الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف يخرب المسلمون دينهم بايديهم-المقال السادس من سلسلة القرآن في مواجهة التراث

نبيل هلال هلال

2013 / 4 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لتمام الفائدة نوصي بقراءة مقالات السلسلة بترتيب كتابتها:
سنرى الآن كيف يتخبط المفسرون عندما يعرضون لتفسير سورة النجم :
- تفسير البيضاوي :
يقول الله :( ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى)النجم 8 ,وجاء في تفسيرالبيضاوي: (ثم دنا فتدلى) أي دنا جبريل من النبي وتعلق به وهو تمثيل لعروجه بالرسول ! – أي أن النبي طار إلى السماوات السبع وهو يتعلق بجبريل!
ورُوي عن ابن عباس في قول الله تعالى :"دنا فتدلى" , أنه على التقديم والتأخير , أي تدلى الرفرف لمحمد ليلة المعراج فجلس عليه ثم رُفع فدنا من ربه ! والرفرف لمن لا يعرف هو بساط لونه أخضر , وربما كان ذلك هو أصل خرافة بساط الريح في ألف ليلة وليلة وقصص الأطفال . ولم يقل لنا الوضاعون ما الضرورة لهذا اللف والدوران بتقديم وتأخير مالم يكن القصد هو لي المعاني واستنطاق النص بغير قصده . وكيف يكون تدلي (رفرف) بضخامة سد الأفق ! حتى يتهيأ لركوب النبي عليه- القصة كلها تكشف عن خيال بدوي لا يقوى على البعد كثيرا عن تصورات ركوب البعير والبغال . وكيف يكون الدنو من الله تعالى , أَبِرُكوب الرفرف ! وماذا عن قول الله تعالى عن نفسه :{وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ}ق16, والله يقول عن نفسه :" {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}البقرة186ويقول:{وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ}البقرة255. ويكشف هذا الكلام عن تصور بشري شديد القصور والجهل عن الذات الإلهية , وهي معان يردها النص القرآني . وما قدروا الله حق قدره .
- تفسير فتح القدير : يقولون في الآية (والنجم إذا هوى) : النجم هو النبت الذي لا ساق له , وقيل هو محمد ! وقيل القرآن لكونه نزل منجما مفرقا , وقيل هي النجوم التي تُرجم بها الشياطين , وقيل النجم هو الزهرة ....... فلا شئ ثابت مؤكد , بل كلها تخمينات وظنون وليس الظن كاليقين . وقالوا في الآية (علمه شديد القوى) , إنه الله أو جبريل !! ولا يجوز- عقلا وأدبا- القول بهذا التفسير , فلا يصح بأي حال وصف الله تعالى بأنه شديد القوى , وإنما يجوز هذا الوصف على أحد من خلقه , فالله هو القوة والقدرة والشدة المطلقة , فالإطلاق لله تعالى , وباقي الآية يقول "ذو مرة فاستوى", ومن معاني ذي مرة هو صحة الجسم وسلامته من الآفات والعاهات .
تفسير الطبري : (والنجم إذا هوى) أي القرآن إذا نزل . ومن أطرف وأسخف ما قيل في تفسير الطبري قولهم في تفسير الآية ( رأى من آياته الكبرى) , يقولون رأى رفرفا أخضر يسد الأفق ! أي بساطا أخضر اللون . وجاء أيضا في تفسير الجلالين والقرطبي نفس الكلام عن بساط الريح الأخضر الذي يسد الأفق , وما الحاجة إلى بساط بهذا الحجم إذا كان من يركبه شخص واحد , فجبريل بحسب تفسيريْ الجلالين وابن كثير له 600 جناح , فما حاجته أن يركب البساط مع النبي ! وخصوصا أن تفسير البيضاوي يقول إن النبي كان يتعلق بجبريل . ومن يقول نحوا من ذلك لا يجد من يستحمقه أو يستجهله .
تفسير الجلالين : وجاء في تفسير الجلالين أن سدرة المنتهى هي شجرة نبق عن يمين العرش لا يتجاوزها أحد من الملائكة , بينما هي بحسب تفسير القرطبي في السماء السادسة . وإليك مجموعة من الطرائف والأكاذيب التي ما أنزل الله بها من سلطان نوجزها لك من تفاسيرنا الموروثة المعتبرَة:
سدرة المنتهى (بحسب التراث): يبلغ حجم ورق شجرة سدرة المنتهى مثل آذان الفيلة ويخرج من ساقها نهران ظاهران ونهران باطنان ! وسأل النبي جبريل: ما هذا ؟ قال :أما الباطنان ففي الجنة وأما الظاهران فالنيل والفرات! ونسبوا إلى النبي قوله عن سدرة المنتهى أنه يسير الراكب في ظل الغصن منها مئة سنة , والورقة منها تغطي الأمة كلها . وقيل في سبب تسمية الشجرة بسدرة المنتهى , أن الأعمال تنتهي إليها وتقبض منها , أو أنه ينتهي علم الأنبياء عندها ويعزب علمهم عما وراءها , أو أن الأنبياء والملائكة ينتهون إليها , أو تنتهي إليها أرواح الشهداء وكل من كان على سنة محمد , أو لأنها شجرة على رؤوس حملة العرش وينتهي إليها علم الخلائق , أو لأن أعالي أغصانها تجاوز رؤوس حملة العرش ! أو...أو ... ,إن ذلك الكلام ومثله , قد لا يبدو غريبا ,حتى اللحظة التي تبدأ فيها بعرضه على ميزان العقل والمنطق .إن الإسلام الحقيقي أعظم بكثير مما يخبرنا به المشايخ والدراويش.
جنة المأوى (بحسب التراث): هي الجنة التي تصير إليها أرواح الشهداء , ويقول ابن عباس إنها عن يمين العرش ! بينما الله تعالى يقول :" وسع كرسيه السماوات والأرض" فأي يمين هذا ! وأنها الجنة التي تأوي إليها أرواح المؤمنين , وهي تحت العرش , وقيل إنها جنة المأوى لأن جبريل وميكائيل يأويان إليها. وللعاقل أن يتساءل مَن لهؤلاء الوضاعين بطبوغرافية الكون العلوي وخرائط الملأ الأعلى ! وهل هناك أي سبب معقول يدعونا إلى تصديق ذلك! يقول الماوردي في معاني القرآن له : فإن قيل لمَ اختيرت السدرة لهذا الأمر دون غيرها من الشجر ؟ قيل لأن السدرة تختص بثلاث أوصاف: ظل مديد , وطعم لذيذ , ورائحة ذكية !!!! ولا حول ولا قوة إلا بالله . انتهى المقال السادس ويتبعه السابع إن شاء الله -بتصرف من كتابنا .....بين القرآن والتراث - نبيل هلال هلال








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - من هو المخرّب
مدحت محمد بسلاما ( 2013 / 4 / 21 - 08:45 )
المفسّرون؟ وما أدراك من هم المفسّرون؟ عندما نقرأ كتبهم نستنتج أنهم غرقوا واغرقوا معهم الكثيرين من المسلمين في التفاهات والتقاويل، إذ أعطوا لكلمة واحدة الوف المعاني واخترعوا لها بيانات وفذلكات لا تحصى. وهذا ما يدفع بالعديد من المثقفين إلى الكفر بالإسلام وبقرآن محمد وبإله محمد لأنه يقول عن كتابه بأنه كتب بلغة عربية واضحة، بينما يكذبه الواقع. ما هذا الإله الذي لا يعرف معنى الوضوح والذي يحتاج إلى مفسرين لتفسير كلامه. رجاء إرحموا هذه الأمة وحرروها من إله مرائي -يضل من يشاء وبهدي من يشاء-. أريحونا منه ومن المفسرين المشعوذين المحشوّة كنبهم بالسخافات والأساطير. المخرّب هو أولا إله القرآن الذي خرّب عقل محمد وأصحابه والمؤمنين به وبكتابه. خرّب عقولهم ومسخ وجودهم وألحق بهم المذلة والهوان. ؟


2 - لا إسراء ولا معراج
محمود فنون ( 2013 / 4 / 23 - 07:02 )
الأول : أن نبيل هلال ينطلق من موقف نقدي علمي ، بمعنى أنه لا يقبل المسلمات بل يعمل فيها العقل والتفكير ومستعد أن يقبل ويرفض ويناقش ويؤيد ويعزز وينفي أية مسلمة باستخدام التفكير والرجوع الى المصادر الأساسية وأهمها القرآن ولكنه في ذات الوقت لا ينفي ايمانه بالإسراء .
الثاني :إن نبيل هلال يتذكر باستمرار في نقاشه أن الأحاديث النبوية وكل المصادر الأساسية التي كتبها الباحثون المسلمون ، كتبت بعد زمن طويل من وفاة الرسول بينما القرآن جمع من البداية بل أنه حينما جمع حمع من الرقاع المكتوبة والمادة المكتوبة بينما الأحاديث جمعت من روايات متأخرين وبصيغ متعددة واحيانا متنافية .
ثالثا : نبيل هلال هلال استخدم المنهج العلمي في البحث بمقدار ما يسمح امر كهذا باستخدام المنهج العلمي وذلك في الدراسة والمقارنة والربط بين الأحداث والربط بين الروايات وبالرجوع الى المصدر الساسي الذي يقبل به ولا يختلف عليه مع مان يسميهم مشايخ التراث وهو القرآن


3 - لا إسراء ولا معراج
محمود فنون ( 2013 / 4 / 23 - 07:03 )
رابعا : النقطة الأهم التي تغيب وغابت عن بال الكثيرين من مدوني التراث الإسلامي بعد القرآن ، أن نبيل هلال هلال أخذ كل واقعة بتاريخيتها ودرس كل آية ربطا بتاريخ نزولها وترتيب نزولها وترتيب وظروف نزول السور القرآنية كما يعرف هو من المصادر التي وثقت ذلك ، المصادر التي لا يختلف عليها اثنان .فمثلا بين لنا وبالإستناد الى المصادر الموثوقة أن سورة النجم نزلت قبل - واقعة الإسراء والمعراج -المتعارف عليها في الثقافة والذهنية الإسلامية وأن آية الأسراء نزلت منفصلة تماما عن سورة النجم وفي سورة أخرى ،بينما الذهنية الإسلامية تؤمن أن الإسراء والمعراج كانا في ليلة واحدة .
وأن ظروف سورة النجم وأسباب نزولها تختلف عن سورة الإسراء وأسباب نزولها .
أنا لست من رجال الدين ولا أدعي إمكانية نقاش المسألة كما ناقشها نبيل هلال ولكن نبيل هلال يقول - هل من مبارز - وتحدى من يناقشه .
وهو يستخلص فعلا أنه لم يكن هناك معراج وأن قصة المعراج مضافة اللى ذهنيتنا من غير مصادر قرآنية تثبتها وتشرحها .
إن أمرا كهذا مثير جدا وقد استوقفني وخاصة بعد أن تلمست جدية البحث والتوثيق وبعد أن لا حظت ضعف واسفاف تفسير عدد من الآيات التي نقلها


4 - لا إسراء ولا معراج
محمود فنون ( 2013 / 4 / 23 - 07:05 )
أنا لست من رجال الدين ولا أدعي إمكانية نقاش المسألة كما ناقشها نبيل هلال ولكن نبيل هلال يقول - هل من مبارز - وتحدى من يناقشه .
وهو يستخلص فعلا أنه لم يكن هناك معراج وأن قصة المعراج مضافة اللى ذهنيتنا من غير مصادر قرآنية تثبتها وتشرحها .
إن أمرا كهذا مثير جدا وقد استوقفني وخاصة بعد أن تلمست جدية البحث والتوثيق وبعد أن لا حظت ضعف واسفاف تفسير عدد من الآيات التي نقلها هلال من مصادرها الأصلية المتعارف عليها .
إنني لا زلت أتابع مقالات هلال هلال التي ينشرها تباعا .
إن الإيمان بالمعراج ليس واحدا من أركان الإيمان في الإسلام وبالتالي من الممكن أن يكون هذا الأمر قابلا للنقاش


5 - لا إسراء ولا معراج
محمود فنون ( 2013 / 4 / 23 - 15:59 )

20/4/2013
حول مقالاته عن المعراج.
نحن تربينا في ثقافتنا أن الإسلام عموما والقرآن خصوصا يخبرنا عن معجزة الإسراء والمعراج ، وأصبح الأمر في ذهنيتنا الدينية المتوارثة شفويا أو في الكتب بديهية لا تحتاج الى تفكير ولا تمحيص .
لم يخطر ببالي ولا مرة أن وجود قصة الإسراء والمعراج في القرآن والدين والثقافة الإسلامية هو أمر يحتاج الى تفكير ويشكل مادة تساؤل .
الذهنية الإسلامية والمدرسية بمختلف تياراتها وتلاوينها ومصادرها تتحدث عن المعراج كثابت من ثوابت العقيدة الإسلامية .
وظل الأمر هكذا في ذهني معرفيا الى أن قرأت مقالات نبيل هلال هلال .
وبتقديري أن نبيل هلال هلال يناقش الأمر من داخل البيت وليس من خارجه كما يقول هو عن نفسه، اي من وازع ديني وإيماني بوصفه مسلم ويشرح ويفسر أمر من صلب الإسلام بل ويرى نفسه مدافعا عن القرآن ، وهو لا يستخدم أية مراجع ولا أية مصادر سوى ذات المصادر والمراجع الإسلامية الأساسية المعروقة كمنطلق له وأساسها القرآن ذاته وما وجب من مصادر أخرى .
ما الفرق بين نبيل هلال هلال والآخرين ؟
هناك عدة فروق :

اخر الافلام

.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على


.. 174-Al-Baqarah




.. 176--Al-Baqarah


.. 177-Al-Baqarah




.. 178--Al-Baqarah