الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المد الشيعي .. و الجزر الوهابي

مروان عطية

2013 / 4 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


المد الشيعي .. و الجزر الوهابي
كانت البداية من بعد إنتهاء ثورة نادت بالحرية والعدالة الاجتماعية بعد إراقة دماء شباب كان ذنبهم الحلم بغد أفضل و وطن يتسع للجميع ، لتصير ( الحرية و العدالة ) شعار حزبي مجرد من معناه لجماعة الاخوان ، و تولت الجماعة الوهابية ضرب ما تبقي من مبادئ عرض أقرب حائط يصادفها .... - انها سخرية القدر- ليكون عنوان الفترة التالية مشروع ( نهضة إرادة شعب) " أي شعب ؟! " و (سنحيا كراما ) بإطالة اللحية و إستعمال السواك و تقصير الثياب و الأجر و الثواب عند التواب ... (سنحيا كراما .. لكن في الجنة ) ، ليفيق الحالمون علي كابوس تيار متمسح بالدين أول ما فعل تكفير المسلم مثله ، لم يستغرق الأمر سوي أيام لتطبيق أولي خطوات المشروع العنصري لكنه " إسلامي .. حلال !! " بفرز المسلم درجه أولي ( بضمان سنة ) عن أخيه المسلم درجة ثانية ( إستعمال طبيب ) و كان الفتح الاسلامي الجديد بهدم أضرحة في بعض المساجد بضمير مرتاح و حنجرة تهتف بالتكبير ، ثم تذيع الأبواق البشاير بالتهليل و تعلو بكلمات التكفير و اللعن علي الصوفية (وقتها) ، فصلاتهم حرام شرعا و قيامهم و ركوعهم و سجودهم بدعة ولا تنسي الشعار " كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار " و الحقيقة أن ليس كل بدعة ضلالة - لكن الشعار كده - و تتزين شوارع مصر و أسوار مبانيها بشعارات " لا تدعو الطاهرة " " الموالد بدعة " بين صور حازم أبو إسماعيل (بإبتسامته الرقراقة فوق لحيته البيضاء) وصور محمد مرسي (بجانبه ترس النهضة الذي لا يدور) ، إذن النتيجة بعد قراءة حديث نبوي أو اثنين و الفحص و المراجعة لبروتوكولات حكماء صهيون (النسخة الاسلامي) أن الصوفية خارجة عن الدين و مساجدها حلال هدمها و صلاتهم لا تجوز و مكانهم محجوز في جهنم " لا تناقش " أفكار الاسلام التي تصون حرية العبادة لمن ليسوا علي الملة – فما بالك بمن عليها ؟! – و " لا تجادل " في مسألة الحريات التي نادت بها الثورة (العلمانية) فهي حرام من الأساس ... لكن الحرية حلال لشيخهم المحتجز في أمريكا !!
لم يدهشني تبرأهم من ثورة أخرجتهم من السجون و ضمنت لهم حرية غالية و عمل سياسي لم يكن ليحلموا به ، كما لم يدهشني صمت جيش الاسلام و حارس العقيدة الأمين (الاخوان)- المسلمين عند الحاجة لصوت انتخابي أو عند الضرورة تحسبا لخطر محدق بالجماعة و إنسف الحرية و لا تحلم بالعدالة ، ما أدهشني هو خبر اجتماع السلفية بالصوفية لتعريفهم (الصوفيين) بخطر المد الشيعي ولجان شعبية بالمساجد لرصد أي بادرة تشيع ، أدهشني دخول الصوفية المفاجئ في الاسلام بعد خروجها بإجماع المشايخ ، ولا مانع من الاعتراف بها و حماية مساجدها خصوصا مسجد (الحسين) ، اذا لم تكن القضية دينية ... فلماذا كان افتعالها ؟! و لماذا الخوف المفرط من الشيعة ؟!
القضية سياسية من الطراز الأول ... إنه الخوف من المد (السياسي) الشيعي ، الخوف من خسارة معركة في حرب إيران والخليج تدور أحداثها علي أرض مصر- بم تعلل الرفض المعلن حينها لزيارة احمدي نجاد والتهليل عند كل رحلة لمحمد مرسي إلي أوروبا الملحده و زيارته للصين الشيوعية و صمتهم علي خطابات الرئاسة لاسرائيل؟ - هو الخوف علي مشروع يسير بخطاه نحو الهيمنة علي وطن لطالما احتضن الجميع رغم الاختلاف الفكري و العقائدى ، الخوف علي (إمارة مصر الوهابية تحت راية الخلافة الخليجية) من المزاحمة الايرانية علي الساحة السياسية و ظهور خصم جديد لم يكن بالحسبان ، الفزع من الجزر الوهابي بوجود تيار ديني بالاضافة للاخوان الذين سيطروا بالفعل علي كل شئ و خصوصا بعد انقسام التيار الوهابي علي نفسه في صراع سياسي بحت ، هذا ليس بدفاع عن الشيعة أو حتي الصوفية لكن تأكيد علي حرية الاعتقاد وممارسة الحقوق المدنية ، هذا بالأحري تعجبا من التشابه الواضح بين النموذج الايراني و نموذج (سنحيا كراما بمشروع النهضة) !!، لقد اتخذتم المسلمين ( سنة و شيعة و حتي الأزهر) خصوما , جعلتم النصاري و اليهود أعداء , الغرب و الشرق القاصي و الداني يخطط مؤامرة لهدم المشروع الاسلامي , استبحتم دم أبناء وطنكم لمجرد الخلاف الفكري , لا حق سواكم ولا دين بدونكم و بقية البشر في مرتبة أدني و لم لا ؟! وأنتم حراس الهيكل الاسلامي و فرسان الفضيلة , أنتم من اصطفاهم المولي لعمارة الارض و ما أتيتموها الا خرابا، أنتم من اتخذتم الانسان و الانسانية عدو بإسم الدين أنتم ...... " شعب الله المختار" !.
في النهاية ليست القضية سوى دين علي طريقة العرض و الطلب ، و يبقي سؤال ... هل سيأتي يوم لنري الجزر الوهابي يرحب بالمد الشيعي في مصر ؟ ولم لا ؟! .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ثلاثة أنياب تنهش فى البلد بحجج دينية
Amir_Baky ( 2013 / 4 / 20 - 23:05 )
بلاد الربيع العربى التى أستخدمت الإسلام السياسي فى حكمها يتصارع علية من مدخل الدين ثلاث دول. وهى دول خليجية سنية -إيران - تركيا. وكل فصيل يروج لبضاعتة كالآتى: الدول الخليجية تتمسح بالإسلام السنى الوهابى على أنه من السلف الصالح لشراء مصر عن طريق صكوك إسلامية وهذه البلاد ترفض فكرة الخلافة الإسلامية عمليا لخوف حكامها من فتح الحدود و إلغاء التأشيرات و أستفادة شعوب بالملايين للثروات النفطية هناك. إيران تريد مساعدة الإخوان لتبطل الضغط الغربى عليها و تمتدح حركتهم لأنها تسير على نفس منوال الثورة الإسلامية بإيران بخلاف الإستفادة الإقتصادية بالتعاون مع مصر. أما تركيا فبعد فشل إنضمامها للإتحاد الأوروبى تغازل الإسلاميين بإحياء الخلافة الإسلامية و تبحث عن مشاريع إقتصادية بمصر و الأستفادة من تدمير السياحة بسورية و مصر وتونس لتأخذ نصيب البلدان فى هذا المجال لنفسها

اخر الافلام

.. تأييد حكم حبس راشد الغنوشي زعيم الإخوان في تونس 3 سنوات


.. محل نقاش | محطات مهمة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية.. تعرف ع




.. مقتل مسؤول الجماعية الإسلامية شرحبيل السيد في غارة إسرائيلية


.. دار الإفتاء الليبية يصدر فتوى -للجهاد ضد فاغنر- في ليبيا




.. 161-Al-Baqarah