الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العروج بين الخيال العلمي والخيال الخرافي- -المقال السابع من سلسلة مقالات القرآن في مواجهة التراث

نبيل هلال هلال

2013 / 4 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هذه المقالات موجهة أساسا للمسلم الذي يصدق خرافات العروج التي اصطنعها الملفقون بينما يكذب كلام ربه بعدم حدوث مثل هذا العروج الموهوم (كما جاء في الآية 93 من سورة الإسراء):

عندما لم يجد الوضاعون سببا معقولا للعروج زعموا أن الغاية منه هو تلقي الأمر بفرض الصلاة , وانفردت الصلاة بزعمهم بهذا الفضل لأهميتها وكرامتها , وإن كان الأمر كما قالوا , لكان تلقي القرآن أولى فهو أكرم من الصلاة , علما بأنه لم يرِد أي ذكر للصلاة في سورة النجم . ومن المعلوم أن النبي والمسلمين كانوا يصلون قبل الإسراء فكانوا يؤدون صلواتهم في مكة قبل العروج "وكان جبريل قد علَّم النبي (ص) الوضوء والصلاة في أول الوحي ( ابن الأثير – الكامل في التاريخ – الجزء الثاني- ص 50 – 51 ) . ولم يكن فرض صلاتهم في السماء . ولتلافي ذلك التعارض يذكر تراثنا "أن الإسراء وفرض الصلاة كانا أول الوحي! ( جاء ذلك في تاريخ ابن خلدون –المجلد الثاني – ص 404 نقلا عن تاريخ الطبري ).
وجاء في الكامل في التاريخ " أن أول شئ فرضه الله من شرائع الإسلام بعد الإقرار بالتوحيد والبراءة من الأوثان الصلاة وأن الصلاة لما فُرضت عليه صلى الله عليه وسلم , أتاه جبريل وهو بأعلى مكة فهمز له بعقبة في ناحية الوادي , فانفجرت فيه عين , فتوضأ جبريل وهو ينظر إليه ليريه كيف الطهور للصلاة , ثم توضأ رسول الله مثله ,ثم قام جبريل فصلى به وصلى النبي , ثم انصرف , وجاء رسول الله إلى خديجة فعلمها الوضوء , ثم صلى بها فصلت بصلاته (ابن الأثير – الكامل في التاريخ – المجلد الثاني – ص 50 -51 ) . وقالوا إن النبي أُعطي أيضا في هذه الرحلة خواتيم سورة البقرة , وقد نسي الوضاعون أنها سورة مدنية نزلت بعد أكثر من ثلاث عشرة سنة من بدء البعثة النبوية , أي أبعد زمنا من كل التقديرات والتواريخ التي تباينت فيها آراء من حدد تاريخ الإسراء . وكلام تراثنا الأصفر عن تفاصيل العروج لا يغيب عنه مفردات المجتمع البدوي البدائي الذي يكشف في يُسر حقيقة التزييف , ويدل على طبيعة الخيال البدوي الساذج , فوسيلة اختراق الفضاء والصعود من سماء إلى أخرى كانت ببساط الريح (الرفرف) مثلما كان الإسراء بدابة مجنَّحة اسمها البراق, وينتهي خفها حيث ينتهي طرفها , ولم يقل لنا أحد ما جدوى ذلك إذا كانت هذه الدابة تطير بأجنحة! وجاء في روايات أخرى أن اختراق السماوات كان أيضا بالبراق .والفرق كبير بين الخيال الخرافي وبين الخيال العلمي , فالخيال العلمي مبدع يبتكر أشياء على غير مثال سابق ولا يعدم التفسير العلمي المقبول , خلافا للخيال الخرافي الذي يختلق الأشياء دون علة مقبولة وتكون في حدود مثال سابق . فالخيال العلمي تخيل الطائرة , والخيال الخرافي اختلق بساط الريح , والخيال العلمي تصور الصعود إلى القمر ولكن بمدفع كبير وهمي له قوة دفع كبيرة تتغلب على قوة الجاذبية الأرضية وهو تفكير علمي معلل , والخيال الخرافي يتصور الطيران بحيوان دون الحصان وفوق الحمار وله أجنحة كبيرة كأجنحة الطير , فهي عقلية عاجزة عن ابتداع صور على غير مثال سابق يعرفه ولا يقدر على تصور غيره , والخيال العلمي يدور في نطاق إدراك أن الكون محكوم بعلل وأسباب لا يمكن الانفلات منها , على عكس الخيال الخرافي الذي لا يخضع لأي ضوابط . وخرافات تراثنا الأصفر محسوبة على الإسلام ,فيدُكَ منك وإن كانت شلّاء. وترد إشارات تشي بهوية مزوري هذه المرويات وبغلظة طباعهم البدوية المخالفة للروح الإسلامية ومجافاتهم للخلق الإسلامي , فبين قائل إن نبي الله موسى كان يرفع صوته على الله معاتبا , ولما استنكر النبي ذلك من موسى وسأل جبريل :"ويرفع صوته على ربه؟! أجابه جبريل :" إن الله قد عرف له حدته ! وبين قائل بأن نبي الله موسى بكى بعد أن التقى بمحمد في السماء , ولما سأله جبريل : ما يبكيك ؟ فقال : أبكي لأن غلاما - يقصد النبي محمد - بُعث من بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر مما يدخل الجنة من أمتي ! هكذا في حسد مشهود ننزه نبي الله موسى عنه , وبين قائل بقصة دهْم الملائكة لبيت النبي عبر السقف لمَّا أرادوا إعداده للعروج بشق صدره وكأن الملائكة تخالف أدب دخول البيوت من أبوابها : " وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ "البقرة189, ويبررون هذا الانتهاك لحرمات البيوت على النحو المذكور على أنه مبالغة في المفاجاة !! وما وجوب المفاجأة في هذا المقام ؟ قالوا لإعلام النبي بأن انفراج سقف بيته هو توطئة لشق صدره ! ( الإمام محمد بن يوسف الصالحي الشامي – خلاصة الفضل الفائق في معراج خير الخلائق) , وكيف يعجز الملَكان عن دخول البيت إلا بعد شق سقفه , في حين يتمكن الحمار(البراق) من اختراق السماوات العلى ! انتهى المقال السابع ويليه الثامن بإذن الله -بتصرف من كتابنا ...بين القرآن والتراث -نبيل هلال هلال








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - من هنا تولدت لمحمد فكرة البراق
نور ساطع ( 2013 / 4 / 22 - 13:01 )

من هنا تولدت لمحمد فكرة البراق

‏حدثنا ‏محمد بن عوف ‏حدثنا ‏سعيد بن أبي مريم ‏أخبرنا‏ ‏يحيى بن أيوب‏ ‏قال حدثني ‏ ‏عمارة بن غزية ‏أن ‏محمد بن إبراهيم ‏حدثه عن ‏أبي سلمة بن عبد الرحمن ‏عن ‏عائشة ‏ ‏رضي الله عنها ‏قالت ‏‏قدم رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم‏ ‏من ‏غزوة ‏تبوك ‏أو ‏خيبر‏ ‏وفي ‏ ‏سهوتها ‏ستر فهبت ريح فكشفت ناحية الستر عن بنات ‏لعائشة ‏لعب فقال ما هذا يا ‏ ‏عائشة ‏قالت بناتي ورأى بينهن فرسا له جناحان من ‏رقاع ‏فقال ما هذا الذي‏ ‏أرى وسطهن قالت فرس قال وما هذا الذي عليه قالت جناحان قال فرس له جناحان قالت أما سمعت أن ‏ ‏لسليمان ‏خيلا لها أجنحة قالت ‏فضحك حتى رأيت ‏ ‏نواجذه.


2 - لا إسراء ولا معراج
محمود فنون ( 2013 / 4 / 23 - 06:59 )
نقاش عن نبيل هلال
محمود فنون
20/4/2013

نحن تربينا في ثقافتنا أن الإسلام عموما والقرآن خصوصا يخبرنا عن معجزة الإسراء والمعراج ، وأصبح الأمر في ذهنيتنا الدينية المتوارثة شفويا أو في الكتب بديهية لا تحتاج الى تفكير ولا تمحيص .
لم يخطر ببالي ولا مرة أن وجود قصة الإسراء والمعراج في القرآن والدين والثقافة الإسلامية هو أمر يحتاج الى تفكير ويشكل مادة تساؤل .
الذهنية الإسلامية والمدرسية بمختلف تياراتها وتلاوينها ومصادرها تتحدث عن المعراج كثابت من ثوابت العقيدة الإسلامية .
وظل الأمر هكذا في ذهني معرفيا الى أن قرأت مقالات نبيل هلال هلال .
وبتقديري أن نبيل هلال هلال يناقش الأمر من داخل البيت وليس من خارجه كما يقول هو عن نفسه، اي من وازع ديني وإيماني بوصفه مسلم ويشرح ويفسر أمر من صلب الإسلام بل ويرى نفسه مدافعا عن القرآن ، وهو لا يستخدم أية مراجع ولا أية مصادر سوى ذات المصادر والمراجع الإسلامية الأساسية المعروقة كمنطلق له وأساسها القرآن ذاته وما وجب من مصادر أخرى .
ما الفرق بين نبيل هلال هلال والآخرين ؟
هناك عدة فروق :
الأول : أن نبيل هلال ينطلق من موقف نقدي علمي ، بمعنى أنه لا

اخر الافلام

.. أول موظفة يهودية معيّنة سياسيا من قبل بايدن تستقيل احتجاجا ع


.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على




.. 174-Al-Baqarah


.. 176--Al-Baqarah




.. 177-Al-Baqarah