الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


برنارد مادوف نموذجاً في النصب والاحتيال

خليل البدوي

2013 / 4 / 23
المجتمع المدني



أطلق المعاصرون لفظة "النصب"ويريدون بها الكذب، والخداع ،والاحتيال سواء اقترن ذلك ِبجُرْم أخْذ المال ،أم لا ، وقد حاولتُ البحث عن أصل كلمة النصب، فلم أجدها تطلق عند العرب على الكذب، ولكن العرب يطلقونها على قريب من المخادعة، والحيلة، ومن ذلك : وضع الشيء ورفعه وإقامته ويوضح هذا الشيء بأنه: حبل الصيد فقد جاء في أساس البلاغة :نصب حبالته وحبائله. وحبل الصيد، واحتبله: أخذه.فكأنَّ الصائد يحتال على صيده، وينصب له الفخ ليقع فيه، فالمحتال على أموال الغير ينصب فخه بالمظاهر المزيفة ،والألفاظ العذبة الخادعة، ليقع في شراكه البسطاء ،والسذّج، وربما الأشخاص العاديون، ومن إطلاقات العرب للنصب : اللحن بالقول، والكلام الملحون المنمق ، جاء في لسان العرب:ًوهو-أي النصب- ضَرْبٌ من أَغانيّ العَرب شَبيهُ الحُداءِ وقيل :هو الذي أُحْكِمَ من النَّشِيد، وأُقِيمَ لَحْنُه ،ووزنُه وفي الحديث :كُلُّهم كان يَنْصِبُ أَي يُغَنِّي النَّصْبَ ،ونَصَبَ الحادي حَدا ضَرْباً من الحُداءِ فكأن المحتال يلحن القول، ويحسنه، لكي يغري الآخرين بتصديقه ،والوثوق به، ومن إطلاقاتهم للنصب : التعب والإعياء جاء في اللسان: والنَّصْبُ وَضْعُ الشيءِ، ورَفْعُه نَصَبه يَنْصِبُه نَصْباً ،ونَصَّبَه فانْتَصَبَ قال فباتَ مُنْتَصْباً وما تَكَرْدَسا ،أَراد مُنْتَصِبا ونَصَبَ له الحربَ نَصْباً وَضَعَها وناصَبَه الشَّرَّ والحربَ والعَداوةَ مُناصبةً أَظهَرَهُ له، ونَصَبه وكلُّه من الانتصابِ والنَّصِيبُ الشَّرَكُ المَنْصوب ونَصَبْتُ للقَطا شَرَكاً ويقال نَصَبَ فلانٌ لفلان نَصْباً إِذا قَصَدَ له وعاداه وتَجَرَّدَ له فكأنَّ المحتال محارب لأصحاب المال والثروة، يريد مخادعتهم، والاستيلاء على ما بأيديهم،فيصيبهم بذلك الهم ،والحزن، والألم، حيث إن النصب يطلق أيضا عند العرب على الألم والتعب والشر والبلاء.
برنارد مادوف (بالإنكليزية: Bernard L Madoff) من مواليد 29 أبريل 1938، وهو مصرفي أمريكي أتهم بعملية نصب ضخمة.
وقد كان رئيسا لمحفظة برنارد مادوف الاستثمارية التي أنشئت عام 1960، وتعتبر شركته إحدى أكبر صناع السوق بوول ستريت، وتتاجر أيضاً بالخدمات الاستثمارية.
تم اعتقاله في 11 ديسمبر من عام 2008 عن طريق مكتب التحقيقات الفيدرالي بناء على بلاغ من ابنه، بتهمة النصب والاحتيال، وقد جمد قاضي التحقيقات الفيدرالي أصول مادوف وعين عليها حارساً قضائياً.
وتعتبر عملية النصب تلك التي تدعى بسلسلة بونزي والتي تم نصب ما يزيد عن 50 مليار دولار وأنها جرت على مدى عقود من الزمن، بأنها أكبر عملية نصب استثمارية تمت على يد شخص واحد.
وقد أعلنت بنوك أسبانية وسويسرية وفرنسية وايطالية وبنوك من دول أخرى بضياع أكثر من مليار دولار بسبب هذا المحتال.
المعروف عن مادوف أنه من المحسنين البارزين قبل إلقاء القبض عليه، فتجميد أصوله قد سبب بتوقف الكثير من تبرعاته، وقد أغلقت بعضها.
ولد مادوف في نيويورك من عائلة يهودية وزوجته روث مادوف وانجب منها مارك وأندرو.
وتخرج من كلية هوفسترا عام 1960 بتخصص علوم سياسية، ويسكن في روزلين منذ السبيعينات، وله سكن يطل على المحيط في مونت أوك بنيويورك منذ عام 1981، عدا شقته الفاخرة بمانهاتن التي قيمت بأكثر من 5 ملايين دولار.
ويمتلك بيوتاً في بالم بيتش بفلوريدا وفي فرنسا، ولديه قارب صيد 55 قدم.
أنشأ مادوف شركته عام 1960 باستثمار مبلغ 5,000 دولار جمعها -كما يدعي- من العمل بالحراسة وتركيب مرشات الحريق.
بدأ نشاطا ملحوظا بالجمعية الوطنية لتجار الأوراق المالية (NASD)، وهي منظمة ذات إدارة ذاتية لتنظيم تجارة الأوراق المالية. وتعتبر شركته إحدى أكثر خمس شركات نشاطا عند انشاء ناسداك، وشغل منصب رئيس مجلس الإدارة لناسداك ومجلس محافظيها.
وعرفت شركة مادوف بانها "ندفع لاستمرار التدفق"، بمعنى آخر ندفع للسمسار لينفذ أمر العميل وذلك من خلال شركة مادوف". وقد شكك الأكاديميين بأخلاقيات تلك المدفوعات وشبهوها بالرشوة. وقد جادلهم مادوف بأن ما دفع للسمسار هو نفسه السعر الذي استلمه العميل.
وقد جلب الكثير من أقاربه للعمل بتلك المهنة مثل أخيه بيتر والذي كان المدير العام، وأبنائه مارك وأندرو اللذان انضما للمجموعة بعد أن انهيا دراستهما، وابن اخته تشارلز وينر وابنة بيتر، و شانا والتي كانت محامية الشركة.
ويبدو أن أبناه كانا يجهلان بالإفلاس الوشيك لشركة مادوف، وحسب ما جاء بالأقوال بأن الأبناء واجها والدهما مستفسرين عن كيفية دفع الشركة المكافآت إذا كانت لا تستطيع الدفع للمستثمرين، فأقر مادوف معترفا بأنه قد انتهى، مما دفعهم بإبلاغ السلطات.
عمل مادوف كرئيس مجلس إدارة معهد (Sy Syms School of Business) بجامعة ياشيفا اليهودية ومركزها نيويورك وإسرائيل وأيضا أمين صندوق مجلس أمنائه.
كما شغل أيضاً بمجلس مركز مدينة نيويورك الثقافي، وقد تبرع بمبالغ كبيرة إلى المسارح والمستشفيات. وقد استقال من منصبه بتلك الجامعة بعد اعتقاله.
أن الاستيلاء على شي مملوك، بطريقة احتيالية بقصد تملك ذلك الشيء، أو الاستيلاء على مال الغير بطريق الحيلة نيته تملكه، أو الاستيلاء على مال منقول مملوك للغير، بناء على الاحتيال بنية تملكه.
والشخص الذي يمارس ذلك يسمي النصاب، أو الدجال، أو المحتال، وما أكثرهم في بلادنا!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رغم النزوح والا?عاقة.. فلسطيني في غزة يعلم الأطفال النازحين


.. ألمانيا.. تشديد في سياسة الهجرة وإجراءات لتنفير المهاجرين!




.. ”قرار تاريخي“.. القضاء الفرنسي يصادق على مذكرة اعتقال بشار ا


.. هل بات التحريض على المهاجرين جزءا من الصراع السياسي في فرنسا




.. منظمة الفاو تحذر من ارتفاع خطر المجاعة في جميع أنحاء غزة