الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدم الرخيص مابين مختار العصر وقائد الجهاد

واصف شنون

2013 / 4 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أطلق أنصار ومؤيدو زعيم حزب الدعوة الحاكم ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لقب (مختار العصر )عليه،وهو لقب إستخرجوه من التاريخ الدموي للعراق ،فالمختار الثقفي إنتقم من قتلة الحسين بن علي حفيد نبي الإسلام ثم قٌتل هو أيضاً فيما بعد، وهاهو التاريخ يعيد نفسه فيحصلون بأوهامهم وشعاراتهم العاطفية على مختار عصري مودرن جديد يقوم بالإنتقام من أحفاد قتلة الحسين الذين هم عراقيون بالطبع وشركاؤهم في الوطن والدين لكن ليس في الطائفة ولو أنهم على الأرجح يقصدون الإرهابيين الذين يفتكون في العراق إذا إفترضنا حسن النوايا والمقاصد ،ولسنا على يقين من أن السيد المالكي يحب هذا اللقب ويستحسنه أما لا ؟ لكنه يعرف ذلك من خلال الملصقات الكبيرة التي تقول ( إنصروا مختار العصر ) ..!! ومختار العصر هو رئيس وزراء دولة نفطية لها تاريخ وجغرافية وحضارة هامة ومركز إقليمي مؤثر وتنتمي اليها إثنيات وقوميات وأديان وطوائف مختلفة ..ويمكن لها أن تنهض مثل عملاق اقتصادي متنوع هائل لو تم التخلي عن الهوس بالسلطة وتعقيداتها التاريخية على الخصوص ،لكن مختار العصر يخرج الى شعبه ليقول أن عزت الدوري البعثي وتحالفه مع الإرهاب وراء كل حطام العراق وأنهار الدماء المسفوكة والدموع المسكوبة التي تجري وتفيض دون سدود أخلاقية ولا إنسانية .
ومن جهته أكد عزت الدوري صاحب الألقاب التالية "الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي، أمين سر القطر، القائد الأعلى للجهاد والتحرير والخلاص الوطني ،القائد العام للقوات المسلحة"، قائلًا في رسالة إلى أنصاره يوم السبت الماضي :"أنا من فضّل الله(1) وكرمه بخير وعز ومجد لم ينله أحد قبلي منذ عصر الرسالة الأول، منذ عصر الحبيب صلى الله(2) عليه وسلم وصحبه الأحبة الأبرار الأخيار، فأنا اليوم في قمة الجهاد، وبفضل الله(3) وفي سبيل الله(4)، وأنا مهاجر إلى الله (5) ورسوله بفضل الله (6)، وأنا مرابط في سبيل الله (7)، وحياتي اليوم كلها ومماتي موقوفان لله(8) وفي سبيل الله(9) ولشعبي ووطني وأمتي، أجاهد مع الجهاديين وفي قلب الميدان، ميدان الشكر ثم التسليم المطلق لإرادة ومراد ذي العرش المجيد الفعال لما يريد(10)، ثم الجهاد الأصغر جهاد الكفار والمشركين الغزاة وعملائهم وأذنابهم وجواسيسهم من المرتدين المنافقين، ابتغي وأتشوق للتشرف بإحدى الحسنيين، إما النصر أو الشهادة في سبيل الله (11)".
لقد ذكر أسم الله 11 مرة في مقطع واحدة من رسالته ، يعني صداقته مع ألله عميقة ووثيقة وكأنه صوفي زاهد متنسك بينما هو يقول أنه مقاتل ويبحث عن النصر أو الموت هذه واحدة ؟؟، الثانية أين لقب أمين سر القيادة القومية ،نريد معرفة مصيرها ومصير ملايين الدولارات التي كانت بحوزتها من أموال العراق المنهوب ؟؟؟ الثالثة حصلت رسالته على إعجاب ألاف من المعجبين ،وهذا يعني أن هناك ميل دموي إرهابي طائفي واسع النقاط لذلك فالمستقبل مخيف حتى وأن إختفى الدوري ،والرابعة أن شعبية هذا الرجل البائس في كل شيء ما كانت لها أن تتضخم لولا الحكم الفاسد في العراق والظلم الإجتماعي الهائل وطائفية الحكام ،والأخيرة كيف لقائد عظيم مثل الدوري أن يقوم ويدعم مجازر وحشية ضد أبناء شعبه !!؟؟
ومع الفريقين ،رئاسة الحكومة العراقية ولصوصها والمعارضة وإرهابييها يكون الدمّ العراقي المراق كل يوم مركباً رخيصاً فائض عن الحاجة الوطنية ، لأن الطائفية هي الإنتماء الذي يصران عليه الطرفان ، فبلاد ما بين الدم والدموع تتقهقر مابين جيش عقائدي همجي سابق الى جيش طائفي همجي لاحق ، ومن عشائر ذليلة وعشائر قومجية الى عشائر طائفية مسلحة وعشائر للبيع والشراء ، ومن معارضة عميلة سابقة تحكم الأن وميزتها التخلف والسرقة غلى معارضة إرهابية وحوشية تنام وتصحو على مذاق المجازر وآهات الضحايا ولا خلاص ..!!.
وفي الأزمة الأخيرة التي أخذت طابعاً طائفياً حاداً بين قوات الحكومة ومتظاهرين معتصمين من ( السنّة العرب )في قضاء الحويجة 55 كم جنوبي مدينة كركوك العراقية الغنية بالنفط، فأن شعار إنما المؤمنون إخوة ،هو كذبة عمرها 15 قرنا ً ،وشعار مزيف ،ويترادف مع أمنيات عاطفية غير عملية ولا واقعية مثل يا نار كوني برداً وسلاماً على المؤمنين بالاستعاضة عن اسطورة إبراهيم وهي دعوات للحفاظ على الدم العراقي المهدور بمجانية لامثيل لها ،والقصد هو أن الحكومات الحديثة في أية دولة قائمة ولها كيان ووجود رسمي يكون واجبها الرئيسي هو حماية مواطني الدولة من كل أنواع الأخطار بغض النظر عن خلفياتهم الاثنية والدينية والعرقية ...الخ وبدعم من الدستور والقانون وآدواته وسلطاته ،في سيدني حيث أعيش منذ عشرين عاماً هناك أكثر من 200 إثنية وقومية ودين وطائفة ولغة مختلفة ، يعيشون في أحياء مشتركة ويعملون سوية وينفذون واجباتهم ويعلمون جيداً ماهي حقوقهم بلا شعارات عن الإخوة ولا أمنيات عن نيران ثلجية ....!!.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتفال الكاتدرائية المرقسية بعيد القيامة المجيد | السبت 4


.. قداس عيد القيامة المجيد بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية برئا




.. نبض أوروبا: تساؤلات في ألمانيا بعد مظاهرة للمطالبة بالشريعة


.. البابا تواضروس الثاني : المسيح طلب المغفرة لمن آذوه




.. عظة قداسة البابا تواضروس الثاني في قداس عيد القيامة المجيد ب