الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإفلات من إله الشر - الماتريكس

محمد عبد القادر الفار
كاتب

(Mohammad Abdel Qader Alfar)

2013 / 4 / 20
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


بين إله الشر(نظام الحياة المادية الذي يعدك بالمرض والهرم والموت ويتيح كافة أشكال الألم والظلم) الذي يعمل بجد واجتهاد، رغم أنه غير واع لنفسه، فهو كالآلة يفتقر إلى الأنا والوعي

وإله الخير مطلق القوة والإرادة (اللانهائي، الأنا الكلية) الذي تصلك منه نفحات من الرحمة والنور، ولكن لا تدركه تماما طالما أنك عالق في الماتريكس (نظام الحياة المادي الذي صنعناه ونسينا)...

بين أولئك... ما المناص؟ طالما أن أحدهما هو أنت الحقيقي، والثاني وهم صنعته غفلتك، غفلتنا جميعا ...

إله الشر : آلة..غير واع لنفسه، يشبه الكابوس أو الحلم الزعج الذي نصنعه بأنفسنا عبر هواجسنا ثم نعتقد أننا أسرى له طوال الليل نتعرق ويزيد نبضنا ونحن نهرب من شخوصه، لكنه يدور كالدوامة، مخلصا لأجندته التي ليس واعيا لها

وإله الخير : نحن .. الأنا ..أنت الذي تشهده، وبعضك المتخفي عنك على شكل شخص آخر تعرفه، وآخر لا تعرفه... هذا اللانهائي لا يصيبه سوء، وهو فوق أي ماتريكس، بل إن الماتريكس هو مجرد هاجس من هواجسه، لكن هذا الإله نسي أنه إله... وحين تموت، تبدأ رحلتك لتتذكره... لكن طالما أنت في هذه الحياة، تصلك منه نفحات رحمة... محبة ووصل في لحظات الصفاء والوجد ... إرشادات للتحايل على الماتريكس-الذي هو مجرد آلة ...

فأنت إن نظرت نظرة سطحية إلى العالم، فستظن أن إله الخير يتفرج على الحروب والمجاعات والظلم وكل أشكال الظلمة والانفصال وغياب النور والحب، ولا يبالي، أو هو عاجز، أو هو غير موجود... تنتظر منه الفرج... فالنظرة السطحية لا يمكن أن تسقط معها هويات ال"هو" و"الأنت" و"الأنا" ... ولو سقطت لأدركت أنك أنت الله الذي نسي أنه قادر على إنهاء كل أشكال الشر، وأخذ ينتظر الله، ويستغرق في خوفه من تخلي ذلك الله عنه...

ولكنه لا يتخلى ... الحب لا يتخلى

وصيغة الكمال في التوحيد "لا إله إلا أنا" تجلي حقيقة أنه خلف كل الصراعات والآلام والغايات والمخاوف، هناك جوهر لا-مضطر، في سلام دائم، حاضر فينا جميعا .... اذا نحن غفلنا عنه افسحنا المجال عندها -كما هو الحال- لآلة صنعناها نحن في غفلتنا، هي ماتريكس لا قلب له، اتحنا لها الفرصة كي تدير الصراعات وتغذي نظام صنع الخوف...

لكنك في غفلتك تنتظر استجابة من إله منفصل عنك، ولعل أهم تعاليم هذا الإله لك هي أن تخافه .... ما أذكى ذلك الماتريكس الآلة..! نجح في أن يجعلك تعمل لحسابه في تغذية نظام إنتاج الخوف، عبر تقمصه تعاليم الإله الذي تبحث عنه... مع انه داخلك

الماتريكس هو إبداعك الكبير في غفلتك، لا تستهن بذلك الكابوس الذي نحتناه بكل تجل ونحن غافلون، فإن له اليد الطولى طالما كنا غافلين، وفقط في حالة الغفلة، في هذه الحالة هو قادر على أن يجعل غضب "الله" يبدو على وجهك، ويجعلك عبرة للناس، ومثالا ل"سوء الخاتمة" إن هو اكتشف أنك أفشيت السر الإلهي الذي إفشاؤه كفر في عرفه... ولكن تذكر أنه مجرد آلة، تحكمها قوانين الطبيعة والدي ان ايه وقوانين الفيزياء والكيمياء، واللانهائي فوقه وحوله... غافل عن نفسه لا أكثر

لذا اعرف نفسك، تعرف ربك .. ويصبح الشيطان "الماتريكس" لا شيء ...

وتذكر:

القادر من يعلم أنه قادر

يقول العارف نجم الدين كبرى: اعلم أن النفس والشيطان والملك، ليست أشياء خارجة عنـك. بل هم أنت، وكذلك السماء والأرض والكرسي ليست أشياء خارجة عنــك، ولا الجنة والنار، والموت والحيــاة
إنما هي أشياء فيـك , فاذا سرت وصفوت، تبينت ذلك إن شاء الله








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزائر: نظام ري قديم للمحافظة على مياه الواحات


.. مراسل أوكراني يتسبب في فضيحة مدوية على الهواء #سوشال_سكاي




.. مفوضية الانتخابات العراقية توقف الإجراءات المتعلقة بانتخابات


.. الصواريخ «الطائشة».. الفاشر على طريق «الأرض المحروقة» | #الت




.. إسرائيل.. انقسام علني في مجلس الحرب بسبب -اليوم التالي- | #ر