين ما ليس منه لإرهاقهم الناس بما لايستطيعونه في وقتهم الحالي و هم يعلمون أن ما يطلبونه من تنفيذ الشريعة لا يأتي بهذا الشكل و لا بهذه الكيفيَّة و لا يصح في هذا الوقت و لا تسمح به الطوائف التعددية الدينية لوجود المسلمين و اليهود و النصارى و غيرهم من أهل الملل الأخرى كالبهائية لن تسمح به في ذلك المكان أي مصر حاليا فمن يريد تنفيذ الشريعة الإسلامية في وسط هذا الجو المشحون بالعنف و التوتر و الفتن الطائفية و انشقاق المجتمع هو كاذبا و أفاقا و انظر لقول الحق سبحانه و تعالى عن أمثالهم { انظر كيف يفترون على الله الكذب و كفىَ به إثما مبينا } [ النساء ـــــ 50 ـــــ ] ـــــ و الله العظيم ـــــ هم خوارج العصر الذين سمحوا لأنفسهم الإستئثار بالسلطة كلها في يدهم و التحكم القهري في الشعب المصري و عدم الإهتمام بأهل الملل الأخرىَ و هذا ما صوَّره الحديث الشريف [ حدثنا مسدد و سليمان بن داود المعنى قالا حدثنا حماد بن زيد عن المعلي بن زياد و هشام بن حسان عن الحسن عن ضبة بن محسن عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه و سلم قالت ـــــ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ستكون عليكم أئمة تعرفون منهم و تنكرون فمن أنكر قال أبو داود قال هشام بلسانه فقد بريء و من كره بقلبه فقد سلم و لكن من رضيَ و تابع فقيل يا رسول الله أفلا نقتلهم قال بن داود أفلا نقاتلهم قال لا ما صلوا ] ( حديث صحيح في سنن أبي داود ) ..... و قال الشيخ الألباني صحيح سند الحديث ..... و ـــــ رابعا ـــــ هل إطلاق اللحية بالنسبة للضباط الملتحين مصلحة عامة تتعلق بجميع الناس مثل قتل المبتدع و الملحد ؟! أو هل إطلاق اللحية للضباط مصلحة تتعلق بأغلب الناس أو قطاعا كبيرا منهم مثل تضمين أهل الحرف من الصناع و البائعين ؟! و هل إطلاق اللحية لضابط الشرطة تتعلق بمصلحة خاصة أو بشخص مُعَيَّن مثل طلاق زوجة الشخص المفقود أو انقضاء عدة من تباعدت حيضاتها بالأشهر ؟! و الجواب هو إن إطلاق اللحية لضابط الشرطة ليس له علاقة بمصالح الناس العامة و لا بمصالحهم الخاصة و لا بمصلحة الناس الشخصية ‘ إذن ففيم التمسك بإطلاق اللحية و هىَ مندوبة و ليست واجبة و لا تعبر حتىَ عن الشكل فضلا عن أنها لا تعبر عن مضمون الشخص و لا عن مدىَ إيمانه و لا عن مدىَ علاقته بربه و لا مدىَ علاقته بالمجتمع و لا تعبر عن كفاءته في عمله ‘ ففيم التعنت إذن ؟! و السبب واضح هو أنهم جزءا من مخطط لأخونة الدولة المصرية و الإستئثار بالحكم و السلطة !!! و ـــــ خامسا ـــــ هل إطلاق اللحية لضابط الشرطة يحقق مقصد شرعي قطعي الدلالة أو مقصد ظني الدلالة أو حتى مقصد وهمي ؟! و الجواب لا وجود لنص شرعي معتبر قطعي الدلالة يقول بإطلاق اللحية لضابط الشرطة خاصة و ليس للحية أي مقصد شرعي يختص بعمل ضابط الشرطة لا من بعيد و لا من قريب و إنما إطلاق اللحية تحقق مقصد ظني الدلالة في نفوس أصحابها و المطالبين من الضباط الملتحين بإطلاقها بأنهم ينفذون السُـنة النبوية الشريفة و هذا ليس واقعيا لأن إطلاقها لا يؤثر في كفاءة أو عدم كفاءة رجل الشرطة و أمَّا من حيث أنهم يعتبرونها سُـنة نبوية فهو و إن صح اللفظ مقصد وهمي الدلالة لأنهم يعلمون أنها شكل لا يعبر عن المضمون النفسي و لأنهم يعلمون أن من دخل كلية الشرطة فلابد أن يحلق لحيته يوميا ووافقوا برغبتهم و انضموا بإرادتهم و كانوا حريصين جدا على دخول كلية الشرطة بل و دفعوا الرشوة لدخول كلية الشرطة بكامل قواهم العقلية و هذا أمرا معلوما بالضرورة لِمَن أراد الإلتحاق بكلية الشرطة !!! فهل حينما دفعوا الرشوة التي تفوق الــ 150 ألف جنيه للإلتحاق بكلية الشرطة لم يكونوا يعرفون أن الرشوة حرام ؟! أم تم تجنيدهم كضباط مستقبل تابعين للإخوان المجرمين و الوهابيين السلفيين المتنطعين و هم طلبة في داخل كلية الشرطة ؟! أم هم دخلوا بمعاونة الإخوان المجرمين و الوهابيين السلفيين المتنطعين الذين تولوا إلحاقهم بكلية الشرطة لإعدادهم بعد التخرج كشوكة في ظهر كلية الشرطة ووزارة الداخلية ؟! [ حدثنا أبو موسىَ محمد بن المثنىَ حدثنا أبو عامر العقدي حدثنا ابن أبي ذئب عن خاله الحارث بن عبد الرحمن عن أبي سلمة عن عبد الله بن عمرو قال لعن رسول الله صلى الله عليه و سلم الراشي و المرتشي قال أبو عيسىَ هذا حديث حسن صحيح ] ( حديث صحيح في سنن الترمذي ـــــ كتاب : الأحكام عن سنن رسول الله ـــــ باب : ما جاء في الراشي و المرتشي في الحكم ) فلو سألتهم كيف دخلتم بالرشوة كلية الشرطة و الرشوة حرام فسيقولون لك لم يكن أمامنا إلا هذه الوسيلة للدخول و لو بالرشوة !!! نقول لهم و نقيم عليهم الحُجة بأنهم استعملوا فقه الواقع و أخذوا بالمصلحة المرسلة في هذا الأمر بينما لم يُراعوا المجتمع كله إذا ما أرادوا إطلاق اللحية ؟؟؟!!! أليس هذا جنونا منهم و حراما عليهم أن يأخذوا من الدين ما أرادوا و يتركوا ما لا يحتاجون إليه !!! فمن الطبيعي أن آخذ من الدين ما أستطيع تنفيذه و أترك ما لا أستطيع فعله عملا بقول الله سبحانه و تعالى { لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت و عليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا و لا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا و لا تحملنا ما لا طاقة لنا به و اعف عنا و اغفر لنا و ارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين } [ البقرة ـــــ 286 ـــــ ] هذا جائز بل هو طبيعيا جدا أن يأخذ المسلم من أمور دينه ما يستطيع و يترك ما لايقدر عليه و لكن هؤلاء الخوارج يأخذون ما يريدون و يتركون ما لا يحتاجون إليه و كأن الدين دُمية يلعبون بها و يتسلون بأحكامه !!! فهم لا يطلقون اللحية من أجل تنفيذ السُـنة النبوية الشريفة و لكن من أجل المصلحة لجهات أخرى مثل الإخوان و السلفيين و ليكونوا هم ( الحمار ) الذي تمطيه الجماعات المتأسلمة العميلة للوصول لأهدافها على حساب الدين و هذا واضح جدا و و هؤلاء الخوارج ليس لهم إلا التصدي بالقوة و إلا أصبحوا سرطانا يستشري في جسد المجتمع المصري و قد ورد عنهم في الحديث الشريف [ حدثنا مسدد حدثنا يحيىَ عن شعبة عن زياد بن علاقة عن عرفجة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : ستكون في أمتي هنات و هنات فمن أراد أن يفرق أمر المسلمين و هم جميع فاضربوه بالسيف كائنا من كان ] ( حديث صحيح في سنن أبي داود ) ..... و قال الشيخ الألباني صحيح سند الحديث ..... و هذا القتل بالسيف ينادي بحق الأغلبية أن تقاتل الأقلية الخارجة عن مألوف الدين و المؤججة لنار الفتن ..... و ـــــ سادسا ـــــ هل إطلاق اللحية عند من يريد إطلاقها من ( شوية العيال ) الذين يطلق عليهم أهل الإجرام و الإرهاب ( الضباط الأحرار ) و هم بهذا يؤججون النار !!! أقول هل إطلاق اللحية عند هؤلاء الضباط له مصلحة معتبرة شرعا تقوم على دليل واضحا ناصعا من القرآن الكريم و السُـنة النبوية الشريفة أو بالإجماع مثل المقصد الشرعي المعتبر الذي يقوم عليه تحريم شرب الخمر من القرآن الكريم و السُـنة النبوية الشريفة و الإجماع أيضا ؟! و الجواب هو بكل بساطة ليست هناك أي مصلحة معتبرة تفتي بإطلاق اللحية لضابط الشرطة لا عُرفا و لا شرعا و لاقانونا و بالنسبة لحجيَّة الإجماع فالمجتمع كله يرفض إطلاق اللحية لضابط الشرطة فلماذا إذن المكابرة و التصميم من ( شوية العيال دول ) على إطلاق لحاهم بدون النظر الحقيقي لمقصد الشريعة التي صدعونا بها و بتنفيذها أم أن هذه الشريعة تنفذ على ( مزاجهم ) ؟! و الحقيقة أن ما يريدونه من إطلاق اللحية في غير موضعها و لا إطلاقها مناسبا لموضع العمل أيضا بل و لا يليق فلا داعي للخداع و هذا ما يُطلق عليه في المصالح المرسلة في علم اصول الفقه ( المصلحة المُلغاة شرعا ) و هىَ التي يشهد الشرع ببطلانها و عدم الأخذ بها أو الإعتبار بها بنص أو قياس و هىَ أيضا مِمَّا يُطلق عليه عند الفقهاء و العلماء ( المناسب الغريب ) مثل تساوي الأخ بأخته في الميراث و هذا الأمر ملغي بقوله سبحانه و تعالى { يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة إن امرؤ هلك ليس له ولد و له أخت فلها نصف ما ترك و هو يرثها إن لم يكن لها ولد فإن كانتا اثنتين فلهما الثلثان مِمَّا ترك و إن كانوا إخوة رجالا و نساء فللذكر مثل حظ الأنثيين يُبين الله لكم أن تضلوا و الله بكل شيء عليم } [ النساء ـــــ 176 ] و كذلك فإن إطلاق اللحية لضابط الشرطة ليس من المصلحة المسكوت عنها شرعا و لكن لو نفذها الناس صارت مصلحة معتبرة نافعة للمجتمع مثل ( جمع القرآن الكريم ) في مصحفا واحدا فهذا لم يقل به نصا في القرآن الكريم و لا ورد في السُـنة النبوية الشريفة و لكن استحسنه الصحابة و تشاوروا فيه فاستحسنوه و ظهر القرآن الكريم في أبهىَ صورة و من بعده نفس الموضوع حدث مع تدوين السُـنة النبوية الشريفة و من هنا تداول إلينا القرآن الكريم و السُـنة النبوية الشريفة فأصبح العمل به واجبا و قد كان أمر التدوين مصلحة مسكوتا عنها و لكنها شرعية إذا اقتضتها الظروف و تطلبتها حياة الناس ..... إذن طالما لا ( العُرف ) و لا ( المصلحة المرسلة ) و لا ( الإجماع ) يقر بإطلاق اللحية لضابط الشرطة و كذلك كما أوضحنا في ثنايا البحث و الدراسة أنه لا وجود نص شرعي صريح من القرآن الكريم و لا من السُـنة النبوية الشريفة يقول بإطلاق اللحية لضابط الشرطة فما الداعي للتمسك الأهوج بما يخالف الشريعة الإسلامية التي تنادون بها ؟! فإن كان و لابد من إطلاقها فاتركوا الشرطة و اطلقوها كما تشاءون فهذا حقكم في هذه الحالة و أمَّا فيما عدا ذلك فلا و قد قال الله سبحانه و تعالى في شأن هؤلاء { قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا ـــــ الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا و هم يحسبون أنهم يحسنون صنعا } [ الكهف ـــــ 103 ـــــ 104 ـــــ ] و قد ورد عن أمثال هؤلاء في الحديث الشريف [ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : الخوارج كلاب أهل النار ] ( حديث صحيح في صحيح و ضعيف الجامع الصغير ) تخريج السيوطي ( حم ه ك ) عن ابن أبي أوفىَ ( حم ك ) عن أبي أمامة ..... تحقيق الألباني صحيح في صحيح الجامع .....

و الله تبارك و تعالى أعلى و أعلم و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين و نعوذ بالله من حال أهل النار ـــــ اللهم أمين ـــــ

القاهرة - مارس - الأحد 10 - 3 - 2013 م الساعة 8 مساء - جمال الشرقاوي - كاتب و شاعر -








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بئس القضية
الباشت ( 2013 / 4 / 20 - 07:00 )
ياللهول..ألهذا جمعتنا؟
كل هذه السطور من أجل -جزة- شعر؟!!!
كنت قبل لحظات أقرا عن نظارات جوجل ..وكأني كنت أطير في عالم الإنجاز العلمي وفجأة سقطت على -أم- رأسي في موضوعك هذا

اخر الافلام

.. مجلس الحرب الإسرائيلي يجتمع لدراسة رد حماس على مقترح صفقة تب


.. حرب غزة: لا تقدّم في مفاوضات الهدنة.. حماس تتمسك بشروطها ونت




.. مظاهرات في تونس لإجلاء الآلاف من المهاجرين غير الشرعيين


.. مصدر مصري رفيع المستوى: أحد بنود مقترح الاتفاق يتضمن عودة ال




.. الاحتجاجات تتصاعد.. الاعتقالات في أميركا تتجاوز ألفي طالب